يعد الإرشاد الجمعي أحد الفنون الإرشاد ية التي يصلح تطبيقها في المدرسة وهو يختلف عن الإرشاد الفردي فالإرشاد الفردي هو عبارة عن مقابلة بين مرشد ومسترشد واحد ويحوي أركان الإرشاد الثلاثة 1- مرشد الشخص المتخصص الذي يقدم المساعدة 2-مسترشد وهو من يطلب المساعدة 3- العملية الإرشادية ، أما الإرشاد الجماعي فهو مقابلة بين مرشد وعدة مسترشدين ،وهو يحوي –أيضا- أركان الإرشاد الثلاثة الأنفة الذكر لذا فإن من ميزته أن يخدم 10مرسترشدين بدل مسترشد واحدولايمكن أن يحل الإرشاد الجماعي محل الإرشاد الفردي فلكل وظيفته ، غير أن بعض المشكلات لاينفع معها استخدام أسلوب الإرشاد الجمعي لخصوصيتها ، كما أن الإرشاد الجمعي يستخدم كثيرا في المدارس كثيرة العدد ومع مسترشدين قلة من 3-10 وينبغي الا يتجاوزون هذا العدد ، ويستخدم أيضا عندما يكون عدد المرشدين قليلا ، وتقوم فكرة الإرشاد الجمعي على أساس أن المسترشد ينتمي إلى جماعة إرشادية لديها نفس المشكلة ونفس الظروف التي يعاني منها المسترشد تقريبا لكي يتفاعل معها ، فربما يطرح أحد الأعضاء حلا للمشكلة فيفيد غيره ، كما أن المسترشد يشعر بأنه ليس وحده الذي يعاني فمعه غيره مما يشجعه على البوح بمكنونات نفسه للغير ،والإرشاد الجمعي مبني على فكرة أن من عرف مصيبة غيره هانت عليه مصيبته، لاسيما متى ما وجد التناغم والانسجام بين أفراد الجماعة ، ولكن دور المرشد في مجال الإرشاد الجماعي أصعب من دوره في مجال الإرشاد الفردي ، فهو يجب أن يكون متفاعلا مع أفراد الجماعة واعيا لما يحدث لديه القدرة على التواصل ومهارة الحوار والنقاش ملما بفتيات هذا الفن ، كما أن على المرشد أن يختار أفراد الجماعة بدقه متناهية ممن سبق أن درس حالتهم الفردية وسبق له أن أجرى مقابلة فردية معهم تحدد مدى استفادتهم من هذا الأسلوب ، كما أن الجماعة يجب أن يكونوا متقاربين في الذكاءIQ والعمر الزمني وتكون مشكلتهم واحدة أو قريبة الشبه ليتم التناغم والتفاهم بينهم ، وتجنيب المجموعة الإرشادية أن يشترك معهم أقاربهم لأن البعض لايستطيع أن يبوح بما في نفسه لأفراد أسرته ، خوفا منه أن تتسرب المعلومة لأسرته ، كما أن كل واحد من المجموعة يجب عليه المحافظة على سرية المعلومات التي يفشي بها غيره فلا يفشيها لأحد وهذه من أخلاقيات المهنة في الإرشاد النفسي ، هذا ما يخص الجماعة الإرشادية أما المرشد فيجب عليه أيضا المحافظة على أسرار المجموعة كمحافظته على أسرار الفرد 0
البعض يخلط بين الإرشاد الجمعي والتوجيه الجمعي، فالإرشاد الجمعي أكثر فنية وتخصص من التوجيه الجمعي الذي يقوم به أي فرد معلم والد، مدير مدرسة 000الخ أما الإرشاد الجمعي فلا ينفذه إلا مختص في الإرشاد النفسي، لذا ينبغي عدم الخلط بينهما 0
يجب أن يكون المرشد في الإرشاد الجمعي محايدا فينبغي له أن يترك للمجموعة أن تتحدث بأي موضوع له علاقة بالمشكلة الرئيسية التي يتحدثون عنها ولا ينبغي للمرشد أن يتحدث أكثر من الجماعة كماأن عليه ضبط الجلسات الإرشادية بحيث لايتحدث الجماعة إلا ماله علاقة بالمشكلة التي حضروا من أجلها ويبعدهم المرشد قدر الآمكان من الحديث على هامش الموضوع منعا للثرثرة وتضييع الوقت بدون فائدة 0
