التصنيفات
إثراءات التوجيه التربوي

في تقويم الأداء وتقييمه

في تقويم الأداء وتقييمه
محمّد محيي الدين مينو
1 – في إشكاليّة ( المصطلح ):
يخلط الناس بين ( التقويم ) و( التقييم )، ولا يكاد بعضهم يميّز أحدهما من الآخر، وكأنّهما وجهان لعملة واحدة، ولكنّ اللغة تميّز بين المصطلحين تمييزاً دقيقاً، فالتقويم من الفعل ( قوّم ) بمعنى " عدّل الشيء، وأزال عَوَجه "، والتقييم من الفعل ( قيّم ) بمعنى " أعطى الشيء قيمةً "، فالتقويم تصحيح، والتقييم تقدير.
ومن هنا نجد أنّ التربويّين وحدهم – ولا سيّما في عمليّة التوجيه التربويّ – يتقصّدون مثل هذا الخلط أو اللبس، لأنّهم يهدفون في النهاية إلى تحقيق غايات التقويم والتقييم معاً من تصحيح وتقدير، ولكنّ الموضوعيّة لا بدّ أن تقتضي منهم يوماً أن يميّزوا بين عمليّتي التقويم والتقييم، وبالتالي ينبغي أن يحدّوا بين مؤشّرات الأداء في كلّ من العمليّتين، مادامت المعجمات تميّز بين المصطلحين تمييزاً واضحاً.
2 – الأداء تقويماً أو تقييماً:
الأداء مصدر الفعل ( أدّى )، أي: " قام بالشيء وعمله "، فهو عرضة للتقويم من جهةٍ وللتقييم من جهةٍ أخرى. وقد سعى التربويّون إلى تحديد مؤشّرات الأداء وآليّاته، بل عرّضوه لعمليّتي لتقويم والتقييم، حتّى ينتهوا إلى نتائج قيمة، تبيّن في النهاية نجاح ( المعلّم ) أو إخفاقه في تأدية مهمّاته العمليّة والعلميّة.
ولا شكّ في أنّهم بعد ذلك قد عملوا على تحديد أهداف العمليّتين وأسسهما، وهو عمل ما زال بين أخذ وردّ، لأنّ هؤلاء التربويين ما زالوا يخلطون بين ( التقويم ) كتصحيح و( التقييم ) كتقدير.
ولكنّنا في عمليّة التوجيه التربويّ ينبغي أن نأخذ من كلّ من عمليّتي التقويم والتقييم بطرفٍ، لأنّ مهمّة الموجّه التربويّ تتمثّل في جانبين رئيسين، هما:
( أ ) التقويم كتصحيح: إنّ عمليّة التعليم تحتاج على المدى إلى تصحيح وتطوير وتحسين.. ولولا عمليّة التصحيح لظلّ المعلّم جامداً في طرائقَ من التدريس تقليديّةٍ، ولظلّ المنهج ساكناً راكداً في ظلّ ( الانفجار المعرفيّ ) الذي نعيشه.
( ب ) التقييم كتقدير: إنّ أيّ عمليّة من عمليّات الإنتاج – ولا سيّما في قطاع التربية – تحتاج إلى إصدار قيمة على جودة أدائها، حتّى يستمرّ أصحابها في الإنتاج والعطاء، وإلاّ كانت عمليّة غير منتجة، لا تصلح للرعاية ولا للاهتمام ولا للبذل..
3 – تقييم المعلّم أو تقييمه:
لا شكّ في أنّ المعلّم هو عماد عمليّة التربية والتعليم، وهو عامل من عوامل نجاح الأداء في هذه العمليّة. ومن هنا تعمل مؤسّسات التوصيف ورجالها في هذا القطاع على اتّباع مختلف الوسائل في عمليّة تقويمه من جهةٍ أو في عمليّة تقييمه من جهةٍ أخرى. فمن الناحية الأولى يلجأ أهل المسؤوليّة في قطاع التربية والتعليم إلى إقامة محاضرات وندوات وإصدار مجلاّت ونشرات، ومن الناحية الثانية يلجأ هؤلاء إلى أنواع من ( السجلاّت ) التي تشتمل على مؤشّرات الأداء التي تخلص في النهاية إلى إصدار حكم قيمة على أداء المعلّم، فإن كان ( صالحاً ) سعت إلى تطوير جهوده وتعزيزها، وإن كان ( غير صالح ) سعت أيضاً إلى تقويم جهوده وتصحيحها أو إلى اتّخاذ إجراءات معيّنة بحقّه.
ومن هنا نجد أنّ ثمّة حاجةً ماسّةً في التوجيه التربويّ إلى عمليّتي التقويم كتصحيح والتقييم كتقدير، بل ربّما من هنا نشأ اللبس بين المصطلحين، ولكنّنا في النهاية ينبغي أن مؤشّرات الأداء في كلّ من العمليّتين، حتّى ننتهي إلى حكم عادل، لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه.
شكراً للأستاذ مينو هذا التوضيح، فقد أزال اللبس بين مصطلحي ( التقويم ) و( التقييم ). نفعنا الله بعلمه وبكلامه الطيب.
ولك تحيّات أخيك أكرم جميل قنبس
بوركت أستاذنا الفاضل محمد مينو ، وبوركت جهودك النيرة.
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل محمد مينو …
جزيت خيرا أ. محمد مينو على هذا التوضيح الذي أزال كل لبس بين المصطلحين بطريقة ميسرة و محببة إلى الأذهان… وفقك الله تعالى و نفع بك .
شكرا استاذ محمد على هذا التفسير الدقيق ، لك خالص التقدير والتوقير .

محمد عايش

جزاكم الله خير وشكرا لجهودكم الرائعة

موفقين ان شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.