حانَ الوداعُ فكانَ صوتُ الداعِي *** كَالبَيْنِ عِندِي مثل صوتِ الناعِي
انطلقت قبل أذان الفجر ميممًا وجهي نحو العلا، أقطع الصحاري والقفار، لا أخشى إلا الله سبحانه، حيث الأمن والاستقرار التي تنعم به بلادنا الغالية،
وبعد ست ساعات من السير المتواصل وصلت إلى تلك الديار التي لا أ عرف فيها أحدًا.. اتجهت إلى إدارة التعليم التي اكتظت بجمع غفير من المدرسين من أهل المنطقة، عليهم آثار الفرح بالتخرج والتعيين في نفس المنطقة، لفت نظري حديث بعض المشرفين أن هناك مدرسة هي أفضل مدرسة في المنطقة رغم بعدها عن العلا (35 كم)،
ووزعت خطابات التوجيه، وأخـذت خـطـاب التوجـيه وإذا بي أوجه إلى تلك القرية التي فيها المدرسة التي أثنى عليها البعض، وفي الطريق إليها تهت ثلاث مرات مع أنها لا تبعد أكثر من (35كم) عن إدارة التعليم!!
وكان الطريق معبدًا، كنت أشعر بالغربة وألم فراق الأهل، وأسأل نفسي ماذا أمامي؟ هل سأجد من سيقف معي ويواسيني؟! هذا غير قلق أهلي وانتظارهم لأخباري وأحوالي؟؟
فكنت بحق بحاجة ليد حانية تخفف عني، وحينما وصلت إلى المدرسة إذا الطلاب قد انصرفـوا في منظر مازال عالقًا بذاكرتي، وإذا بالمدير قد خرج منها ولـكن تسنى لي أن أدركه عند إحدى المحلات التجارية،
وسلمت عليه، وأخبرته بأنـي قد وجهت إلى مدرسته، فرحب بي وهش وبش وقال: اليوم انتهت الدراسة وغدًا تأتي بمشيئة الله للمدرسة، ثم بعد ذلك دعاني للغداء وأصر على ذلك، فرفضت بشدة حياءً منه،
رجعت إلى إدارة التربية وطلبت منهم تغيير المدرسة، وأني لا أرغبها لأنها بعيدة، وأصررت على ذلك، وأدخلت من الوجهاء عند مدير التربية الأستاذ الفاضل إبراهيم القاضي،
فقال لي أحد الإخوة: يا أستاذ عبد الله! أنت جرب المدرسة وبعدها سيكون خير، ولما كان من الغد ذهبت إلى المدرسة، وكان هناك أربعة معلمون مستجدون من مختلف المناطق، فرحب بنا المدير، وشرح لنا وضع المدرسة وسير العمل، وأطلعنا على الفصول من خلال جولة فيها، وجعل لنا حرية الاختيار، وبعد ذلك أقام للجميع وليمة عشاء ترحيبًا بنا،
ولحسن معاملته وطيب معشره أصبحنا نخجل منه في أي طلب، وذهبنا إلى وكيله الأستاذ/ عادل محمد عبد الواحد الذي لا يقلّ تقديرًا واحترامًا عن مدير المدرسة، وشرحنا له وضعنا، فرد علينا بكلام طيب، وأبدى استعداد الإدارة للتعاون وتقدير الظروف،
اتصلت بأهلي وبشرتهم أنني بخير، وأن الله وفقنا بمدرسة رائعة، وبمدير فاضل، سارت الأيام وما يزال المدير يبدي لنا الاحترام والتقدير، ويسعى إلى تحفيزنا، ورفع معنوياتنا وكفاءتنا بالتوجيه والإرشاد إلى ما نحتاج إليه في مجال عملنا،
