التصنيفات
المعلمين والمعلمات

أفراح الروح

أفراح الروح
مجموعة من الخواطر فاضت بها روح مشرقة بنور ربها… عاش صاحبها في ظلال القرآن ردحاً غير يسير من الزمن وتفيأ ظلاله الوارفة وتفاعلت نفسه معه أيما تفاعل وكأنه يتنزل عليه فتجلت له من الأنوار ما أدرك بها حقيقية هذه الحياة ومنهج الرشاد… فسار فيها واثق الخطو حراً من كل رق إلا رق العبودية لخالقه ومولاه فيها… فأخرج للأمة سفراً يكاد أن يكون فريداً في لونه… في التفاعل والتعامل الأمثل مع كتاب الله تعالى يدعو به إليه… بعدما أشرقت نفسه وشرفت بنور الفهم عنه وعزمةٍ لاتردُّدَ فيها ولا ارتياب بالتمسك بهديه والدعوة إلى الله على بصيرة
ألا وهو:
في ظلال القرآن
يكتب هذا العالم المفكر المتبصر والأديب الأريب المتأنق المتألق والباذل روحه وحياته وكل ما يملك برهان صدق لكلمته… يكتب رسالة لأخته- بنت أمه وأبيه- وكأنه يخاطب كل أخ له أو أخت في الإنسانية يسميها أفراح الروح تتضمن خمس عشرة خاطرة… فيها رشد وسداد وبصائر في حقيقة الحياة ومنهج التعامل فيها مع من فيها…. أملاً في أن تدرك سر الوجود فتغدو في الحياة وتروح مشرقة مطلقة من أسر وقيود الأوهام المكبلة والمقعدة عن السير الصحيح وأداء رسالة الحق في هذا الوجود…
أضع كل يوم بين أيديكم خاطرة منها عسى أن ينتفع بها من يقرؤها وتكون إشراقة مع إشراقة كل فجر جديد
والسلام
أخوكم طارق

<div tag="1|80|” > بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الحبيبة… هذه الخواطر مهداة إليك…
إنَّ فكرة الموت ما تزال تخيل لك، فتتصورينه في كل مكان، ووراء كل شيء، وتحسينه قوة طاغية تُظل الحياة والأحياء، وتَرينَ الحياةَ بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة… إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة، وما يكاد يصنع شيئاً إلأ أن يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!… مَدُّ الحياة الزاخر هو ذا يعج من حولي …. كل شيء إلى نماء وتدفق وازدهار.. الأمهات تحمل وتضع، الناس والحيوان سواء، الطيور والأسماك والحشرات تدفع بالبيبض المتفتح عن أحياء وحياة… الأرض تتفجر بالنبت المتفتح عن أزهار وثمار.. السماء تتدفق بالمطر، والبحار تعج بالأمواج.. كل شىء ينمو على هذه الأرض ويزداد!..
بين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة ويمضي، أو يقبع حتى يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!.. والحياة ماضية في طريقها، حية متدفقة فوارة، لا تكاد تحس بالموت أو تراه !!
قد تصرخ مرة من الألم، حين ينهش الموت من جسمها نهشة، ولكن الجرح سرعان ما يندمل، وصرخة الألم سرعان ما تستحيل مراحاً… ويندفع الناس والحيوان، والطير والاسماك، الدود والحشرات، العشب والأشجار، تغمر وجه الأرض بالحياة والأحياء!.. والموت قابع هنالك ينهش نهشة ويمضى … أو يتسقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!!.
الشمس تطلع، والشمس تغرب، والأرض من حولها تدور، والحياة تنبثق من هنا ومن هناك… كل شيءإلى نماء.. نماء في العدد والنوع، نماء في الكم والكيف… لو كان الموت يصنع شيئاً لوقف مدّ الحياة!.. ولـكنه قوة ضئيلة حسيرة، بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة…!.
من قوة الله الحيّ… تنبثق الحياة وتنداح!!.

