اليوغا: فن عريق، له جذور قديمة في بلاد الهند، له أتباع بالآلاف وله مدارس وفنون.
يدعو هذا الفن بشكل رئيسي إلى التأمل وفن التنفس وتوطيد العلاقة بين النفس والجسد وتوظيف هذه العلاقة لتكون مؤثرة فيما بينها لتحكم كل منهما الأخرى بطريقة مؤثرة وإيجابية.
فالنفس تؤثر في الجسد والجسد يؤثر في النفس. ومثال ذلك أنه قد يستطيع بعض المتمرسين في فن اليوغا أن يوقف عملية التنفس لمدة ساعة تقريبا دون أن تحدث الوفاة. وهذه العملية خارقة على المستوى العلمي فالعلم يقول : أن إنقطاع الأكسجين عن الإنسان لمدة خمس دقائق يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ وبالتالي يؤدي إلى الوفاة. كما يستطيع بعض الضالعين في هذا الفن أن يصل الى بعض الدرجات الفكرية والذهنية والصفاء بسبب ترويض جسده للإرتقاء إلى مستوى الشفافية والنقاء.
فترى الجسد تبعا للنفس والنفس تبعاً لهذا الجسد بالتدريب والتطويع والتأمل والتنفس. فإن كان الماء أصل الحياة فالهواء روحها، حيث يمكن للإنسان العيش على قيد الحياة لمدة ثلاثة أيام بدون الماء ، أما في حال فقدان الهواء فقد لا تتعدى حياته خمس دقائق معدودة ، الأمر الذي يجعل الهواء يحتل مركز الصدارة في بنية الحياة والخلق.
لذلك من الضروري إستغلال نبع الحياة الأول عند الإنسان على أحسن صوره وخاصة إذا علمنا أن الاكسجين يجب أن يصل الى كل خلية حية في أجسادنا عبر الدم.
وعملية التنفس والحصول على الأكسجين يجب ان تكون كافية ونقية كي نتمكن من أن نكون أصحاء اكثر. وللعلم فإن بإمكان الرئتان أن تتسع لـ 3 ليترات من الهواء، وإن التنفس الصحيح والمثالي يجب أن يكون عميقاً وهادئاً وأن تتسع الرئتين بالهواء بشكل كامل وليس جزئي أثناء التدريب على فن التنفس للإستفادة من هذه الخاصية، حيث لا يتسنى للرئتين التمتع بهذه الكمية من الهواء أثناء التنفس العادي.
والتنفس العميق عند إتباع اليوغا له آثار واضحة ومؤثرة على صحة الجسد والفكر والنفس… والإعتماد على هذه التدريبات تجعل الإنسان أكثر صفاءاً وأقدر على التحكم والضبط للأجهزة الداخلية وأكثر قدرة على التحكم في الإنفعالات النفسية والعصبية.
وتصاحب عملية التنفس غالباً بعض التدريبات الإضافية التي تجعل الجسد وأجهزته الداخلية أكثر فعالية، فبالرغم من الطعام القليل والإبتعاد عن الرياضة العنيفة نجد أصحاب اليوغا يتمتعون بصحة جيدة وفكر مميز وقدرة على ضبط التفاعلات الداخلية لأجهزتهم مثل التحكم في سرعة نبضات القلب، وايقاف عمل الرئة لعشرات الدقائق والإمتناع عن الطعام والشراب لعدة أيام، والجمود في جلسة واحدة بنظر شاخص لأيام عديدة… ورغم كل ذلك فهم يتمتعون بصحة جيدة خالية من الأمراض والخلل…. وبعقل يتمتع بحواس خارقة بعيدة عن التوتر والإرتباك والقلق.
ويدعي أصحاب اليوغا أن الفضل في ذلك يرجع إلى إختيارهم تطبيق عملية التنفس الصحيح بشكل رتيب ويومي وفي أوقات معينة… الأمر الذي يجعل من عملية التأمل عملية فكرية تتجاوز إضطراب وتشوش العقل لتصل لعملية مرهفة من السكينة والهدوء وتجاوز الوعي… وتبث في اللاوعي نبضات من الغبطة والسعادة الذاتية مما ينتج عنها نشوة من كيمياء داخلية من ذات الجسم تطرد الهموم وتقوي المناعة الذاتية… وعندها يتحد الفكر بالجسد ويكون فيها قوة الفكر الأم الذي يقوم بنشر الموجات والرسائل الكيميائية الذاتية حيث تصبح فلسفة دائمة يومية يكون فيها إشراف تام على الصحة والسعادة…
وبالرغم من صعوبة فهم إدعاء أصحاب اليوغا في بعض خوارقهم للطبيعة – وإن ثبت هذا بالتجربة- فإن العديد من العلماء يجمعون على أن لهذا العلم أهمية في عملية التنفس الجيد اليومي بملئ الرئتين ولو لعدة دقائق يومياً مما يؤدي إلى حماية الجسم وتنقيته من السموم وضبط أجهزته الداخلية وتهدئة التوتر والإنفعال والقلق .
التصنيفات
العلاج بالتنفس الصحيح
الهواء أرخص دواء – التنفس فن وعلاج
جزيت خيرا على هذه الفائدة
بوركت جهودك الرائعه يا اخي الكريم
هلا اختي الشامسية لك تواجد ملمو س ان شاء الله على طول موفقة
بارك الله فيك ع النقل الجميل