التصنيفات
إثراءات التوجيه التربوي

كفاية طرح الأسئلة الصفيّة / د. أكرم جميل قنبس

كفاية طرح الأسئلة الصفية

تُعَدُّ الأسئلة من المكونات المهمة والرئيسة لأي تدريس ناجح, وذلك لكونها وسيلة فعالة في إثارة أفكار طلاب الصف, فضلاً عن توفير بيئة صفية نشطة تعج بالتفاعل بين المعلم وطلابه وبين الطلاب أنفسهم.
من أجل ذلك, يُعتبر طرح المعلم للأسئلة الشفوية على طلابه في أثناء إجراءات الدرس والمواقف التعليمية التعلمية من الوسائل الفعالة في تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة, ومن الأدوات التي تحثهم على التفكير, مما يتطلب من المعلم إتقان مهارة طرح الأسئلة الشفوية, وإلمامه بشروط صياغتها وشروط طرحها على تلاميذه.
ويستخدم المعلم الأسئلة الصفية في مراحل مختلفة من تنفيذ الدرس, فهو يستخدمها في مرحلة الإثارة والتهيئة في سبيل زيادة دافعية طلابه للتعلم الجديد, ويستخدمها في عملية التقويم التكويني أثناء تنفيذ إجراءات الدرس سعياً وراء تحقيق الأهداف المنشودة, ويستخدمها أيضاً في عملية التقويم الختامي للتأكد من مدى تحقق تلك الأهداف ( نواتج التعلم ) . لذلك تعتبر الأسئلة هي المتحدي الدائم لفكر الطالب داخل غرفة الصف وخارجها.

أولاً : أهمية استخدام الأسئلة الصفية :

– تعمل الأسئلة الصفية على إثارة اهتمام التلاميذ وتحفيزهم وتشويقهم وجذب انتباههم للدرس, إذ إن هذه الأسئلة تدفع طلاب الصف إلى المشاركة في التفاعل الصفي, وبالتالي تؤدي إلى كسر الجمود واستبعاد الملل من نفوسهم.
– تسهم في تنفيذ الدرس , فطريقة الحوار والمناقشة والاستجواب تدفع الطلاب إلى المشاركة بالأسئلة والإجابة عنها , مما يؤدي في النهاية إلى متابعتهم لعملية التعلم , و يساعد المعلم على تنفيذ ما خطط لتنفيذه.
– تساعد المعلم في التعرف على ما يمتلكه تلاميذه من معارف سابقة عن موضوع الدرس, إذ إن التعلم القبلي (المتطلبات القبلية) يعدّ من متطلبات التعلم الجديد.
– تساعد المعلم في تقويمه لتعلم تلاميذه ومدى تحقيقهم للأهداف المنشودة ( النواتج ) , وبالتالي في اكتشاف أوجه القصور والضعف في أدائهم وتعلمهم , مما يعينه على استكمال النقص وسد الثغرات لديهم.
– تنمي ثقة الطلاب بأنفسهم , وخاصة عند رضى المعلم عن مستويات إجابتهم وحصولهم على التعزيز المناسب.
– تسهم في تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب , فالأسئلة المدروسة والمعدة جيداً والمطروحة بشكل صحيح تثير التفكير لديهم.

ثانياً : شروط صياغة الأسئلة الصفية :