[size="6"]<div tag="1|80|” >الخاطرة الثانية
عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود إ..
أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض !!
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهماً، فتصور الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا…. و ليست الحياة بعدِّ السنين، ولكنها بعداد المشاعر. وما يسميه " الواقعيون " في هذه الحالة " وهماً " هو في الواقع " حقيقةٌ " أصحُّ من كل حقائقهم!.. لأن الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة… جرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي! ومتى أحس الإنسان شعوراً مضاعفاً بحياته، فقد عاش حياةَ مضاعفةً فعلاً…
يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال !…
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفةً، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين، نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية!…[/size]

من قوة الله الحيّ… تنبثق الحياة وتنداح
عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة

بارك الله جهودك

مجعلها في ميزان حسناتك

<div tag="1|80|” >الخاطرة الثالثة
بذرة الشر تهيج، ولكن بذرة الخير تثمر، إنَّ الأُولى ترتفع في الفضاء سريعاً ولكن جذورها في التربة قريبة، حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء، ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطيء، لأنَّ عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء…
مع أننا حين نتجاوز المظهر المزوّرَ البراق لشجرة الشر، ونفحص عن قوتها الحقيقية وصلابتها، تبدو لنا واهنة هشة نافشة في غير صلابة حقيقية … على حين تصبر شجرة الخير على البلاء، وتتماسك للعاصفة، وتظل في نموها الهاديء البطيء، لا تَحفَل بما ترجُمُهَا به شجرةُ الشر من أقذاء وأشواك!…

<div tag="7|80|” >بارك الله فيك كلمات جميلة نحن بحاجة لها وجزاك الله خيرا[b][/b

]

بارك الله فيك أخي طارق على هذه الخواطر..

أفراح الروح بالفعل من أجمل وأروع الكتب التي قرأتها في حياتي وتركت في نفسي الكثير الكثير..

أخي الكريم طارق …

يقولون : ( اختيار المرء قطعة من عقله ) ..وحضوركم الكريم ـ أخي ـ من خلال هذه الكلمات والخواطر الرائعة ، هو حقيقة يعكس صورة فكر راقٍ يسعى لرشق قلوبنا وعقولنا بالحقائق .. نعم ( رشقها ) لأنها بحاجة إلى من يهزها ويوقظها من غفلتها وانشغالها ..
وما جاء في الخاطرة الثانية من أن شعور الإنسان ، وما يحسه في نفسه وفي ذاته، هو الواقع ، وليس الواقع هو الشيء الماثل أمامه ، نعم هذه هي الحقيقة ، لأن الواقع يتحلل إلى مشاعر وعواطف تترسب في نفس الإنسان وتصبح هي الواقع بعينه . ( وهذه النظرة تجدها في النقد الأدبي ) و انطلاقا من ذلك فإن من يعيش لغيره ، فيزرع بذور الخير والرحمة والمحبة إن هذا الإنسان ولا شك ستشعر روحه بأسمى مشاعر الصفاء والسمو الروحي ، وهذا الشعور يدفعه إلى الإحساس بأنه يعيش عمرا مديدا وأنه يعيش حيوات أخرى عديدة ، وبما الشعور في عالم النفس هو الواقع لديها فإنها تعيش بالفعل هذه الأعمار المديدة .
و هنا لا بأس من إعطاء مثل على أن الشعور في النفس هو الواقع حتى نقرب الفكرة إلى الأذهان .. فهناك قصة سمعناها مرارا على إجراء تجربة على اثنين ممن حكموا بالإعدام ، حيث تم تبليغهما بأن حكم الإعدام سينفذ عليهما عن طريق السم ، و لكنهم عند التنفيذ جاؤوا بكأسين الأول فيه سم والثاني فيه ماء عادي ، وكانت النتيجة أن مات الرجلان إن شعور الرجل بوجود السم هو الذي قتله لأنه تحول في النفس إلى واقع ..

