هذا التقرير من كتابتي وحبيت أعرضه عليكم للاستفادة:
بسم الله الرحمن الرحيم
يشهد العالم هذه الأيام تطوراً واضحاً في مختلف المجالات، العلمية منها، الثقافية، الصحية والاجتماعية وغيرها، ولكن قبل عقود من السنين ظهر شيء لم يكن في الحسبان ولم يتخيله أحد منا، إنه الثورة المعلوماتية (الإنترنت)وهو شبكة عالمية تضم معلومات ضخمة ومتنوعة عن كل شيء ، إن خفي علينا أمر بسيط أو معقد لجأنا إليه فهو سريع ومختصر ويوفر الوقت والجهد والمال، فأصبحنا لا نقطع المسافات للوصول إلى معلومة، فقط بضغطة زر أصبح كل شيء واضحاً، إن صعبت علينا مسألة شرعية أو علمية، نجد الإنترنت مستعداً لها في أي وقت. لكن هل يعني هذا أنه لا يشكل خطراً علينا ؟ سأحاول معرفة هذا في تقريري البحثي بعنوان(إدمان الإنترنت) الذي يتضمن هذه النقاط:
* المقصود بإدمان الإنترنت.
* مظاهر إدمان الإنترنت.
* أسباب إدمان الإنترنت.
* آثار إدمان الإنترنت.
* الحلول المقترحة للحد من إدمان الإنترنت.
المقصود بإدمان الإنترنت
قضيتي التي سأبحث عنها تحدث دائماً، مستمرة لا تنتهي، لكن ما معنى الإدمان على الإنترنت؟ إن أول من وضع مصطلح الإدمان على الإنترنت هي عالمة النفس الأمريكية كيمبرلي يونغ التي تعد من أول أطباء علم النفس الذين عكفوا على دراسة هذه الظاهرة ، وتعرف يونغ هذه الظاهرة بأنها استخدام الإنترنت أكثر من 38 ساعة أسبوعياً(1)، قد لا يوجد بين الطالبات من تستخدمه هكذا، لكن إذا فرضنا أن طالبة تستخدمه على الأقل 3 ساعات في أيام الدراسة و5 ساعات في أيام العطلة (على اعتبار أن يوم الخميس للنوم والراحة فلا يحسب) يكون المجموع 22 ساعة أسبوعياً وهذا يعتبر زمناً طويلاً يؤدي إلى نتائج سأوردها لاحقاً.
مظاهر إدمان الإنترنت
أتطرق الآن إلى مظاهر إدمان الإنترنت، وأبرز مظهر هو قضاء وقت طويل عليه، ونلاحظ انتشار هذا المظهر بين الطالبات والطلاب على حد سواء في الصفوف من الثامن وحتى الحادي عشر (حسب ما عايشته وشهدته) سألت والدي لأنه يعمل كمدرس للغة الإنجليزية في مدرسة للبنين عن مدى انتشار هذه الظاهرة بين مجتمع البنين فأجاب بأنه يوجد مدمنون على الإنترنت بين الطلاب وتبدأ كذلك من الصف الثامن وتستمر حتى لما بعد الدراسة، وسألته كذلك عما كان يفعله إذا أراد البحث عن معلومة حين كان يَدرس فأجاب بأنه كان يذهب إلى المكتبة العامة ويقرأ المراجع والكتب ، لذا كان لا ينسى ما يجمعه من المعلومات بسبب تعبه في الحصول عليها حين كان صغيراً. ومن مظاهر تفشيها أيضاً أن بعض الطالبات تسهر طويلاً على الإنترنت وبعضهن يستيقظن من الصباح الباكر لأجله ، سألتني زميلة : مالي لا أراك تدخلين غرف المحادثة الكتابية (المسنجر) ؟ قلت لها : لو دخلت لأدمنت عليه مثلكن لكن الحمد لله والدي يمنعني من ذلك، وقلت لها جربي أن تفكري بترك المسنجر ، لن تستطيعي ذلك، فأجابت بأن كلامي صحيح. وهناك مظهر آخر وهو الشعور بالتوتر والضجر عندما توجد مشاكل في الإنترنت (الذي يعد مظهراً ونتيجة سأتحدث عنها لاحقاً) فبعض الطالبات 66.6% (حسب الإحصاء الذي قمت به) يشعرن بهذا الشعور وهذا مؤشر يدل على أنهن في طريقهن إلى الإدمان، أجل هذا هو الواقع.