يجب أن تتوافر في صياغة الأسئلة الصفية الشروط التالية:
– أن ترتبط الأسئلة بموضوع الدرس, بمعنى أن تصاغ بطريقة تخدم تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة للدرس ( النواتج ) .
– أن يكون السؤال صحيحاً علمياً وواضحاً لغوياً ودقيقاً في مطلبه, بحيث يستطيع الطالب فهمه لأول وهلة.
– أن تكون الأسئلة من مستويات مختلفة للتفكير وليست تجميعاً للحقائق أو تذكرها فقط , وهذا ما يمكن تحقيقه عن طريق صياغة الأسئلة واختيارها من مستويات متنوعة لتشمل المستويات المعرفية الستة من تصنيف بلوم : التذكير, الفهم , التطبيق , التحليل , التركيب , التقويم .
– التركيز على الأسئلة السابرة أو المفتوحة , وهي أسئلة تتطلب إجاباتها عدة جوانب , مما يفسح مجالاً لعدد أكبر من الطلاب في الإجابة عن السؤال الواحد , ويعمل على إثارة تفكير طلاب الصف. ويخطئ المعلم عند إكثاره من الأسئلة التي تحدد إجاباتها بنعم أو لا, مثل : هل الماء ضروري للحياة ؟ فهذا النوع من الأسئلة لا يعمل على إثارة تفكير الطلاب, إذ تتحدد إجابته الصحيحة بعد إجابة طالب من طلاب الصف عنه.
– التركيز على استخدام أسئلة تتطلب إجابات غير مألوفة, مما ينمي لدى الطلاب القدرة على الابتكار والإبداع.
– ألا تكون الأسئلة مركبة ومتداخلة , مثل : متى بدأت الحرب العالمية الثانية , ومتى انتهت , ومن شارك فيها , ولماذا حدثت ؟ فهذا النوع من الأسئلة يحد من تفكير الطلاب , ويجعل إجاباتهم غير منظمة , ولا يفسح المجال لعدد كبير منهم بالمشاركة الصفية النشطة , حيث يمكن تقسيم هذا السؤال إلى أربعة أسئلة ليتم طرحها على أربعة طلاب , الأمر الذي يفسح المجال أمام عدد أكبر من طلاب الصف للمشاركة في عملية الحوار والمناقشة.
– ألا تكون الأسئلة غامضة , بمعنى أن يكون المطلوب فيها واضحا ً, مثل : ماذا عن العدسات؟, أو تكلم عن الوطن العربي؟ فهذا النوع من الأسئلة يكون محيراً, ويحتمل إجابات متعددة , فهل يريد المعلم أن يسأل عن موقع الوطن العربي , أو عن موارده , أو عن حدوده , أو عن نشاطه الاقتصادي ؟ .
– ألا يكون السؤال موحياً بالإجابة , مثل : أليست القاهرة عاصمة مصر؟ إذ إن الإجابة في هذا النوع من الأسئلة تكون متضمنة في السؤال نفسه . فقد يلجأ المعلم إلى استخدام هذا النوع من الأسئلة مع التلاميذ ذوي التحصيل المتدني , لكنه لا يكون مناسباً للطلاب ذوي التحصيل المتوسط وذوي التحصيل المرتفع .

ثالثاً : شروط طرح الأسئلة الصفية ( أساليب طرحها ) :

لا تكفي صياغة الأسئلة بشكل صحيح لتحقيق أهدافها ( نواتج التعلم ) , بل يجب أن يتوافر عدد من الشروط في طرحها أيضاً , ومن شروط طرح الأسئلة الصفية ما يلي:
– طرح السؤال بصوت واضح ومسموع لطلاب الصف جميعهم , وبلهجة حماسية مثيرة لهم.
– توزيع الأسئلة على طلاب الصف بأسلوب متوازن . فيجب على المعلم أن يعطي الفرصة لأكبر عدد ممكن من الطلاب للإجابة عن الأسئلة مع مراعاة الفروق الفردية بينهم , وهذا ما يشجع ذوي التحصيل المتدني منهم للإجابة عن الأسئلة السهلة, ويشجع ذوي التحصيل المرتفع للإجابة عن الأسئلة السابرة أو الصعبة منها.
– اللجوء إلى التلميحات والإيحاءات عند طرح بعض الأسئلة , وخاصة مع الطلبة ذوي التحصيل المتدني , ويتم ذلك بتبسيط مستوى السؤال لهم , إذ إن ذلك يشجعهم ويدفعهم للتعلم.

– أن يوجه السؤال إلى الطلاب جميعهم وليس لطالب معين أو مجموعة معينة , بمعنى ألا يتم تعيين من سيجيب منهم عن السؤال قبل طرحه , فهذا يربكه ولا يسمح له ولا لزملائه بالتفكير فيه.
– ينبغي على المعلم الانتظار فترة كافية بعد طرحه للسؤال وقبل تحديد من سيجيب عنه من الطلاب, وهذا ما يعطي لهم فرصة لفهم السؤال, والتفكير فيه بعمق, ويدربهم على التريث , الأمر الذي لا يدفعهم إلى الإجابات السطحية.
– توجيه أسئلة سابره أو مفتوحة النهاية , وهي أسئلة تتطلب إجاباتها عدة جوانب , مما يفسح مجالاً لعدد من الطلبة في الإجابة عن السؤال الواحد.
– عدم اعتماد ترتيب معين في طرح الأسئلة على التلاميذ , فهذا الترتيب يحدد من سيجيب عن السؤال قبل طرحه, مما لا يتيح فرصة أما باقي تلاميذ الصف.
– ضرورة استخدام المعلم للتعزيز بصوره المختلفة عند تلقيه إجابات من الطلاب , كاستخدامه لكلمات أو عبارات المدح والثناء والحركات المتنوعة التي تشجع الطالب على الاستمرار في الإجابة , والسير قدماً في التعبير عما يدور في ذهنه من أفكار, وتشجعه أيضاً على تكرار المشاركة الصفية , وكذلك الاهتمام بالتعزيز المادي , لما له من أثر في التشجيع على المشاركة, وإثارة التنافس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