نفعنا الله ونفعك بما قدمت في الدنيا والآخرة …

أختي معلمة الأجيال
أخي شادي
جزاكما الله خيراً لتفاعلكما الطيب والمؤازرة الأطيب والطيبون أمثالكم لهم الطيبات من أمثال تلك الكلمات
(( وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد ))
أخي صافي
بارك الله بك…… وجزاك الله بكل ماقلت ما جزى به كاتب تلك السطور التي كانت بحق إشراقة نفس اصطبغت بالهدى أيما اصطباغ واستلهمت النور من منبعه الصافي دونما إي حجاب أوغشاوة فبذلت بسخاء وحب وصدق وأمانة
إضافتك أخي الكريم تدل على روح شفافه وبصيرة نافذة بارك بك و جزاك كل خير
أخوكم طارق

<div tag="1|80|” >الخاطرة الرابعة
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيراً كثيراً قد لا تراه العيون أولَ وهلة!…
لقد جربت ذلك.. جربته مع الكثيرين.. حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور…
شيءٌ من العطف على أخطائهم وحماقاتهم، شيءٌ من الوِدِّ الحقيقيِّ لهم، شيءٌ من العناية- غير المتصنعة- باهتماماتهم وهمومهم… ثم ينكشف لك النبعُ الخيِّرُ في نفوسهم، حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص…. إنَّ الشر ليس عميقاً في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحياناً. إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء… فإذا أمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية.. هـذه الثمرة الحلوة، إنما تتكشَّفُ لمن يستطيع أن يُشعِرَ الناسَ بالأمنِ من جانبه، بالثقةِ في مودته، بالعطف الحقيقيّ على كفاحهم وآلامهم، وعلى أخطائهم أو على حماقاتهم كذلك.. وشيءٌ من سعة الصدر في أول الأمر كفيلٌ بتحقيق ذلك كله، أقرب مما يتوقع الكثيرون.. لقد جربت ذلك، جربته بنفسي. فلست أطلقها مجرد كلمات مجنحة وليدة أحلام وأوهام!…

<div tag="1|80|” >الخاطرة الخامسة
عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير نعفي أنفسنا من أعباء ومشقات كثيرة. إننا لن نكون في حاجة إلى أن نتملق الآخرين لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين إذ نزجي إليهم الثناء. إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير وسنجد لهم مزايا طيبة نثنى عليها حين نثنى ونحن صادقون، ولن يعدم إنسان ناحية خيرة أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة.. ولكننا لا نطلع عليها ولا نراها إلا حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب …!
كذلك لن نكون في حاجة لأن نحَمِّلَ أنفسنا مؤونة التضايق منهم ولا حتى مؤونة الصبر على أخطائهم وحماقاتهم؛ لأننا سنعطف على مواضع الضعف والنقص، ولن نفتش عليها لنراها يوم تنمو في نفوسنا بذرة العطف!.. وبطبيعة الحال لن نجشم أنفسنا عناء الحقد عليهم أو عبء الحذر منهم فإنما نحقد على الآخرين لأن بذرة الخير لم تلتئم في نفوسنا نمواً كافياً، ونتخوف منهم لأن عنصر الثقة في الخير ينقصنا …!
كم نمنح أنفسنا من الطمأنينة والراحة والسعادة، حين نمنح الآخرين عطفنا وحبنا وثقتنا، يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحب والعطف والخير !..

