التصنيفات
الصف العاشر

طلب تقرير عن الحضاره

السلام عليكم
لو سمحتوو ابا تقرير عن الحضاره ضروري
انا بعد ابا
بليز
ياسر جاسم قاسم… الحضارة الانسانية وقدرتها على اختراق التاريخ
التاريخ: Thursday, April 20
الموضوع: مقالات

الحضارة هي ثمرة كل جهد يقوم به الإنسان لتحسين ظروف حياته سواء أكان المجهود المبذول للوصول إلى تلك الثمرة مقصوداً أم غير مقصود وسواء أكانت الثمرة مادية أم معنوية ( دراسة في أصول وعوامل قيام الحضارة وتطورها د. حسين مؤنس)

وهذا المفهوم للحضارة مرتبط أشد الارتباط بالتاريخ لأن التاريخ هو الزمن والثمرات الحضارية تحتاج إلى زمن لكي تزدهر ولا تتبين القيمة الحقيقية لأي ثمرة حضارية إلا إذا جربها الإنسان في الاستعمال مرة بعد أخرى وعرف فائدتها وتعلم كيف يصنعها كما أراد وهذا يحتاج إلى وقت أي زمن وتاريخ ولا بد أن يتكاثر صنع الشيء ويتراكم حتى يكون له أثر في حياة الإنسان ويصبح جزءاً من هذه الحياة ومن المؤكد عند العلماء أن كل اكتشاف من الاكتشافات المبكرة التي كونت الخطوات الأولى في المسيرة الحضارية اكتشفت وأهملت أو نسيت أكثر من مرة في نفس الجماعة حتى اتضحت قيمتها العملية فحمل الناس على الإكثار منها واستعمالها ومع الإكثار بتحسين النوع وزادت الكمية أن الأسس الحضارية هي أسس الأزدهار بشرط التنوير أي أن الأساس الحضاري هو أساس مرن قابل للتبادل والتوافق والتحاور وصنع الأساس إنما يعتمد على الأسس التنويرية التي ارتبطت بمفاهيم الحضارات وأصبحت أداة من أدوات الحياة اليومية وهذا هو ما يسمى بالقيمة التراكمية.

(Cumulative value) وهذا أيضاً يحتاج إلى زمن وتاريخ وقد وجد تاريخياً ما يثبت وجود وأسس الحضارات التي قامت والتي يجب معرفة ماهياتها فقد وجدت أقراص الخبز في قبور الفراعنة فهذا حتماً يتبين أن وراء هذه الأقراص تاريخ طويل فمن هذه الحضارات استلهمنا أنهم يعرفون القيمة الغذائية لسنابل القمح في حين أن بعض القبائل كانت تأخذ القمح على شاكلته وتأكله ولا تعرف كيفية تحويله إلى القيم الغذائية الخالصة وما هذا إلا مثل بسيط على أسس الحضارة القديمة وهنا ومرة أخرى تتجلى لنا الصلة بين الحضارة والتاريخ والحضارة والتاريخ مرتبطان أحدهما بالآخر أشد الارتباط ولا يستطيع الإنسان أن يتحدث عن الحضارة حديثاً معقولاً إلا إذا عرف ماهية التاريخ معرفة معقولة.

ونشير هنا إلى مقولة أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الذي أيد هذا الرأي في كتابه المسمى ( مراتب العلوم )) كذلك نستدل من هذا الارتباط أن للعقل وجوداً محورياً مهماً فهو الذي يصنع الحضارة وبمزيات تتراتب وتقدم الزمن وعندما يذكر العقل يزيد به النشاط الذي يقوم به عضو في كيان الإنسان وهو المخ وهناك فرق بين المخ والعقل فالمخ عضو يشترك فيه الإنسان مع بقية الحيوانات والطيور ولكن مخ الإنسان أكبر من المخ عند غيره من الحيوان وأكثر تعقيداً وخلاياه أكثر تنوعاً وقد احتاج الإنسان إلى عشرات الألوف من السنين لينصقل ذهنه وثم صف ملكاته ويصبح قادراً على عقل الأشياء أي ربطها بعضها ببعض وملاحظة الأشياء والظواهر واختزان نتائج هذه الملاحظات.

وعندما تنبه الإنسان إلى أن له عقلاً أي قدرة ادراك الأشياء وفهمها والربط بين الظواهر بعضها ببعض خطا الخطوة الأولى في طريق الحضارة ومن هنا يقول بعض العلماء أن العقل نفسه أول مخترعات الإنسان ولنذكر أن اللفظ العربي (عقل) بمعنى القدرة على عقل الأشياء أي القبض والسيطرة عليها أدل على مفهوم العقل من اللفظة الإنكليزية وهي mind وأصلها هو جعل to mind ومعناه الأول يتذكر وهي قدرة واحدة من قدرات العقل ولفظ reason ومعناه الدقيق السبب ثم فرعوا عليه المعاني الأخرى التي تتصل بالعقل وكذلك يقال عن لفظها raison & esprit الفرنسيين ولفظي vernunft و geist الألمانيين وهذا ما ذكره الدكتور حسين مؤنس في تحليله للفظ (عقل) ومن الواضح أن قدرة الذهن على (العقل) أو عقل الأشياء كانت قليلة أول الأمر ثم ازدادت القدرة مع الاستعمال لأن للذهن عضلات تقوى وتتعدد قدراتها واستعمالاتها بالاستعمال والمران شأنه في ذلك شأن الذراع واليد.

وعندما ترى طفلاً يحاول استخدام كفه أو أصابعه في إمساك الأشياء والتصرف فيها فأعلم أن ذهنه أيضاً يقوم بعمله على هذا النحو من الضعف وقلة الضبط والإحكام ومع الزمن تقوى اليد إذ نستنتج أن أسس الحضارة إنما تدرج في طرف التفكير باعتبار أن التفكير هو جزء من العقلانية التي يمتاز بها عضو البشر والتفكير هو استخدام الذهن استخداماً منظماً وهو عملية حضارية احتاجت إلى زمن طويل حتى أصبح هذا التفكير عنصراً أساسياً وفعالاً في توجيه أعمال الإنسان وصنع الحضارة.

والعملية ما زالت مستمرة ولذلك فإن البشر الذين تخلو عن عقولهم من أساليب التفكير ما زالوا يعيشون في أوهامهم وحواضرهم التي ابتنوها لأنفسهم وبالتالي فهم غير قادرين على استلهام أي أساس حضاري يبنونه لأنفسهم أو يشيدونه لدولهم فلا تزال هناك قبائل في استراليا وغينيا وغابات أفريقيا وغابات الأمازون لا يدخل العقل أو التفكير في تصرفاتها أفراداً وجماعات إلا بقدر محدود جداً وما زالت أعمالها ردود أفعال غريزية لا أفعالاً معقولة وليس معنى ذلك أنها غير متحضرة أو عارية عن الحضارة أصلاً بل معناه أنها متحضرة بالقدر الذي يستطيع أن تستخدم به أذهانها ومن الخطأ أن نقول بأن هناك جماعات بشرية متحضرة وأخرى وحشية أو همجية فليست هناك جماعات كاملة التحضر وكذلك لا توجد جماعات إنسانية على الفطرة تماماً فلكل جماعة حضاراتها والفرق في المستوى.

إلى هنا نكون قد تبينا عنصرين أساسيين من عناصر صنع الحضارة وهما الزمن أو التاريخ وبالعقل أو التفكير ويبقى العنصر الأساسي الذي صنع الحضارة ألا وهو الإنسان فعمره على هذا الكوكب أي عنصر الزمن وبمزايا التفكير التي لديه استطاع أن يمتشق أساليباً حضارية غاية في الدقة واستعملت بشكل أساسي لقيام الحضارات فعمر الإنسان على هذا الكوكب كما يقول آرنولد توينبي (( أقدم آثار للإنسان عثرنا عليها ترجع إلى ثلاثمائة ألف سنة ولكن أكمل الهياكل العظيمة الكاملة التي وجدناها يرجع إلى تسع وأربعين ألف سنة أي في الوقت الذي وصل فيه العصر الثلجي الأخير في ذروته وهذا حسب تعبير آرنولد أن تكون الحضارة أساساً هو بالقدرات التي تتمتع بها الإنسان فالتفكير أكثرها بنياناً للحضارات ولكن قدرات الإنسان الجسمانية أيضاً ساعدت على تكون الحضارات حيث أشاد حضاراته وأسسها بتعبيراته البدنية وقرته على البناء والعطاء )) .

تبقى مسألة مناقشة الأسس الحضارية مسألة مهمة فلقد ورثت البشرية حضارات كثيرة ولكن بنبعي الإشارة إليها بنوع من النقد البناء حيث أن نستلهم الماضي بأسس التنوير الحاضرة لا أن نأخذ الأساليب التي وردت على عواهنها فالخط الفكري مهم جداً وهو أسلوب من أساليب مناقشة الحضارات فهو أسلوب لكل تحرك حضاري في الأثر البعيد المدى وعلى سبيل المثال الخط الفكري الذي كان ( لهربرت سبنسر 1820 –1953) وهو من الجيل الذي خلف ميل الفلاسفة من أهل عصر الأنوار وتمكنوا من مواصلة آرائهم والسير بها بالطريق الذي رسمه لها أصحابها وكان سبنسر من أتباع داروين فيما يتصل بالعلوم الطبيعية وهو الذي نقل أفكاره في النشوء والارتقاء من ميدان العلوم الطبيعية إلا ميدان الاجتماع أي أنه أول من حاول تطبيقه على الجماعة البشرية.

وكان يقول: إن التقدم لا يتمثل في المزيد من الثروات أو المزيد من العلم والوصول إلى مستوى أخلاقي رفيع فهذه كلها ظواهر أو أعراض أما التقدم فهو التغير في البناء الداخلي للمجتمع ويتجلى ذلك باتساع نطاق تقسيم العمل بين أفراد الجماعة وقال: إن التحول الحضاري لا يتم على يد بطل أو ملك ولكنه يتم بما سماه الحكمة الجماعية ويتحول الناس إلى منتجين وموزعين كبار وصغار وكان سبنسر لا يؤمن بأهمية الإنسان الفرد في التاريخ وذلك لإيمانه بأن العمل الصالح ايجابي لا يمكن أن يكون إلا جماعي ومن أقواله في ذلك (( إن أولئك الذين يرون أن تاريخ الجماعة الإنسانية هو تاريخ عظمائها ويحسبون أن أولئك العظماء يحددون أقدار جماعاتهم ينسون أن هؤلاء الرجال أنفسهم هم من صنع جماعاتهم إن الجماعات تنمو ولا تصنع))

وكان سبنسر ومثله في ذلك مثل أوجست كومت يرى أن الكون يسير وفق قوانين من بينها قوانين اجتماعية تحكم تطور المجتمع وعمله وكان يرى أن تطور النظم السياسية والاجتماعية ينبغي أن يصل بالإنسان إلى درجة تتلاشى معه الحكومة إذ لا يصبح هناك دور لها فالناس ينظمون أمورهم بالاحساس وحسن التقدير وسلامة الحس والذكاء وهذه الفكرة الأخيرة تناولها كارل ماركس وتوسع فيها وجعل من تلاشي الحكومات نتيجة طبيعية لرقي الإنسان والجماعات.

وأنا في اعتقادي أن هذه الفكرة الحضارية المهمة لهي غاية الصعوبة في التطبيق وذلك لأن تلاشي الحكومات معناه تحضر الإنسان إلى أبعد الحدود العقلانية ورقيه فوق القوانين المجتمعة المهمة وهذا مما يصعب تحقيقه على مدى حياة البشرية والعودة إلى سبنسر وهو ممن تأثروا تأثيراً عميقاً بداروين وكان يرى أن البقاء للأصلح وأنه يراد به فيما يتصل بالإنسان اجتهاد الفرد في أن يطابق بين نفسه وجماعته أي يسعى لتكييف نفسه ليستطيع البقاء فيها والإسهام في نشاطها البناء وينتج عن هذا تقدم الإنسان والجماعة معاً وكان يرى كذلك أن رخاء حياة الإنسان يتحقق بإرادة الله وإن الهدف الأخير من الخلق هو وصول المخلوق إلى أعظم قدر من السعادة أي إلى أعظم قدر من التحضر لأن التحضر هو السبب الأساسي والرئيس لمفاهيم السعادة وكان يعتقد كذلك بأن الإنسان ينبغي أن يصل إلى درجة الكمال وهذا مما يصعب تحقيقه وبالغاية المطلقة ولكن هذه الأفكار التي طرحها سبنسر إنما هي نتيجة تأثره بالنظام السياسي والاقتصادي الانكليزي أي أنه في الحقيقة كان يفكر على أساس رأسمالي.

وفي اعتقاده أن هذا النظام بقي وسيبقى لأنه أصلح من غيره ولقد راقت هذه الأفكار له ولمفكري عصره فسبنسر ورجال آخرين من عصر الأنوار والقرن التاسع عشر من بعده جعلوا فكرة التقدم أشبه بالقانون الذي يسير التاريخ وقضوا على نظرية الدورة المغلقة وبجهدهم هذا تمكن أولئك الرجال من إخراج أهل الغرب من الطريق المسدود وفتح الأبواب واسعة بمسيرة التاريخ. والمراد بمسيرة التاريخ هنا هو تقدم الحضارة لأن الإنسان لا يتقدم أو يتحسن في خلقه ولكنه يتقدم ويتحسن في خلقه ومستواه الحضاري وقدراته على العمل المثمر والإنتاج الذي يعود عليه وعلى جماعته بالخير وكان لا بد من هذه الوقفة التي وقفناها هنا حتى نرى كيف تفتحت سبل الرقي والتطور أمام الحضارة الإنسانية عن طريق أولئك المفكرين الذين توصلوا بالتفكير المنطقي الهادئ إلى مفتاح التقدم وهو العلم العملي الذي يخدم معايش الناس ويتيح لهم نصيباً أكثر من الراحة والرخاء والأمن ولولا هؤلاء لظلت الحضارة تتعثر في سيرها كما كان الحال في الماضي.

نعم كان هناك تقدم وخروج من الطريق المسدود الذي وقعت فيه الإنسانية قروناً طويلة أثناء العصور الوسطى ولكن هذا التقدم كان يسير من غير خطة أو غاية محدودة بل غير محسوس بالنسبة إلى من عاشوا في تلك العصور فجاء أولئك المفكرون وقرروا في أذهان الناس أن التقدم ضرورة وأن الحياة لا تجري عبثاً بل تسير على قوانين حقاً إنهم لم يصلوا ولا وصلنا نحن إلى قوانين تحكم تصرف البشر بشكل أكثر دقة وحزم ولكن التفكير في ذلك الأمر في ذاته أمر مهم ولم يحدث في تاريخ الغرب الأوربي إن اندفعت الحضارة إلى الأمام بتأثير المفكرين والعلماء بالمقدار الذي حصل في هذا العصر واعتقد إننا أطلعنا القارئ بهذه النظرة العجلى إلى سبيل الحضارة كيف أن الفكر الحر هو أساس التقدم الحضاري كله.

