<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد (21)
لقد بدأت تعلق في ذهني أهمية الإرشاد عندما مررت بموقف أو قل مواقف يتعرض لها طلاب مدرستي ثانوية الجزيرة عندما كنت وكيلا لها، هذه المواقف جعلتني أشعر بأهمية وجود شخص مدرب متخصص يساعد الطلاب على ما يعانونه من كبت نفسي وقمع في البيت والمدرسة والمجتمع فهم بحاجة إلى من يستمع لهم عندما أقابل بعض الطلاب أحس أنهم مهملون لارقيب ولا حسيب ولا أحد يسألهم أين يذهبون؟، وماذا يعملون ؟ لافي المدرسة ولافي البيت ، حصل ذات مرة أن دق علي باب منزلي أحد طلاب المدرسة شاب في السابعة عشرة من عمره ، وكان ذلك بعد صلاة العشاء ، ففتحت الباب له وأدخلته ثم أحضرت الشاي وصرت أتحدث معه ، وكان يحمل في نفسه هموم الدنيا كلها ، وقد طرحت عليه هذا السؤال ، مابك ياخالد وجهك متغير؟ قال لي : يا أستاذ أنا خرجت من بيتنا وأنا أنوي أرمي نفسي أمام سيارة ، ولكن رجلي قادتني لمنزلك من حيث لاأدري، والحمدلله أنكوكدت أغرق في بحر البيروقراطية القاتلة فتحت لي الباب وإلا كان ممكن يصير علم مهوب زين ، فحاولت أن أهدي من روعه ، ثم تركت له العنان يتحدث ، عما يعتمل في صدره ، فقال لي يا أستاذ إبراهيم والدي يقسو علي وعلى والدتي إنه يضرب والدتي أمامي وأنا أتمزق من الداخل ولكني لاأستطيع أن أفعل شيئا ، والده قاسي جدا أنا أعرفه –رحمه الله- قلت لهذا الطالب لاتضيق عليك أبدا عندما تحتاج لي فأنا على استعداد لمساعدتك ، أدخلت السرور إلى قلب هذا الطالب المسكين ، فصرت أستقبله دائما برحابة صدر فدان لي بالفضل على هذا الموقف فلم تنقطع صلتي به حتى تخرج من الجامعة وإلى الآن ، أنا أعرف أن هذا الطالب وغيره يعانون ، ولكنهم لايجدون من ينصرهم ويقدم لهم الدعم النفسي ، المدرسة تشد على الطالب والأسرة تهينه وتحتقره ، فإلى أين يذهب ؟ طبعا إلى الهاوية 0
لما ورد إلى المدرسة تعميم من الوزارة يطلبون فيه من يرشح نفسه للدراسة في الخارج كنت من أول من تقدم لأن موضوع البعثة يهمني كثيرا وهو التوجيه والإرشاد والاختبارات والمقاييس النفسية ، كنت أظن أنني عندما أعود من البعثة سأكون مرشدا طلابيا يقدم المعونة النفسية للطلاب ويساعدهم على صنع قراراتهم وحل مشاكلهم ، ولكن بعد عودتي لم أعمل في المدرسة ولم اكن مرشدا طلابيا فلم تتحقق أمنتي بل أصبحت مشرفا إرشاديا ثم رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بالإدارة العامة للتربية والتعليم وكدت أغرق في لجة بحر البيروقراطية القاتلة ، لكن مع ذلك عايشت الإرشاد وعرفت حلوه من مرة ولكن مرارة الإرشاد قوية جدا 0
