النجاح في العمل و الاحذية الست لإدوارد بونو

النجاح في العمل من خلال الأحذية الستة!!
________________________________________
السلام عليكم :
فيما يلي عرض لكتاب :

أحذية العمل الستة

المؤلف : إدوارد دي بونو

التفكير والعمل :

قليل من الناس يجلسون ليفكروا , ولكننا جميعاً نعمل . قد تفكر بشراء شيء من السوق ثم تبادر إلى شرائه. وقد تفكر في استراتيجية جديدة للشركة ثم تقوم بتطبيق تلك الاستراتيجية. إننا كثيراً ما نظن أن العمل سهل وواضح , وأن التفكير المسبق يمهد الطريق ويجعل العمل تلقائياً وسهلاً . لكن الأمر ليس بهذه البساطة. بعض الناس لديهم نزعة واندفاع كبير للعمل , كما أن لبعضهم الآخر ميلاً طبيعياً للتفكير والابتكار. هؤلاء الناس الميالون للعمل يستفيدون من التدريب على العمل المنظم. أما أولئك الذين يفتقدون الاندفاع للعمل , فإن التدريب بالنسبة لهم ضروري جداً .

تهتم التربية طبقاً للتقاليد الأكاديمية بالوصف والتحليل , وهما أمران يمكن تعلمها بسهولة. لكن من الصعب تعليم الناس أن يتعلموا بطريقة صحيحة . ولأن عالمنا المعاصر يتطلب العمل المميز , لذلك لابد من العمل بإتقان , وهذا ما نسميه (الحذق) , أي مهارة أداء العمل. وهذه المهارة لا تقل أهمية عن مهارة القراءة والحساب .

موضوع هذا الكتاب هو الحذق والابتكار. أما إطار أحذية العمل الستة فهو يساعد في التدريب على مهارات العمل من ناحية , واستخدام تلك المهارات في لحظة أداء العمل من ناحية أخرى. فمن السهل إعطاء الناس تعليمات لأداء عمل ما. ومن السهل أن نقول لأي شخص: "كن مثالياً" ولكن فائدة هذه التعليمات محدودة جداً في الواقع. لأن طريقة أداء العمل أهم من العمل نفسه .

قبعات التفكير الست :

كنت أعطي محاضرة حول الترجمة اليابانية لكتابي السابق (قبعات التفكير الست) لعدد من كبار المديرين اليابانيين. كان بين الحضور السيد / هيساشي شينتو الذي اختير لاحقاً كرجل أعمال العام في اليابان وصار رئيساً لشركة (إن . تي . تي) التي يعمل بها في ذلك الوقت 350.000 موظف وكانت قيمة أصولها وأسهمها تزيد على أصول وأسهم أكبر خمس شركات أمريكية مجتمعة .

لقد أعجب السيد شينتو بفكرة قبعات التفكير الست واشترى عدة آلاف من الكتاب وطلب من كبار مديري شركته أن يقرأوه. بعد عدة شهور قابلته مرة أخرى فقال لي أنه كان للكتاب تأثير إيجابي كبير على موظفيه .

قبعات التفكير الست ومعانيها

القبعة البيضاء = نظرة موضوعية للأمور

القبعة الحمراء = الانفعال والحدس والتفكير الفطري

القبعة السوداء = الحذر والتشاؤم والتفكير السلبي

القبعة الصفراء = الممكن والمنطق الإيجابي

القبعة الخضراء = الأفكار الجديدة والتفكير الخلاق

القبعة الزرقاء = ضبط عملية التفكير

لاقى أسلوب القبعات الست قبولاً واسعاً بسبب سهولة تطبيقه. فهو يغير طريقة التفكير السائدة في الاجتماعات. بدلاً من أسلوب الحوار بين فريقين والذي يتخطى نمط (مع أو ضد) , يصبح من الممكن للمتحاورين إقامة حوار بناء , والأسلوب بسيط . هناك ست قبعات افتراضية لكل مشارك أن يرتدي القبعة المناسبة أو يخلعها. ويمكن لكل المشاركين في اجتماع ما أن يرتدوا قبعات ذات لون واحد في نفس الوقت . وهذه القبعات ذات اللون الموحد تعني أن الجميع يشاركون في نشاط ذهني واحد.

قد يبدو هذا سهلاً وساذجاً , ولكن قوته تكمن في سهولة تطبيقه . إنه عملي لأنه يجبر المشاركين على اللعب والتفكير , فالناس يبدون أغبياء إذا لم يلتزموا بالقواعد والأصول..