وشيء آخر ننبه له هنا وهو أن أولئك الرجال كانوا معنيين بالمستقبل والسؤال الذي كان يتردد في أذهانهم هو ماذا نعمل لكي يكون مستقبل الحضارة الإنسانية خيراً من حاضرها وأمسها وهذا شيء جديد جداً في التفكير الفلسفي التاريخي والحضاري ويصطلح عليه بعلم استشراف المستقبل فإلى ذلك الحين كان الناس يرون أن المستقبل هو الحياة الأخرى بعد الموت ولم يذكروا قط أن للحياة مستقبلاً على هذه الأرض قبل الموت وأن هذا المستقبل ينبغي أن يكون أفضل من الحاضر والماضي معاً ففي النصف الأول من القرن التاسع عشر سارت الحضارة المادية في الغرب شوطاً جعل أهلها يشعرون بأنهم بلغوا قمة التقدم وأنهم شادوا حضارة فاقت كل ما عرفه هذا الكوكب والحق أن الإنسان عندما يتصور أوربا في بدايات النصف الثاني من القرن التسع عشر يدرك لماذا فكر أولئك الناس على هذا النحو ويلتمس العذر لهم فيه.

فقد قطعوا أشواطاً مهمة على المستوى التكنولوجي والعلمي والفني والتنويري الثقافي وهكذا أصبحت فكرة التقدم في أواخر القرن التاسع عشر أساسية بالنسبة للمؤرخ ولم يعد معظم المؤرخين يقولون بالحركة الرجوعية السلفية للتاريخ أو بالحركة الدائرية له وإنما بالخط المستقيم الصاعد من حسن إلى أحسن دائماً ولم يخل الأمر من مؤرخين كبار ظلوا يتمسكون بالحركة الدائرية للتاريخ ومن هؤلاء اوزفالد شبنجلرالذي طبق نظرية أعمار الأمم والحضارات وشيخوختها ثم موتها في كتابه ( تدهور الغرب أو غروب شمسه ، 1918 – 1922) الذي قال فيه أن حضارة الغرب ققد جاوزت مرحلة الشباب والقوة ودخلت في مرحلة التدهور والشيخوخة وأنا أقول أنه يقصد أن يستلهم الإنسان مرحلة ما بعد الحداثة ومنهاجها كي يستطيع أن يعبر عن مستقبله برؤى واضحة مستلهمة بمناهج بنيوية تعتمد الحاضر دليلاً واضحا عليه إن مفاهيم الأنسنة والاهتمام بإنسانية البشر لهو دليل واضح على تقدم الأمم وتطورها فأثر الشخصية الإنسانية مهم جداً في اعتناء مسيرة الحضارات إلى جانب التاريخ والزمن على امتدادهما الحضاري الواسع.

مصادر الحضارة

إن الكتابة أهم وسيلة لحضارة الإنسان ، وحيثما وجدت الحضارة وجدت القراءة والكتابة ، وأصبحت اللغة المكتوبة وسيلة الحضارة والعلم والتربية ، فالكتابة تعطي المعرفة البشرية صفة الدوام ، والبراهين عن حضارة الإنسان القديم قليلة حتى نصل إلى عصر الكتاب ، ووضع الوثائق المكتوبة ، ولهذا السبب احترم القدماء الكتابة ، ونسبها المصريون القدماء إلى الإله توت Thoth ، فهو – في رأيهم – مخترع وسائل الثقافة جميعها ، وفي بابل كان الإله نبو (Nebo) بن مردوخ إله الكتابة ، والصينيون القدماء ، والهنود وغيرهم ، اعتقدوا بأصل إلهي للكتابة ، والأساطير اليونانية نسبتها إلى هرمس.

وبوجه الإجمال كان للكتابة مفعول سحري على الناس ، فاختراع الكتابة أهم من اللغة ، لأن اللغة ليست اختراعاً بشرياً كالكتابة ، وإنما هي ميزة بشرية.

الكتابة: وسيلة لنقل الكلام ، تسجل أصواتاً آتية من الفم ، أو فكراً آتية من الدماغ ، برموز منظورة على الورق ، أو الحجر ، أو الخشب ، أو غيرها.

ومن الصعب تحديد دقيق لوقت معين لبدء الكتابة ، ولكن لا برهان على وجود كتابة منظمة قبل منتصف الألف الرابع قبل الميلاد ، وكانت كتابة تصويرية Pictography ، حيث الصورة تمثل الشيء الذي يراد ذكره ، فالدائرة تمثل الشمس ، وصورة الحيوان تدل عليه.

ثم جاءت الكتابة الفكرية (أو الرمزية) Ideographic ، وهي أرقى من التصويرية ، لأنها تصور الأفكار التي يراد نقلها من شخص إلى آخر ، فالدائرة لا تمثل الشمس فقط ، بل تمثل النهار ، أو النور ، والحيوان لا يمثل بصورة الحيوان وإنما برأسه فقط ، وفكرة الذهاب تمثل بقدمين ، أو بخطين يمثلان قدميه ، والرموز المستعملة هنا تسمى صوراً فكرية Ideographic ، ويمكن قراءة الرموز في أية لغة في هاتين المرحلتين – التصويرية والفكرية ، إذ لا علاقة بين الرمز وبين اسم الشيء الذي يمثله.

ثم جاءت مرحلة الكتابة ذات المقاطع ، وهي صوتية ، بمعنى أن كل رمز أو صورة لها صوت في اللغة الخاصة التي تكتب بها ، والرموز التي لها أصوات معينة ، يمكن جمعها بأشكال مختلفة لإخراج كلمات وفكر مختلفة ، وهي لا تمثل الأشياء والفكر فقط ، وإنما الأصوات ، وتصبح الكتابة صوتية تماماً عندما تصبح الأشكال المكتوبة ثانوية بالنسبة للكلمات التي تلفظ ، وتفقد تلك الأشكال مدلولها الأصلي حينما تجتمع لتشكيل كلمة أو فكرة جديدة ، بمعنى أنها تصبح قسماً أو مقطعاً من كلمة ، فكلمة (درفيل) مثلاً ، مكونة من مقطعين (در) و (فيل) ، ولكل منهما معناه ورمزه ، فإذا اجتمعا لتكوين كلمة واحدة يفقد عند ذلك المقطعان مدلولهما الأصلي، ويصبح كل منهما صوتاً أو مقطعاً في كلمة جديدة.

أما الكتابة الأبجدية ، وهي أرقى أنواع الكتابة وأنسبها وأسهلها ، فهي آخر المراحل في تطور الكتابة ، وفيها توجد حروف تمثل أصواتاً مفردة ، لا مقاطع وفكراً ، والأبجدية التي اكتشفت في سيناء ، وأبجدية رأس شمرا (أوغاريت) ، هما أقدم الأبجديات في العالم ، وترقى أبجدية رأس شمرا إلى القرن الرابع عشر الميلاد، ومنها اقتبست الأبجديات التي تستعملها معظم شعوب العالم في أيامنا هذه.

ويعد اختراع الأبجدية بالنسبة للبشرية موازياً لأهمية اختراع المطبعة ، بعد ثلاثة آلاف سنة ، إن لم أكثر أهمية.

يقول الجاحظ : ( لولا الكتب المدونة ، والأخبار المخلدة ، والحكم المخطوطة التي تحصّن الحساب وغير الحساب ، لبطل أكثر العلم ، ولغلب سلطان النسيان سلطان الذكر ، ولما كان للناس مفزع إلى موضع استذكار ، ولو تم ذلك لحرمنا أكثر النفع)، ويقول : ( وليس في الأرض أمة بها طِرق – قوة – أو لها مُسكة ، ولا جيل لهم قبض وبسط ، إلا ولهم خط).

والوثائق المكتوبة ، وهي تجمع السجلات الصكوك والمراسلات .. مع الآثار المادية كالأبنية والبقايا الفنية ، والأواني ، والأدوات ، والأسلحة ، هي مصادر الحضارة.