ويتكون الإرشاد الجمعي من عدة جلسات حسب نوعية المشكلة قد تطول هذه الجلسات أو تقصر تبعا لعمق المشكلة من سطحيتها وسعة النقاش، كما أن الجلسة الواحدة يجب الا تزيد عن ساعة واحدة منعا للملل ، ويقتصر في الجلسة الأولى على التعارف بين المرشد والجماعة وكسب الثقة لأن الجلسة الأولى من أهم الجلسات وفيها تتكون الألفة والثقة بين الجميع ويتوقف عليها نجاح باقي الجلسات0
هذا ويمكن أن يحضر المرشد في الجلسة التالية طبيبا متخصصا للمشاركة في النقاش ، لكي تستفيد المجموعة منه ، فيما له علاقة بمشكلاتها الصحية ، لأن بعض المشكلات النفسية لها علاقة وثيقة ببعض الأمراض العضوية كالربو ، والقولون ، والسكر ، والضغط وغيرها 0
مزايا الإرشاد الجماعي 0
• أن المسترشد يستفيد من أخطاء غيره وقد يقترح البعض بعض الحلول التي يستفيد منه البعض 0
• أنه مفيد في المدارس كثيرة العدد 0
• ينفع الإرشاد الجمعي عندما يكون عدد المرشدين قليلا 0
• أنه ينمي العلاقات الاجتماعية 0
• أسلوب فعال في حل المشكلات 0
• يدرب الطلاب على المواجهة والحوار البناء ويقضي على الانطواء والانزواء والثقة بالنفس 0
• أن المسترشد يشعر بأنه ليس وحده الذي يعاني ( من عرف مصيبة غيره هانت عليه مصيبته )0
أساليب الإرشاد الجمعي
هناك ثلاثة أساليب للإرشاد الجماعي يمكن للمرشد الطلابي أن يمارسها في مدرسته ، باستغلال المسرح المدرسي وهي كما يلي :
1-التمثيل النفسي المسرحي ، وهو عبارة عن مسرحية نفسية يقوم المسترشدون بأداء أدوارها ( السايكودراما ) والهدف منها التنفيس الانفعالي ، فيقوم المسترشد مثلا بأداء دور الأب أو أن يمثل مشكلته بنفسه ، ونتيجة لذلك سوف يخفف عليهم ذلك ما يعانونه من إحباطات أو قلق ، وسيؤدي إلى إثبات ذواتهم ، وبعد أدائهم أدوارهم يعقدون جلسة لمناقشة أحداث التمثيلية ، وتقول الدكتورة /كاملة الفرخ شعبان في كتابها –مبادئ التوجيه والإرشاد النفسي ص 132( أن الفائدة تكمن في مناقشة أحداث التمثيلية أنه تكشف عن نواح هامة في مشكلات العملاء وطرق حلها )0
2- التمثيل الاجتماعي المسرحي ( السوسيودراما ) لعب الدور Role Playing: يعالج هذا النوع مشكلة عامة لعدد من العملاء أو المشكلات الاجتماعية مثل مشكلة البطالة الفقر السهر الرفقة السيئة ويعتبر تؤأما للتمثيل النفسي المسرحي المرجع السابق نفس الصفحة 0
وميزة هذا الأسلوب أن المرشد يستخدمه لتوثيق علاقة الآباء بالمدرسة إذ أسلوب النصح المباشر لاينفع مع الآباء ، ولكن المرشد الطلابي الماهر يستطيع أن يتعاون مع بعض المعلمين لاسيما معلمي اللغة العربية في إعداد مسرحية عن التدخين وأضراره أو السهر وما ينجم عنه أو نتائج الرفقة السيئة ، ثم توزع أدوار المسرحية على الطلاب الذين يعانون من هذه المشكلة ومن ثم يتم تمثيلها على المسرح بحضور آباء الطلاب الذين يعانون من مثل هذه المشكلات كنوع من الإرشاد غير المباشر للآباء ـ أفضل من عقد جلسات الآباء والمعلمين الحالية التي لاتؤدي إلى الثمرة المرجوة منها 0
3-المحاضرات وأساليب المناقشة الجماعية ، والذي يقوم بمثل هذه المحاضرة المرشد الطلابي نفسه، ويقوم بإلقائها على نفس المجموعة الإرشادية ، ويتم مناقشة المسترشدين في هذه المحاضرات التي تتعلق بما يعانيه بعض أفراد المجموعة من معاناة0
والله أعلم 0
على هذه المعلومات القيمة
مع تمنياتي لكم بالتوفيق
أشكرك على حضورك / أتمنى لك التوفيق 0