دور المُعلّم في المجتمع

دور المعلم في المجتمع

يختلف دور المعلم في المجتمع عن أدوار أصحاب المِـهن الأخرى ، فإذا كانت العلاقة بين الفرد والطبيب أو المهندس أو المحامي تنتهي بمجرد انتهاء السبب الذي جمع بينهما ، فإنّ علاقة المعلم بطلابه أو بأولياء أمورهم أو بكل مَـن له علاقةٌ بهم تستمرّ لفترةٍ ليست بالقصيرة، مما يجعلهم ينظرون إليه من خلال تعاملهم معه نظرة فاحصة مدققة تبحث عن جوانب الصلاح والقدوة فيه ، وتقيس بمقياسٍ حسّاس كل ما يصدر عنه من سلوك وما يقوم به من تصرفات .

ومن جهة أخرى ، فإنّ للمعلم دوراً اجتماعياً بالغ التأثير في حياة أفراد المجتمع الذي يعيش فيه ، يقتدي به طلابه وطلاب الحي الذي يسكنه ، ويقلدون سلوكه ، مما يفرض عليه أن يدرك بأن عمله المهني يخرج عن نطاق أسوار المدرسة التي يعمل بها ، ليمتد إلى البيئة المحيطة به أينما وجد.

فإذا كان المعلم مؤهّلاً للريادة الاجتماعية وقيادة الفكر في مجتمعه ، فإن ذلك ينطلق من طبيعة تأهيله المهني في مؤسسة إعداده وتدريبه ، إذ إنّ برنامج إعداده وتدريبه ينبغي أن يجعل منه شخصاً قادراً على التنظيم وإقناع الآخرين ونيل ثقتهم ، مما يجعله أكثر قدرةً من غيره على لَـمِّ شمل طلابه وأولياء أمورهم لمناقشة قضايا مجتمعهم وحلّ مشكلاته ، أو إقناع أفراد المجتمع وتشجيعهم من أجل المساهمة في المشروعات التي تخدم مجتمعهم وبيئتهم ، أو تقديم العون المادي والمعنوي لمن يحتاجه من أفراد المجتمع .

ويفرض هذا الدور على المعلم أن يكون محطّ أنظار الآخرين بصفةٍ دائمة ، مما يتطلب منه الحرص على التحلي بأخلاق حميدة ، كما يفرض عليه أن يُـحسن اختيار أصدقائه ومرافقيه والأماكن التي يقضي فيها أوقات فراغه ، وبالتالي يقع عليه عبء القيام بدور القدوة في العبادات والسلوك والفكر ، إذْ لا سبيل أمامه سوى أن يكون عند حُســن ظنِّ المجتمع به.

وفي مجال التربية ، يُـجمع التربويون على أنّ المعلم هو العامل الرئيس في العملية التربوية ، وإنّ أفضل المناهج وأحسن الأنشطة والطرائق وأشكال التقويم لا تُحقق أهدافها بدون وجود المعلم الفعّال الذي أُعِـدّ إعداداً جيداً ، والذي يمتلك الكفايات التعليمية الجيدة، لذلك فهو ركنٌ أساسيٌّ من أركان العملية التعليمية ، ومن أجل ذلك أعطته الدول والمجتمعات منزلةً كبيرة ورفيعة على اختلاف أنظمتها واتجاهاتها .

إن المعلم هو الشخص الـمُـؤتمن على الثروة البشرية ، فهو المسؤول عن رعايتها وتربيتها وتنشئتها السليمة بما يحقق أهداف المجتمع.

وقبل أن أختتم القول أهمس في أذن المعلم قائلاً:

يا مَـنْ يُـجلُّـكَ كُـلُّ قلـبٍ نَـيِّرٍ

ويحطُّ قَـدرَكَ ناكرُ الخيراتِ

أَوَلَسْـتَ في المَـيدانِ فارسَ أُمَّـةٍ

جَـهِـلتْ بأنَّـكَ مصنعُ الصَّـهَـواتِ

د. أكرم جميل قنبس

موجّه اللغة العربية

..

أٍستاذنا الفاضل الدكتور أكرم جميل قنبس

شاكرين طرحك الطيب أستاذ ، باركك الرحمن

أختكم : الحور الغيد

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top