ويزداد شأن الآثار في التاريخ كلما أوغلنا رجوعاً في الزمن ، لتصبح في بعض الأحوال ، وفي العصور القديمة خاصة ، مصادر التاريخ الوحيدة ، فالشعوب كلها بدافع من العقائد الدينية في الغالب ، أو من رغبات الملوك ، أو من الحاجات الحياتية الأخرى ، تركت آثارها على الأرض التي عرفتها ، وعلى هذه الآثار نبني معارفاً عن الحضارات القديمة.

والكتابات الأثرية هي وثائق العصور القديمة ، فمعظم الحضارات السالفة سجلت على آثارها ما تريد قوله بكتابات شتى ، فحين حل شمبليون (Jean – Francois champolion) رموز الهيروغليفية ، أضاف إلى التاريخ ثلاثة آلاف سنة ، والكتابات التي استعصت على الحل – مثل كتابة كريت – ما تزال تحتفظ بأسرار التاريخ.

وهكذا عصور ما قبل التاريخ وحتى سنة 3200 ق.م حيث اختراع الكتابة في مصر، فإن مصادرنا عن الحضارة هي الأدوات ، والبقايا المادية فقط ، لعدم وجود كتابة ، ومن هنا تظهر أهمية علم الآثار ، والحفريات الأثرية التي أصبحت اليوم تستهدف الفوائد العلمية ، والاستنتاجات التاريخية ، وليس مجرد البحث عن العاديات – المكتشفات الأثرية – ، إذ العاديات لم تعد غاية في ذاتها ، وإنما وسيلة لمعرفة الحضارات وتطورها.

فالكتابة تروي لنا التاريخ السياسي والعسكري ، والحياة الاجتماعية والفكرية ، والاقتصادية والدينية ، وهذا ما كان بعد اكتشاف مكتبة إيبلا – تقع إيبلا جنوبي حلب ، قامت في الألف الثالث قبل الميلاد-.

ومع هذا كله ، يستفيد التاريخ اليوم من كشوف الانتروبولوجيا ، وعلم الاجتماع ، واللغويات وعلوم الاقتصاد والإحصاء والتقاليد والطب وغيرها من العلوم ، إن التاريخ يحاول بذلك ، كله أن يحتضن الإنسان بكل أبعاده ، شريطة أن يعرف المؤرخ كيف يستنطق تلك الوسائل ، وهذه العلوم.

سلمتييييييي اختي
بس ابا المراجع اذا ممكن
مشكور وايد بس لوفي مراع بعد كان احسن
مشكوووووووورة سلمت يداكي

تسلمين يالغلا ما تقصرين
تسلمين الغاليه
ربي يعطييج الف عاافيية عالتقرير الراائع

مشكورة لا عدمناج

مشكوووووووووووووووووووورFF99330000CC
مشكورين وما قصرتووو
التصنيفات
الصف العاشر

تقرير عن الحضاره الاسلاميه

تقرير عن الحضاره الاسلاميه

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة:

يتحدث تقريري عن الحضارة الإسلامية ومفهومها وأهميتها , وكان سبب اختياري لهذا الموضوع هو أن الحضارة الإسلامية من أهم الحضارات في مجتمعنا وهي مفيدة للبشرية ولقد دامت مدة طويلة حتى إلى عصرنا هذا, ويجب علينا أن نتعرف عليها لترفع من شأننا وتيسر لنا جوانب الحياة.

الموضوع:

مفهوم الحضارة:
الحضارة هي الجهد الذي يُقدَّم لخدمة الإنسان في كل نواحي حياته، أو هي التقدم في المدنية والثقافة معًا، فالثقافة هي التقدم في الأفكار النظرية مثل القانون والسياسة والاجتماع والأخلاق وغيرها، وبالتالي يستطيع الإنسان أن يفكر تفكيرًا سليمًا، أما المدنية فهي التقدم والرقى في العلوم التي تقوم على التجربة والملاحظة مثل الطب والهندسة والزراعة، وغيرها.. وقد سميت بالمدنيَّة؛ لأنها ترتبط بالمدينة، وتحقق استقرار الناس فيها عن طريق امتلاك وسائل هذا الاستقرار، فالمدنية تهدف إلى سيطرة الإنسان على الكون من حوله، وإخضاع ظروف البيئة للإنسان.
ولابد للإنسان من الثقافة والمدنية معًا؛ لكي يستقيم فكر الأفراد وسلوكياتهم، وتتحسن حياتهم، لذلك فإن الدولة التي تهتم بالتقدم المادي على حساب التقدم في مجال القيم والأخلاق، دولة مدنيَّة، وليست متحضرة؛ ومن هنا فإن تقدم الدول الغربية في العصر الحديث يعد مدنية وليس حضارة؛ لأن الغرب اهتم بالتقدم المادي على حساب القيم والمبادئ والأخلاق، أما الإسلام الذي كرَّم الإنسان وأعلى من شأنه، فقد جاء بحضارة سامية، تسهم في تيسير حياة الإنسان.

مفهوم الحضارة الإسلامية:
الحضارة الإسلامية هي ما قدمه الإسلام للمجتمع البشرى من قيم ومبادئ، وقواعد ترفع من شأنه، وتمكنه من التقدم في الجانب المادي وتيسِّر الحياة للإنسان.

أهمية الحضارة الإسلامية:

الفرد هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وإذا صلح صلح المجتمع كله، وأصبح قادرًا على أن يحمل مشعل الحضارة، ويبلغها للعالمين، ومن أجل ذلك جاء الإسلام بتعاليم ومبادئ تُصْلِح هذا الفرد، وتجعل حياته هادئة مستقرة، وأعطاه من المبادئ ما يصلح كيانه وروحه وعقله وجسده

وبعد إصلاح الفرد يتوجه الإسلام بالخطاب إلى المجتمع الذي يتكون من الأفراد، ويحثهم على الترابط والتعاون والبر والتقوى، وعلى كل خير؛ لتعمير هذه الأرض، واستخراج ما بها من خيرات، وتسخيرها لخدمة الإنسان وسعادته، وقد كان آباؤنا على قدر المسئولية، فحملوا هذه الحضارة، وانطلقوا بها يعلِّمون العالم كله ويوجهونه.

أنواع الحضارة الإسلامية:

وللحضارة الإسلامية، ثلاثة أنواع:

1- حضارة التاريخ (حضارة الدول(:-
وهي الحضارة التي قدمتها دولة من الدول الإسلامية لرفع شأن الإنسان وخدمته، وعند الحديث عن حضارة الدول ينبغي أن نتحدث عن تاريخ الدولة التي قدمت هذه الحضارة، وعن ميادين حضارتها، مثل: الزراعة، والصناعة، والتعليم، وعلاقة هذه الدولة الإسلامية بغيرها من الدول، وما قدمته من إنجازات في هذا الميدان.

2- الحضارة الإسلامية الأصيلة:-
وهي الحضارة التي جاء بها الإسلام لخدمة البشرية كلها، وتشمل ما جاء به الإسلام من تعاليم في مجال: العقيدة، والسياسة، والاقتصاد، والقضاء، والتربية، وغير ذلك من أمور الحياة التي تسعد الإنسان وتيسر أموره.