لن أتكلم أية كلمة
لأن كل الكلام يقف عاجزا أمام التعبير عن روعة ما جئت به من كلمات
فقط أقول لك
جعلك الله فرح الروح والجسد دائما وأبدا .
جزاك الله الف خير

أختي السر المكنون
وجزاك الله ألفَ ألفِ خير لحسن تفاعلكم
وأرجو لنا جميعا ً حسن الإفادة من كل حكمة تنثر في صفحات هذا الوجود
وهذا هو الجوهر المكنون فيها
أختي إيمان
فرح الأرواح والأجساد والعباد والبلاد
عندما يكون كل منها تسبيحة في هذا الوجود لمن هو أهل لهذا التسبيح… فتسمو بسمو من تسبح بحمده وتقدس له…
وتتناغم مع الكون المسبح بحمد خالقه فلا تعرف التنكس ولا الاضطراب ولا التناوش ولا التناكف ولا التشاكس ولاتبؤ بشيء من ذلكم الفصام النكد فيما بين فطرتها وما أريد منها من ناحية وبين مسلكها في الحياة وما أرادته فيها من ناحية أخرى
بل
الأمن والأمان والطمأنينة والسلام
نفعنا الله جميعا بكل خير
وحسن تفاعلكم ومضة من سمو أرواحكم وصفاء نفوسكم

<div tag="1|80|” >الخاطرة السادسة
حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحاً، أو أطيب منهم قلباً، أو أرحب منهم نفساً، أو أذكى منهم عقلاً، لا نكون قد صنعنا شيئاً كبيراً.. لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل وأقلها مؤونة!..
إنَّ العظمة الحقيقية : أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح السماحة والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم، وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع ! …
إنه ليس معنى هـذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ومثلنا السامية، أو أن نتملق هؤلاء الناس ونثنى على رذائلهم، أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقأ.. إنَّ التوفيق بين هـذه المتناضات وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد: هو العظمة الحقيقية !..

رائع يا أستاذ .. طارق

خواطر طيبة ..جميلة ..

بارك الله فيك ..

وبالتوفيق دائما ..

الرائع
هو تفاعل أمثالكم أختي الفاضلة
لأن معيار الروعة والتميز في الكلمات والمؤشرالحق الدال على ذلك
إنما هو مدى تذوق وتفاعل أهل التذوق والحس المرهف
أمثالكم أيها التربويون والتربويات
معلمو الناس الخير ومعلماته
نفعنا الله وإياكم بكل خير

أخي الفاضل صاحب القلم المتميز
والكلمة الطيبة والدعوة الصادقة المخلصة لوجه الله -تعالى-
الأستاذ / طارق
فرأت خواطرك التي طرحتها واستمتعت
بما فيها من قيم جميلة يجب علينا التمسك بها
والمحافظة عليها لما لها مردود جميل على نفوسنا وأروحنا
دمت بخير أخي الفاضل ووفقك الله لما فيه الخير دائما
أخي نبيل
حقا بأنك نبيل…. نبيل بكل ما فيك من قلم وإحساس وشعور وظلال
تشهد به كلماتك الطيبة ومشاركاتك الفاعلة على صفحات هذه المنتديات
اليوم أخوك طارق صاحب اختيار
هـذه الخواطر
لسيد من سادات القلم الصادق والروح المشرقة
صاحب الظلال
نفعنا الله جميعا بما نكتب وبما ننقل من صادق ماكتب

الأستاذ الكريم طارق …
أفرح الله روحك في الدنيا والآخرة ، كما أفرحت أرواحنا وقلوبنا .

ليس بالغريب وليس بالمدهش …أن تختار لنا هذه الخواطر

وغيرها من الكلمات الصادقة المعبرة الناصحة لله عز وجل….

لِمَ لا…؟؟؟ ! وأنت كما عهدناك كالنحلة …التي لا تحط إلا على طيب ولا تختار إلا الطيب ولا يخرج

منها إلا كل طيب…

لِمَ لا…؟؟؟! وأنت الذي نرى هذه الخواطر حية في كل نبضة من نبضاتك وكل تصرف في حياتك يعرف

ذلك من يعمل معك ومن عايشك في كل حال من أحوالك

هنيئا لمن قرأ هذه الخواطر الطيبة وجسدها واقعا في حياته… لتغدو حياته جنة يمشي

بها في هذه الأرض وينشر أريجها بين الناس…!!