أسباب إدمان الإنترنت
نأتي الآن إلى أسباب هذه الظاهرة سببها الأكبر وجود الإنترنت في المنزل وقد أظهر إحصائي أن الإنترنت موجود 100% عند الجميع (مع أنني لا أعارض وجود الإنترنت في المنزل) والسبب الثاني هو اقتناء بعض الطالبات حاسوباً خاصاً بهن ما يجعلهن يشعرن بالراحة عند استخدام الإنترنت، ثالثاً وقت الفراغ (مع أنني لا أشعر بأن لدي وقت فراغ) لكن بعض من يملك وقت فراغ يستثمره بالجلوس على الإنترنت، رابعاً (سببان في واحد رفيقات السوء والمسنجر) فرفيقات السوء يشجعن صديقاتهن على دخول المسنجر الذي أظهر إحصائي بأن 61.9% من الطالبات يدخلنه، أما أهم سبب فهو غياب رقابة الأهل فبعض الأهالي لا يراقبون وقت استخدام أبنائهم للإنترنت ولا فيم يستخدم، وهم "سعداء بأن أبناءهم يعرفون بالإنترنت أكثر منهم"(1) ، وبما أن الإنترنت وسيلة سريعة لجمع المعلومات سيوفر
الوقت، وهذا الوقت الموفر يستغل بالجلوس على الإنترنت للتسلية، أخيراً قد تكون الواجبات الكثيرة التي تحتاج الإنترنت قد جعلت البعض يعتاد على الإنترنت ولا يستطيع تركه لكنه يبقى احتمالاً أضعف مما ذكر سابقاً.
آثار إدمان الإنترنت
يلزم الآن معرفة آثار ونتائج هذه الظاهرة ، قد تكون هذه الآثار نفسية كالتوتر والاضطراب عند عدم الجلوس على الانترنت ولا يزول حتى يُجلس عليه، أو صحية، مثل آلام العينين والظهر عندما يُجلس أمام الحاسوب فترة طويلة على نفس الوضعية سيتسبب بألم في العظام وبالأخص في الظهر ويسبب ضعفاً في النظر عند القرب من شاشة الحاسوب، يوجد آثار اجتماعية كذلك، كالتأثير على العلاقات الأسرية، فعندما ينشغل المرء بشيء عن أهله لا يراهم إلا نادراً، وبالتأكيد سيؤثر على التحصيل الدراسي لدى المدمن لأن الإنترنت يأخذ كل وقته.
الحلول المقترحة للحد من إدمان الإنترنت
هل من حلول لهذه الظاهرة؟ نعم، فالحلول تكمن في معالجة الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الظاهرة ، نبدؤها بمراقبة الأهل، أيها الأهالي الكرماء ، أبناؤكم أمانة لديكم ، فاحفظوهم وعلموهم ما هو مفيد ، راقبوهم وهم يستخدمون الإنترنت، اجعلوا لهم وقتاً محدداً، أيضاً يجب تثقيف الأهالي وتوعيتهم بمخاطر الانترنت النفسية والصحية والاجتماعية، وبالنسبة للحواسيب الخاصة تعتمد كذلك على الأهل بتحديد مواعيد استخدام الحاسوب الخاص والأفضل أن يكون الحاسوب عاماً يستخدمه عدة أشخاص، ولا يستعمل الحاسوب الخاص إلا للضرورة، كذلك من الممكن إقامة مسابقات للقراءة والثقافة لشغل الطلاب والطالبات عن الإنترنت، أما رفيقات السوء فالأفضل الحذر منهن فكلنا يستطيع التمييز بين الصاحب الجيد والصاحب السيء، تقترح العالمة كيمبرلي يونغ عدداً من الحلول منها(1):
أولا: ممارسة العكس: ويتطلب تحديد نمط استخدام الفرد للإنترنت ثم محاولة كسر هذا النمط عن طريق ممارسة أنشطة محايدة، مثلاً إذا كان الفرد معتاداً على قضاء عطلة الأسبوع على الإنترنت، يقضي مساء السبت خارج المنزل.
ثانياً: وضع أهداف مسبقة: فمن المفيد وضع مخطط لجميع أيام الأسبوع، بحيث يحدد عدد الساعات المخصصة لاستخدام الإنترنت، فعلى المدى البعيد يولد شعوراً بالقدرة على التحكم في الانترنت.
ثالثاً: استخدام ساعات التوقف : إذ تساعد هذه المنبهات في تذكير الفرد بموعد انتهاء وقت استخدام الإنترنت.
خامساً: عمل قائمة شخصية: عادة ما يهمل المدمنون بعض المهام فتساعدهم على إحيائها مرة أخرى.
وفي النهاية أؤكد على أن الإنترنت أثر سلباً على حياتنا ولكن ليس كل من يستخدم الإنترنت مدمناً، ولا ننسى فضله علينا حيث اختصر وقتنا وجهدنا ومالنا لكن علينا أن نحذر ونفكر جيداً قبل الجلوس عليه ، وفي حال كنا مضطرين لاستخدامه فترة طويلة، لا بد من تحريك أجسامنا بين فترة وفترة، ومحاولة عدم القيام بالأمر كله مرة واحدة وإنما تجزءته، آمل أن يفيد بحثي هذا كل من يشعر أنه مدمن إنترنت وحتى من ليس مدمناً قبل أن يلحق بركب المدمنين.
بارك الله فيك وفي والديك .