تسألني الكثير من المعلمات عن جدوى الخطة العلاجية في المرحلة الثانوية ، فأقول :
لا تبنى الخطة العلاجية المتكاملة بعيدة المدى في المرحلة الثانوية (أي لمدة فصل أو عام دراسي ) إلا بمشاركة كل من المعلمة المعنية والاختصاصية الاجتماعية في المدرسة وبمشاركة الأسرة .
ومن هنا , فإن الخطط العلاجية تبقى أمنيات يتحقق الجزء اليسير منها , لا سيما المتعلق بالمستويات المتدنية التي بنيت على المرحلة التأسيسية ومن ثم الابتدائية , كمهارة القراءة الصحيحة , والإملاء الصحيح , والتعبير الصحيح…. العمل الأجدى إذن أن أقوم كمعلمة الآن وفي هذه المرحلة المتأخرة ببناء الرغبة الحقيقية لتشعر الطالبة بقيمة العلم وتحفيزها للتعلم الذاتي وتنمية قيمة العمل من أجل الحصول على العلم… بتجرد وبصدق مع الذات .
قد تكون الخطة العلاجية في كل مادة على حدا ايجابية إذا جمعنا الطالبات الضعيفات بفردهن وتعاملنا مع هذا الضعف من كل الجواتب ، أثناء الخطط الدرسية ،ولكن اعتبارات أخرى كالمنهج والالتزام بما يثير اهتمام جميع الطالبات يجعل تطبيق الخطة العلاجية جزئيا ، من حيث عدم توفر الوقت اللازم ، فتخصيص الدقائق الأولى من الحصة لبعض المهارات قد يكون مفيدا للطالبة الأكثر استجابة وتحملا لمسئولياتها …
والأهم من ذلك كله ، أن تكون هناك خطة مشتركة للضعيفات في الصف الواحد ، لتطوير قدرات الطالبة ومهاراتها في معظم الحقول العلمية ،لاسيما أن الضعف يتجلى فى معظم المواد الدراسية ( مع إبقاء الخصوصية لكل مادة ) مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ما يلي :
• تنامي القصور منذ المرحلة الابتدائية نظرا للتساهل في الأساسيات ،وعدم المحاسبة على الإملاء وسلامة التراكيب ، وتحويل اللغة العربية لمجرد معلومات تحفظ وتصم ؛ ممّا أدى إلى وصول الطالبة الضعيفة مهاريا إلى مستويات أعلى من قدراتها .
• افتقاد الرغبة والمثابرة عند الطالبة الضعيفة في الغالب رغم ما يقدّم من مهارات ، ورغم التعب الذي تعانيه المعلمة من هذا التكرار في كل حصة درسية ، وهذه السلبية من الطالبة الضعيفة التي ترى أنها لاتحتاج للفهم والانتباه ، يعمّق الحاجة لمخثصة نفسيّة تتواصل مع هذا الرفض لقيم العلم والتعلم .
• عدم توقر وقت علاجيّ خارج الحصة الدرسية لمتابعة الضعيفات .
• رفض الضعيفات الاستغناء عن الفسحة للتركيز على بعض نقاط الضعف .
• يتطلب مني كمعلمة للثاني عشر العمل على تركيز المعلومات المنهجية وتمكين الطالبة من فهمها .
• وهذا من سلبيـّة المنهاج الذي علينا أن نتقيد به … بل لماذا لم يكن في تطويرنظام الثاني عشر مثلا أن تكون درجة الشفوي على المهارات لا على المعلومات ؛ من مثل الإلقاء المتميز ، أو ضبط النص …وما إلى ذلك .
• التوثيق للحالات العلاجية خاص جدا في اللغة العربية وأعتبره قاصرا وغير حقيقي ؛ لأن الطالبة تقوم بحفظ النصوص والقراءة دون اتقانها للمهارات الأساسية الضرورية ، وافتقارها للمهارات النحويّة بشكل خاص ، فهل يمكن لطالبة لاتفرق بين الفعل والاسم ، وبين الفاعل والمفعول أن تقرأ القرآن بتدبر وفهم … إنّه قصور في المهارات التي تنمو كما الجسم … ونحن نتجاهلها في العربية ، أقدس اللغات وأكثرها بيانا !
راجية لجميع طالباتنا التوفيق والهداية والسداد ، إنه وليّ ذلك والقادر عليه..
والله من وراء القصد ….
في ميزان حسناتك إن شاء الله
جزيت خيرا أخيتي الكريمة قدمت فأفدت وفقك الرحمن ^ــ^
~::~
فالموضوع جدا مهم …. لأننا دائما نقوم بعمل مسح تشخيصي ونضع خطة علاجية ولكن نجد عقبات كثيرة كما تفضلتي تقف وتحول دون نجاح هذه الخطة