إعداد

د. أكرم جميل قُـنـبــــس

موجه اللغة العربية

ماشاء الله … بارك الله فيكَ أستاذي الفاضل كفيت ووفيت

أسأل الله أن يجعل عملكم في ميزان حسناتكم

تقبل فائق احترامي وتقديري

الشكر والتقدير موصول للدكتور أكرم جميل قُـنـبــــس موجه اللغة العربية على طرحه موضوع كفاية طرح الأسئلة الصفية بشقيها التعليمية والتقويمية وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم.
ما شاء الله تبارك الله زادك الله من فيضه
فأنت نبع دفَّاق يفيض ويروي مَنْ حوله
رفع الله ذكرك في الآفاق وأعطاك مزيدًا من فضله
أنا لم أرك ولكني أسمع أخبارك من زميلي ومعلمي الأستاذ الفاضل زهير الزقلة فهو أب و زميل وأخ وصديق لنا في المدرسة
ودائمًا ما يذكرك بخير، فسيرة الإنسان العطرة تسبقه دائمًا بخطوة

السلام عليكم د أكرم بارك الله في جهودك ووفقك الله لما يحب ويرضى
أرجو أن تطلعنا على آخر إبداعاتك الشعرية وكيف يمكن الوصول إليها
تقبل مروري وأمنياتي لك بالتوفيق الدائم
السلام عليكم أخي الفاضل الأستاذ مناحي … أشكر لكم حسن متابعتكم … وبالنسبة إلى ما يتعلق بإبداعي الشعري، فمن حيث الدواوين الشعرية الأخيرة فهناك ديوان عنوانه " ليل جيكور " وديوان آخر عنوانه " قنديل لمدينة مُتعبة " وهما منشوران في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وهناك ديوان ثالث عنوانه " قمر الحجر " نشره اتحاد كتاب وأدباء الإمارات … وعشرة دواوين سابقة منشورة ما بين سوريا والإمارات … وأنتظر صدور ديوان " طائر الفينيق " في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وديوان " سيكتب النهر " مع مجلة دبي الثقافية، وديوان " عصافير الضاد " في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وديوان عنوانه" ترانيم على ضفاف الشارقة " بإشراف وتوجيهات إدارة منطقة الشارقة التعليمية …وديوان عنوانه " تجليات عاشق الأبجدية " ستنشره قريباً جمعية حماية اللغة العربية في الشارقة؛ لأن قصائده كافة تخص اللغة العربية، ويمكنك العودة إلى الشبكة المعلوماتية لتجد قصائد كثيرة لي … ولا سيما في مدونة بأقلام القُراء في منتديات منطقة الشارقة التعليمية … واعذرني على الإطالة … وتقبل تحيتي وتقديري لشخصك الكريم ولكل من يتابع قصائدي .. أخوكم أكرم
التصنيفات
إثراءات التوجيه التربوي

كفاية الإدارة الصفيّة / د. أكرم جميل قنبس

كفاية إدارة الصف الدراسي ( الإدارة الصفية )

تتوقف كفاءة المعلم وفاعليته في التدريس إلى حد كبير على حسن إدارته لصفه الدراسي بشكل يحفظ النظام والهدوء فيه, إذ إن النظام والهدوء وانضباط الطلاب داخل الصف يُعَدُّ من متطلبات البيئة التعليمية المناسبة , وشرطاً ضرورياً لحدوث التدريس الفعّال. وما يجب التأكيد عليه هنا أن الانضباط المطلوب هو انضباط الطلاب القائم على رغبتهم , وليس الانضباط القائم على العقاب والتهديد. ومما يساعد المعلم على توفير النظام والهدوء داخل الغرفة الصفية توفيرُه للمواقف والأنشطة التعليمية التعلمية التي تدفعهم إلى العمل ومتابعة عملية التعلم.

من أجل ذلك, تشمل الإدارة الصفية قدرة المعلم على تهيئة البيئة التعليمية المناسبة لتعلم الطلاب, وذلك بما يوفره لهم من مواقف وأنشطة تعليمية تعلمية تمكنهم من أداء أدوارهم بكفاءة , فهو يساعدهم على تطوير أساليب فهمهم ويوجه سلوكهم . مما يعني أن الإدارة الصفية بمفهومها التربوي لا تُعنى فقط بضبط المعلم لطلابه وتوجيه البيئة التعليمية الميسرة لتعلم الطلاب والمحفزة على تفاعلهم الإيجابي في عملية التعلم .

