ويعرف الموهوب في التربية الرياضية بانه الفرد الذي يمتلك مؤهلات وصفات بدنية وفطرية جيدة في مستوى قدراته وقابلياته الحركية اعلى من مستوى قدرات وقابليات الآخرين في نفس المرحلة العمرية
ولقد اصبح من المسلم به ان امكانية وصول الناشئ الى المستويات العليا تصبح افضل اذا تمكنا منذ البداية انتقاء الناشئ وتوجيهه الى نوع النشاط الذي يتلائم مع استعداداته وقدراته المختلفة والتنبؤ بدقة بمدى تأثير المناهج التدريبية في تطوير هذه القدرات. اذ ان الانتقاء الصحيح للناشئ في لعبة معينة يجب ان يبدأ من اعلى الى اسفل بمعنى التعرف على الصفات الخاصة باللاعبين ذوي المستوى العالي (النموذج)
فموضوع التنبؤ يعد احد اساسيات عملية الاختيار والذي يجب ان يعتمد على وسائل علمية بحتة ضماناً لنجاح العملية التدريبية ، اذ ان التنبؤ هو احد الوسائل الاساس والجوهرية للاختيار وهو اسلوب مثبت علمياً يستند على مقاييس تخضع لتحاليل وتقييمات معينة ويعرف التنبؤ بانه (تقدير قيمة متغير ما من واحد او اكثر من المتغيرات المعلومة المستقلة)
وهو معرفة مدى ما يمكن ان يحدث من تغير على ظاهرة ما او سلوك ما وهو علم الاحتمالية المدعومة بالملاحظة العلمية للوضع لحالي والموجه لتكوين توقع مستقبلي معين لهذه الحالة ، فالتنبؤ هو ان يتوقع المرء (المدرب / الباحث) حدوث النتائج المحتملة او المقدرة او ان يحدد مسبقاً نمط السلوك الذي قد يسلكه الغير في ظروف معينة ، فالتنبؤ يطال النتائج المتوقع حدوثها تبعاً لتشخيص معين ، وقد يتنبا الباحث نتيجة عامل متغاير من خلال قيم المتغيرات المستقلة الاخرى او يتكهن بالاتجاه المحتمل ويضع التقديرات لما يحتمل حدوثه
اي ان التنبؤ في المجال الرياضي هو ان يتوقع المدرب مستوى لاعبيه وما سيؤول اليه هذا المستوى في المستقبل بالاستناد الى محددات معينة تعد من ضمن المتغيرات المستقلة التي ستؤثر في المستوى وبهذا سوف يستطيع تحديد منهجه التدريبي بحسب هذه المعطيات .
فعندما يتقدم الشخص لممارسة نشاط رياضي معين علينا ان نحدد الخصائص الحركية والنفسية والفسلجية والتشريحية الموجودة فيه (التي يمتلكها) وهل بامكانها ان توصله الى المستويات العليا ام لا ، في هذه الحالة لانستطيع ان نسميه موهوباً ومؤهلاً ما لم يمتلك القابلية على التطور عند وصوله الى المستوى العالي وهنا قد يتساءل البعض … كيف نتعرف على تطور هذا الشخص عند وصوله الى المستوى العالي ؟ والاجابة على هذا التساؤل تقتضي امتلاك قدرة تنبؤية لمسيرة هذا الشخص بالاستناد الى برامج سابقة مرت على افراد يمتلكون مواصفات مشابهة له . فمن خلال ما نقرأه عن برامج هؤلاء التدريبية ومراحله المختلفة ومحاولات تغيير مدخلات العملية التدريبية والتعرف على ازمنة زيادة التطور من حيث السرعة والبطأ وما يحدث من قفزات في المستوى وتطابق هذه القفزات مع المناهج التدريبية لتلك الفترة ، كل ذلك يعد محطات تنبؤية نستطيع من خلاله التعرف على القدرات وعلى ما سيؤول اليه الوضع في المستقبل القريب .
وفي هذا المجال اود ان اشير الى ان اساس التنبؤ هو استقرار التطور الفردي للصفات الخاصة ، وفي التطبيق العملي علينا ان نلجأ الى الاختبارات لتحديد مستوى التطور وان التنبؤ الموثوق به لايتم التعرف عليه من خلال مستوى التطور بقدر ما يتم عن طريق التناسب بين هذا التطور ووتيرة الزيادة التي تضاف الى المستوى ويتم حساب وتيرة الزيادة (التطور) هذه عن طريق
المعادلةالآتية :
وتيرة الزيادة = 100(م2 – م1) / 0.5(م1 – م2 )
حيث ان م1 و م2 هما القيمتان الاولية والنهائية للقياس .
