قبل شهور قرأت قصيدة لسمو الشيخ محمد بن راشد حفظه الله بعنوان (اللغة الخالدة )، توقفت طويلا عند أفكارها وتجلياتها ، وما وصل إليه الأمير من حتمية عودة العربية قوية زاهرة …
واليوم أتجاوز فنيات الموقف التعليميّ بكلّ جماله ومواقفه الفاعلة في حصة المشاهدة التي دعيت إليها ،إلى أهم مهارة تمتلكها المعلمة الرائعة …إنها مهارة الحديث الشائق الممتع بالعربيّة الفصيحة ؛ لقد اختارت أسماء الحمادي لغتنا الحيّة المقدسة طوال الموقف التعليمي ، خاطبت عقولنا وقلوبنا بحروف أثمرت تمسكا بقيم الإسلام وكأنها تقول لحبيبنا المصطفى : نحن على خطاك يا أفصح العرب ، فانسابت المعاني الثريّة التي تسكن قلب أستاذتنا المحبّ المنتمي إلى عروبة الإسلام وإسلام العروبة ، بكلّ سلاسة ، لقد تمسكت بأقوى انتماء ، فكانت ثمرة يانعة في أرض الإخلاص لمهنتها وعقيدتها …
الإخلاص هذه الشجرة الطيبة التي تستظل بها الهمم العالية بعيدا عن التخلي واللامبالاة …
لقد ذكرتني بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (إن الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) .
لقد تمثلت في حصتك با ابنتي أيام المدنيّة الراسخة التي بنيت بالقيم والعلم والتفاني ، وأعجبني كيف استقيت ألفاظك من بيان العربية الصافية.
والآن أسطر مشاعر الاعتزاز بك معلمة تكللّ هامتها اللغة الحرّة الأبيّة ، ويكللّ شموخها مكارم الأخلاق …
وأعلم أنك من بيت استقى حروفه من كتابنا العربيّ المبين ، وأعلم أن مصدر هذه العزّة وهذا الوثوق ، هو مصدر الحكمة والعبادة والتفكر والفلاح …
شكرا أستاذة أسماء ، لأنك توقفت بنا عند المعاني العميقة ، والعمل المتقن والهدف الواضح ، وأراك الآن لؤلؤة تتزيـّا يصلة الرحم القوية ، صلتها بالعقيدة واللغة الراقية.. .فما أروع أن نستعيد ثقتنا بالسؤدد والفخار … لنمتد ونتواصل مع جذورنا المتجذرة بكلّ ثبات .
ولتقرؤوا معي قول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – رعاه الله – في تجليات اللغة الخالدة :
أعتدتُ للوهم عندي ألفَ متكئ وقلت للنفس من أشواقك احترقي
وأجهشـت كلُّ بيضـاءَ بدمعتها والريح تلعـب بالمسترسـل القلـق
فلم تنكر يا سيدي أنّـّها تعاني ، هذه اللغة الكريمة صاحبة الفضل ( أجهشت بدمعتها) ويبدو القلق على هذا النهر العربيّ .. فهل للريح أن توقف هذا التدفق المسترسل لنهرنا الصافي؟ وما للمترعات إذ يستسقي الشاعر الفارس منها ؟ إنـّها جداول الرياحين والورود العابقة ، فهل تعبق العربيّة في أرجاء الوطن ، يا أيـّها الوطن , أنت أريجُ العروبة ومهدُها ، وبك تستثار أصالة الانتماء ، فتعلو العربيّة الخالدة ..
لقد امتلأت المترعات بالكلمات والأشعار العذبة ، لكنها تزري وتعيب على (الراووق) الصفوة ، وأظنـّهم أولئك الذين لا يستقون من هذا (المترع الغدق) الطيّب الصافي ، أولئك الشعراء والأدباء الذين يتهاونون في النهل من صفاء عربيتهم؟! أو لعلّ الراووق هو اللغة العربية الأصيلة من بين كلّ اللهجات ، يتهاون بها أبناؤها الذين عزفوا عن صقائها وطيبها.