ومن مميزات هذه الطريقة في التفكير أنها :

– سهلة التعلم والاستخدام ولها تأثير فوري لأن ألوان القبعات تساعد على ذلك .

2- توفر وقتاً للجهد الابتكاري المنظم .

3- تسمح بالتعبير عن المشاعر دون خجل .

4- تسمح بالتفكير الطليق غير المقيد بالوقت بحيث يأخذ كل لون نصيبه من الوقت . وهذا يلغي الفوضى الناتجة عن محاولة مناقشة كل المشكلات في وقت واحد .

5- توفر أسلوباً مباشراً للانتقال من نمط في التفكير إلى نمط آخر دون إيذاء الآخرين أو جرح مشاعرهم .

6- تجبرنا على استخدام كل القبعات بدلاً من الانصياع لنمط واحد في التكفير.

7- تفصل بين (الأنا) و(العمل) في التفكير . مما يحرر العقول لتفحص الموضوع بشمولية.

8- توفر أسلوباً علمياً لاستخدام أنماط التفكير مختلفة في أفضل تتابع ممكن .

9- تبتعد عن أسلوب الجدل في الحوار وتسمح لجميع الأطراف بالتعاون على الكشف والابتكار.

10- تؤدي إلى اجتماعات أكثر إنتاجية.

إعداد الشخص الكامل :

كيفي نصنع الرجل المثالي ؟ كيف نحقق المثالية والتكامل ؟

هناك طريقتان :

الطريقة الأولى :

قرر عدداً من القواعد السلوكية والفنية الصارمة واطلب من الناس تعلمها واتباعها بدقة متناهية . وهذه الطريقة تلغي الحاجة إلى التفكير بما ينبغي عمله في كل موقف على حدة . وهذه الطريقة العسكرية في العمل ولكن كيف يمكننا تحديد إجراءات تغطي كل المواقف المحتملة؟ وكيف يمكننا أن نختار التصرف المناسب بين كم هائل من التعليمات ؟ وماذا نفعل إذا لم نعثر على الإجراء المناسب لموقف ما ؟

الطريقة الثانية :

حدد عدداًَ من المبادئ الإرشادية العامة , ثم اسمح للناس بالتصرف الحر انطلاقاً من هذه المبادئ . وهذه الطريقة تسمح بتفصيل العمل على قدر الموقف. أما المبادئ العامة فتوضع لتجنب الأخطاء. بينما يركز التدريب على إظهار كيف ينجح الناس أو يفشلون في تطبيق تلك المبادئ. هناك ميزة واضحة في هذه الطريقة , ولكن إذا كانت المبادئ الإرشادية كثيرة ومفصلة , فمن الصعب تذكرها جميعاً. وإذا كانت تلك المبادئ مغرقة في العمومية , فإنها لن تكون ذات فائدة عند إعداد الشخص المثالي. يمكننا بدلاً من تدريب شخص واحد ليكون مثالياً , أن ندرب ستة أشخاص ليكون كل منهم مثالياً في موقف معين. وهذا الأمر يبدو عملياً وأسهل في التنفيذ. وفي حالة طرق العمل الست يكون الأشخاص الستة شخصاً واحداً. وهذا هو منشأ أحذية العمل الستة. لقد استدعت حاجتنا لوجود طرق عمل مناسبة تقسيم العمل إلى ستة أساليب , ويمكن تطوير كل منها وتعلمه .

ست طرق للعمل :

الناس لا يتعلمون اللغات الأجنبية بالحس العام وبصورة تلقائية , بل يتعلمون الإنجليزية ثم العربية ثم الفرنسية ثم الأسبانية ثم الألمانية كلاً على حدة, ولكن بعد إتقان لغة معينة يصبح من السهل الانتقال لها والتخاطب بها كلما استدعت الحاجة .

نفس الشيء بالنسبة لأحذية العمل الستة. كل زوج من الأحذية يتميز بلون خاص ويغطي طريقة محددة من طرق العمل. ولأن كل أسلوب يتميز عن غيره بلون الحذاء , يصبح بالإمكان تعلم أداء العمل بنفس الطريقة. وهكذا يمكن تعلم أساليب العمل الستة بصورة منفصلة. ثم يتعود الشخص على كل نمط من تلك الأنماط. وهكذا فإن عملية الأداء تتكون من مرحلتين :

المرحلة الأولى :

اسأل "ما نوع العمل المطلوب هنا"؟

المرحلة الثانية :

البس الحذاء المناسب لذلك الموقف وتصرف بنفس اللون .

