والمدرس يبث المثل العليا في تلاميذه ، وهو القدوة أمامهم وعلى منواله يسير الكثيرون منهم ، ويتأثرون بشخصيته ويقلدونه ، فدور المدرس الإيحائي الناتج عن تأثر التلاميذ بشخصيته كبير ، والتعليم عن طريق القدوة له أثره الواضح العميق وقد بما قال ش يشرون إن "طريق النصح والإرشاد في التربية والتعليم طويل ، أما القدوة والمثل الصالح فطريقهما قصير سريع التأثير ".
وليس هناك مدرس فرد في كل المدرسة تحت أي نظام تربوي تباح له الفرص التي تباح لمدرس التربية الرياضية بأخذ يد التلاميذ إلى الطريق المستقيم السوي المقبول اجتماعيا وذي الأثر الصحي الجسمي والعقلي حتى يكون طريق نموهم وتطورهم طريقا خال العثرات والعوائق ، ولذلك كان من ألزم الضروريات العناية التامة الكاملة بإعداد وتأهيل مدرسي التربية الرياضية ، تأهيلا يجعلهم في المكانة اللائقة بتحمل هذه المسؤوليات الضخمة ، مسؤوليات تربية وتنشئة أبناء المجتمع وذخيرته للمستقبل .
والتلاميذ في هذه السن قابلون للتشكيل وتقبل الإيحاء خصوصا ما كان منه عن طريق غير مباشر بعيدا عن النصح الشفوي والإرشاد التمثيلي ،ذلك الإيحاء الذي يتغلغل في النفس عن طريق مشاهدة القدوة والمثل الأعلى وهو يعمل ويتحرك ويتفاعل . ومدرس التربية الرياضية يتقابل مع تلاميذه آلاف و ألاف المرات في مواقف شبيهه بالمواقف في الحياة الواقعية طورا (في الدروس) وفي الحياة الواقعية بالفعل طورا آخر ، والغالبية العظمى من هذه المواقف يمكن أن توصف بأنها حيية طابعها الصداقة والشعور الودي المتبادل ، وعلى ذلك كان الواجب أن يكون مدرس التربية الرياضية ذا شخصية محبوبة ، وأن يمتاز بصفاته القيادة الحكيمة ، وأن يعني بمظهره وسلوكه ، وأن يتدفق فيما يصدر عنه من تصرفات ، فلا يترك موقفا يمر فيه في دروسه وقد أهمل ناحية الأمانة أو العدل أو الروح الرياضية الحق في هذا الموقف ، فقد يكون لهذا أثره الغير محمود في نفوس الصغار الذين يريهم ، وعلى قدر تغلغل حب العدل والأمانة وباقي هذه الخصال الاجتماعية في شخصية المدرس يمكن أن يؤمل المجتمع أن تغرس الخصال في صغاره .
وهناك كثير من العناصر التي يجب توافرها في مدرس التربية الرياضية حتى يمكن الاطمئنان إلى أنه أنه سيقوم بالمهام المطلوبة منه على وجه مرضي ، ويمكن تقسيم العناصر إلى أربع مجموعات رئيسية هي:
1 – الشخصية . 3 – الخبرة .
2 – الإعداد المهني . 4 – الصحة
.
والترتيب المدونة به هذه العوامل هو أهميتها بالنسبة لمدرس التربية الرياضية ، والمدرس الكفء تماما يجب أن يكون حائزا على مقدار كبير من كل هذه العوامل ، ولكن بما أن أغلب المدرسين أكفاء كفاءة تامة لذا كان من اللازم تقويم المدرس حسب نسبة ما يحوزه من هذه العوامل .