وحيث إن رواتب المدرسين المستجدين تتأخر قال لي إحدى المرات فيما بيني وبينه: إذا كان لك حاجة أو تريد مساعدة مالية فنحن إخوة، واعتبرها سلفة، فزادت هذه الكلمات قدره ومنزلته!! كذلك إحدى المرات وفي يوم الأربعاء قال: هل ستذهب لأهلك بالقصيم ؟
قلت: نعم، قال: اخرج بعد الدرس الثالث حتى تصل إلى أهلك قبل الليل، لأن المسافة (750كم)
كل ذلك خوفاً علي من السفر بالليل، خرجت من المدرسة وأنا أتعجب من معاملته وطيب معشره، وكنت أسأل نفسي ما مصلحته في؟ فلست أخاه ولا قريبه، وأنا معلم بسيط، وحتما سأنتقل إلى أهلي بعد عام، فكنت طوال الخط وأنا أدعو له، فكان نعم الأخ ونعم الصاحب وخير معين لنا في تلك الغربة، كل ذلك كان منه في أول أيام العام الدراسي حينما كانت المعرفة شبه سطحية
يتبع
ومع مرور الأيام بدأت تنكشف الصفات الحسنة لذلك الرجل؛ من كرم وأخلاق عالية وحسن إدارة، حيث استطاع الجمع بين مخالطة المدرسين داخل المدرسة وخارجها، مع المحافظة على هيبته وشخصيته،
ومما أعجبني فيه الحرص الشديد على إتقان العمل، فهو أول من يأتي للدوام، ناهيك عن المتابعة الدقيقة للعمل من دفاتر المتابعة للطلاب التي يطلع عليها بنفسه،
مع أن المدرسة مجمع من أربع مدارس، ولا يوجد إلا وكيل واحد فقط، ولا يوجد فيها كاتب وفيها أكثر من 45 معلم!!!
وما شاء الله لا يمكن أن يتجاوز صغيرة أو كبيرة، فقد كان حاد الذكاء شديد الفطنة ذا هيبة!!
ومما يدل على ذكاء أبي محمد أن أحد الطلاب المشاكسين كان يتحدث معي ويقول: إذا وقفت أمام المدير أعترف مباشرة، وأعطية الإجابة الصحيحة، لأنه من شدة ذكائه يعلم ما في قلبي!!
وموقف حصل في المدرسة أبهر الجميع، ويدل على قوة الشخصية، حيث كان يقيم في وقت الفسحة نشاطًا رياضيًّا، والهدف منه شد انتباه الطلاب، وإشغالهم عن بعض المشاكل، ولكن كان الطلاب يصدر منهم تصفيق وتصفير وسخرية باللاعبين وسخرية بالمعلمين، مما جعل الأمر لا يليق بالمدرسة،
وفي صباح ذلك اليوم وقف أمام الطلاب في الطابور الصباحي، ونبه على عدم التصويت والتصفير، وحذر من مخالفة ذلك، وشدد في ذلك حتى أننا نحن المعلمين انتابنا الخوف من شدة غضبه، ولما كانت الفسحة تعجبنا جميعًا من هدوء الطلاب وامتثالهم!!
فرغم كثرة عددهم، واختلاف أعمارهم، إلا أنك لا تسمع منهم ألا همسًا مع وجود النشاط الرياضي !!
أما ماكينة الكهرباء وما أداراك ما الماكينة!! فقصة عجيبة ومضحكة بنفس الوقت! فكانت كثير العطل، وإذا تغيب أبو محمد عن المدرسة مكثنا بدون كهرباء، فلا يعرف التعامل معها إلا هو، وكأن الماكينة لا تثق بنا وبقدرتنا، ولما ذهب أبو محمد إلى مكة في دورة مديري المدارس وانقطع عن المدرسة احترقت المكينة بالكلية!!