الإحساس بالموقف :

الإحساس بالموقف هو المهم. هذا الإحساس يرتكز على الخبرة والإدراك. فبإمكانك توقع كيف سيتصرف صديقك لأنك تعرفه جيداً. أسلوب الأحذية الستة يزودنا بمجموعة من الأنماط نستطيع أن ننظر إلى الأمور من خلالها فنراها سهلة التحقيق , وقريبة المنال , ومألوفة, مما يجعلنا نتصرف بفعالية.

زوج من الأحذية .. لماذا؟

لا نستطيع أن نرتدي أكثر من قبعة في نفس الوقت , ولكن يمكننا استخدام فردتي حذاء في وقت واحد . وهذه ميزة يمكن أخذها بعين الاعتبار. في حالة قبعات التفكير نحن نريد أن نفكر بشيء واحد في نفس الوقت – مثلما نحمل كشافاً يدوياً ونوجهه باتجاه واحد – أما بالنسبة للعمل فعلينا أن نستجيب لموقف معين دون أن نتظاهر برغبتنا في حدوث ذلك الموقف. المواقف نادراً ما تكون مجردة. في معظم الأحوال يتطلب الموقف مزيجاً من حذاءين للعمل .

ارتداء زوج من الأحذية يؤدي إلى شيء من المرونة : الأحذية الستة تعطينا خمسة عشر تشكيلاً مختلفاً. وليس من الضروري أن تتعلم كل هذه التشكيلات – فقط تتعلم أنواع العمل الستة وامزج بينها كلما لزم الأمر – وبنفس الطريقة التي يمزج فيها الرسام بين الألوان ليحصل على لون جديد .

الألوان :

ألوان الأحذية يجب أن تختلف عن ألوان القبعات بحيث تستطيع المنظمة عن ألوان القبعات بحيث تستطيع المنظمة استخدام الفكرتين دون تداخل أو إرباك. أيضاً يجب أن تكون الألوان شائعة في حياتنا اليومية , حتى يستطيع كل إنسان أن يميزها. أخيراً , كل لون يستخدم للتعبير عن عمل معين ينبغي أن يعكس طبيعة العمل .

1- القبعة البيضاء (معلومات) : الأبيض هو الورق , مستخرجات الكمبيوتر . والورق المحايد.

2- القبعة الحمراء (مشاعر) : الأحمر هو الشعلة والنشاط . القبعة الحمراء تغطي المشاعر والعواطف والحدس :"النار تتقد في الداخل".

3- القبعة السوداء (التفكير الحذر) : الأسود يرتديه القضاة. القاضي ينظر إلى الأمور بحذر بالغ ولا يلومه أحد .

4- القبعة الصفراء (التفكير الإيجابي) : أشعة الشمس والتفاؤل. تحس أنك مقبل على الحياة ونشيط مع الشمس المشرقة.

5- القبعة الخضراء (التفكير الخلاق): الطبيعة خضراء. الأخضر هو النمو , والانطلاق , والطاقة. الأفكار الجديدة تنطلق.

6- القبعة الزرقاء (تنظيم الأفكار) : الزرقة للسماء والنظرة الفاحصة . إعادة النظر في مجريات الأمور . الأزرق هادئ وحر .

الأحذية : ألوان وأشكال :

لم تكن أشكال قبعات التفكير الست ذات أهمية. كل القبعات كانت من نفس الشكل , وذلك لأن اللون هو الذي يصنع الفرق , ولكن شكل الحذاء يشير إلى طبيعته. فاللون في القبعات كان كافياً للتفريق بينها , لأن القبعات تعبر عن التفكير والخيال. أما أحذية العمل فلابد أن تكون عملية. لذلك فإن شكل الحذاء مهم لتصور طبيعة العمل الذي يعبر عنه. ولكن بعد إتقان إطار العمل يصبح الشكل أقل قيمة.

إن تخيل أحذية العمل , بألوانها وأشكالها , هو جزء مهم من عملية تعلم أنماط العمل الستة. ولنستعرض الآن ألوان وأشكال العمل الستة.