وهنيئا لك أيها المنتدى بمثل هذا القلم الصادق الناصح الأمين…

أنوار الخير
أختي الفاضلة
بارك الله تعالى بك
وأدام عليكم فرح أرواحكم
وأفاضه في جميع أحوالكم
وحقا فرح الأرواح جنة الله في قلب عباده قبل أن يرتحلوا إليها ويدخلوها آمنين
……

سحر جميل
بارك الله تعالى بك
وجعلك فرح قلوب عباده أينما كنت وحيثما حللت أو ارتحلت
شهادتك عقدت لساني وكبلت بناني وأدهشت جناني
وظن الإنسان بأخيه والصاحب بصاحبه والشريك بشريكه بعض من حقيقة نفسه وهذا أنتم من رأيتموه بعيونكم
وأرجو أن ألقى وجه ربي بشهادتك هذه
وأن يجعلني خيراً مما تظنون وأن يغفر لي مالا تعلمون
وحقا كما قلت:
هنيئا لمن قرأ هذه الخواطر الطيبة وجسدها واقعا في حياته… لتغدو حياته جنة يمشي بها في هذه الأرض وينشر أريجها بين الناس…!!

<div tag="1|80|” >الخاطرة السابعة
عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة نُحِسُّ أنه لا يَعِيبنا أن نطلب مساعدة الآخرين لنا، حتى أولئك الذين هم أقل منا مقدرة!…
ولا يَغضُّ من قيمتنا أن تكون معونة الآخرين لنا قد ساعدتنا على الوصول إلى ما نحن فيه… إننا نحاول أن نصنع كل شىء بأنفسنا، ونستنكف أن نطلب عون الآخرين لنا، أو أن نضم جهدهم إلى جهودنا…؟ نستشعر الغضاضة في أن يعرف الناس أنه كان لذلك العون أثر في صعودنا إلى القمة… إننا نصنع هذا كله حين لا تكون ثقتنا بأنفسنا كبيرة أي عندما نكون بالفعل ضعفاء في ناحية من النواحى.. أما حين نكون أقوياء حقاً فلن نستشعر من هذا كله شيئاً…. إنَّ الطفل هو الذي يحاول أن يُبعِدَ يدكَ التى تسنده وهو يَتكفَّأ في المسير !.
عندما نصل إلى مستوى معينٍ من القدرة، سنستقبل عونَ الآخرين لنا بروحِ الشكر والفرح… الشكر لما يقدم لنا من عون… والفرح بأن هناك من يؤمن بما نؤمن به نحن… فيشاركنا الجهد والتبعة…. إنَّ الفرح بالتجاوب الشعوري هو الفرح المقدس الطليق !..

<div tag="1|80|” >

الخاطرة الثامنة
إننا نحن إن " نحتكر " أفكارنا وعقائدنا، ونغضب حين ينتحلها الآخرون لأنفسهم، ونجتهد في توكيد نسبتها إلينا، وعدوان الآخرين عليها! إننا إنما نصنع ذلك كله، حين لا يكون إيماننا بهذه الأفكار والعقائد كبيراً، حين لا تكوت منبثقة من أعماقنا كما لو كانت بغير إرادة منا حين لا تكون هي ذاتها أحب إلينا من ذواتنا !.
إنَّ الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكاً للاخرين، و نحن بعد أحياء. إنَّ مجرد تصورنا لها أنها ستصبح – و لو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض- زاداً للاخرين ورياً، ليكفي لأن تفيض قلوبنا بالرضى والسعادة والاطمئنان!.
" التجار " وحدهم هم الذين يحرصون على " العلامات التجارية " لبضائعهم كى لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم حقهم من الربح، أما المفكرون و أصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها إلى حدِّ أن ينسبوها لأنفسهم لا إلى أصحابها الأولين !..
إنهم لا يعتقدون أنهم " أصحاب " هذه الأفكار والعقائد، وإنما هم مجرد " وسطاء " في نقلها وترجمتها.. إنهم يحسون أنَّ النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم، ولا من صنع أيديهم. وكل فرحهم المقدس!..، إنما هو ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهذا النبع الأصيل !…

ما شاء الله لا قوة إلا الله

يالروعة تبارك الرحمن

لله درك على هذا الابداع

كلمات أفرحت قلوبنا قبل أرواحنا

لا أعرف ما أقول تعبيراً عن اعجابي بتلك الخواطر

لك مني جزيل الشكر والامتنان

..