انقطع عن المدرسة مع بداية العام الدراسي بسبب دورة مديري المدارس ووضعت إدارة التربية ثلاثة وكلاء ومرشد طلابي ثاني ومع ذلك اهتزت المدرسة وتزعزعت وظهرت الفوضى من الطلاب وبعض المعلمين واصبحنا نتغنى بإبي محمد ولما كان الفصل الثاني وباشر في المدرسة سبحان دبت الحياة فيها وانحسرت الفوضى ولزم الجميع حدوده
كانت إدارة التربية والتعليم بكامل منسوبيها يحترمونه ويقدرونه، وبسببه تعرفنا على سعادة مدير التربية والتعليم/ الأستاذ إبراهيم القاضي، ومساعده/ فيصل أبو الغيث، ورئيس الأشراف التربوي/ إبراهيم عبد الله القاضي، فكان لتعاملهم الراقي معنا وحضورهم لأنشطة المدرسة وشكرهم وتقديرهم أثر على نفوسنا ومحبتنا للعمل.
لاحظنا أن حول مديرنا أبي محمد مجموعة من المعلمين شديدي المحبة والتقدير له، يحملون الكثير من الصفات القيادية، وجادين ومتعاونين، وبينهم ألفة ومحبة، فقد كانوا صفًّا واحدًا، وكأن المدرسة مدرستهم، مما انعكس على سير المدرسة وتميزها، ومنهم:
الوكيل/ الأستاذ عادل عبد الواحد، والمرشد/ جايز العنزي، والأستاذ أحمد بريكيت، والأستاذ عبد الله بن محمد بن موسى، والأستاذ فيصل محمد أبو عجية، والأستاذ عبد العزيز عوض، والأستاذ عوني الطل، والأستاذ عبد الله أبو خديجة، والأستاذ مضحي الشمري، والأستاذ عبد الباسط القاضي، والأستاذ عبد الباسط الإمام، والأستاذ علي الجمال، والأستاذ فهد عامر الغفيلي، والأستاذ علي محمد الشمراني، والمراسل إبراهيم عيد العنزي، والمستخدم عودة العنزي، وباقي الإخوة الزملاء، وكل هؤلاء كان وجودهم مع أبي محمد إنما هو دورة تدريبية، وتهيئة للعمل في أماكن قيادية، سواء في إدارات المدارس أو مشرفين تربويين، وهم الآن يعملون في مجالات قيادية تربوية في محافظة العلا وغيرها، هذا غير الارتباط خارج الدوام، فالرحلات البرية واللقاءات الودية الأسبوعية كانت على قدم وساق، فكانت ذكريات جدًّا جميلة لا يمكن أن ننساها.
وأما الكرم والسخاء والبذل والعطاء عند مديرنا أبي محمد فحدث ولا حرج، فلا يمكن أن نجاريه أبدًا، فيده سخية جدًّا، وكل ضيف يعني وليمة مهما تكرر الضيوف وتعددوا، ومهما كان مستواهم.
يتبع
سعدنا كثيرًا بأهل قرية مغيرا، وسعدو بنا، وغمرونا بكرمهم، وخاصة الأخ العزيز إبراهيم بن صالح العنزي، والذي بمجرد أن علم أننا سكنا بادرنا بزيارتنا، ودعانا إلى بيته، فكنا نزورهم ونأنس بهم وخاصة كبار السن.
وذات مرة سمعت مديرنا أبو محمد يتحدث عن رغبته في إدخال الحاسب الآلي للمدرسة، والتي كانت مجمعًا من أربع مدارس، وأنه وجد إعلانًا في جريدة الجزيرة عن برنامج خلايا، فقبل أن أسافر إلى أهلي مررت لكي أسلم عليه وأودعه، وسألته عن مدى رغبته في إدخال الحاسب، وسألته عن الإعلان، وإذا هو من محافظتنا الرس، فنسقت مع المكتب، وأخذت جهاز المدرسة معي، ونزّلت البرنامج وتدربت عليه، وأتيت به إلى المدرسة، ولأجل عيون مديرنا – أبي محمد – أدخلت بيانات (450) طالباً خارج وقت الدوام، وعملت على الجهاز في المدرسة لوحدي، علمًا أنها مجمع من أربع مدارس، ومعي (15) حصة، وعشر مناهج، وكنت أدخل المشاركة والواجبات والاختبارات الشهرية مرتين في الفصل!