في إحدى زياراتي التوجيهية لمدرسة متوسطة في شرق الرياض ، كنت قد صممت استبيانه أو استمارة استطلاع رأي الطلاب في المرشد الطلابي بالمدرسة وعندما دخلت المدرسة وسلمت على المدير كالعادة واستأذنته في مقابلة المرشد الطلابي بالمدرسة ، وعندما دخلت على المرشد في مكتبه واطلعت على أعماله الكتابية ، طلبت منه أن يحضر لي من كل صف دراسي طالبا 20 طالبا ومن ثم طبقت عليهم هذه الاستبانه وأثناء ما كنت أستلم الاستبانه من الطلاب قال أحدهم لي : أنت يا أستاذ من الوزارة ، فقلت :نعم ، قال لي إنكم تأتون للمدرسة وتجلسون عند المدير وتتحدثون وتخرجون وأنتم لاتدرون ماذا بحدث في المدرسة ، فشكرت هذا الطالب على جرأته ، قلت له كلامك طيب وسوف أتدبر الأمر ، اكتشفت في هذه المدرسة أن بعض المعلمين يضربون الطلاب ويعاملونهم بكل قسوة ، فقابلت أحدهم وناقشته في هذا الأمر وكان حديث العهد بالتدريس ، وفلت له ما قاله لي / أحد المعلمين الأفاضل في مدرستي السابقة الجزيرة الثانوية ( امسك العصا يا أستاذ إبراهيم من النص) أو امسك العصا ولا تضرب بها ، فاستجاب هذا المعلم –جزاه الله خيرا- لقولي ووعدني بعدم استخدام الضرب مع التلاميذ ، ثم قابلت مدير المدرسة وتحدثت معه في هذا الموضوع 0
أنا لاأنسى كلمة المرشد الطلابي في هذه المدرسة ، عندما قال لي : يا أستاذ إبراهيم لو أن كل المشرفين يفعلون ما فعلت عندما يزوروننا لاستقامت الأمور ، وقلت له وما الذي يمنع من ذلك هل ما فعلته معجزة لايستطيعون عليها ؟0
أنا أخشى أن تكون زيارة المشرف للمدرسة كعدمها ـ وهذا ما يحصل لبعض المشرفين الذي يزورون المدارس فيدونون ملاحظاتهم ويذهبون بها إلى القسم وومن ثم تغبر في الأدراج ،بل إن بعض المشرفين يسيؤن أكثر مما يصلحون ومثال على ذلك أن أحد مديري المدارس إشتكى لأحد المشرفين من كثرة الأشقياء في مدرسته ، فكان رد هذا المشرف أن قال: هؤلاء لايفيد معهم إلا العصا ، وهذا آخر مافي جعبة هذا المشرف المفلس من بدائل العقاب البدني، والله أعلم 0
لقد بدأت تعلق في ذهني أهمية الإرشاد عندما مررت بموقف أو قل مواقف يتعرض لها طلاب مدرستي ثانوية الجزيرة عندما كنت وكيلا لها، هذه المواقف جعلتني أشعر بأهمية وجود شخص مدرب متخصص يساعد الطلاب على ما يعانونه من كبت نفسي وقمع في البيت والمدرسة والمجتمع فهم بحاجة إلى من يستمع لهم عندما أقابل بعض الطلاب أحس أنهم مهملون لارقيب ولا حسيب ولا أحد يسألهم أين يذهبون؟، وماذا يعملون ؟ لافي المدرسة ولافي البيت ، حصل ذات مرة أن دق علي باب منزلي أحد طلاب المدرسة شاب في السابعة عشرة من عمره ، وكان ذلك بعد صلاة العشاء ، ففتحت الباب له وأدخلته ثم أحضرت الشاي وصرت أتحدث معه ، وكان يحمل في نفسه هموم الدنيا كلها ، وقد طرحت عليه هذا السؤال ، مابك ياخالد وجهك متغير؟ قال لي : يا أستاذ أنا خرجت من بيتنا وأنا أنوي أرمي نفسي أمام سيارة ، ولكن رجلي قادتني لمنزلك من حيث لاأدري، والحمدلله أنكوكدت أغرق في بحر البيروقراطية القاتلة فتحت لي الباب وإلا كان ممكن يصير علم مهوب زين ، فحاولت أن أهدي من روعه ، ثم تركت له العنان يتحدث ، عما يعتمل في صدره ، فقال لي يا أستاذ إبراهيم والدي يقسو علي وعلى والدتي إنه يضرب والدتي أمامي وأنا أتمزق من الداخل ولكني لاأستطيع أن أفعل شيئا ، والده قاسي جدا أنا أعرفه –رحمه الله- قلت لهذا الطالب لاتضيق عليك أبدا عندما تحتاج لي فأنا على استعداد لمساعدتك ، أدخلت السرور إلى قلب هذا الطالب المسكين ، فصرت أستقبله دائما برحابة صدر فدان لي بالفضل على هذا الموقف فلم تنقطع صلتي به حتى تخرج من الجامعة وإلى الآن ، أنا أعرف أن هذا الطالب وغيره يعانون ، ولكنهم لايجدون من ينصرهم ويقدم لهم الدعم النفسي ، المدرسة تشد على الطالب والأسرة تهينه وتحتقره ، فإلى أين يذهب ؟ طبعا إلى الهاوية 0
