الصداع
هو ببساطة ..عارض ( أو ألم ) يصيب الرأس , كله أو جزء منه .
وهو أكثر الأعراض شيوعا بين الناس , سيما في زمننا هذا , حيث السرعة في إيقاع الحياة , والجري وراء توفير وسائل أفضل لعيش رغد كريم .
والصداع .. يعتبر عارضا لأمراض أخرى , وليس مرضا بحد ذاته .
أسبابه :
للصداع أسباب كثيرة منها العضوية … و منها النفسية .
* الأسباب العضوية :
أمراض منطقة الأنف والجيوب الأنفية أو الأذن أو العين .
أمراض الرأس والرقبة : مثل مفصل الفكين, تشنجات عضلات الرقبة , وأمراض اللثة والأسنان .
أمراض الأوعية الدموية : مثل التهابات الشرايين الصدغية , أورام الدماغ .
أمراض المخ والأعصاب : مثل التهاب السحايا , ارتفاع الضغط الدماغي , تمدد الوعاء الدموي الموضعي .
أمراض أخرى عامة : مثل ضغط الدم , فقر الدم , انخفاض السكر, الدورة الشهرية , الإمساك
* الأسباب النفسية :
الضغوط العصبية … بسبب الظروف المحيطة .
أمراض الاكتئاب والأرق .
*أنواع أخرى ليس لها أسباب واضحة :
الصداع النصفي ( الشقيقة ) .
الصداع العنقودي .
التشخيص :
هناك بعض الخصائص التي تتوفر في بعض أسباب أو أنواع الصداع … من حيث التوقيت , النوعية , والمنطقة المصابة .
فمثلاً .. تعرف الشقيقة غالبا بأنها تكون مصاحبة للشعور بالغثيان أو الاستفراغ وأحيانا الرهاب الضوئي .
أما صداع الدورة الشهرية فيحدث تقريبا في نفس التوقيت قبل كل دورة , ثم يبدأ بالزوال بعد بدء الدورة الشهرية , ويرجع سبب ذلك إلى احتباس السوائل في الجسم بسبب التغييرات الهرمونية مما يسبب تمدد الأوعية الدموية . وصداع الجيوب الأنفية غالبا ما يصيب منطقة ما حول الأنف والعين مع أعراض تتعلق بالأنف مثل انسداد الأنف أو الرشح أو وجود بلغم خلف الأنف . أما تشنجات الرقبة فتحدث بسبب النوم في وضعية خاطئة أو المكوث فترة طويلة أمام الكمبيوتر أو على المكتب , ويظهر في الأشعة استقامة شديدة لفقرات الرقبة .
الشقيقة ( الصداع النصفي ) .
هو خلل تأزمي متكرر , يستمر يوما أو بعض اليوم , ونادرا ما يمتد إلى يومين أو ثلاثة . ويتميز باختفاء الأعراض تماما بين الدورات . نادرا ما يبدأ هذا النوع من الصداع في فترة الطفولة وهو يصيب الإناث أكثر قليلا من الذكور في مرحلة ما بعد البلوغ ( بسبب التغييرات الهرمونية لدى الإناث ) . ويشكو المريض عادة من الصداع الذي يصيب نصف الرأس أو كله بالإضافة إلى الشعور بالغثيان أو الاستفراغ , وربما الرهاب الضوئي .
قد يصاحب هذه الأعراض إحساس أو شعور مسبق بقرب الأزمة وهو ما يسمى بـ " الإنذار " . قد يكون هناك استعداد وراثي لهذا المرض لدى البعض , وربما كان هناك حدث ما في السابق أثار هذا المرض مثل ضربة على الرأس , التهاب السحايا , صدمة عاطفية نفسية أو تغيرات هرمونية مفاجئة ( مثل البلوغ , الحمل , استخدام حبوب منع الحمل ).
العوامل المثيرة للأزمة كثيرة , وتختلف من شخص لآخر , منها الجوع , تناول بعض أنواع الطعام مثل الأجبان والشوكولاتة وشرب الحمضيات أو الكحول , ومنها أيضا الأرق أو الاسترسال في النوم , التغيرات الهرمونية لدى النساء , التغير المفاجئ في درجة حرارة الجو أو الضوء المفاجئ أو الضوضاء المفاجئة . السفر , التمارين الرياضية والمثيرات العاطفية خصوصا بعد فترات من الضغط النفسي .
وصف الأزمة :
قد تسبق الأزمة بعدة ساعات مؤشرات تدل على قرب حدوثها مثل التعب بلا مبرر, كثرة التثاؤب , الإحساس بالجوع المستمر والجد في البحث عن الطعام , ارتباك في الجهاز الهضمي و التغير في المزاج .
بعض المرضى ( 10 -15% ) يعانون من مؤشرات عصبية تسبق الأزمة بمدة تتراوح من دقيقة إلى ساعة , وتتمثل في إختلالات بصرية متنوعة ( مثل الحول المؤقت أو رؤية بقعة متحركة أو أنوار ملونة أو عمى جزئي … ) , وتستمر هذه الحالة مدة 10-60 دقيقة قبل بدء الصداع . أيضا قد يشكو المريض من ضعف في إحدى اليدين أو القدمين , أو عدم القدرة على التعبير النطقي مع تشويش ذهني .
حين يبدأ الصداع يكون إما في جهة واحدة من الرأس أو كلاهما , قد يصيب منطقة الجبهة أو خلف الجمجمة أو في جميع أنحاء الرأس . وتتراوح شدته من مريض لآخر ومن أزمة لأخرى , وقد يكون من الشدة ما يرغم المريض الالتجاء إلى غرفة مظلمة ومحاولة الاسترخاء إلى أن ينام منهيا بذلك الأزمة . وذلك لأن المريض يتعلم أن القلق والتوتر هما سببا مهما في تعاظم الأزمة .
التشخيص عادة يكون بالتاريخ المرضي .. ثم استبعاد أي اختلالات مرضية بواسطة الفحص مثل التهابات الجيوب الأنفية .
العلاج :
لا يوجد حاليا علاج قاطع لهذه الحالات , ولكن هناك أدوية تمنع تفاقم الصداع وتنهي الأزمة مثل :
1) إيرجوتامين .
2) ستيميتيل .
3) ميتوكلوبراميد .
الرهاب الضوئي : عدم القدرة على فتح العين في الضوء .
الصداع العنقودي
يصيب الرجال أربعة أضعاف أكثر من يصيب النساء . ويستمر لمدة تتراوح بين شهر إلى ثلاثة أشهر , يتبعه تراجع للمرض لعدة أشهر قد تصل إلى السنة او السنتين . خلال الأزمة يصحو المريض صباحا من النوم بآلام خلف إحدى العينين سرعان ما تحتقن ثم تبدأ بالتدمع . يتفاقم الألم سريعا ويستمر لمدة نصف ساعة إلى ساعتين تقريبا .