حذاء البحرية الرسمي (الأزرق) :

الأزرق البحري هو اللون الغالب على الأزياء الموحدة (يونيفورم). الأزرق يعبر عن البحرية بكل تعاليمها وإجراءاتها ورسمياتها. في أعالي البحار تعتمد النجاة السلامة على الالتزام بالتعليمات والإجراءات الصارمة. لذلك فإن العمل بهذا الحذاء يعبر عن الإجراءات الروتينية والرسمية.

السباط (البني) :

البني لون عملي . وهو كناية عن الجذور والارتباط بالأرض والقدم الراسخة. وهو أيضاً يعني الوحل والفوضى في الحالات التي تتسم بالغموض. والسباط البني حذاء ثقيل نرتديه للمهمات الصعبة. لذلك فإن نمط العمل هنا يتسم بالسلوك العملي وعدم الالتزام بالرسميات والشكليات. أي عليك أن توظف حدسك الشخصي لتقدير الموقف والتصرف من هذا المنطق. لذلك فإن الحذاء البني هو على النقيض من حذاء البحرية الأزرق.

الحذاء الطويل (البوت البرتقالي) :

هذا اللون يعبر عن الخطر والحذر والانتباه الكامل. هذا البوت يرتديه رجال الإطفاء ورجال الإنقاذ. لذلك فإن هذا النمط يعبر عن حالات الطوارئ والمواقف الصعبة , حيث يكون العمل السريع مطلوباً والسلامة هي المطلب الأول.

الحذاء الخفيف (الوردي) :

اللون الوردي كناية عن الدفء والعطف والحنان. وهذا اللون أنثوي بطبيعته ويعبر عن الحياة المنزلية المريحة والمرفهة. لذا فإن نمط العمل هنا يركز على الحب والرحمة والاهتمام بعواطف الآخرين والمواقف الحساسة.

حذاء الركوب (الأرجواني) :

بعض التركيبات المحتملة والمقترحة لأساليب العمل

لكل نمطين من العمل عدة تركيبات متداخلة ومتكاملة

الأزرق والبني = سلوك روتيني مع شيء من المرونة والمبادرة

الأزرق الوردي = إجراءات روتينية تنفذ بلطف ولباقة

الرمادي والبرتقالي = التحقيق في الموضوعات السرية والهامة

البني والرمادي = إجراء عملي للتخطيط المستقبلي

البني والأرجواني = إجراء عملي رسمي من قبل أحد المسئولين

البرتقالي والأزرق = استخدام إجراءات مقررة في حالة الطوارئ

البرتقالي والبني = إجراء عملي في موقف سريع التغير

الوردي والأرجواني = استخدام القنوات الرسمية لمساعدة الآخرين

الوردي والبرتقالي : قيادة الأزمات وإعطاء الأوامر

الأرجواني والأزرق = السلوك الرسمي والاهتمام بالشكليات

كان اللون الأرجواني شعاراً للإمبراطورية الرومانية. الأرجواني يوحي بالسلطة. وبوت الركوب يعني امتطاء صهوة الحصان. وهذا اللون يوحي بالقيادة والسلطة والإمساك بزمام الأمور. والشخص في هذا الموقف لا يتصرف بطبيعته أو انطلاقاً من شخصيته, بل انطلاقاً من الدور الذي يلعبه.

نلاحظ أن ألوان الأحذية تختلف عن ألوان القبعات , فهي ألوان مرتبطة بالحياة العادية.

كما يعبر شكل الحذاء عن طبيعة العمل المرتبط به.ولكن بعد تعلم طريقة العمل المناسبة التي يعبر عنها الشكل , لا تعود هناك ضرورة للتذكير بشكل الحذاء.

الأحذية في التطبيق :

حذاء البحرية الأزرق = العمل الروتيني:

هذه الطريقة تهتم بالرسميات والشكليات والتعليمات . تستخدم هذه الطريقة للالتزام التام بالروتين, وتقمص الموقف , ومتابعة العمل بدقة متناهية وانتباه كامل.

الروتين يوضح أفضل طريقة لأداء العمل . فهو يلغي الحاجة للتفكير بالشيء عند تكرار أدائه.وهو يقلل المخاطرة والخطأ . بهذه الطريقة تتبع الإجراءات خطوة خطوة. أما إذا استدعى الأمر بعض المرونة , فلا بأس في ذلك بشرط العودة للروتين وللمسار الأول بسرعة.

قد نكتشف أحياناً ضرورة تغيير الروتين ولكن تغيير الروتين شيء واتباعه شيء آخر. لا ينبغي تغيير روتين العمل أثناء أداء العمل الروتيني , فالتغيير يحتاج إلى ارتداء حذاء آخر. وعلى الرغم من أن الروتين مقيد بشكل عام , إلا أنه يتضمن نوعاً من الحرية في الأداء. فهو يعفينا من التفكير بأمور أخرى أثناء العمل. فعندما تقرر استخدام حذاء البحر كرمز لطريقة العمل , حاول أن تكون دقيقاً ما استطعت.

الحذاء الرمادي = البحث والاستقصاء:

الرمادي يوحي بالغموض وعدم التأكد. وذلك يتطلب جمع المزيد من المعلومات والاستقصاء. وهذا اللون مرتبط بالشكل المطاطي الخفيف. فهذا العمل يتطلب الهدوء والمرونة والتفكير الحر والموضوعية, لأن المعلومات تستخدم لجلاء الغموض وزيادة الثقة.

أحياناً يتم جمع المعلومات بطريقة منظمة وباتباع أساليب عملية مدروسة. وأحياناً يتم وضع فرضية معينة ثم تجري محاولات لإثبات صحتها أو عدم صحتها. والمعلومات تؤدي إلى إثبات النظرية أو نفيها , ومن ثم تبدأ عملية جمع معلومات جديدة.

والغرض من جمع المعلومات والتدقيق والتحري هو الموضوعية وليس إثبات وجهة نظر جاهزة. لذلك يفضل أن نحاول إثبات فرضيتين في نفس الوقت حتى لا ننحاز إلى إحداهما . وبذلك تكون المرحلة الأخيرة لجمع المعلومات هي فحص النظرية الصحيحة , وعدم التشبث بفرضية محددة قبل ثبوت صحتها.

الحذاء البني = الواقعية وإدارة الممكن :

هذا الحذاء يلائم معظم المناسبات . بهذه الطريقة يتم التركيز على الجوانب العملية وتحقيق الممكن. فالمسألة تتعلق بالمصلحة والمنفعة قبل أي شيء آخر. هنا لابد من المرونة وتعديل طريقة العمل تبعاً للموقف . ولابد من تحديد الأهداف والأولويات بدقة ووضوح.

طريقة الأداء هنا مرتبطة بالغايات والأولويات والمبادئ العامة. والسلوك يحدد طبقاً لروتين رسمي أو خطة سابقة . لذلك فإن الفعالية والبساطة أمران في غاية الأهمية. وهدف أي عمل هو تحقيق أقصى قدر من الفعالية والإنتاجية.

الحذاء البرتقالي = إدارة الأزمات

البرتقالي هو لون الخطر والنار والانفجارات.يرتدي هذا الحذاء عمال الطوارئ والإنقاذ. فهو مرتبط بالأزمات والمواقف التي تتطلب رد الفعل السريع والجرأة . ففي المواقف غير المستقرة وعند صعوبة التوقع وعندما يزداد الأمر سوءاً, لابد من إجراء سريع وحاسم.

يهدف هذا النمط من العمل لمواجهة الخطر. وقد يتطلب هذا الدخول إلى قلب الحدث ومواجهته مباشرة أو إبعاد الناس من مكانه. وإذا كان لابد من خطة عمل فيجب أن تكون دقيقة وتحدد مراحل العمل . يجب أن يعرف كل مشارك ما يجب عمله ومسؤولية كل طرف. الاحتياطات والخطط البديلة ومن الاعتبارات الضرورية في هذا المجال. كما أن المرونة ضرورية في حالة فشل الخطة الموضوعة. ويجب جمع أكبر قدر من المعلومات والاستعانة بالخبراء.

كذلك فإن الشجاعة مطلوبة لاتخاذ القرارات وتنفيذ العمل. وعلى الرغم من أن العواطف والانفعالات تتداخل في المواقف الحرجة , إلا أن التقدير الدقيق للموقف أمر ضروري. ومهما كانت نتائج العمل الطارئ , فمن السهل دائماً القول بأنه كان بالإمكان أبدع مما كان.

الحذاء الوردي = الناس أولاً :

اللون الوردي لطيف ورقيق. وهذا الحذاء المريح يعبر عن الرفاهية والدعة. هذا النمط من العمل يركز على مساعدة الآخرين والتعاطف معهم. ولكن الشعور المجرد لا يكفي , إذ لابد من اقتران الحب بالعمل. حتى وإن كانت المشاعر غير جياشة. فإن مجرد الاهتمام بالناس يسعدهم. فهذا النمط يركز على الاهتمام بالناس لأنهم بشر.