إحدى المرات تعطل الجهاز ونحن على أبواب الاختبارات، فأتيت إلى الرس لأجل إصلاح الجهاز رغم بعد المسافة (750كم) كل ذلك تقديرًا لمديرنا الفاضل!!
إحدى المدارس طلبت نفس البرنامج من مديرنا أبي محمد، فلأنه رجل يستحق التقدير قمت بتأمين الجهاز وملحقاته، وتدريب من يعمل على الجهاز في تلك المدرسة، وكنت كثيرًا ما أذهب إليهم لأجل البرنامج!!
ولعيون أبي محمد قمت بطابعة نماذج المدرسة على الحاسب الآلي كاملة بدون أن يطلب مني ذلك، وكان لي الشرف في ذلك حتى إن بعض أقسام الإدارة أخذت منها صورًا.
طرحنا نحن معلمي التربية الإسلامية فكرة مشروع مسابقة ثقافية بجوائز قيمتها 3000 ريال، فتبرع بها كاملة، فكان دافعًا ومحفزًا لنا في إقامتها، والتي كان لها صدى كبير بين الطلاب والأهالي بالمنطقة هناك.
وذات مرة كنا نستعد للحفل الختامي، وكان واضحًا على مديرنا عدم الارتياح وموعد الحفل على وشك، ولم يتم أي عمل للمسرح، علمًا أن المدرسة كانت متميزة في مسرحها، ولأنه رجل يستحق التقدير بادرنا، وذهبنا إلى بيته، وسألناه عن الوضع، فأخبرنا أنه في حيرة من أمره، فالمدرسة عودت الناس على الأعمال المسرحية المتميزة بسبب تخصص الوكيل الأستاذ عادل عبد الواحد بالإعمال المسرحية، والوكيل الآن في دورة لمديري المدارس
، فقلنا له: لا تهتم سنقيم لك حفلاً مسرحيًّا يناسب المدرسة وسمعتها، فأنا تكفلت بالمسرحية وتدريب الطلاب عليها، وزميلي تكفل بالإنشاد وتدريب الطلاب عليه، والآخر سيقيم لوحة استعراضية، عندها شكرنا كثيرًا على المبادرة، وفي الحقيقة هو من يستحق الشكر !!
قمنا نحن بعض المعلمين بالإشراف على المصلى، وكان عدد الطلاب (450) طالبًا، وذلك بشكل يومي على دخولهم وخروجهم وضبطهم داخل المصلى، فلا تكاد تسمع صوتًا منهم، فالطلاب منقادون، لأنهم يعلمون أن وراءنا مديرًا قويًّا، وأقمنا برنامج في المكتبة أعجب ضيوف المدرسة، وخاصة مدير التعليم، فكان كل طالب يستعير خمس مرات يأخذ جائزة، وكان مطلوب من الطالب اختصار الكتاب، وكان الإقبال كبيرًا، وسجل أمين المكتبة اعدادًا كبيرة من الزيارات والاستعارات، وإحدى المدارس أعجبتها الفكرة نقلوها لمكتبة المدرسة عندهم، كل ذلك لأن أبا محمد يستحق التقدير، ولأنه يدعم كل مشروع أو فكرة ماديًّا ومعنويًّا!!!