3- الحضارة المقتبسة:-
وتسمى حضارة البعث والإحياء، وهذه الحضارة كانت خدمة من المسلمين للبشرية كلها، فقد كانت هناك حضارات وعلوم ماتت، فأحياها المسلمون وطوروها، وصبغوها بالجانب الأخلاقي الذي استمدوه من الإسلام، وقد جعل هذا الأمر كُتاب العالم الغربي يقولون: إن الحضارة الإسلامية مقتبسة من الحضارات القديمة، وهما حضارتا اليونان والرومان، وأن العقلية العربية قدْ بدَّلت الصورة الظاهرة لكل هذه الحضارات وركبتها في أسلوب جديد، مما جعلها تظهر بصورة مستقلة.
وهذه فكرة خاطئة لا أساس لها من الصحة، فالحضارة الإسلامية في ذاتها وجوهرها إسلامية خالصة، وهي تختلف عن غيرها من الحضارات اختلافًا كبيرًا، إنها حضارة قائمة بذاتها، لأنها تنبعث من العقيدة الإسلامية، وتستهدف تحقيق الغاية الإسلامية، ألا وهي إعمار الكون بشريعة الله لنيل رضاه، لا مجرد تحقيق التقدم المادي، ولو كان ذلك على حساب الإنسان والدين كما هو الحال في حضارات أخرى، مع
الحرص على التقدم المادي؛ لما فيه من مصلحة الأفراد والمجتمع الإنساني كله.
أما ما استفادته من الحضارات الأخرى فقد كان ميزة تحسب لها لا عليها، إذ تعنى

تفتح العقل المسلم واستعداده لتقبُّل ما لدى الآخرين، ولكن وضعه فيما يتناسب والنظام الإسلامي الخاص بشكل متكامل، ولا ينقص من الحضارة الإسلامية استفادتها من الحضارات السابقة، فالتقدم والتطور يبدأ بآخر ما وصل إليه الآخرون، ثم تضيف الحضارة الجديدة لتكمل ما بدأته الحضارات الأخرى.

الخاتمة:-
هاهي حضارتكم كانت في الماضي وستكون في المستقبل حضارة تجمع بين حياة الجسد وحياة الروح ، وقد كان لها بالأمس القريب والبعيد أناس حافظوا عليها وتركوها لأجيال اليوم فهل يقوم هؤلاء بحمل الأمانة لتصل إلى أجيال الغد صافية لا يعكر صفوها هزيمة أو تقليد أعمى أو إتباع هوى ونحقق بذلك المقولة : " زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون "

المقترحات:-

1- يجب النظر في الماضي لتصحيح الأخطاء في الحاضر.
2- يجب التمسك بحضارتنا العربية الإسلامية والافتخار بها.
3- علينا أن نحارب كل من يقف أمام حضارتنا ويريد تخريبها.
4- فلنكن يدا واحدة لرقي حضارتنا الإسلامية وتقدمها .

المصادر : كتاب حضارة الإسلام للمؤلف عباس محمود العقاد

مع تحيات خدا بخش

مشكورين على التقرير
مشكور ما قصرت
وجزاك الله ألف خير
مشكووور وايد على هذا الموضوع الرائع
thank you for that
شكــــــــــــــــــــــــــــــرا
مسـافي
مشكريييننننن
مشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك ورين
مشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكوري ن
مشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكورين
مشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكورين
مشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكورين
مشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكوري ن
مشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك ورين
مشكور على هذا التقارير
موضوعك رائع ومفيد وجزاك الله كل خير
تسلم الطيب ع التقرير
و يعطيك الف عافية
التصنيفات
الصف العاشر

ابا بحث عن خصائص الحضاره الإسلاميه

لو سمحتوا ساعدووني بليز بقدر المستطاع

الشارقة

مي تو ابي والي عنده يعطيناا ..~
يسلمونيشن خيو
وينو البحث؟
.."لو سمحتو وين البحث "…
..(الله يخليكم ابي البحث ابسرعة ان تسليم باجر الي عند البحث يخص كتاب التاريخ عن اي درس الله يخليكم طرشو اوكيك)..
انا بعد بقيت بحث تاريخي عن خصائص الحضارةالإسلامية (((بس يكون بحث كامل)))660066
التصنيفات
الصف العاشر

تقريراثرالحضاره الاسلاميه في العالم

آثار الحضارة العربية الإسلامية على أوروبا

من إنجاز الطالبه:

تحت إشراف المعلمه:

تقديم

I- طرق انتقال الحضارة العربية الإسلامية إلى أوروبا

1- عن طريق الترجمة

2- عن طريق الأندلس

3- عن طريق صقلية و جنوب إيطاليا

4- عن طريق الحروب الصليبية

II – المجالات التي تأثرت فيها أوروبا بالحضارة العربية الإسلامية

1- الميدان الأدبي

2- الفلسفة و التصوف

3- العلوم البحثة( الطب و الكيمياء ، الرياضيات و الفلك)

4- الآثار الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية

5- الآثار الفنية

خاتمة

مقدمة

عرفت الحضارة العربية الإسلامية مند العصر الوسيط ازدهارا كبيرا في كافة الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية.وقد كان للدين الإسلامي دور كبير في هده الوضعية ,من خلال مبادئه التي تحث على العمل وتحصيل المعرفة والتدبر في الكون والحياة والبحث في القوانين الطبيعية,كما أن الإسلام جعل من العلم فريضة على المسلم ورفع قدر العلماء,وخاطب العقل ووجهه نحو التفكر والإبداع .

وعلى اثر الفتوح الإسلامية وتوسع المبادلات التجارية، احتك المسلمون بثقافات أخرى كالفارسية والإغريقية والهندية ,فعززوا معارفهم وأغنوها ثم شرعوا في إقامة المكتبات ونشر المعرفة ,حيث كان لهم السبق في مجال التعليم بإنشاء الجامعات في العواصم والحواضر الكبرى كبغداد ودمشق وأهمها جامعة الأزهر بالقاهرة .

وقد حضيت اللغة العربية في البداية باهتمام كبير من طرف رواد العلوم اللغوية فتم وضع المعاجم والقواعد قبل الانتقال إلى حركة الترجمة إلى اللغات الأخرى.

من جهة أخرى خلف العلماء المسلمون تراثا غنيا في مجال الآداب والعلوم خاصة في الطب والرياضيات والفلك,حيث تم استغلالها في تدبير الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمسلمين .أما في ما يخص فنون العمارة والزخرفة فقد اهتم المسلمون بتشييد المساجد والقصور وإقامة مدن جديدة بمختلف مرافقها .مستعملين في ذلك مختلف فنون الزخرفة والرسم والنقش .وفي الوقت الذي عرفت فيه الحضارة العربية الإسلامية ازدهارا كبيرا,كانت أوروبا تعيش على إيقاع النظام الفيودالي الذي كان مرتبطا بانعدام الأمن خاصة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية وتوغل القبائل الجرمانية وخضوع بعض المناطق للسيطرة العربية الإسلامية خاصة الأندلس و صقلية .

وعلى اثر الاحتكاك الذي تم بين الأوروبيين والمسلمين سواء إبان الحروب الصليبية أو في الأندلس وصقلية أو من خلال التبادل التجاري بينهما, تأثرت أوروبا بمظاهر الحضارة العربية الإسلامية.

إذن فلإشكالية التي يطرحها هدا الموضوع تتمثل في مدى استفادة أوروبا مما نقله لها العرب والمسلمون ؟

فما هي القنوات التي من خلالها تمكن الغرب من الاتصال بالحضارة العربية الإسلامية ؟ وما هي مختلف الميادين التي تجلى فيها الاحتكاك بين العرب والمسلمين وأوروبا ؟

Iطرق انتقال الحضارة العربية السلامية إلى أوروبا

1 -عن طريق الترجمة

اقترنت بداية النهضة لأوروبا بترجمة كتب العربية إلى اللاتينية وذلك راجع للتخلف الذي كانت تعيشه أوروبا في القرن 12م مقارنة مع المسلمين .هدا التخلف جعلهم لا يولون اهتماما بشؤون العلم والثقافة .مما جعل دار الإسلام مصدرا للعلم والمعرفة للعديد من الأوروبيين كالكاهن الإفرنجي’جيربيرت’ الذي يعتبر أول من عرف الأوروبيين بالأرقام العربيةلشدة ما اشتهر به اثر مقامه بالمدن الإسلامية,تقلد منصب البابوية تحت اسم -سلفسترII_سنة 999م .تكاثر امثا ل هدا الشخص مع امتداد احتكاك المسلمين بالأوروبيين فكثر المترجمون ومن أهمهم جيرارد الكريموني(1114-1187)الذي قدم من ايطاليا إلى طليطلة لطلب العلم فتعلم العربية وترجم إلى اللاتينية ما يناهز 70 مؤلفا . في القرن 13 ازدادت حركة النقل إلى اللاتينية توسعا على يد ملك قشتالة الفونسو العاشر (1252-1284م)الذي لقب بالحكيم لاهتمامه بالترجمة وسهره على تحصيل العلم.

