التصنيفات
الكتابات الأدبية

الكـاتبـة حمدة أحمد ._/كتابة على الناي الحزين

بسم الله الرحمن الرحيم …:::السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حصـريـــأ

قصـة قصيرة بعنوان …>>>.,….كتابة على الناي الحزين

بقلم الكاتبـة المتألقـة حمدة أحمد …

كتابة على الناي الحزين

سمعت وقع خطوات وطرقات متتالية على الباب وهي تعانق الآفاق المطلة على النافذة في زاوية غرفتها فجأة تلتفت وتصوب نظراتها على الباب من يا ترى ..؟ لا أظن أنها تلك المجنونة التي غالبا ما تسحرني بألحانها في كل حين أعتقد أن علي فتح الباب ، لكنني لا أرغب باستقبال أي شخص أخشى أن يتغير كياني وتتلاشى أفكاري ..! آه صرخت بأعلى صوتها (لا أحب أن يزعجني أحد وأنا أكتب ) ..المشكلة الكبيرة كانت في تلك اللحظة كان عليها فتح الباب بلا شك إنه صديق أبيها العزيز المتوفى بحادث سيارة يحمل إليها خبر أنها ..قد ورثت منه ولكن عندما سمع ذاك الصديق تلك الصرخة المبهمة التي لا زالت تتردد في ذهنه توجه إلى بلده بعيدة ولا أظن أنه سيرجع أدركت نونا حجم الكارثة لا حقا ولكنها لم تبالي بذلك كثيرا كان همها الوحيد هو الإصغاء إلى ذلك اللحن التي تصنعها العصافير بتغريدها المتناسق ونسمات الشتاء تهدها واحدة واحدة لتتهاوى على وجنتيها وهي تعانق الآفاق بنظرتها الرائعة وقد أثر خضرة الأشجار وألوان الزهور عليها بشكل كبير حتى بدأت الآن بتشريح خفايا الورقة لتغدو واحدة من أجمل الكتاب .. أما أختها عازفة ذلك الناي التي ورثته هي الأخرى من أبيها فهي كانت المدللة تحب نونا كثيرا برغم من عيشها حزنا كبيرا لمفارقتها ولدتها مبكرا ووالدها فلم تغدو تعزف ألحانا سعيدة كما كانت ..فكانوا يسمونها عازفة الناي الحزين ..وللأسف الشديد فقد كانوا عائلة سعيدة وجميلة جدا نونا ومريم وأبوهم ريتشارد وأمهم التي فارقت الحياة حين جاءت بمريم ..هكذا بدأت قصة كتابة على الناي الحزين ..سافرت نونا إلى كاليفورنيا لتكمل دراستها هناك وبقيت مريم وحيدة في بيت خالتها تؤلف ألحانا كثيرة وقد نالت محبة كبيرة من شعب باريس على مهارتها الكبيرة في العزف قبل أن تغادر نونا تركت رسالة لأختها على طاوله قرب سريرها لتستيقظ هي الأخرى على تناغم الكلمات بأسلوب أختها الغالية التي كانت تعتقد أن أسلوبها ليس مثيرا كثيرا لذلك تحتاج إلى تقويته حينما تسافر استيقظت مريم وهي ترى كومة أزهار حمراء جميلة جدا ولكن ما أحزنها ..ألرسالة التي كانت موجودة بين هذه الأزهار تقول نونا ..فيها ..|| عجز أسلوبي حقا أن أقول وأعتذر وأسف على موت والدتي و والدي وأعتقد يا أختي الغالية أن علي حقا مغادرة الجحيم الذي صنعه الوحدة في بيت خالتي يؤسفني تركك وحيدة هناك يا أختي لا أعلم كيف سأستقر هناك وكيف أن حنيني سيتقطع لمفارقتك سأشتاق لك كثيرا وسأعود بعد 4 سنوات لتري أختك كاتبة رائعة في سماء يحويه لحنك الحزين ..