العاصمة أبوظبي ، وفي زمن شهد ندرة المدارس إلا من بضعة كتاتيب ،
دفع به والده إلى معلم ليعلمه أصول الدين ، وحفظ القرآن الكريم ، ونسج
من معانيه نمط حياته ، وبدأ يعي أن كتاب الله جل جلاله ليس فقط كتاب
دين ، وإنما هو الدستور المنظم الشامل لجميع جوانب الحياة ، وفي
السنة السابعة من عمره كان يجلس في مجلس والده الشيخ / سلطان
، وكان الطفل زايد يلتقط ويتعلم العلم من مجلس أبيه ، فتعلم أصول
العادات العربية ، والتقاليد الأصيلة ، والشهامة ، والمروة ، والشرف ،
وتعلم الأمور السياسية والحوار السياسي ، ورغم تفوقه إلا أنه يعترف
هو نفسه بأنه كان أحياناً يرفض التعليم ، وأحياناً كان متمرداً على معلمه
، وفي مرحلة يفاعته بدأت ثقافته تكتسب بعداً جديداً ، فولع بالأدب ،
واظهر الاهتمام بمعرفة وقائع العرب وأيامهم ، وكان من أمتع أوقاته ا
لجلوس إلى كبار السن ليحدثوه عما يعرفوه من سير الأجداد وبطولاتهم ،
هذا إلى جوار ما تعلمه من الخصال الطيبة من والدته الشيخة / سلامه .
وتدل شواهد صباه انه كان قناصاً ماهراً ، شجاعاً لا يعرف التردد أو الجبن ،
وفارساً من فوارس الصحراء ، يجيد ركوب الخيل ، ويعرف أصولها .
غير إن القدر كان له بالمرصاد ، فلم يستمتع الصبي زايد طويلاً بدفء
جناحي أبيه الذي اغتيل عام 1927 ، فانضوي لشهور قليلة عن الناس ،
وعن مرحه الطفولي الذي اشتهر به ، ولهوه مع أقرانه ورفاق طفولته . ( الله يرحمه )