ويطرقُ الأمير( إطراق من بزّ الزمانَ رؤى ) وهو يشارك عربيته إطراقتها ، فلا تضيق الطرقات .. فطرقات الفارس وميادينه أكثر اتساعا وأشمل رؤى ، فكم غلب الزمان بما ملأ قلبه وعقله من طموحات واستشراقات .. فالزمان لمن يطاولون بأحلامهم المستحيل .. فكم أنت عربيّ يا سيدي .. ملكت الصبا بل امتلكته ، وأردتَ للعربيّة أن تمتلك الفضائل والمجد من جديد .. وفي سرائر الصّبا ما لا يستطيع صاحب الهمّة أن يتجاوزه ، إذ تحوي عزائم الرجال العظماء .. إنـّها سيرتك ؛ تشهد أنـّك لم تعبأ براحة الصّبا (إلا تعلـّة معلول ومرتفق ) إلا كما ينشغل طلاب المجد لإدراك انتفاعهم بقوّة الشباب ، يتكئون على الإرادة والتصميم لتحقيق ما يصبون إليه .
إنسان عيني ممّا بت أكتمه في محنة الدمع قد أشفى على الغرق
وإذ نظر بناظر عينه إلى الأعماق ، نجد الأمير يستر في مكمن الكتمان ما يثير الشجن ، وما يشابه ابتلاءً يقترب من واقع العربيّة ، فهل تُغرق الدموع ناظرالعربيّة التي تعاني الإهمال والتهميش…؟
هنا وضع الجراح الماهرمشرطه على موطن الألم .. فحين تختلط الآراء ، ويحير العقل وتشتبه الأمور ، بل وتنتثر مبعثـّرة هنا وهناك (على عجل) وبسرعة فائقة تتناثرالأفكار كشهب تكشف الباغي والمسترق ، شعاعها مسلـّط على كلّ متسلـّط ظالم ، وعلى كلّ متعسّف وفاسد الرأي ، وعلى كلّ سارق يستخفي في الظلّ والعتمة منتهزا غفلة الآخرين وضعفهم.
ويسكن التنزيل الحكيم حنايا القلب والفكر ، فتزداد القصيدة روعة في فكرها إذ تزدان بقبسات من كلام الحقّ – جلّ وعلا – فيعبق الإيمان في الحرف والشعور؛ يقول فارس الكلمة :
لو أنّ ثمّ سـماء ركبـت عجبا يسمو بهـا طبق يعلو على طبـق
فإنّ لي بين محبوك ومرتفع ماء الثميرين من مسبوكة الحلق
فسبحانه عزّ من قائل ( لتركبن طبقا عن طبق) 19سورة الانشقاق
وها هو الفارس لا ينسى حروف الفروسيّة يسبغها على العربيّة ، فالمحبوك للفارس هو الفرسُ القويّ الشديد ، والنجم في السماء يسير بحبك مقدر من الله العليّ القدير .. والعربيّة محبوكة أجاد أهلها صنعتها ونسجوها نسجاً قوياً حسناً ، فلها الذكر المتقدّم والصوتُ النقي ّالصافي ، لقد ارتفع شأنها وقدرها فتقدمت سائر اللغات قداسة وشرفا، فيا لها من مثمرة طيبة ، أصيلة خالصة من كلّ شائبة ، فكأنّها دروع تحمي صاحبها من الزلق والزلل.
لك أيتها العربية الرائعة محبون ، وصدقت يا رسول العربية حينما بشرتنا بأن الخير في أمتك إلى يوم القيامة ….إنّه يمتدّ في مدارسنا بنيّات صادقة وثابّة للعطاء.