الاستماع إلى الآخر جزء هام من هذا العمل. وضع الناس أولاً هو المهم. ويمكن استخدام هذا النمط أحياناً للمواساة ولعلاج مشكلات ناتجة عن طرق عمل أخرى. فيمكن استخدام الحذاء الوردي جنباً إلى جنب مع طرق أخرى قد تؤدي إلى إلحاق ضرر غير متعمد بالآخرين. كما أن تفهم مدركات وقيم الآخرين هو مفتاح للاهتمام. فالتفهم يسبق اتخاذ الإجراء المناسب.

حذاء الركوب الأرجواني = القيادة الإدارية:

اللون الأرجواني رمز للسلطة . وحذاء الركوب رمز للمنزلة الرفيعة . فهو يستخدم للعب الأدوار الرسمية. فالشخص الذي يلعب الدور الذي يعبر عن نفسه , بل عن مكانته ومنصبه. لذا يجب أن يتوافق العمل مع الواجبات والالتزامات والتوقعات المنتظرة. أحياناً يمكن تعديل السلوك الرسمي الصارم بارتداء الحذاء الوردي للتخفيف من وطأة الموقف, ومع ذلك تبقى الواجبات الرسمية على رأس الأولويات . فمن المهم عدم التنازل عن السلطة أو التردد في استخدام الصلاحيات حتى لا تفقد القيادة مصداقيتها. ولكن ليس أي اشتراطات للقيام بأعمال غير مشروعة أو غير أخلاقية حتى وإن كانت ضمن الصلاحيات. فهذا يدخل في باب التعسف في استعمال الحق. وهو يتعارض مع نمط الحذاء الوردي.

الأعمال المركبة :

من مميزات استعمالنا الأحذية للتعبير الرمزي عن العمل , أننا نستخدم دائماً فردتي حذاء في نفس الوقت. وإن كان من غير المألوف أن نرتدي فردتي حذاء مختلفين في الشكل. إلا أنه يمكن المزج بين الألوان. فلو أضفنا الرمادي إلى الأزرق فإننا سنحصل على لون جديد . وهذا الأمر يحدث في حياتنا العملية كل يوم تقريباً. فمما لا شك فيه أننا نحتاج أحياناً إلى طريقتين مختلفتين من العمل والسلوك لمواجهة موقف مركب. وهناك ثلاثة أنماط للتركيب هي :

1- التركيب المتوازن :

في هذه الحالة ندمج أسلوبين من العمل على أن نوازن تماماً بين الأسلوبين , بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر.

2- التركيب الغامض :

في هذا الموقف نحن نعرف أننا نحتاج لأحد نمطين. ولكننا غير متأكدين أيهما أفضل , ولذلك نستخدم النمطين المحتملين حتى نتأكد أيهما أفضل.

2- التركيب المعدل :

في هذا النمط يسيطر أحد الأسلوبين على الأداء بينما يستخدم الأسلوب الثاني للتلطيف أو للتغيير الجزئي , مع المحافظة على غلبة النمط الرئيسي.

السهل الممتنع :

بعض الناس يحبون الأشياء المعقدة. فهم يعتقدون أن طرق العمل السهلة غير جادة ولا تستحق التجربة. ولكني أرى أن الأشياء السهلة بطبيعتها أفضل في الاستخدام. ولن أعتذر عن بساطة الأفكار في هذا الكتاب. إذا استخدمتها ستكتشف أنها قابلة للتطبيق العملي ومفيدة. بعض الناس يشعرون بالإهانة إذا علمناهم كيف يتصرفون. وإطار أحذية العمل الستة بسيط وسهل الاستخدام دون أن يقلل من شأن الآخرين.

العمل وليس الوصف :

من المهم القول أننا لم نبتكر إطار أحذية العمل الستة ليكون وصفاً أو تصنيفاً لأنواع العمل. هدف الإطار تحديد أسلوب العمل مقدماً بحيث يستطيع الشخص أن يتصرف في حدود هذا الإطار. وهذا يعني أن نقرر طريقة العمل أولاً, ثم نتبعها, لا أن نستخدم الإطار لوصف أعمال قمنا بها .

