مفهوم المدرسة الذكية
مفهوم المدرسة الذكية :
تعالت الشكاوي في الآونة الأخيرة من تردي الدور الذي تقوم به المدرسة، وأن طرق التدريس المعتمدة على الحفظ والاستظهار أصبحت لا تفي بالمطلوب، ولا تتناسب وطبيعة القرن الحادي والعشرين. كما تردد كثير من الشكاوي من تردي مستوى خريجي المدارس، حيث أصبح التلاميذ يتعلمون في المدارس من أجل الامتحان والحصول على الشهادات، وصاروا ينسون جميع ما حصلوه من معلومات بمجرد الخروج من الامتحان! وزاد الطين بلة عدم توظيف المواد الدراسية في الحياة التي يعيشونها.
تختلف النظرة المعاصرة للتدريس عن تلك النظرة التقليدية في رؤيتها إلى المتعلم وفي عملية التعلم والتعليم، وفي دور كل من المعلم والمتعلم، حيث تعتمد هذه النظرة على أن التدريس ليس عملية لنقل المعلومات أو للحفاظ على التراث المعرفي للبشر، ولكنه نشاطات مخططة تهدف إلى تحقيق مظاهر سلوكية مرغوبة لدى المتعلمين.
ولقد ركزت المدرسة الحديثة على عملية التعلم التي تعتمد بشكل كبير وأساسي على استخدام المتعلم لجميع حواسه كأدوات التعلم التي تتصل بما حوله من مؤثرات، تنقلها إلى العقل الذي يقوم بتحليلها وتصنيفها على شكل معارف وخبرات يستوعبها ويدركها ليستخدمها في مواجهة ما يقابله من مواقف حياتية جديدة، كما رفعت المدرسة الحديثة من قدر المعلم بأن جعلت منه موجهًا ومشرفًا ينظم عملية التعليم والتعلم على ضوء استخدام وظيفي للأساليب والطرق الحديثة مع التركيز على التقنيات المتطورة التي تخضع عملية التعليم والتعلم للطريقة العلمية المعتمدة على المشاهدة والاستقراء والعمل وتنمية الميول والاتجاهات.
ويرى البعض أن عملية التدريس ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعملية التعلم، ولكن التدريس لا يمكن أن يحدث (أو ندعي حدوثه) إذا لم ينتج عنه تعلم، بينما التعلم لا يتوقف حدوثه على التدريس.
فالكائن الحي يتعلم في بيئات مختلفة، والإنسان يتعلم عن طريق التدريس فقط عندما يبذل مجهودًا خاصًا لتهيئة البيئة بطريقة معينة بقصد أن ينتج عنها نتائج محددة في سلوك المتعلم. وهذا يعني أن المعلم اليوم أصبح عليه مسؤوليات جديدة تتطلب ذهنية مختلفة عما كانت عليه من قبل مما يشير إلى ضرورة الإسراع بإعادة النظر في أسلوب إعداده في كليات الإعداد، وكذلك برامج التدريب المقدمة إليه أثناء الخدمة. وعلى المدرسة أن تسهم في تدريب المتعلمين على بعض المهارات الفنية والمهنية وتكون من منتجاتهم معارض تشجيعًا لهم.
المدرسة في القرن الحادي والعشرين مدرسة مختلفة، وذلك عن طريق الانتقال إلى التربية المتمركزة حول الأداء الذي يقاس باختبارات تقوم على أساس الأداء، وموجهة إلى قياس مراتب أعلى من مهارات التفكير والأداء، إذ تستخدم البحوث والمشروعات والحقائب والمعارض والمناقشات وتقويم الأقران، والتقويم الذاتي، إلى جانب قيام التلاميذ بالدفاع عن أعمالهم وأفكارهم.
وكشكل من أشكال التطور الطبيعي للمدرسة التقليدية نشأت فكرة الـ«SMART School» فكل شيء في الحياة من حولنا يتطور، وفقًا لحاجة البشرية. وعندما انتشرت التكنولوجيا الحديثة في كل مناحي الحياة، وكل المجالات، كان للمدرسة نصيب من هذا التطور، وذلك نتيجة لتعدد مصادر المعرفة الإنسانية. فلم يعد الكتاب هو مصدر المعرفة فقط كما كان في عصر الثورة الصناعية، ولكن أصبحت وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، والفضائيات، والكمبيوتر، والكتب الإلكترونية والإنترنت وغيرها من مصادر المعرفة الإنسانية. وكان من المنطقي أن تستخدم المدرسة تلك المصادر المتنوعة للمعرفة في تعلم التلاميذ من خلال الوسائل التكنولوجية المتاحة التي أصبحت متوفرة في المدرسة.
إن فكرة المدرسة الذكية ستحدث تغيرًا كبيرًا في واقع ومستقبل التعليم، بل مستقبل النظام التربوي ككل، وستغير من مفاهيمنا عن الكتاب، والمدرسة، والتعليم بشكل عام، حيث يمكن إعادة النظر في أسلوب الكتاب المدرسي القائم على منح الطالب المعلومة، وحفظها، ولا سيما أن نظام الامتحان يدعم هذا الحفظ، والمدرسة منغلقة على نفسها، والمعلم الذي ينصب كل اهتمامه على صب المعلومات الدراسية في ذاكرات التلاميذ الذي تشبه الثلاجات التي يحفظ فيها الطعام مجمدًا لحين الحاجة إليه، وتلميذ سلبي لا حول له ولا قوة فرض عليه النظام التعليمي أن يستقبل المعلومة الدراسية ويدرسها ويحفظها عن ظهر قلب كما لو كان آلة من آلات عصر الصناعة، وكما لو كان بلا شعور، أو إرادة تقبل وترفض، أو عقل يقترح ويبتكر ويبدع.
وهناك بعض الأخطاء الشائعة حول مفهوم المدرسة الذكية «SMART School»، حيث تم ترجمة المصطلح إلى المدرسة الذكية وقد أدت هذه الترجمة (عن غير قصد) إلى اعتقاد البعض أن ما غير هذه المدارس «غبية» مما يشير إلى أزمة الترجمة، في حين أن مصطلح :
SMART School :المدرسة الذكية يمثل مجموعة من الاختصارات هي:
Specific: محددة.
Measurable: يمكن قياسها.
Achievable: ممكنة التحقيق.
Realistic: واقعية.
Timed: بترتيب زمني معين.
فإذا ما تم تجميع الحروف الأولى لهذه الاختصارات تكونت كلمة ( SMART) وهذا يعني أنها تحمل مواصفات معينة يجب توافرها في هذا النوع من المدارس. ولا يعني مفهوم «SMART» الذي يمكن ترجمته إلى العربية على أنه «ذكي» والذي يمكن أن يحدث خلطًا في أذهان الكثيرين مع كلمة «ذكاء» التي تترجم في الإنجليزية إلى «Intelligence».
وعلى ذلك فالمدرسة الذكية «SMART School» مدرسة تعتمد على تكنولوجيا المعلومات «Information Technology IT» على نطاق واسع في العملية التعليمية بكافة جوانبها سواء من الناحية الإدارية الخاصة بالمدرسة كعملية حضور وغياب التلاميذ التي يتم رصدها بشكل تكنولوجي من خلال أجهزة الكمبيوتر، وكذلك درجاتهم الشهرية ومستواهم التحصيلي .
ليس ذلك فقط، بل يمكن لأولياء أمور التلاميذ متابعة مستوى أبنائهم من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالمدرسة عن طريق اسم مستخدم وكلمة مرور خاصة «Pass word» بكل طالب يتسلمها ولي الأمر من المدرسة لمتابعة ابنه دون الحاجة إلى الذهاب إلى المدرسة. وكذلك تتخطى في خدماتها أسوار المدرسة لتقدم خدمة للمجتمع المحيط بها بعد أوقات العمل الرسمية الخاصة.
ومكتبة المدرسة الذكية مكتبة إلكترونية تحتوي على عدد من أجهزة الحواسب التي يمكن من خلالها الدخول على شبكة الإنترنت والحصول على المعلومات التي يحتاج إليها، وهذه الأجهزة مزودة بعدد من الأسطوانات الإثرائية. وتتيح هذه المكتبة للطالب استعارة الكتب بشكل إلكتروني.
ويتم ربط جميع أجهزة الحواسب في المدرسة الذكية بشبكة داخلية خاصة بها، حيث يمكن لمدير المدرسة متابعة العملية التعليمية والإدارية في المدرسة من خلال جهاز الحاسب الموجود في غرفة مكتبه.
جميع العاملين في المدرسة الذكية متدربون على استخدام الأجهزة التكنولوجية كل حسب احتياجات طبيعة عمله. ولا تكتفي المدرسة الذكية SMART Schools بتحسين مستوى عملية التعليم والتعلم داخل المدرسة، بل تمتد خدماتها خارج أسوار المدرسة بعد أوقات العمل الرسمية.وتشمل هذه الخدمات مجموعة من الدورات والبرامج التعليمية والتثقيفية المختلفة حسب احتياجات المجتمع المحيط بها.
والمتعلم في المدرسة الذكية إيجابي يبحث عن المعلومة بنفسه، يجمع الحقائق ويمحصها ويستنتج منها، يتعلم باللعب والحركة، يجري التجارب، يتصل بالمجتمع، يتعلم من خلال العمل، يستفيد من معلمه عندما يحتاج إليه.
وتحرص المدرسة الذكية على تطبيق التعليم التعاوني عن طريق المجموعات لما له من دور في تنمية مهارات التفاهم والحوار مع الناس وتكوين الرأي السليم، والتربية على التشاور والتعاون.
لقد تبين أن مفهوم وفلسفة المدرسة الذكية في أذهان الكثيرين يقتصر على استخدام التكنولوجيا في العملية التدريسية، وهذا المفهوم يعد قاصرًا، حيث تعنى المدرسة الذكية بإحداث ثورة شاملة في التعليم، وشخصية الفرد محاولة الاستفادة من الذكاءات المتعددة للتلاميذ، وتنمية إبداعاتهم، وتعليمهم مجموعة من المهارات الحياتية التي تساعدهم على توفير فرص أفضل في الحياة.
مفهوم وفلسفة المدرسة الذكية في أذهان الكثيرين يقتصر على استخدام التكنولوجيا في العملية التدريسية، وهذا المفهوم يعد قاصرًا، حيث تعنى المدرسة الذكية بإحداث ثورة شاملة في التعليم، وشخصية الفرد محاولة الاستفادة من الذكاءات المتعددة للتلاميذ، وتنمية إبداعاتهم، وتعليمهم مجموعة من المهارات الحياتية التي تساعدهم على توفير فرص أفضل في الحياة.
منقول
تحياتي