لدي تعليق أو ربما يكون سؤالاً

جربت أن أحسن الظن بالناس، وهذه هي طبيعتي ولله الحمد

وكما ذكرت حاولت أن أتغاضى عن أخطائهم وزلاتهم

ولكن للأسف، فقد خيبوا ظنوني

وأفقدوني الثقة في نفسي وفيهم

وضاقت عليّ الدنيا بما رحبت

فما رأيك ؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأميرة الحائرة الشارقة
ما شاء الله لا قوة إلا الله

يالروعة تبارك الرحمن

لله درك على هذا الابداع

كلمات أفرحت قلوبنا قبل أرواحنا

لا أعرف ما أقول تعبيراً عن اعجابي بتلك الخواطر

لك مني جزيل الشكر والامتنان

..

لدي تعليق أو ربما يكون سؤالاً

جربت أن أحسن الظن بالناس، وهذه هي طبيعتي ولله الحمد

وكما ذكرت حاولت أن أتغاضى عن أخطائهم وزلاتهم

ولكن للأسف، فقد خيبوا ظنوني

وأفقدوني الثقة في نفسي وفيهم

وضاقت عليّ الدنيا بما رحبت

فما رأيك ؟

أختي الفاضلة
الأميرة الحائرة
بارك الله تعالى بك وجزاك الله تعالى خيراً لهذا التفاعل الرائع والذي ينم عن طينة سوية جبلت عليها
أختي الفاضلة….
الغالب الشائع في الناس أنهم ينظرون إلى من ينظرون إليه بلون واحد….. من خلال النظارة التي وضعوها فلا يرون في الآخرين إلا إما سواداً قاتما وإما بياضا ناصعاً فمن أبغضوه أو كرهوا منه خلقا أو ساءهم في موقف من مواقفه أو وقع منه ما يريب صنفته نفوسنا في القائمة السوداء وأما من أحببناه أو وقع منا موقعا حسنا لم نعد نراه إلا بالنظارات البيضاء … وهذه سنة في النفوس البشرية سارية وحاكمة
كما قال قائلهم
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
وعين السخط تبدي لك المعايبا
وهنا علينا أن ننزع النظارات فلا ندعها تتحكم برؤيتنا للأشياء أو الأشخاص
فهذا هو الكون وهاهم بنو البشر في كل منهم البياض والسواد متداخل مختلط أو متمازج
فلا بد من أن نتسلح بحسن الظن ونتعامل مع الجوانب البيضاء بالقبول ونضفي عليها الثناء
وأن نتعامل مع السواد بما هو دون غلبة لجانب على آخر ودون تفريط أو إفراط
وهنا يأتي الكلام نحسن الظن مالم تتبدى لنا يقينيات وجوب التغييروهنا يكون الموقف
إن تبدى لنا ما يريب نتحفظ لأنفسنا خشية الوقوع فرائس المحذور
فلنحسن الظن ولنتفائل كأطباء لمعالجة مرضانا
ولنحذر في مخالطتنا ولنتخذ التدابير الاحترازية مع أمل الشفاء لهم
وأرجو أن أكون قد وفقت في هذه المقاربة
فأحسنوا الظن راحة لضمائركم وأملا في إفادتهم
واحذروا من سذاجة حسن الظن ولا يمنعنكم من الاحتراس والاحتراز واليقظة
فلست بالخب ولا الخب يخدعني

mmaama
شكراُ شكراً لتفاعلك الطيب
ونرجو دوام التواصل والإفادة من كل حكمة تنثر في هذا الكون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.