عابرة ولكن قاهرة..!
قد لا يلقي أحد بالاً لنظرة عابرة، أو كلمة طائرة، أو نحو ذلك مما ينفلت من تصرفات المرء في حياته اليومية.. مع أن بعض هذه "الأشياء الصغيرة" كما يتصورها كثير من التربويين ..
قد يكون لها من الأثر العظيم – بالسلب أو بالإيجاب – ما لا يخطر ببال!
ولنتأمل في نظرة معلم لتلميذه المحب شزراً.. كيف تفتك بمشاعره البريئة وتثقل كاهله الصغير بهموم ينوء بها المسكين؛ فإذا به في حيرة واضطراب؛ لا يدري إلى من يأوي وبمن يلوذ؛ حتى يأذن الله بتفريج الهم..
مع بقاء أثر ولابد!
أو كلمة طائشة من مربية لم تفقه تمام الفقه أثر كلمة حانقة على مشاعر طالباتها..
فإذا بها تورثها من الكرب والإحساس بالنقص واضطراب العاطفه – إن كانت قد افتقدتها بين أسوار البيت –
ما قد يدفعها إلى الارتماء في أحضان من يحتويها بالحنان والمودة في دائرة غير مشروعة!
هربا من البيت والمدرسة ..
أو سلوك – غير مسؤول – من تربوي في المدرسة
قد كان يدعو للخلق والقيم ؟!!
تجعل أنظار كل من حوله حيرى وتشتت عقل أولئك الصغار بين الصح والخطأ
في لحظة لم يدرك فيها حقيقة تصرفه المر !!
وبضدها تتميز..!
ليس تهويلاً من شأن هذه التصرفات العابرة.. فليست – والله – هينة.. ويزيد أثرها وضوحاً معرفة كم من الآفات يجتمعن فيها:
فصاحب التصرف: شخص تربوي في مقام القدوة ومحل المحبة،
وحالة التصرف: غضب وحنق،
وأثر التصرف: "صدمة" جرّاء نظرة أو كلمة أو نحوهما مما لم يألفه الطلاب الصغار ، والكبار
؛ فانتزعهم من ظلال الحب والحنان، ونقلهم إلى هجير الهجر والحرمان!
ويزيد الوضوح وضوحاً: تأمل ضد هذه التصرفات السالبة العابرة.. من أمثالها الإيجابية:
كنظرة امتنان تعزز الثقة وتنعش الحب بين كل من في المدرسة !
أو كلمة رضا تغمر قلوبهم بالسرور والحبور والفرح !
إلى غيرها من الأشياء الصغيرة في أنظارنا.. الكبيرة في عيونهم وقلوبهم.
أخيرا أقول ….
إنه حظنا من الخير في مدارسنا وأبنائنا …وبقدر الغرس يكون الحصاد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير"