إن لكل مجتمع إنساني في أي زمان أو مكان بناءه الاجتماعي وثقافته التي يتميز بها عن غيره من المجتمعات ، وله تركيبيه السياسي والاقتصادي ، وله عقيدته وتراثه وقيمه ، التي ينشأ حولها فكره وتفكيره وله عاداته وتقاليده ومُثُله العليا التي ينبثق منها توجهاته الفكرية وانتماءاته العقائدية لذلك نجد أن التربية حينما تصوغ أهدافها ومبادئها فإنها تسعى جاهدة لأن تكون هذه الأصول متلائمة مع عقيدة المجتمع وفكره والقيم التي يؤمن بها فتعمل على تربية الإنسان في إطاره الاجتماعي بواسطة الأهداف والغايات التي تحددها الفلسفة العامة للمجتمع والمبادئ الأساسية التي يؤمن بها الأمة والمعتقدات التي يعتنقها أفرادها إذ بدونها تفقد أهداف التربية المصدر الأساسي لها .
وتعتمد الفلسفة التربوية على مفاهيم نظرية تساعد رجال التربية والتعليم على التفكير في قضايا التربية ومشكلاتها بصورة واعية ومنظمة، وتمكنهم من تصور التفاعل بين الأهداف والأغراض التربوية والمواقف التربوية المحددة ، والربط بينها لتوجيههم نحو اتخاذ القرار الصحيح ، مع فهم ورؤية عميقة للأهداف والتحرك نحو تحقيقها .
إن الاتجاهات الحديثة في فلسفة التربية تميل إلى الاستفادة من التراث القديم ودراسته باعتبار أن فهم الحاضر فهماً سليماً يتطلب الرجوع إلى الماضي المتعلق به ، وهذا يعني أن دراسة المناهج القديمة ليست هي غاية في ذاتها بل هي وسيلة لبلوغ هدف تربوي مناسب للمرحلة التي توصَّل إليها العلم الحديث ومناسب لأنماط الحياة الحاضرة ونابع من الفلسفات الحديثة للتربية .
لذا نجد أن الفلسفة تُعني بدراسة تطور الفكر التربوي عبر العصور المختلفة من خلال كتابات الفلاسفة الذين اهتموا بالتربية وأولَوها جلَّ عنايتهم مثل أفلاطون ، وأرسطو ، وجان جاك روسو ، وجون ديوي ، إلخ وذلك من أجل تمكين دارس الفلسفة التربوية من تكوين نظرة واسعة للمشكلات التربوية وتتبع الأفكار المعاصرة في أصولها التاريخية .
المجتمع الاماراتي
|