2 -عن طريق الأندلس

تعتبر الاندلس من أهم الجسور التي ساعدت على انتقال الحضارة العربية الإسلامية إلى أوروبا بحكم المدة الطويلة التي حكم فيها العرب والمسلمون هده البلاد والتي تجاوزت ثمانية قرون .وتعد مدن طليطلة ,قرطبة ,قشتالة وغرناطة من أهم المراكز الأندلسية التي كانت متشبعة بمظاهر الحضارة العربية الإسلامية ,حيث كان العديد من الطلاب يفدون إليها للاطلاع على الكتب العربية خاصة المترجمة إلى اللاتينية والمنقولة عن اليونان والفرس .حيث اشتهرت في هدا المجال مدرستا برشلونة و طليطلة التي تم اتخاذها كنافدة تطل مباشرة على الحضارة العربية الإسلامية .

من جهة أخرى لعب التجار والمهاجرون الدين يتنقلون بين بلاد الأندلس ومختلف بقاع البلاد العربية الإسلامية دورا مهما في انتقال الحضارة العربية الإسلامية إلى باقي أنحاء أوروبا المسيحية .هدا دون أن ننسى الدور الذي كان يلعبه السفراء والمد جنين والموريسكيين واليهود في هدا المجال ووقوع بعض المدن الإسلامية تحت الحكم المسيحي تارة وعودتها للحكم الإسلامي تارة أخرى أو العكس .فماذا عن دور صقلية وجنوب ايطاليا؟

3 عن طريق صقلية وجنوب ايطاليا

لما استولى العرب على جزيرة صقلية في عهد الاغالبة (مدة130عاما )عملوا على استغلال خيراتها المعدنية وأقاموا علاقات مودة مع سكانها الأصليين دون المس بعاداتهم وقوانينهم وحريتهم الدينية ,وكانت هذه المدة كافية لنشر مبادئ الحضارة العربية الإسلامية .وعندما استولى النورمانديون عليها خاصة في عهد الملك روجهII (1113-1154م)أبدى إعجابه بالحضارة الإسلامية وتأثر بها بشكل كبير ,خاصة من خلا ل ارتدائه لعباءة مكتوب عليها بالحروف العربية والخط الكوفي .ويعتبر كتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)من أهم الكتب التي تحدثت عن وصف صقلية وجنوب ايطاليا .كما أن حركة الترجمة عرفت نشاطا كبيرا من خلال ترجمة العديد من الكتب في مجال الطب و الفلك ، بالإضافة إلى الآثار التي تركها العرب في صقلية خاصة القصور و المساجد والمصانع و التي اتخذها النورمانديون فيما بعد قدوة لصناعتهم. و سيتعزز احتكاك الغرب المسيحي بالشرق الإسلامي من خلال الحروب الصليبية.

4- عن طريق الحروب الصليبية

شكلت الحروب الصليبية فرصة كبيرة لالتقاء الغرب الأوروبي بالشرق الإسلامي ، فطيلة قرنين من الزمن التي بقي الصليبيون بالوطن العربي ، اقتبسوا الكثير من أساليب الحياة و المعرفة في كافة المجالات ، كما حصلوا على كثير من الكتب العربية، فساعد ذلك على ظهور روح البحث و دراسة الأقدمين ولآدابهم و فنونهم . كما أن الصدامات العسكرية بين المقاتلين المسلمين و المقاتلين الصليبيين مكنتهم من التعرف على العديد من الوسائل الحربية و الخطط التي يستعملها العرب.

إذن كانت هذه هي أهم القنوات و الجسور التي من خلالها تمكنت أوروبا من الاستفادة من الحضارة العربية الإسلامية في كافة مجالاتها الأدبية و الفنية و العلمية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية.

الوثيقة رقم 1: أهم مراكز انتقال الحضارة الغربية الإسلامية إلى أوروبا

انظر صورة الوثيقة أسفل العرض

II- المجالات التي تأثرت فيها أوروبا بالحضارة العربية الإسلامية

1- الميدان الأدبي

أ- الشعر:

تـأثر الأوروبيون بالأشعار العربية من زجل و موشحات ، و أشهرها موشحات أبن قزمان الأندلسي ( المتوفى سنة 555/ 1159) و الذي أخذ عنه شاعر إفرنجي اسمه غيوم (من مدينة بواتيه)، عاصر ابن قزمان أواخر القرن 11 و بداية القرن 12. مما أدى إلى ظهور شعراء "الطروبادور" أو الشعراء المغنون الذين كانوا يتنقلون من حصن إلى أخر لإمتاع أسماع النبلاء الفيوداليين بأغاني مختلفة من التراث العربي الأصيل.

ب- النثر:

ويمكن أن نميز فيه بين المسرح و القصة.

فمن جانب المسرح نجد أن من أهم وجوه الفكاهة الأوروبية المتأثرين بالثقافة العربية ، هناك سيرفانتيس صاحب كتاب" دون كيشوت" أسلوبه يحتوي على عبارات و أمثال عربية . و قد أمد هذا prescott صاحب الإطلاع الواسع على تاريخ الإسبان بأن فكاهة دون كيشوت كلها أندلسية في اللباب.

أما من جانب القصة ، فالقصة الأوروبية تأثرت بما كان عند العرب من فنون القصص في العصور الوسطى و هي المقامات و أخبار الفروسية و أمجاد الفرسان و مغامراتهم لإحراز المجد في سبيل الحب . كما ترى طائفة من النقاد الأوروبيين أن رحلات جليفر و غيره تدين لقصص ألف ليلة و ليلة و لرسالة حي ابن يقضان التي ألفها الفيلسوف الأندلسي المسلم ابن طفيل.

¬ إذن من خلال هذا يظهر أن الصلة بين الآداب الإسلامية و الآداب الأوروبية لم تنقطع، إذ أن معظم أو جل نوابغ الأدب عندهم لا يخلو شعره أو نثره من الإشارة بطل عربي إسلامي أو ناذرة إسلامية ، و من هؤلاء شكسبير و أديسون من الأدباء الإنجليز، و هرور و ليسينغ من الأدباء الألمان، و فولتير و لافونتين من أدباء فرنسا.

¬ يقول ليتري :

" لو حذفت العرب من التاريخ لتأخرت نهضة الآداب في الغرب عدة قرون".

2- الفلسفة و التصوف

أ- الفلسفة:

ساهم التفكير الفلسفي للمسلمين في المشرق و المغرب في تطوير المذاهب الفلسفية الأولى بأوروبا مما مكنهم من معرفة فحول الفلاسفة في التاريخ كأفلاطون و أرسطو و ذلك نتيجة الإطلاع على مؤلفات كبار الفلاسفة المسلمين كالكندي (ق3 ه) و الغزالي ( 450-505 ه/ 1058-1111م) الذين اكتشفوا عالم الإيمان بقوة العقل و المنطق.وقد ترجمت العديد من كتب هؤلاء إلى اللاتينية، ومنها كتاب "الشفا" لابن سينا ثم تهافت الفلاسفة و مقاصد الفلاسفة للغزالي ثم تهافت التهافت لابن رشد .

