ليس في الكون لحظة أحبّ إليّ من تلك اللحظة التي لامس سمعي فيها نبأ نجاحك بتفوق …لا تعلم يا ولدي مدى الفرحة التي غمرتني … ولا مدى شعوري بالفخر بنجاحك … نعم يا ولدي … فخرتُ بك بيني وبين نفسي … وبين إخوانك وأمك وكل أفراد عائلتنا … نجاحك يا ولدي كان مصدر فخر لي بين أصدقائي في الحي … وفي العمل … وها أنا أفخر بكَ هنا على هذه الصفحات وأنثر كلماتي عطرا وأريجا هنا لتصل إلى كل أقرانــك وزملائك فلعلهم يشعرون ويحسون مدى فرحة آبائهم وأهلهم بنجاحهم وتفوقهم … ودعني يا ولدي أعرض عليهم أهم أسباب تفوقك … من باب النصيحة .. ومن باب قوله صلى الله عليه وسلم : " الحكمة ضـــالة المؤمن ، أينما وجدها فهو أحقّ الناس بها" – أو كما قال صلى الله عليه وسلم – …. وإليكم يا أبنائي خلاصة تجربة ولدي الذي تفوق في دراسته منذ كان في الصف الثامن …. وقبل أن ينجح بتفوق في شهادة الثانوية العامة .
بداية يجب أن أخبر جميع الطلاب والطالبات أن تنظيم الوقت هو أقصر طرق النجاح والتفوق ، فكل عمل بلا تنظيم يعني ضياع كثير من الأوقات دون فائدة .
أولا : تعود ولدي بعد أن يعود إلى البيت من مدرسته أن يدخل فورا إلى الحمام ليأخذ دشا دافئا خرج بعدها فورا ليتناول طعام الغداء ثم يصلي الظهر إن فاتته صلاة الجماعة في المدرسة ، وإن كان صلى فإنه بعد الغداء يذهب إلى سريره ليستريح ساعة ونصف تقريبا ، ثم يصحو من قيلولته ليجهز كوب شاي ويجلس إلى مكتبه ويبدأ من الرابعة والربع تقريبا مراجعة جميع الدروس التي تم شرحها له في المدرسة ، حيث يظل من الرابعة والربع وحتى السادسة تقريبا فقط للمراجعة والتركيز على النقاط المهمة التي تم شرحها .
ثانيا : فترة بعد المغرب ومن السادسة تقريبا إلى الثامنة فترة راحة يصلي خلالها المغرب والعشاء وغالبا ما يصليهما في المسجد ، وفي فترة ما بين المغرب والعشاء غالبا ما يلتقي ببعض أصحابه وزملائه الذين يفيدهم ويستفيد منهم كذلك ، ولم يكن لقاؤه بأصدقائة على مدار العالم للعب أو العبث وإنما من أجل المواد الدراسية واستعراض الحلول لبعض المسائل والمشاكل ، فكانت ساعة ما بين المغرب والعشاء بمثابة ساعة ( حل المشكلات الدراسية ) .
ثالثا : من الثامنة وحتى التاسعة والنصف موعد حل الواجبات المدرسية ، وفي هذا الوقت لم يكن أحد في البيت يجرؤ على إشغاله أو طلب شيء منه حيث وضح لأخوانه ولوالدته أنه في هذا الوقت يحتاج إلى الهدوء التام والتركيز … وبعد الانتهاء من واجباته يتناول طعام العشاء الذي غالبا ما يكون طعاما خفيفا ثم يخلد إلى النوم قبيل العاشرة .
رابعا : منذ أن كان ابني في الصف الثامن اعتمد على النظام الذي ذكرته ، لذا تعوّد أن يصحو من نومه مبكرا .. قبل الخامسة صباحا … حيث يشرب كوبا من الشاي ثم يجلس ليحضر دروسه التي سيأخذها في يومه الجديد … يتخلل ذلك صلاة الفجر … وفي السادسة والربع يرتدي زيّـه المدرسي ويغادر إلى المدرسة …
أيـام الإجازات ( الجمعة والإجازات الرسمية ) كانت أيام راحة ، حيث يخرج مع زملائه إلى بعض الحدائق أو شاطىء البحر … إلا أيام الامتحانات … فكان يستغل كل دقيقة منها في المذاكرة والتدريب على أسئلة امتحانات سابقة .
هذه باختصار خطة ولدي التي اتبعها في مذاكرته ومنذ كان في الصف الثامن … أعرضها لجميع أبنائي الطلاب … فلعلها تكون سببا في تفوقهم إن شاء الله .
والله من وراء القصـــــد ،،،
وجعلهم ربي من الصالحين هم وأولاد رواد منتديات الشارقة التعليمية جميعا
آمين……آمين