المؤتمر الإقليمي للإرشاد الأسري يناقش طرق الإعداد العلمي والمهارات المطلوبة للمرشد
الشارقة ميرفت الخطيب:
واصل المشاركون في أعمال المؤتمر الإقليمي للإرشاد الأسري بالشارقة حواراتهم وجلسات عملهم لليوم الثاني على التوالي، حيث تشارك وفود من 15 دولة عربية في فعاليات المؤتمر بأوراق عمل تركز على أهمية الإرشاد الأسري كضرورة اجتماعية في ظل عصر تتعرض فيه الأسرة العربية الى ضغوطات معاصرة ومشكلات ترتبط بإفرازات العصر الحديث ومنها ما يرتبط بالتقليدية وعدم الانصياع لمتطلبات التطوير.
طرح المشاركون عناوين عدة في موضوع الإرشاد والتوجيه منها مبادئ وأخلاقيات الإرشاد الأسري من واقع مجتمع الإمارات والذي عالجته الدكتورة سعاد محمد المرزوقي مساعد عميد شؤون الطالبات بكلية العلوم الإنسانية بجامعة الإمارات العربية المتحدة.
وكذلك تناوله من بُعد آخر الدكتور أحمد العموش رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة الشارقة من خلال ورقة عمله التي حملت عنوان الإعداد العلمي والمهارات المطلوبة للعاملين في مجال الإرشاد، وأخيراً تناولته غنيمة البحري اخصائية نفسية بمراكز التنمية الأسرية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة من خلال ورقة عملها حول دور المؤسسات المختصة بشؤون الأسرة في الإرشاد والتوجيه الأسري متناولة تجربة المراكز في هذا المجال، حيث أدارت الجلسات الدكتورة آمنة خليفة مدير عام مؤسسة حميد بن راشد النعيمي للتطوير والتنمية الأسرية.
ومن خلال المداخلات التي تبعت المحاضرات تبين أن عدداً قليلاً من الدول العربية لديها تخصص أكاديمي للإرشاد الأسري أو في تحضير للمرشد الأسري وهي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة. وهذا ما يفسر افتقاد الوطن العربي لمرشدين أسريين يتمتعون بالمواصفات اللازمة لهذه المهنة.
كما تبين أن طرح ثقافة الإرشاد الأسري جاءت بناء لحاجة ملحة كانت نتيجة تفاقم وازدياد وتنوع المشكلات الأسرية مما نتج عنه العديد من الأمور السلبية يأتي في مقدمتها الطلاب والعنف الأسري، خاصة ضد المرأة والطفل.
لذا، أجمع المشاركون في المؤتمر على ضرورة إصدار تشريعات قانونية يكون لها ضغط أو تأثير في هذه المشكلات وبالتالي إضفاء دور شبه رسمي للمرشد الأسري أو للمؤسسة الأسرية.
والمؤسف أنه وبحسب الدراسة البيانية التي أجرتها مراكز التنمية الأسرية وشملت 90 موظفاً وموظفة في مؤسسات حكومية عدة، وتمت الإجابة عن 87 استبانة، وجد أن 31% منهم يعرفون وجود مؤسسات إرشاد للأسرة، و41% منهم يعتقدون أنها تقدم فقط مساعدات وخدمات للمرأة والطفل، و41% يعتقدون أنها تقدم استشارات زواجية فقط.
وعلى صعيد آخر، أعلن الدكتور أحمد العموش عن إدخال تخصص جديد في جامعة الشارقة عن الإرشاد الأسري بدرجة ماجستير في المرحلة المقبلة. ما نوه البعض بخطورة تزايد عدد المكاتب الخاصة للاستشارات الأسرية والتي تعمل بشكل فردي وليس ضمن أو تحت مظلة مؤسسات ضليعة بهذا المجال.
يذكر أن الجلسة الثانية تضمت ورقة عمل وورشة عمل لكل من الدكتور عدنان الفرج أستاذ علم النفس الإرشادي بجامعة اليرموك بالأردن وجاءت ورقته بعنوان “واقع الإرشاد والتوجيه الأسري في المجتمع العربي التحديات الراهنة والتطلعات المستقبلية”.
أما ورقة العمل فقدمها الدكتور عبدالله السدحان مدرب اجتماعي بالمملكة العربية السعودية وكانت مخصصة للاخصائيات الاجتماعيات في مدارس منطقة الشارقة التعليمية حول مهارات الإرشاد التربوي الهاتفي.