انتظريني لأنني أحبك يا أختي الغالية || اشتعل جسدها وجعا وتقطعت أوصالها لم تقو على حمل الرسالة لتضعها بين الورود التي سرعان ما ذبلت لحزن مريم وقالت في نفسها ستبقين في داخلي يا نونا وسأنتظرك بفارغ الصبر وسأجرجر نفسي إلى غابة النسيان لأغدو بنايي ملحنه ماهرة ..تقف نونا يائسة بين زوايا بيت اشترته في كاليفورنيا تردد بعض قواعد الكتابة تذهب إلى الجامعة المقرة هناك تحضر محاضرات كثيرة تتدرب على الكتابة تسعى جهدها لتكون الأولى على قريناتها ويبدأ التنافس في نهاية كل عام ..وتغو نونا الأولى ..دائما .، || أما مريم تلك اليائسة التي لم تحظ بحنان كثير سوى من رسالة أختها التي غدت تقرأها في اليوم عشرون مره ..حتى لا يسيطر عليها أوهام الزمان تشرق الشمس وتبحث عن أكثر الزوايا المظلمة حتى تتمكن من عزف الملحنات المتمردة عصية دمعاتها ..لم يبقى لسنوات معنى بدون نونا هذا ما كانت تردده في النهايات تمر الأيام ..ببطء و الآمال تنقطع والأوصال تجف والورود تذبل لم يعد أي شيء كما كان بقي آخر سنة ببطء شديد جدا وحان وقت لقاء الأختين 4 ساعات وتصل نونا انقشع البرق وغادرت الغيوم السوداء أشرقت الشمس فتحت نونا باب السيارة صدمها النور في الخارج بهرها ضوء الشمس كما لو أنها قضت سنوات في الظلام غدت أمام منزل خالتها وهي تردد داخلها حان الوقت للقائك لضمك ..يا أختي الغالية فتحت الباب مشت ومشت لاحظت وكأن الخطوات تزيد وهي لا تستطيع الوصول إلى الغرفة …! تجد فجأة رسالة مكتوب فيها || غادرتي بخطوات باهتة وتركتي أحلامي ذابلة وجعلتيني في حسرة وفكر صامت وبكاء بلا دموع ..حياة سكنت سهام الجهل بيني وبين سبب ذهابك الغير مقنع لقد كانت الطرق مقفلة يا نونا الكلمات التي أسمعها بلا صدى لا دليل يرشدني إلى عالم الحقيقة سوى صداها حيث كنت أسمع صوت صدى كلماتك في الرسالة يتردد خلف المسافة التي تركتها في أعماقي ..لم أستطع تحمل الدقائق الثقيلة هذه وحتى كنت أشعر بأنني اقتربت من المنية وما زال نايي يعزف كتبت لك كلماتي الأخيرة على الناي خذيها تذكارا مني وهناك شريط مسجل فيه آخر ألحاني لك ..يا غاليتي ..اعذريني على هذياني شكرا لحبك فقد كان فيه الكثير من نبلك ..الوداع ..><".. انهمرت دموع نونا الغالية وكأنما بناء كبير قد انهار داخلها لقد أثرت كلمات الناي عليها ..وهي تقول دمت لي يا مريم فتحت الشريط المسجل ..وسمعت أعذب لحن في هذا الدنيا ..انغلقت إرادتها وتعمق الزمن الموحش داخلها شعرت بالغصة القاتلة وسرعان ما وقعت هي الأخرى أرضاً وأخذوها إلى المستشفى ولم تتحسن إلا بعد ثلاث أشهر ..والمصادفة الأخرى أنها ..بعد لم ترتح ..فقد خانها الزمان ووقع عليها تهمة قتل أختها ..وهذا ..ما جعلها ..وجعل نهايتها المؤلمـة ..في السجن لعشر سنوات ..وفي السجن أعمى الحزن على كل زوايا قلبها وسرعان ما التحقت بمريم ..أختها الغاليـة ..

قصة روعة بالتوفيق