مما سبق , يمكن تعريف الإدارة الصفية أو إدارة الصف الدراسي بأنها : قدرة المعلم على توجيه أنشطة طلابه نحو تحقيق الأهداف المنشودة ( نواتج التعلّم ) من خلال تنظيم وتنسيق وتوظيف الجهود المبذولة. كما يمكن تعريف الإدارة الصفية بأنها مجموعة الأنشطة والأفعال التي يستخدمها المعلم في سبيل توفير بيئة تعليمية مناسبة لتعلم طلابه كي تصبح العملية التعليمية فاعلة ومثمرة.

أولاً : أهمية الإدارة الصفية :

ـ إذا كان التعليم يهدف إلى تحقيق الأهداف المنشودة من العملية التعليمية ، فإن الإدارة الصفية تُهيئ المناخ المناسب لممارسة وتنفيذ الأنشطة التي تقود إلى تحقيق تلك الأهداف ( النواتج ) ، فهي عاملٌ ضروري لحدوث التعلم الفاعل ، ولا يمكن أن نتوقع حدوث تعلّم فاعل في صف دراسي تسوده الفوضى .
ـ تُسهم الإدارة الصفية في خلق علاقات طيبة قائمة على الاحترام المتبادل بين المعلم وتلاميذه ، وبين التلاميذ أنفسهم ، مما يُشكّل دافعاً لديهم أو حافزاً للتعلّم ، ويُكسبهم اتجاهات إيجابية نحو الموضوعات التي يدرسونها .

ثانياً : أنماط الإدارة الصفية :
يمكن تصنيف الإدارة الصفية تبعاً لمدى انضباط الطلبة في ثلاثة أنماط , وهي :

1-النمط التسلطي :

وفيه يستخدم المعلم القمع والتسلط والعقوبات والتهديد والانتقام في ضبط الصف وإدارته من أجل المحافظة على النظام والهدوء فيه. ويتميز هذا الأسلوب بما يلي ( يتحقق من خلال ) :
– استبداد المعلم برأيه وعدم تقبله لآراء الطلبة أو السماح لهم بالتعبير عنها.
– فرض المعلم للنظام والهدوء وضبطه لطلبته بالتخويف والتهديد.
– يكون فيه المعلم غير متسامح مع المتعلمين .

2-النمط الفوضوي:
وفيه يترك المعلم الحرية المطلقة لطلبته، فيتصرفون بكامل حريتهم دون ضابط ، مما يؤدي إلى سيادة الفوضى داخل الصف ، وبالتالي إلى عدم وجود النظام والهدوء اللازمين لحدوث عملية التعلم ، وهو معاكس للنمط التسلطي تماماً.

3-النمط الديمقراطي :
وهو نمط يستخدم فيه المعلم الوسطية في تحقيق انضباط الطلبة وتوفير بيئة تتسم بالنظام والهدوء ، وذلك من خلال استخدامه لأساليب متعددة متداخلة متكاملة ، ومنها ما يلي (ميزاته) :
– استحواذ انتباه الطلاب : إن استخدام المعلم لأسلوب الإثارة والتشويق في تدريسه من شأنه أن يجعل التلاميذ في حالة انضباط وهدوء يدفعهم للتعلم دون إجبار.
– تنمية العلاقات الإنسانية : إن إقامة المعلم لعلاقات ودية وطيبة مع التلاميذ والتقرب منهم يؤدي إلى وجود الاحترام المتبادل بينه وبينهم ، وبالتالي تحقيق الإدارة الصفية الناجحة واللازمة للبيئة التعليمية المناسبة منطلقة من العلاقات الإنسانية الطيبة.
– الشخصية الحازمة : إن شخصية المعلم الحازمة ضرورية لإدارة الصف الدراسي ، فثقة المعلم بنفسه وحسن تصرفه وابتعاده عن ردود الأفعال والغضب والكره والانتقام من الطلاب ، كل ذلك يسهم في خلق الشعور بالانضباط الذاتي عند المتعلم .