ومما تجدر الاشارة اليه ان يمكن تحقيقه عن طريق وتيرة الزيادة خلال (1.5 سنة) او اكثر وهذه المدة تعتمد على خصائص المرحلة العمرية عندها نستطيع ان نحدد امكانية هؤلاء الرياضيين بالاستناد الى العلاقة المترابطة بين المستوى ووتيرة الزيادة وبحسب ما موضح في الجدول
جدول يبين مستوى البداية ووتيرة الزيادة وعلاقتهما مع الامكانية التنبؤية
العلاقة المترابطة بين المؤشرات نوعية الامكانية
مستوى ابتدائي عال + وتيرة زيادة عالية عالية جداً (موهوب)
مستوى ابتدائي عال + وتيرة زيادة متوسطة عالية
مستوى ابتدائي متوسط + وتيرة زيادة عالية عالية
مستوى ابتدائي عال + وتيرة زيادة منخفظة متوسطة
مستوى ابتدائي متوسط + مستوى زيادة عالية متوسطة
مستوى ابتدائي منخفض + وتيرة زياة عالية متوسطة
مستوى ابتدائي منخفض + وتيرة زيادة متوسطة قليلة
مستوى ابتدائي منخفض + وتيرة زيادة منخفضة قليلة
وعادة ما يكون التنبؤ خاصاً بالتنبؤ بالممارسة الرياضية الفعالة او التنبؤ بنوع النشاط الرياضي الممارس او التنبؤ لممارسة اللعبات الجماعية ام الفردية واخيراً التنبؤ الرياضي للاعبي الفرق الوطنية في قابلية تحقيق انجازات متميزة .
ويشير العلماء ومنهم (زاتسورسكي 1983) بان وضع الخطط والبرامج التدريبية يجب ان يعتمد بالاساس على عملية التنبؤ بالمستوى الرياضي التي تعتمد على الشواهد البدنية والتكنيكية والتي تعطينا مؤشرات لنتائج افتراضية نسعى لتحقيقها ، وانه من غير الممكن ان نحدد التنبؤ بالنتائج بدقة كبيرة ولكن النتائج ستكون واضحة امامنا لعدة سنين قادمة ، وكلما زادت تراكمات عملية التنبؤ والخبرة من خلال هذه التراكمات فاننا نستطيع ان نصل الى النتائج الدقيقة وعادة ما تستعمل طريقة التنظيم الرجعي لزيادة الخبرة الخاصة بموضوع التنبؤ
ان دقة التنبؤ بالمستوى تكون متباينة وهذا التباين يتأثر بعوامل عدة منها المدة الزمنية اللازمة للوصول الى ما سيؤول اليه الوضع او الى طبيعة المكونات الخاصة بالعملية التدريبية والتي عادة ما تحدد العلاقة بين دقة التنبؤ وطول المدة لذلك نجد ان قيمة التنبؤ تكون تقريبية وتقع غالباً بين حدين اعلى وادنى ، كذلك فان دقة التنبؤ تختلف باختلاف الفترات التدريبية فضلاً عن مستوى الممارسة فكلما تطور المستوى تكون عملية التنبؤ اكثر دقة وذلك لان المدرب او المختص الرياضي تكون الصورة امامه واضحة عن الرياضي ذي المستوى العالي بالقياس الى الرياضي الناشئ والذي تكون عملية تكيفه للممارسة غير مكتملة ، وهنا يجب ان نذكر بان التنبؤ يتطور بتطور الصفات والتنبؤ بنجاح الرياضي يعتمد على الصفات والخواص التي لم تبلغ حد الكمال في تطورها والتي عادة ما تسمى اولية (فتية) والخواص والصفات التي بلغت نهاية تطورها والتي تسمى نهائية ، حيث ان الاهمية التطبيقية لمثل هذا التقسيم منطقية اذ ان التنبؤ يقوم على اساس التطور في المجموعة الفتية لان وتيرة التقدم في التدريب تعد اشارة لصحة ودقة التنبؤ الذي عادة ما يتم بشكل قفزات ، وهنا لايجب ان نغفل مرحلة الخمول (الركود) التي يمر بها الرياضي الناشئ والتي تحدث في الاشهر الاولى من التدريب والناتجة عن عملية التغيرات في التكيف ويعد البعض هذه المرحلة خللاً في صحة ودقة التنبؤ وهذا ما يقع به الكثير من المدربين قليلي الخبرة.
وفي كل الاحوال نجد ان عملية التنبؤ تخضع الى التقدير اوالتخمين (المبني على اسس علمية) وليس من الضورري ان يتطابق ما متوقع مع ما يحدث فعلاً ولكن يجب ان يكون قريباً منه ويحوم حوله وان ابتعاد واقتراب ما متوقع مع ما يحدث فعلاً هو الذي يحدد سلامة ودقة التنبؤ
.
وهناك مسالة اخرى وهي مدى ثبات نمو الصفات البدنية اثناء مراحل النمو المختلفة أي اننا عندما نقيس الصفة اليوم ونقيسها بعد فترات متعددة قد تصل الى عدة سنين فانها تعطينا مؤشراً معيناً وهو نسبة الثبات اذ يعد عامل الثبات من الاسس المهمة في التنبؤ وتشير البحوث والدراسات الى ان عامل الثبات يتحقق بدرجة عالية في بعض الصفات البدنية ، بينما لايتحقق او يتحقق بدرجات منخفضة في صفات اخرى . ففي دراسة عن مدى ثبات نمو صفات القوة والمرونة اشارت النتائج الى ان مقاييس القوة تقترب من درجة ثباتها من مقاييس طول الجسم (90% درجة الثبات) وان اكبر معدل لنمو القوة يكون في عمر (13-15) سنة ، اما المرونة فهي قريبة في درجة ثباتها من الطول وتزداد درجة ثباتها في الاعمار (14-16) سنة