واليوم أتجاوز فنيات الموقف التعليميّ بكلّ جماله ومواقفه الفاعلة في حصة المشاهدة التي دعيت إليها ،إلى أهم مهارة تمتلكها المعلمة الرائعة …إنها مهارة الحديث الشائق الممتع بالعربيّة الفصيحة ؛ لقد اختارت أسماء الحمادي لغتنا الحيّة المقدسة طوال الموقف التعليمي ، خاطبت عقولنا وقلوبنا بحروف أثمرت تمسكا بقيم الإسلام وكأنها تقول لحبيبنا المصطفى : نحن على خطاك يا أفصح العرب ، فانسابت المعاني الثريّة التي تسكن قلب أستاذتنا المحبّ المنتمي إلى عروبة الإسلام وإسلام العروبة ، بكلّ سلاسة ، لقد تمسكت بأقوى انتماء ، فكانت ثمرة يانعة في أرض الإخلاص لمهنتها وعقيدتها …
الإخلاص هذه الشجرة الطيبة التي تستظل بها الهمم العالية بعيدا عن التخلي واللامبالاة …
لقد ذكرتني بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (إن الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) .
لقد تمثلت في حصتك با ابنتي أيام المدنيّة الراسخة التي بنيت بالقيم والعلم والتفاني ، وأعجبني كيف استقيت ألفاظك من بيان العربية الصافية.
والآن أسطر مشاعر الاعتزاز بك معلمة تكللّ هامتها اللغة الحرّة الأبيّة ، ويكللّ شموخها مكارم الأخلاق …
وأعلم أنك من بيت استقى حروفه من كتابنا العربيّ المبين ، وأعلم أن مصدر هذه العزّة وهذا الوثوق ، هو مصدر الحكمة والعبادة والتفكر والفلاح …
شكرا أستاذة أسماء ، لأنك توقفت بنا عند المعاني العميقة ، والعمل المتقن والهدف الواضح ، وأراك الآن لؤلؤة تتزيـّا يصلة الرحم القوية ، صلتها بالعقيدة واللغة الراقية.. .فما أروع أن نستعيد ثقتنا بالسؤدد والفخار … لنمتد ونتواصل مع جذورنا المتجذرة بكلّ ثبات .
ولتقرؤوا معي قول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – رعاه الله – في تجليات اللغة الخالدة :
أعتدتُ للوهم عندي ألفَ متكئ وقلت للنفس من أشواقك احترقي
وأجهشـت كلُّ بيضـاءَ بدمعتها والريح تلعـب بالمسترسـل القلـق
فلم تنكر يا سيدي أنّـّها تعاني ، هذه اللغة الكريمة صاحبة الفضل ( أجهشت بدمعتها) ويبدو القلق على هذا النهر العربيّ .. فهل للريح أن توقف هذا التدفق المسترسل لنهرنا الصافي؟ وما للمترعات إذ يستسقي الشاعر الفارس منها ؟ إنـّها جداول الرياحين والورود العابقة ، فهل تعبق العربيّة في أرجاء الوطن ، يا أيـّها الوطن , أنت أريجُ العروبة ومهدُها ، وبك تستثار أصالة الانتماء ، فتعلو العربيّة الخالدة ..
لقد امتلأت المترعات بالكلمات والأشعار العذبة ، لكنها تزري وتعيب على (الراووق) الصفوة ، وأظنـّهم أولئك الذين لا يستقون من هذا (المترع الغدق) الطيّب الصافي ، أولئك الشعراء والأدباء الذين يتهاونون في النهل من صفاء عربيتهم؟! أو لعلّ الراووق هو اللغة العربية الأصيلة من بين كلّ اللهجات ، يتهاون بها أبناؤها الذين عزفوا عن صقائها وطيبها.
