تعيش يا معلم و تأكل غيرها

حضر المراسم اليومية ..

الطابور الصباحي
النشيد الوطني

الإذاعة المدرسية ..

لم يدر بخلد الأستاذ عبدالله مدرس اللغة الإنجليزية أن يومه هذا سيكون مختلفاً عن بقية الأيام
وأنه لن يعود إلى منزله كالعادة
بل سيدخل العناية في مستشفى الملك فهد بعد ساعات قليلة

لم يكن عبدالله بن رشيد يعلم وبرغم المؤشرات الكثيرة أن زمن تقدير المعلم ولى
وأن احترام المعلم أصبح من مخلفات الماضي
وأن خد المعلم هو أوسع خد يلطمه من اليمين هذا ثم يرد عليه في الشمال ذاك

ونسي أنالمعلم أصبح شماعة أخطاء الكل
فهو الشماعة التي يعلق عليها الجميع أخطاءهم
من وزارته العتيدة
وأسر الطلاب
وإدارة مدرسته ومنطقته
والإعلام
حتى في الأفلام والمسرحيات استهزؤا به وجعلوه أضحوكة لمن هب ودب ..

إنه المعلم أيها السادة
ذاك المخلوق المحسود … مما أنعم الله عليه من الرواتب والمكافآت المجزية والمكانة الراقية

لهذا لم ينقص عبدالله بن الرشيد إلا أن يتربص به طلابه الذين أرادوا أن يتسلوا به
فكم شاهدوا أفلاماً ومسرحيات يضرب فيها المعلم ويستهزأ به
وكم مارسوا ألعاباً كان فيها المعلم هو الهدف لرصاص بنادقهم

فلا يضير أن يلعبوا نفس اللعبة على الطبيعة وليكن معلم اللغة المكروهة " الأنجليزية "

لهذا جلسوا يتربصون بمعلمهم عبدالله بآلة حادة
وما أن وجدوا الفرصة سانحة حتى أنهالوا عليه ضرباً إلى أن سقط مغشياً بعد أن أحكموا إغلاق باب الفصل

فيما جرب آخرون نوعاً آخر من التسلية وذلك بتصوير الاعتداء بواسطة الهواتف النقالة في دلالة واضحة على تبييت النية والترصد بالمعلم المغدور

ادخل العلم إلى المستشفى في حالة خطرة يرثى لها حيث أصيب بإصابات بليغة في الوجه والعينين.

وأطلق سراح الطلاب بعد التحقيق معهم بالكفالة لصغر سنهم

وتعيش يا عبدالله وتأكل غيرها …

وبعدين الظاهر أن الطلاب شاليين في خواطرهم من المعلم وايد

في ذمتكم في معلم ينضرب بهذه الطريقة من دون سبب؟؟؟