إن تأسيس إطار عملي للأداء لا ينبثق من الممارسات الأكاديمية التقليدية التي تقوم أساساً على التحليل . فمن الأفضل أن نعمل بطريقة صحيحة لا أن ندرس العمل الذي انتهينا منه . لذلك لا ينبغي استخدام طرق العمل لتصنيف العاملين , لأننا نريد أن يكون كل منا قادراً على تقمص واستخدام طرق العمل الست. إننا نريد أن نغير سلوكنا من خلال تغيير طريقة العمل وليس تغيير طريقة العمل من خلال تغيير السلوك

خلاصة الخلاصة :

طرق أداء العمل والتصرف في المواقف المختلفة تتعدد وتتنوع, ولكنها تتوقف على طبيعة الأشخاص القائمين بالعمل..فهناك أشخاص يمتلكون القدرة على التصرف في الموقف دون حاجة إلى من يرشدهم وذلك من واقع خبراتهم ودراستهم للمواقف المختلفة.. وهناك أشخاص يحتاجون دائماً إلى من يقول لهم ماذا يفعلون في كل موقف يواجهونه؟

(وأحذية العمل الستة) توفر أسلوباً عملياً لاستخدام أنماط تفكير مختلفة من أفضل تتابع ممكن.

إنها تحاول الاستفادة من الخبرات السابقة كمرجع عملي للتصرف.. وطبيعة الأداء فيها تتكون من مرحلتين:

المرحلة الأولى : اسأل ما نوع العمل المطلوب هنا؟

المرحلة الثانية : البس الحذاء المناسب لذلك الموقف وتصرف بنفس اللون.. إذ أن شكل الحذاء يشير إلى طبيعته.

• الحذاء الأزرق : يعني الالتزام بالتعليمات والإجراءات الصارمة.

• الحذاء الرمادي : يعني البحث والاستقصاء والتحري وجمع المعلومات قبل اتخاذ القرار.

• الحذاء البني : يعني تعديل طريقة العمل تبعاً لموقف بما يحقق المصلحة والمنفعة قبل أي شيء آخر.

• الحذاء البرتقالي : يعني اتخاذ إجراء حاسم وسريع , هذا يتطلب الدخول إلى قلب الحدث ومواجهته.

• الحذاء الوردي : يعني أن وضع الناس أولاً هو المهم , ومن ثم يجب عدم إلحاق أي ضرر بهم لتحقيق أي مصلحة أو منفعة.

• الحذاء الأرجواني : يعني السلطة , فالشخص الذي يلعب الدور لا يعبر عن نفسه بل عن مكانته ومنصبه , ويستخدم للعب الأدوار الرسمية.

واستخدام هذه الأفكار سوف يساعد على التصرف في المواقف المختلفة وفقاً للأسس الموضوعة , كما يتيح الفرصة لمزج الألوان ببعضها للوصول إلى الجديد.. وهذا لا يعني أن هدف الإطار هو تحديد أسلوب العمل مقدماً بحيث يستطيع الشخص أن يتصرف في حدود هذا الإطار, بل يعني أن نقرر طريقة العمل أولاً , ثم نتبعها , لا أن نستخدم الإطار لوصف أعمال قمنا بها. إننا نريد أن نغير سلوكنا من خلال تغيير طريقة العمل وليس تغيير طريقة العمل من خلال تغير السلوك.

الزميلة الفاضلة
بارك الله فيكي على هذا الموضوع الشيق
أستاذتنا الفاضلة /نبيهة
بوركت جهودك الطيبة وفي ميزان حسناتك وشكرا لك
كل الشكروالتقديرللاستاذة نبيهه على هذا الموضوع الرائع
الأخت الأستاذة نبيهة، متى نتخلّص من هذا ( الهراء ) ؟ مرّةً يعرضون أفكار(هم) على شكل ( قبعات ) ومرّةً أخرى يعرضونها على شكل ( أحذية )، ونحن في مطلع القرن الواحد والعشرين معلّقون بين السماء والأرض، لا ملامح لنا ولا أسارير.. متى نتخلّص من هذا الفكر ( البرجوازيّ ) و( الاستهلاكيّ ) و( المعولم ).. ونبحث عن وجوهنا في فكرنا ( العربيّ ) و( الإسلاميّ ) الزاخر ؟
لك خالص مودّتي وتقديري.
جزاكم الله خير وشكرا لجهودكم الرائعة

موفقين ان شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top