( وقفة مع الأب المشغول عن أبنائه )
المعنى الحقيقي لليُتم :-هو فقد الرعاية الأبوية للأبناء ، وحرمان الابن من جهد الأب المتمثل في واجبات الأب الآتية :- ضمير المسئولية ، ومصدر العطاء ، وكنف الحماية ، وهي مصدر الرحمة والحزم وسلطة الضبط والربط وقانون المملكة والنظام.
والأب هو :- راسم طريق المستقبل ، ومخطط برنامج التألق ، وعالم التقدم والاختراع ، هو مذلل عقبات الطريق ، ومقيل عثرة السائر ، وحامي درب النجاح ، هو مفجر التنمية البشرية ، وصانع النهضة الاقتصادية ، وراعي التربية الأخلاقية ، هو مسعد القلوب ، ومجفف الدموع ، ومخفف الكروب ، هو حامل الراية ، والموصل للغاية ، وواقي الأهل من نارٍ وقودها الناس والحجارة .
فانظر في نفسك أيها الأب :- راجع جهودك مع أبنائك ، هل أنت تقوم بواجباتٍ طِبق ما تتطلبه واجبات الأبوة التي ذكرناها ، فإن كنت كذلك فأنت نعم الأب وأولادك ، ليسوا أيتامًا بل هم في رعاية أب حقيقي أدرك واجبه وقام بدور ولي الأمر كما أراد الله ، وإن لم تكن كذلك فنقول لك بكل أسف :- أولادك أيتام وأنت حي !!
لغيابك عن مسرح الواجب الحقيقي الذي قد ينعم به الأبناء الذين مات أبوهم ؛ لأنهم قد ينعمون برعاية المسلمين الذين أحسوا بالثغرة والفراغ بعد رحيل الأب .
لذلك يقول الشاعر :-
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هَمِّ الحياة وخلفاه ذليلا
إنَّ اليتيم هو الذي تلقى له أُمًا تخلَّت أو أبًا مشغولاً
مَن لهؤلاء الأبناء المساكين يعلمهم ويربيهم ويأخذ بأيديهم إلى الله تعالى ، ويغرس فيهم القيم الصالحة والمبادئ النبيلة والأخلاقيات الرائعة، ويدفعهم إلى النجاح ويحميهم من الفشل والضياع.
مَن لهؤلاء الأبناء المساكين الذين فقدوا الرعاية التربوية والتنمية البشرية ، وغاب الأب عن مسرح الإنسانيات ورعاية العقول والنفوس ، وهو الأصل والأساس ، وقام فقط بدور الصرَّاف الذي يوفر المال ويبني الأجساد ويوفر الملابس والأطعمة ويفاخر بما يرتدي أبناؤه من أزياء .
وقفات مع الانشغال عن الأبناء وأسبابه
üعدم تقدير مسئولية ولي الأمر :- التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث التالية :- ( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ) ، وقال ( إنَّ الله سائل كل راع عما استرعاه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ) ، وقال :- ( كفى بالمرء إثمًا أن يضيع مَن يعول ) .
üعدم الإيمان بالدور المطلوب :-قال تعالى :- ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ سورة البقرة :132
üعدم تنظيم الوقت :- قال صلى الله عليه وسلم :- ( إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ) رواه البخاري
üوَهْم الانشغال :- كثير من الناس يتوهم أنه مشغول متعللاً بأنه يقوم بمهامٍ عديدةٍ ، والواقع يشهد أنه رغم المهام العديدة التي يقوم بها إلا أنه ما زال يمتلك كثيرًا من الأوقات ، والذي يدلل على ذلك هو نظرية المسافات البينية التي تنص على أنَّ ثلث المادة فراغ .
الأب في بيته يرسم طريق الأسرة :-
üأيها الأب الغالي :- يجب أن تدرك أن الاستثمار في الأجيال أفضل من الاستثمار في الأموال .
üأيها الأب الغالي إنَّ الأمة تحتاج إلى صلاح الدين فهل تقوم أنت بإعداده.
üأنت تستطيع أن تختصر طريق النصر ، وتستنقذ الأمة من ضياعها بإعداد الجيل الصالح .
üفقط لا نطلب منك الآن سوى أن تخصص جزءًا من وقتك يوميًا لأبنائك ولو لمدة نصف ساعة .
أما عن دورنا مع الأبناء، وماذا نقدم لهم من برامج، هذا ما نقدمه في مرة قادمة بإذن الله.
بقلم د. رشاد لاشين
جزاكم الله خير .. شكرا على هذه الجهود الرائعة
سطورك علمتني اشياء جديدة
بورك فيك .. وجعل ما تكتبيين
في ميزان حسناتك
جميل ما تقديمين
جزاكم الله خير .. شكرا على هذه الجهود الرائعة |
يعطيج العافية صديقتي شكرا لمرورج
شموع الامل ,
سطورك علمتني اشياء جديدة بورك فيك .. وجعل ما تكتبيين في ميزان حسناتك |
اسعدتني حروفك أستاذي وفقك الله
قال الله تعالى " يأيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون " صدق الله العظيم
سورة التحريم (6)
جزيتِ خيراً ع الموضوع الرائع
قال الله تعالى " يأيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون " صدق الله العظيم سورة التحريم (6) |
يعطيك العافية شكرا لمرورك وفقك الله
بارك الله فيك وشكرا لمرورك
وفقك الله
مرورك بحد ذاته شرف لنا
يسعدني ويشجعني
وفقك الله أستاذي
والله انج تردين الروح…