ويطرقُ الأمير( إطراق من بزّ الزمانَ رؤى ) وهو يشارك عربيته إطراقتها ، فلا تضيق الطرقات .. فطرقات الفارس وميادينه أكثر اتساعا وأشمل رؤى ، فكم غلب الزمان بما ملأ قلبه وعقله من طموحات واستشراقات .. فالزمان لمن يطاولون بأحلامهم المستحيل .. فكم أنت عربيّ يا سيدي .. ملكت الصبا بل امتلكته ، وأردتَ للعربيّة أن تمتلك الفضائل والمجد من جديد .. وفي سرائر الصّبا ما لا يستطيع صاحب الهمّة أن يتجاوزه ، إذ تحوي عزائم الرجال العظماء .. إنـّها سيرتك ؛ تشهد أنـّك لم تعبأ براحة الصّبا (إلا تعلـّة معلول ومرتفق ) إلا كما ينشغل طلاب المجد لإدراك انتفاعهم بقوّة الشباب ، يتكئون على الإرادة والتصميم لتحقيق ما يصبون إليه .
إنسان عيني ممّا بت أكتمه في محنة الدمع قد أشفى على الغرق
وإذ نظر بناظر عينه إلى الأعماق ، نجد الأمير يستر في مكمن الكتمان ما يثير الشجن ، وما يشابه ابتلاءً يقترب من واقع العربيّة ، فهل تُغرق الدموع ناظرالعربيّة التي تعاني الإهمال والتهميش…؟
هنا وضع الجراح الماهرمشرطه على موطن الألم .. فحين تختلط الآراء ، ويحير العقل وتشتبه الأمور ، بل وتنتثر مبعثـّرة هنا وهناك (على عجل) وبسرعة فائقة تتناثرالأفكار كشهب تكشف الباغي والمسترق ، شعاعها مسلـّط على كلّ متسلـّط ظالم ، وعلى كلّ متعسّف وفاسد الرأي ، وعلى كلّ سارق يستخفي في الظلّ والعتمة منتهزا غفلة الآخرين وضعفهم.
ويسكن التنزيل الحكيم حنايا القلب والفكر ، فتزداد القصيدة روعة في فكرها إذ تزدان بقبسات من كلام الحقّ – جلّ وعلا – فيعبق الإيمان في الحرف والشعور؛ يقول فارس الكلمة :
لو أنّ ثمّ سـماء ركبـت عجبا يسمو بهـا طبق يعلو على طبـق
فإنّ لي بين محبوك ومرتفع ماء الثميرين من مسبوكة الحلق
فسبحانه عزّ من قائل ( لتركبن طبقا عن طبق) 19سورة الانشقاق
وها هو الفارس لا ينسى حروف الفروسيّة يسبغها على العربيّة ، فالمحبوك للفارس هو الفرسُ القويّ الشديد ، والنجم في السماء يسير بحبك مقدر من الله العليّ القدير .. والعربيّة محبوكة أجاد أهلها صنعتها ونسجوها نسجاً قوياً حسناً ، فلها الذكر المتقدّم والصوتُ النقي ّالصافي ، لقد ارتفع شأنها وقدرها فتقدمت سائر اللغات قداسة وشرفا، فيا لها من مثمرة طيبة ، أصيلة خالصة من كلّ شائبة ، فكأنّها دروع تحمي صاحبها من الزلق والزلل.
لك أيتها العربية الرائعة محبون ، وصدقت يا رسول العربية حينما بشرتنا بأن الخير في أمتك إلى يوم القيامة ….إنّه يمتدّ في مدارسنا بنيّات صادقة وثابّة للعطاء.
لا فض فوك أستاذتنا الفاضلة ، ولك خالص التحايا .
أشكرك أستاذتي الفاضلة على تنميتك حب العربية
يا لسحر الكلمات التي تخلق من الإنسان خلقا جديدا !
أستاذتي الفاضلة " خيرية جودة " بك انتعش أمل عاشقي اللغة العربية ، وخفقت القلوب طربا وجذلا
لك مني يا درة العربية – إن سمحت لي بهذه التسمية – جزيل شكري ، وعميق امتناني ، ولهيث دعائي .
وستبقى العربية …عربية بمجدها وتاريخها …
لك ملايين الشكر أستاذتنا الفاضلة
لك ملايين الشكر أستاذتنا الفاضلة