وكذلك أقمنا فكرة صندوق الفتاوى، فكنا نستقبل الأسئلة من الطلاب ونجيب عليها في الإذاعة أو بعد الصلاة،
ومع ذلك لم يكن يجامل أحدًا في العمل، بل يوجهنا ويرشدنا، وربما شدد علينا في بعض القضايا، وربما اعتذر عن بعض طلباتنا، فالعمل شيء والعلاقة شيء آخر،
فكنا نحسب له ألف حساب، لكن حياءً وخجلاً وهيبةً منه، ولذلك لا ريب أن تكون مدرسته المدرسة المثالية في المنطقة كما ذكر الإخوة في اليوم الذي وصلت فيه المنطقة!! بل إنها كانت ميدانًا للتدريب والتأهيل للطلاب والمعلمين،
فقد تخرجنا نحن المعلمين لكي نعمل في إدارت المدارس ومشرفين تربويين في كثير من المناطق، لماذا ؟ لأن مدير المدرسة عرف كيف يتعامل مع الناس على اختلافهم،
ففي تلك المدرسة ترى المدرس يبذل ويعمل أ كثر من طاقته بدافع من نفسه، ويعمل وكأن العمل يخصه هو، ويعلم الله أن الواحد منا لا يخرج من المدرسة إلا بعد الدرس السابع بشكل يومي! لماذا لأنه يرى إدارة تقدر ذلك العمل، وتغـض الطرف عن التقــصير غير المخل في العمل!!
وكم من الدعوات دعونا له نحن وأهـلـنا حينما نسافر لزيارة الأهل حيث المسافة أكثر من (750كم) مع أنني أقل الزملاء مسافة، فجزاه الله ألف ألف خير على حسن ذاته وأخـلاقه العالية.
وأخيرًا هاهي عشر سنوات مرت، وقد فارقنا ذلك البلد الذي يكفي منه أن تشرفنا بمعرفة ذلك الرجل الذي رسم لنا صورة للمدير الناجح والمتميز في العمل، والأخ الفاضل الكريم، الشهم الغيور على دينه، وعلى عرضه وعرض أبنائه من الطلاب، وإن كان فينا من نجاح أو تقدم في مجال عملنا فالمعروف أولاً وآخرًا له!
إنه الأستاذ/ سليمان محمد المبارك مدير مدارس مغيرا سابقًا، ومدير التربية والتعليم للبنات بمحافظة العلا،
والذي من عشر سنوات وهو أول من أسلم عليه في العيدين، وأول من أبارك له برمضان، ووضعت اسمه بالجوال باسم (حبيبنا بالعلا) هذا غير الدعوات منا ومن والدينا التي نرفعها له كلما تذكرنا فضله ومعروفه علينا.
هذه الكلمات التي أكتبها إنما هي تذكير لكل مدير مدرسة بأنه العمود الفقري لها، وأنه سبب نجاحها أو فشلها، وأن أهم سبب للنجاح هو التعامل الراقي مع المعلمين، والجدية في العمل، وأن يعلم أنه هو المدير، وليس النظام هو المدير، وأنه هو الذي يدير النظام، وليس النظام الذي يديره، وأيضًا يكون قدوة لغيره في العمل، وأن يقدر ويحترم الجهود، ويتفهم الأوضاع الخاصة، خاصة مع التعيينات الجديدة للمعلمين والمعلمات، والذين تم توجيههم في مناطق نائية.
وأن يكون العمل بعيدًا عن العواطف الشخصية، وأن يقال للمحسن: أحسنت! وللمسيء: أسأت! وقبل كل شيء الإخلاص لله عز وجل.
بعد تلك السنتين التي عملتها مع الأستاذ سليمان محمد المبارك قررت العمل في إدارة المدارس واضعًا لنفسي ميدان تجربة إن نجحت، وإلا أرجع إلى ما كنت عليه معلمًا، فعملي مع الأستاذ سليمان محمد المبارك أعتبره دورة تدريبة، وتهيئة للعمل في إدارة المدرسة، فأنا أحد طلابه في الإدارة المدرسية، وممن تخرج على يديه مديرًا من مدرسته، فقد تقمصت كثيرًا من شخصيته بسبب إعجابي به وبإدارته.