التصنيفات
الالعام لمادة اللغة العربية

أبكي عليك لغتي .

أبكي عليك لغتي …

للغة العربية مكانة عظيمة، ومنزلة جسيمة، تألقت بالقرآن حين نزل بحروفها الأبجدية، وانتشت بالنسب الهاشمي حين ولد الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأراضي العربية.
ذكرها الله في كتابه غير مرة فقال:
( نزل به الروح الأمين. على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين )
( هذا لسان عربي مبين )
( إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )
( كذلك أنزلناه حكماً عربياً )
( كذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصرفنا فيه من الوعيد )
( قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون )
( كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون )
( كذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً )
( إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)
( وهذا كتاب مصدق لساناً عربياً لينذر الذين ظلموا )
ورددها رسولنا الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ مراراً وتكراراً، حباً وافتخاراً، فقال: { أنا أفصح العرب بيد أني من قريش . . . }
وفي حديث طويل :{ فقال له رجل : يا رسول الله ما رأينا الذي هو أعرب أو أفصح منك, فقال : حق لي, وإنما نزل القرآن بلسان عربي مبين }

أعظم بها من مكانة! … إنها العربية..
لا يجهلها غير جاهل، ولا تغيب عن نطق اللبيب العاقل، لغة سماوية، أهداها الله للأرض هدية، وللعرب هي افتخار وانتماء وهوية، أُيدت بالإسلام فكانت العربية، ولولا الإسلام ما كانت العربية، ولضاع صيتها، واندثر ذكرها، وطوى عليها الزمان العصور الأبدية.
إن العروبة بالإسلام عزتها ……… فان تولت فلا عز ولا عرب.
اللغة العربية.. موطن الحروف، وزاد المحب اللهوف، سراج السطور، ودرة العصور، عروس تحلت فتجلت، وحين برزت توارت وراء الضباب، تبحث في غياهب النسيان عن فارسها المغوار، وتنادي بملء الأفواه، أين.. أين من ألبسوني تاج الفخار، وأودعوني عظيم الأسرار، أين فارسي المغوار، أقُتل ليلة عرسي، أم أنه يئس فتنحى ونسي.
لغتي يا عروساً مات فارسها، ولطخ بالسواد ثوب زفافها، فسحّت جبالاً من نار من مقلتها، وذابت كمداً من سعير قلبها.
كل اللغات تغرد طرباً على أغصانها، وتتمايل بالحب آذان أبنائها، إلا أنت يا يتيمة الدهر، ضيعوك وأي لغة أضاعوا؟!
تشاغل عنك الأبناء، وسحبوك إلى دار العجزة والأشلاء.
تناسوك وتناسوا حقوق الآباء على الأبناء.
تكسرت أغصانك اليانعة على واقع اللهجات العامية، وخنقت بلابلك بأيدي اللغات الأجنبية.
كم نظرت إلى واقعي فرأيت عجباً، لغات العالم تقدّس، وتعمّم حتى أصبحت للقلوب سلباً، أفتقدت وجودك، بحثت عنك لاهثةً.. أين أنت؟
لم أجدك، ويح قلبي أين أنت؟
وفي زاوية من التاريخ استوقفني منظر ٌغريب، عجوز تضم شيئاً إلى صدرها، وتنتحب كالثكلى، علاها السواد، خناجر الزمان رسمت آثارها على وجهها، أحسست أن القلب يخفق لهفة، والعين تكاد تنصب شفقة…من أنت؟ ما بك تنتحبين؟ وبالسواد تلتفعين؟
فتحت يديها فإذا بالحروف القتلى تتناثر من بين أحضانها.
ما هذا؟ ما هذه الأشلاء؟
همستْ بصوت متقطع يخالطه النشيج والبكاء: أنا العربية، وهذه حروفي الأبجدية، قتلت بسهامكم، بمدافع اللهجات العامية، وأزيز اللغات الأجنبية. ثم أنشدت تقول:
ياابن بطني.. ياابن عزي..ياابن مجدي..
فكيف جعلت ربيع المنى ……… خريفاً، وقد كنت كالجدول؟
لقد ذبل الزرع في روضتي ……… ولولا جفاك لم يذبل
حملتك في القلب ريحانة ……… فكيف تحولت كالمنجل؟!
حصدتَ السعادة في خاطري ……… ولم تتمهل، ولم تُمهل
وكان فؤادي بأشواقه ……… سعيداً، فأصبح كالمرجل
نزلت إلى السفح مستسلماً ……… فياليت أنك لم تنزل
وياليت أنك أدركت ما ……… وراء السديم، ولم تغفل
بكيت لبكائها، وأخذت أنتشل الحروف الأبجدية، انفض عنها غبار السنين، وأنفخ فيها رحيق الحياة، وألبسها لباس النجاة، ولساني يلهج حباً وثناءً لسيدة الحياة:
سلكت نحوك درب الحب في ثقة ……… فما تركت به سهلاً ولا جبلاً
وجئت أحمل في يمناي تذكرة ……… إلى الحياة، وأبني حولك المُثُلا
ما متِ يالغتي.. فحروفك الغراء تتوالد في مجموعتي القصصية.
وعبير أمجادك الحرى ينافس ألف قضية.
لابد من ينبوعك الصافي شراباً مترعاً بالحب يسقي أرضنا العطشى، ويزهر في حدائقنا الورود الزنبقية.
لو متِ متنا، لو ضعتِ ضعنا، بين آلاف اللغات الهمجية.
هي غمرة لابد أن تُجلى بفرسان القلوب العربية.
هي غَبرة تجتاح عالمنا، وتنتظر وقت الهبوب الموسمية.
فيَغيم هذا الجو سُحباً حفَّلاً بالغيث.. غيثاً لحياة العربية.
ما متِ يالغتي.. ففي فؤادي ألف مليون تحية.
مامت…أنت باقية بقاء عقيدتي، ومصحفي يتلى صباحاً وبأوقات العشية.
لغتي …
عشقتك حتى رأيت المنى ……… تبوح بحبي وتشتاق لي
وتأتي إلى القلب خفاقة ……… تغرد تغريدة البلبل
سمعتك لحناً، فكم حسرة ……… توارت، وكم فرح مقبل
فللمرء درب إلى مجده ……… إذا لم يحابي ولم يجهل
إذا صدق الناس في سعيهم ……… فسوف يسيرون للأفضل.
فيا ميراث أجدادي.. ويا ترنيمة أمي.. لك في حنايا القلب إخلاصي وودي… وعهداً بأن أرعاك دوما ما نبض الفؤاد، وسيّرني على الحق عقلي ورشدي.
فيا قارئ السطور:
لا تلمني في هواها ……… أنا لا أهوى سواها
لست وحدي أفتديها ……… كلنا اليوم فداها
فهل أنتم فعلاً فداها؟