هذا ولم يكتف الفلاسفة العرب و المسلمون من نقل أفكار الفلاسفة اليونانيين، لكن جددوا أفكارهم على ضوء تعاليم التوحيد.وهنا تجدر الإشارة إلى أن فلاسفة الأندلس كانوا من العرب ولم يكونوا من الفرس أو من الأوروبيين.

ب- التصوف

في مجال التصوف تأثر الأوروبيون بالفيلسوف ابن عربي لمنهجه الرفيع في التصوف لعبادة الله روحا و عقلا و إحساسا، حيث يقول:

وثيقة رقآثار الحضارة العربية الإسلامية أوروبا : نص أدبي

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكـــن ديني إلى ديــــنه دان

فأصبح قلبي قابـــــلا كل صورة فمرعى لغزلان و دارا لرهبــــــان

و بيتا لأوثان وكعبة طائــــــــف وألواح وتوراة ومصحف وقـرآن

أدين بدين الحب أني توجـــــهت ركائبه فالحب ديني و إيمانــــــي

محيي الدين ابن عربي . نص ورد في كتاب

”أثر العرب في الحضارة الأوروبية“ل عباس محمود العقاد . ص 94

فأول الفلاسفة الصوفيين من الغربيين هو جيهان أكارت الذي درس في جامعة باريس التي كانت تعتمد على الثقافة الأندلسية في الحكمة و العلوم، وهو يقول كما يقول ابن عربي أن الحقيقة الإلهية تتجلى في جميع الأشياء ، لا سيما روح الإنسان التي مصيرها الاتصال بالله. فماذا عن علوم العرب و المسلمين التي أخذت لها نصيبا وافرا في قلوب الأوروبيين؟

3- العلوم البحثة ( الطب و الكيمياء ، الرياضيات و الفلك)

أ- الطب

اشتهر العرب بقدرتهم الفائقة في تحصيل العلوم انطلاقا من ثقافة الأقدمين و اجتهاداتهم الخاصة، فقد عرف علماء الطب العرب بإلمامهم الكبير بباقي العلوم، فألفوا كتبا عديدة حول الطب و أقحموا رسومات و أشكال منظمة فيها. وكل ذلك دخل إلى أوروبا عن طريق التلاقي الحضاري. وهكذا في مجال الطب استقى الأوربيون معلوماتهم الأولى من كتب قيمة ك" الحاوي" علم الأقدمين للرازي (ق4 ه) و ما أضاف إليه من تجارب و اكتشافات الأمة الإسلامية . كما أخذوا من كتاب "التيسير" لابن زهر المتوفى سنة557 ه/1162م ومن كتاب" الكليات في الطب" لابن رشد ومن كتاب القانون في الطب لابن سينا الذي طبعت ترجمته إلى اللاتينية أكثر من 30 مرة خلل القرن16م.

ومن أكثر الأطباء العرب الذين أسهموا في تقدم الغرب الأوروبي في ميدان الطب:

– أحمد ابن إبراهيم القيرواني (ابن الجزار) توفي سنة 295 ه/1005م، من خلال كتابه زاد المسافر الذي يحتوي على أوصاف ممتازة لعدد كبير من الأمراض.

– الزهراوي الذي توفي بعد 400 ه/ 1010م اشتهر بكتابه " التعريف لمن عجز عن التأليف الذي ضمنه حجم من الأدوية و مرادفاتها، كما تحدث عن الجراحة الطبية .

ب-الكيمياء:

إن تأثير العرب على أوروبا في هذا المجال يبقى واضحا للعيان إذ أن لفظchimie مشتقة من العربية كما هو الشأن بالنسبة لمجموعة من المواد كالكحول alcool و آلة التقطير الأنبيق alambic…

كما أن تحسين عمليات التبخر و التذويب و التقطير و التبلور ترتبط كلها باسم العالم الكيميائي المسلم جابر ابن حبان الذي عاش في القرن 2 ه/9م.

ج- الرياضيات:

يعتبر علم الرياضيات من العلوم التي اشتهر بها العرب في المشرق. وقد تم تقله إلى أوروبا عن طريق الأندلس.فقد تعلم الأوربيون من الأندلس نظام الأعداد الذي يمثل ثورة شاملة في علم الحساب، ويتضح لنا تسهيل هذا النظام العددي للعمليات الحسابية إذا قارنا بينه و بين النظام العددي الروماني.فبنظام الأعداد الجديد الذي عرفته أوروبا عن العرب يمكن أن يتغير الرقم الواحد حسب وضعه في خانة الآحاد أو العشرات أو الألوف أو الملايين ، في حين أن قيمة الرقم لا تتغير في النظام الروماني بتغيير خانة، فرقم 5 مثلا لا يمكن أن يعني 50 او 500 و هكذا إذا أردنا كتابة رقم 282 بالأرقام اللاتينية التي لم تعرف أوروبا غيرها خلال العصور الوسطى فإنه يكتب CCLXXXIIو هذا أمر معقد و مضيع للوقت.

و لابد من الاعتراف بان الأعداد الجديدة المستخدمة حاليا في الغرب ليست من اختراع العرب ، بل من المرجح أنها من اختراع الهند.و لعل في مقدمة الإنجازات العربية على هذا الصعيد هو أنهم علموا الغرب الأوروبي طريقة استخدام الصفر في الأعداد منذ القرن 12م. وعرف باللفظ الأوروبي cipher وهو يعني في اللغات الأوروبية لا شيء أو عدم القيمة، و لا تزال اللغات الأوروبية الحالية تستعمل إلى يومنا هذا المصطلحات العربية الأصيلة، فلفظ algèbre مشتقة من كلمة الجبر و لفظ logarithme تحريف لاسم العالم المسلم الذي اكتشف هذه الطريقة في الرياضيات وهو الخوارزمي( ق4 ه) ، كما أن اختراع الصفر لعب دورا جوهريا في تقدم الرياضيات وهو ما جعل الأوروبيين يطلقون لفظ chiffre على جميع الأرقام.

د- الفلك:

كان الأمر مدعاة للفخر و الاعتزاز بما قدمه العرب المسلمون للأوربيين من معارف فلكية عم نفعها كثير من حياتهم العتمة.و قد بدأت هذه الفوائد تعبر على أوروبا منذ القرن 11م ،ـ ذلك أن طلاب العلم في غرب أوروبا عرفوا بعض المصطلحات العربية مثل الأسطرلاب و أسماء النجوم و مجاميعها ، وازدهرت خلال القرن 13م ، ومن أهم الذين أفادوا الغرب الأوروبي بعملهم و إبداعاتهم ، أبو القاسم مسلمة المجريطي المتوفى سنة 295 ه/ 1009م الذي قام بتصحيح وضبط زيج الخوارزمي.جاء بعده إسحاق إبراهيم بن يحيى القرطبي المعروف بالزرقالي الذي اشتهر بالجداول الزر قالية، اعتمد فيها على جداول بطليموس و الخوارزمي ترجمها جيرارد الكريموني.

كما أن البوصلة عربية الأصل ، و الدليل ما كان يستعمل من الألفاظ لوصف اتجاه الإبرة الممغنطة مثل قولهم "الشارون" للدلالة على الشمال . و هو لفظ اشتق من اللغة العربية ، كما أشار العلامة كوستاف لوبون في كتابه " الحضارة العربية" بأن الإبرة المغناطيسية ترجع إلى العرب.

ه- الجغرافيا

من الخطأ أن يظن بأن علم الجغرافيا علم يوناني في أصوله و مبتكراته لاشتهاره باسم مؤلف من كلمتين يونانيتين، لأن بطليموس نفسه اقتبس من المصريين و الكنعانيين.كما أن الإدريسي اشتهر بإنجازه لأولى الخرائط التي تصف الأرض و الأماكن.

