ككلّ صباح ، الحركة الدائبة تبتدئ ، ونفتح المذياع لنسمع ونشارك ، بالآمس وقبله غلبت نصرة الحبيب المصطفى على كلّ الموضوعات ، فلم يتحدث أحد في همّ شخصيّ ولا في مشكلة مجتمعيّة ، بل علت النبرات الصادقة دفاعا عن قدوة البشرية ومعلمها الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وتسليمه عدد ما كان وما سيكون ، وعدد الحركة والسكون …
واليوم تداخلت الأصوات منددة بضرب طفل في الثالثة في إحدى المدارس ، الضرب .. كلمة توحي بالوحشيّة لأنـّها ما عادت تأخذ أبعادا للتأديب والتربية ، بل أصبحت ظلما وتجريحا وبهتانا، وهي قضية ليست بالجديدة ، فبين الفينة والأخرى تطالعنا في الصحف والإذاعات والمنتديات الالكترونية ، وتتخذ شكلا همجيـّا لا إنسانيّة فيه .. وأين تحدث ؟ في المدرسة !
فيضرب طفل لايدرك لم يضرب ، وآخر تهوي يد معلمه بلطمة كالصاعقة على خده ، وأخرى لا تكفّ عن الصياح كهدبر المحركات، وزعيق الشيطان في ليل ساكن ..
أجلادون في المدارس حقا ، في زمن التربية الحديثة ؟
عفوا ، تربية الإسلام هي أحدث التربيات ، وقد نصت عقيدتنا أنّه لا يعمد إلى الضرب إلا لمعالجة المواقف اللا أخلاقية ، لما فيه من تجريح وإهانة ، ونجده نهى عن اللطم على الوجه .. والضرب المبرح .. واستخدام المؤذي من الأدوات للتأديب ..
التأديب في مجال التربية لمن يستطيعون إكساب التلميذ قيما ومبادئ وأخلاقيات قبل العلم ، فلا علم بلا أخلاق ، ألم يقل خير البشر ( إنـّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، ألم يؤكد : إنّما بعثت معلما .. ومن هنا ننتصر لمحمد الحبيب – أفضل الصلوات وأتم التسليم عليه – حينما نحسّن أخلاقنا ونقتدي سنته ، ونربّي أبناءنا كما ربى ..
يا خير المرسلين اولئك قد نسوا ما قلته فلم يتسلحوا به حينما دخلوا فصولهم ، قلت لنا : أدبني ربي فأحسن تأديبي ..
يا من خلقه القرآن نحن بحاجة إلى سموتربيتك ، إلى موازينك في الأخلاق ، إلى قوانين الوجود الإنساني العظيمة في هذا الكون ، كونٌ سخره الخالق للكائن المكرّم الأوحد ..للإنسان ، فالكون موجود لتعمير المعنى قبل المبنى ، وإنّما تعمر الأرض بصلاح أهلها ، وتعارفهم ،وتراحمهم ، وتكافلهم ، وتوادّهم .. فالكلّ يعطي ويحتسب عند الله عمله خالصا مخلصا .
فأين أنتم من هذا العمق الإنسانيّ في الرساللة المحمديّة .. متى تتعلمون كيف تلاعبون الأطفال ، وتفهمونهم وتحترمون إنسانيتهم .. ومتى تزرعون غراس الحب والحكمة والصبر والتحلـّي بالأخلاق ..فتضمحل الممارسات السلبية في التعامل مع النشئ الذي نعوّل عليه الحلم والأمل ..
متى لايخبر الطالب والديه أنّ المعلم يضرب بقدميه .. بحزامه الجلديّ .. بمؤشر الوسائل في يده .. يصفعه ، بل ويحقره أمام الآخرين ..
متى يعي أولئك أنّ بين أيديهم فلذات أكباد المجتمع ، الذين نريدهم أسوياء معطائين ، يدفعهم الحب والإيثار للبناء والصلاح .
وبعد ….
تصغرين أيتها الكلمات وأنت تتزاحمين بحثا عن وصف بليغ لمن لا يؤد أمانته ، فالأمانة الأمانة يا أتباع محمد ، إنـّكم خير من يحملها إن أردتم للحاضر الأكثر إشراقا أن يكون لنا .
غاليتــــــــــــــــــي
التربية بالحب .. تربية انتهجها الإسلام وشجع عليها منذ بداية الدعوة..
ولقد تعامل الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم مع المسلمين والكفار بل الناس عامة بخلق ٍ حسن ..
فما بالك ِ بالأطفال الصغار !!!
الذين يقعون في أيدي جلادين لا معلمين .. هؤلاء الأخيرين من اتخذوا مهنة التعليم للكسب والترزق ولم يعوا الرسالة التي تقع بين أجنحتها ..
ابن ثالثة ٍ يضرب ؟!!!!!!!!!!!
عفــــــــــــــــــوا ..
أي تعليم هذا مع معلم متجهم قاسي القلب ..
الإسلام دعا إلى الرحمة وحث عليها .. ولكن بعض المشككين يدعون أنه يدعو إلى الضرب ..
إسلامنا وضع ضوابط .. وتسلسل في التربية فلا يجنح إلى الضرب إلى كل من كان قلبه خاليا من الرحمة والعطف ..
أستاذة خيرية لا يسعني إلا أن أقول لك صح لسانك
سلمت يمناك وسلمت من كل شر
و رزقك الله شفاعة خير المرسلين .
حتى تسطر الأقلام التربوية رفضها التام لمثل هذه الأساليب
غير الأخلاقية و التي تهدف إلى إهدار كرامة أبنائنا و هم
في عمر الزهور ، برعم في الثالثة من عمره يضرب و يهان
و ممن من الذي أوكلت له مهمة رعايته و أنيطت به مسؤولية صقله
و تثقيفه و تعليمه معنى الاعتزاز بالنفس و الثقة بها ، كيف يتحول
الباني ألى آلة هدم و تدمير ، و الله لا يكون ذلك إلا عندما يوكل الأمر
إلى غير أهله و يتسلل إلى حرم التربية و التعليم أفراد هم أبعد ما يكونون
عن التربية و أقل من أن يحملوا رسالة التعليم العظيمة .