لما ورد إلى المدرسة تعميم من الوزارة يطلبون فيه من يرشح نفسه للدراسة في الخارج كنت من أول من تقدم لأن موضوع البعثة يهمني كثيرا وهو التوجيه والإرشاد والاختبارات والمقاييس النفسية ، كنت أظن أنني عندما أعود من البعثة سأكون مرشدا طلابيا يقدم المعونة النفسية للطلاب ويساعدهم على صنع قراراتهم وحل مشاكلهم ، ولكن بعد عودتي لم أعمل في المدرسة ولم اكن مرشدا طلابيا فلم تتحقق أمنتي بل أصبحت مشرفا إرشاديا ثم رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بالإدارة العامة للتربية والتعليم وكدت أغرق في لجة بحر البيروقراطية القاتلة ، لكن مع ذلك عايشت الإرشاد وعرفت حلوه من مرة ولكن مرارة الإرشاد قوية جدا 0
في إحدى زياراتي التوجيهية لمدرسة متوسطة في شرق الرياض ، كنت قد صممت استبيانه أو استمارة استطلاع رأي الطلاب في المرشد الطلابي بالمدرسة وعندما دخلت المدرسة وسلمت على المدير كالعادة واستأذنته في مقابلة المرشد الطلابي بالمدرسة ، وعندما دخلت على المرشد في مكتبه واطلعت على أعماله الكتابية ، طلبت منه أن يحضر لي من كل صف دراسي طالبا 20 طالبا ومن ثم طبقت عليهم هذه الاستبانه وأثناء ما كنت أستلم الاستبانه من الطلاب قال أحدهم لي : أنت يا أستاذ من الوزارة ، فقلت :نعم ، قال لي إنكم تأتون للمدرسة وتجلسون عند المدير وتتحدثون وتخرجون وأنتم لاتدرون ماذا بحدث في المدرسة ، فشكرت هذا الطالب على جرأته ، قلت له كلامك طيب وسوف أتدبر الأمر ، اكتشفت في هذه المدرسة أن بعض المعلمين يضربون الطلاب ويعاملونهم بكل قسوة ، فقابلت أحدهم وناقشته في هذا الأمر وكان حديث العهد بالتدريس ، وفلت له ما قاله لي / أحد المعلمين الأفاضل في مدرستي السابقة الجزيرة الثانوية ( امسك العصا يا أستاذ إبراهيم من النص) أو امسك العصا ولا تضرب بها ، فاستجاب هذا المعلم –جزاه الله خيرا- لقولي ووعدني بعدم استخدام الضرب مع التلاميذ ، ثم قابلت مدير المدرسة وتحدثت معه في هذا الموضوع 0
أنا لاأنسى كلمة المرشد الطلابي في هذه المدرسة ، عندما قال لي : يا أستاذ إبراهيم لو أن كل المشرفين يفعلون ما فعلت عندما يزوروننا لاستقامت الأمور ، وقلت له وما الذي يمنع من ذلك هل ما فعلته معجزة لايستطيعون عليها ؟0
أنا أخشى أن تكون زيارة المشرف للمدرسة كعدمها ـ وهذا ما يحصل لبعض المشرفين الذي يزورون المدارس فيدونون ملاحظاتهم ويذهبون بها إلى القسم وومن ثم تغبر في الأدراج ،بل إن بعض المشرفين يسيؤن أكثر مما يصلحون ومثال على ذلك أن أحد مديري المدارس إشتكى لأحد المشرفين من كثرة الأشقياء في مدرسته ، فكان رد هذا المشرف أن قال: هؤلاء لايفيد معهم إلا العصا ، وهذا آخر مافي جعبة هذا المشرف المفلس من بدائل العقاب البدني، والله أعلم 0