4- الآثار الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية

أ- اقتصاديا

-الفلاحة

عن طريق الأندلس تعلم الأوربيون من العرب المسلمين حفر الترع و القنوات و إنشاء المجاري التي كانت مجهولة قبلهم. كما أدخلوا زراعات جديدة لم تكن معروفة في غرب أوروبا كزراعة القطن و قصب السكر و السمسم و الأرز الليمون و البطيخ و الثوم و الباذنجان و كثير من التوابل و العقاقير النباتية، وطوروا الدورات الزراعية وطرق استخدام الأراضي.

.الصناعة

الاسم العربي

الاسم الأوروبي
قالب
Calibre
الزيت
aceite
الصك
chèque
تعريفة
Tarif
المخزن
magasin

نقل العرب والمغاربة عن طريق الاندلس صناعات متعددة إلى أوروبا ,أهمها صناعة النسيج ,الزجاج,بعض الصناعات التعدينية إضافة إلى صناعة الورق التي أقيمت أولى مصانعها في أوروبا بصقلية واسبانيا ,من صقلية إلى ايطاليا ومن اسبانيا إلى غرب أوروبا .كما نقل الغرب عن العرب صناعة الخزف .من جهة أخرى عرف العرب التجارة.

التجارة

عرف العب في القرون الوسطى بتفوقهم الكبير في ميدان الملاحة والتجارة ,لهدا فالأوروبيون لم يضيعوا فرصة اتصالهم بالعرب فاخذوا منهم مجموعة من التقنيات كالبوصلة والاصطرلاب والخرائط وبناء السفن ومن الأمثلة الشاهدة على تأثر الأوروبيين بالعرب على المستوى التجاري استعمالهم مجموعة من الألفاظ المشتقة من اللغة العربية.

ب اجتماعيا:

على المستوى الاجتماعي كانت بلاد أوروبا عشية قيام الدولة الإسلامية تعاني من مجموعة من المشاكل الاجتماعية والأمنية الناجمة عن كثرة الاقتتال في ما بينها وتسلط الملوك والسلاطين على الشعوب التي عانت ويلات الظلم والجوع والاستبداد ,فلما بدا الفتح الإسلامي لبلاد أوروبا وجدت تلك الشعوب في العرب و المسلمين اكبر منقد لهم.

" رفع الإسلام ما ثقل من الاثاوات ورد الأموال المسلوبة إلى أربابها, وانتزع الحقوق من مغتصبيها ووضع الحق في المساواة عند التقاضي بين المسلم وغير المسلم".

مقتطف من كتاب الإسلام والحضارة العربية لمحمد كرد علي

الصفحة198

ج سياسيا:

فقد عرفت الدولة الإسلامية في العصر الوسيط ازدهارا كبيرا وذلك بفضل نظمها السياسية القوية ومؤسساتها المتنوعة ,لهذا فقد تلقى الغرب بفضل اتصالهم بالعرب والمسلمين دروسا مهمة في معنى الدولة والعلاقة بين الحاكم والمحكوم وعرفوهم بالعلاقات الدولية ومعاهدات الصلح والسلم بين الأعداء.

5 الآثار الفنية

_ الفنون الجميلة

اهتم المسلمون من خلال الفتوحات الإسلامية بتشييد المدن والمساجد والقصور فاثروا بفنهم في لا المعماري في الفن الأوروبي فظهر في انجلترا نتيجة دلك فن الآرابيسك أو النقوش العربية التي تعتمد على التو ريق كشكل من أشكال الزخرفة .

في الهندسة العسكرية قلد الصليبيون الحصون العربية وطرق بناء أبراج المراقبة لصد العدوان.

_ فن الموسيقى

لحن الأوروبيون موسيقاهم على الإيقاع العربي واستعملوا السلم الموسيقي وطريقة التدوين بالحروف التي هي من مبتكرات المسلمين، فاخذوا أسماء الآلات الموسيقية العربية كما يلي:

اسم الآلة الموسيقية بالعربية

مقابلها باللاتينية
العود
LUTH
القيثارة
GUITARE
الربابة
REBEC
الطبل
TIMBLE
القانون
KANOON

إذن كانت هذه هي أهم الميادين التي تجلى فيها تأثر الأوربيين بالحضارة العربية الإسلامية ، و استغلوها أحسن استغلال لبناء نهضتهم وتقدمهم .و في ما يلي نص تاريخي يوضح مختلف هذه الميادين:
الوثيقة رقم 5 : نص تاريخي

” ويتعذر الحكم في تحديد الطرق التي دخل منها اختراع من اختراعات الشرق إلى أوروبا، وفيما إذا كان انتهى إلينا عن طريق الصليبين في فلسطين أو عن طريق التجار الإيطاليين، أو جاءنا من عرب صقلية أو من المغاربة في الأندلس.بيد أن الحساب يمكن تقديره بما نحن مدينون به للعرب ، و إذا كان هذا الحساب مما يطول شرحه ، فقد آتانا من العرب :

أولا : الحنطة و القنب و التوت و الزعفران و الأرز و النخيل و الليمون و البن و القطن و قصب السكر.

ثانيا: معظم صناعتنا قي التزيين كالأقمشة الدمشقية و أقمشة الحرير المزركشة بالفضة و الذهب و الشاش الموصلي و الحبر و الورق و السكر والحلويات و المشروبات .

ثالثا : مبادئ كثير من علومنا كالجبر و الحساب و الكيمياء و الأرقام العربية التي اقتبسها العرب من الهنود فسهل بها الحساب مهما كان صعبا . وقد جمعت العرب و قربت جميع الاختراعات و المعارف المأثورة عن العالم القديم في الشرق( كاليونان و فارس و الهند و الصين ) وهم الذين نقلوها إلينا و دخل كثير من الألفاظ في لغاتنا، وهي شاهدة مما نقلناه عنهم . و بواسطة العرب دخل العالم الغربي الذي كان بربريا في غمار المدنية.

فإذا كانت لأفكارنا و صناعتنا ارتباط بالقديم فإن جميع الاختراعات التي تجعل الحياة سهلة لطيفة قد جاءتنا من العرب.“

من كتاب ” تاريخ الحضارة ” ل شارل سينيوبوس . ورد في كتاب

الإسلام و الحضارة العربية لمحمد كرد علي سنة 1934 الجزء الأول ص 222.

خاتمة

الحضارة العربية الإسلامية حضارة غنية ،جورها عريقة و تأثيرها على أوروبا واسع .إلم يكتف العرب بما نقلوه عن الإغريق و الهنود و غيرهم بل أبدعوا بما جادت به قرائحهم و دينهم و عاداتهم و تقاليدهم في مختلف مجالات الآداب

و العلوم والفنون وكل ما له علاقة بالاقتصاد و المجتمع و السياسة فأثروا بدلك في شعوب أوروبا و مهدوا لها الطريق لتحقيق نهضتها. لكنهم للأسف تراجعوا عدة خطوات إلى الوراء و تركوا الغرب يتقدم، الشيء الذي يجعلنا نتساءل عن مدى تأثير الحضارة العربية الإسلامية : هل أثرت فعلا الحضارة العربية الإسلامية"؟ أم أن دلك مجرد شذى ألحان لا يسمن النهضة و لا يسمنها في شيء ؟، و بالتالي لمادا لم لا يستفيدون مما أنتجوه فتأخروا عدة خطوات إلى الوراء و تركوا الغرب يتقدم ؟.

هده هي المفارقة الكبرى التي على العرب أن يجدوا لها حلا و كفانا من النوم العميـــــــــــــــــــــــــــــــــق.