ثالثاً : دور المعلم في إدارة التعلم الصفي

تعد مهارة إدارة الصف واحدة من أهم المهارات اللازمة لتنفيذ التدريس, وبدون امتلاك المعلم لها لا يكون تدريسه ناجحاً في أغلب الأحيان, لكن كيف يمكن للمعلم زيادة فاعلية الإدارة الصفية؟ ما الأفعال التي يمكن أن تساعد المعلم على رفع كفاءة الإدارة الصفية ؟
إن قيام المعلم بما هو مطلوب منه يساعده كثيراً في إدارته لصفه الدراسي بشكل فاعل ، وبالتالي عليه توفير البيئة التعليمية المناسبة لتعلم التلاميذ، ومن الأدوار (أو المهام) التي يمكن أن يقوم بها المعلم لتحقيق الإدارة الصفية الناجحة ما يلي:

– التدريس : إن مهمة المعلم الأساسية تتمثل بقيامه بمجموعة من المهام التي تؤدي إلى تعلم التلاميذ. وتنحصر مهمة المعلم التدريسية في المهمات التالية : تخطيط التدريس ، وتنفيذ التدريس، وتقويم تعلم التلاميذ.

– تنظيم البيئة الصفية : وتتضمن هذه المهمة كل ما يمكن أن يقوم به المعلم في سبيل توفير غرفة صفية منظمة مرتبه تبعث الراحة في نفوس تلاميذه بما يتناسب مع طبيعة الموضوعات التي يدرسونها ، كتوزيعه المقاعد داخل الغرفة الصفية بشكل مناسب ، وتوزيعه المواد التعليمية ، وترتيبه المثيرات التعليمية التعلمية ووضعها في أماكن مناسبة ، وتوفيره التهوية الجيدة والإضاءة المناسبة.

– الضبط الصفي وحفظ النظام والهدوء : يجب على المعلم أن يكون حازماً بشكل يمنع الأعمال التي تؤدي إلى حدوث الفوضى في الغرفة الصفية ، ويعمل على حفظ النظام والهدوء فيها. ويمكن للمعلم أن يحقق ذلك من خلال مراقبته ومتابعته لكل ما يجري في الغرفة الصفية ، وعدم إهماله لأي سلوك يشجع على إثارة الفوضى أو إعاقة سير الدرس ويتعامل معه بشكل مناسب.
– توفير الجو الاجتماعي الملائم : فعلى المعلم أن يقيم علاقات طيبة مع تلاميذه يسودها الاحترام المتبادل, ويشجعهم على إقامة علاقات مثلها فيما بينهم ، ويكلفهم بأعمال تتطلب منهم التعاون فيما بينهم لزرع الحب الجماعي فيهم.

– التنويع من الأنشطة التعليمية التعلمية : يمكن للمعلم أن يعمل على توجيه أنشطة التلاميذ بما يخدم تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة من خلال تنويعه لتلك الأنشطة من أجل مراعاة الفروق الفردية فيما بينهم ، إذ إن تنويع الأنشطة يلبي قدرات وحاجات أكبر عدد منهم بمستوياتهم المختلفة, وبالتالي زيادة فاعلية الإدارة الصفية.

– خلق التفاعل الصفي : يمكن للمعلم أن يدفع تلاميذه إلى التفاعل الصفي (التفاعل فيما بينهم وتفاعلهم مع معلمهم ، وبالتالي تفاعلهم مع العملية التعليمية ) من خلال إتقانه لمهارات تنفيذ التدريس التي تثير اهتمامهم وتجذب انتباههم ، كطرحه الأسئلة الصفية التي تثير تفكيرهم وتشجعهم على المشاركة الإيجابية وتبعث فيهم الحيوية والنشاط ، وتنويعه المثيرات ، واستخدامه التعزيز بشكل صحيح ، … الخ .

– توجيه تعلم التلاميذ : يتم ذلك من خلال إقحام التلاميذ في العملية التعليمية وإبراز دورهم في تنفيذ الأنشطة التعليمية ، فلا يحصر تنفيذ إجراءات الدرس وأنشطته في أفعاله وأقواله فقط ، بل عليه أن يهتم بتنفيذ تلاميذه لتلك الأنشطة بأنفسهم ، أو إشراكهم بتنفيذها ما أمكن ، وما عليه إلا توجيهها نحو تعلمهم وتحقيقهم للأهداف المنشودة ( النواتج ).

– ملاحظة أداء التلاميذ وتقويمه : على المعلم أن يلاحظ أداء تلاميذه ويقيم تعلمهم باستمرار ، فيكتشف نواحي القوة لديهم ويعززها ، ويكتشف نواحي ضعفهم ويعالجها ، مما يزيد من ثقة التلاميذ بمعلمهم ويدفعهم لمتابعة عملية التعلم ، ويحقق ما نسعى إليه من إدارة صفية ناجحة.

إعداد :
د . أكرم جميل قنبس