أحسنت يا أم خالد ، وأبدعتِ وما هذا بجديد عليك فأنت نسيبة وسليلة الإبداع ، وأبشرك فإن من يحب العربية مأجور، ومن يغار عليها أكثر أجراٍ ، ومن يتقلد سيف القلم والكلم ليذود عن حياضها ولو بحرف كان أجره بغير حساب ، فهنيئا لكِ جهادكِ في ساحِ الوغى لفك أسر لغة ديننا وقرآننا ، أسأل الله أن ينصركِ في تلك المعركة الرابحة إن شاء الله وكل من جاهد فيها حق الجهاد ..وتقبلي أصدق التحية،،،

الفاضلة أم خالد :

أقدر لك هذه المشاعر النبيلة نحو اللغة العربية وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على إيمان راسخ وعقيدة شماء صادقة وانتماء عروبي خالص وغيرة على لغة القرآن

وأقول لك ستبقى العربية مابقي القرآن الكريم وستسود رغم أنف الحاقدين وتلك بشارة من الرحمن عز وجل : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "

بورك قلمك ورفع الله من شأن العروبة وجعلها قلب الإسلام النابض

أختي الفاضلة أم خالد :
ليت كلّ عربي يحمل هذه المشاعر النبيلة والمحبة والوفاء للغتنا الكريمة ، أشكرك على كلماتك الرائعة وأقول لك بصدق أنّها كفيلة بإنارة قلوب أبنائها وإحياء الحب المدفون في خلجاتهم فيهبّوا مرّة أخرى للنهوض بها وإحيائها من جديد …
تسلمين اختي وجزاك الله خير

كلمات رائعه ومعبره

صحت يمناك

رائعة كلماتك ياأم خالد سلمت الأنامل التي خطت تلك المفردات والتي أثلجت صدورنا ، لقد غمرتني فرحة كبيرة وأنا أرى غيرتك على لغتك العربية وحرصك على التذكير بأهميتها من خلال ذكر الآيات والأحاديت والتعبير عنها بهذه الصياغة اللغوية المتقنة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.