التصنيفات
الالعام لمادة الفيزياء

تقرير عن

من المقبول على نطاق واسع أن التعرض لجرعات كبيرة من الاشعاع شئ ضار يمكن أن يتسبب في الاصابة بأنوع مختلفة من السرطان مثل اللوكيميا.
فما يحدث في أعقاب تفجيرات قنبلة ذرية والغبار الذري المتساقط من اختبارات الأسلحة النووية بالاضافة إلى حوادث الاشعاع أكبر دليل على ذلك.
لكن بعض الخبراء يعتقدون أن التعرض لنسب ضئيلة من الاشعاع ربما يكون مفيدا للانسان، حيث يقولون إن التعرض لجرعة ضئيلة من الاشعاع مثل ما يحدث خلال فحوصات أشعة إكس والفحوصات الطبية الأخري قد يكون له تأثير إيجابي على الجسم إضافة إلى تشخيص الأمراض.
يأتي هذا في الوقت الذي يقول فيه خبراء آخرون ومنهم هؤلاء الذين نصحوا الحكومة بشأن مستويات الاشعاع، إن التعرض للأشعة قد يزيد من فرص الاصابة بالسرطان.
وأوضح الدكتور باول دوبينز، من الكلية الملكية لأخصائي العلاج بالأشعة أن: "المجتمع العلمي منقسم على ذاته في هذا الصدد".
وأضاف: "لدى كل من المجموعتين أدلة علمية وتقارير تدعم موقفهم ومن ثم فإن الأمر يبقى معلقا".
وقدر الباحثون الذين نشروا دراستهم في دورية لانست الطبية في يناير أن التعرض لمزيد من الاشعاع من اختبارات أشعة أكس الطبية سيزيد المخاطر على الشخص في بريطانيا من الاصابة بالسرطان في سن 75 عاما، بمعدل 0.6 بالمئة.
وهذا بدوره يعادل نحو 700 حالة من 124 ألف حالة سرطان جديدة يتم تشخيصها في بريطانيا سنويا.
وقال الدكتور مايكل كلارك من اللجنة القومية للحماية من الاشعاع التي تنصح الحكومة بشأن مستويات الاشعاع الآمنة: "نعرف أن الاشعاع يدمر خلايا الحامض النووي (dna). والمشكلة تتمثل في أنه مع المستويات المنخفضة يكون من الصعب إجراء أي تجارب على الحيوانات أو على الانسان ومن ثم فإننا نبني الأشياء على افتراضاتنا".
وأضاف: "أكثر حكم علمي مقبول يتمثل في أن أي مستوي من الاشعاع يكون ضارا لأن آلية تدمير الحامض النووي هذه ستحدث حتى لو أصيبت خلية واحدة فقط".
واستطرد: "نعتقد أن هذا ليس بالأخص شيئا جيدا. لكن بالطبع مخاطره بسيطة".
ويختلف البروفيسور زبيجنيو جاورويسكي، الرئيس السابق للجنة الأمم المتحدة المعنية بتأثيرات الاشعاع مع وجهة النظر هذه.
وأشار جاورويسكي إلى أن دراسة أجريت في مدينة رامسار الايرانية أظهرت أن تعرض الأشخاص بشكل روتيني إلى نسب أكبر بكثير من النسبة الموصى بها في بريطانيا في ذلك الوقت لم تخلف ضررا.
وقال جاورويسكي: "لقد عاش في هذه المنازل أجيال كثيرة ولم يثبت وقوع أي ضرر. ووصل عمر أحد النبلاء الذين عاشوا في هذه المنطقة إلى 100 عام".
إشعاع جيد
وقال البروفيسور جاورويسكي إن الرأي القائل إن مستويات منخفضة من الاشعاع ضارة لا يعدو كونه "افتراضا".
في حين يعتقد البروفيسور المتقاعد جون كاميرون من جامعة ويسكونسين في ماديسون أن مستويات الاشعاع المنخفضة ربما تكون مفيدة بالفعل لصحة الانسان حيث تقوي جهاز المناعة الذي يحارب العدوى.
وقال كاميرون: "من المعروف أن الاشعاع يثير جهاز المناعة. وتظهر الدراسات أن الحيوانات تعيش أطول مع زيادة الاشعاع".
وأضاف: "أعتقد أن الدراسة التي أجراها الباحثون البريطانيون هي أهم دراسة نشرت حتى الآن حول التأثيرات الصحية لمعدل الجرعات المعتدلة من الاشعاع".
فقد قارنت الدراسة بين معدل وفيات علماء الاشعاع البريطانيين الذين عايشوا مجتمعا إشعاعيا في الفترة بين عامي 1897 و 1979 من الأمراض السرطانية وغير السرطانية ومختلف الأسباب بالنسبة لجميع الأطباء غير المختصين في مجال الاشعاع في انجلترا وويلز.
وقال البروفيسور كاميرون: "ليس هناك دليل على تأثير الاشعاع على أمراض غير السرطان حتى في أطباء الاشعاع الأوائل على الرغم من حقيقة أن الجرعات الكبيرة التي تعرضوا لها ارتبطت بأكثر من الضعف في معدل الوفيات بين من نجا من التفجيرات النووية في اليابان".
وأضاف: "لا أشك في أن التعرض لنسب ضئيلة من الاشعاع مفيد. والمشاكل تتمثل في أنه ولا دراسة واحدة من هذه الدراسات تثبت علميا هذا الاستنتاج لأننا سنحتاج إلى إجراء دراسة عشوائية بتعريض بعض الأشخاص للاشعاع وعدم تعريض البعض الآخر".
وأشار كاميرون إلى أن هذا سيكون صعبا من الناحية العملية بسبب المشكلات الأخلاقية التي ستضعها.
ولم يتفق البروفيسور ادريان ديكسون مدير قسم العلاج بالاشعاع بمستشفى ادينبروك في كمبردج مع وجهة النظر هذه.
وقال: "لا أعتقد أننا سنقترب يوما ما من معرفة هذا الأمر بالتأكيد".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.