يعد غاز الأوزون غازاً ملوثاً ومكوناً رئيساً للضباب الدخاني الذي يوجد في بعض المدن الصناعية الكبرى في العالم في الطبقة الدنيا من الغلاف الجوي.
وطبقاً لوكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة فإن الأوزون مسؤول عن فقد عدة مليارات من الدولارات من قيمة الحاصلات الزراعية في الولايات المتحدة، كما ان الأوزون يسبب أضراراً واضحة على أوراق كثير من الأشجار والمحاصيل.
ويبدو ان التعرض للأوزون، عند مستويات منخفضة نسبياً، يؤثر بشدة على وظائف الرئتين في الأشخاص الأصحاء. ولكن الأوزون في الستراتوسفير (الجزء الأعلى من الغلاف الجوي) يقوم بحماية الأحياء من تأثيرات الأشعة الضارة.
حيث يقوم الأوزون بحجز أكثر من 99في المئة (99%) من الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تأتي مع أشعة الشمس. ويؤدي استنزاف الأوزون في طبقة الستراتوسفير إلى زيادة نفاذ إشعاع الأشعة فوق البنفسجية، مما يؤدي إلى زيادة الإصابات باعتام عدسة العين، وسرطان الجلد بالإضافة إلى اعاقة نظام مناعة الجسم.
وقد اكتشف الإنسان غاز الأوزون في طبقة الستراستوسفير في عام 1839م، كما تعرف الإنسان على دور هذا الغاز الحيوي والهام في ضبط درجة حرارة الجو والحفاظ على الاتزان الحراري للكرة الأرضية، بالإضافة إلى أهميته لبقاء واستمرار حياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى.
إن وجود الأوزون في طبقة الستراتوسفير التي تبعد حوالي 20كيلاً عن سطح الأرض تشكل حاجزاً مانعاً ومرشحاً فاعلاً لمنع مرور الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وتسمح في الوقت نفسه بمرور الأشعة التي تستفيد منها الأرض والكائنات التي تعيش فيها.
ومنذ عام 1975م اكتشف العلماء والباحثون خللاً واستنزافاً في تركيز الأوزون في طبقة الستراتوسفير. وفي عام 1982م أعلن عالمياً عن انخفاض حاد في مستوى الأوزون مما دعا إلى عقد مؤتمرات عالمية متتالية، بدأت بمؤتمر فيينا في عام 1985م، ثم مؤتمر مونتريال في عام 1987م والذي تمخفض عنه معاهدة عالمية بيئية عرفت ببروتوكول مونتريال، ثم عقد بعد ذلك مؤتمر لندن 1990م، وكوبنهاجن عام 1992م لمتابعة هذا الموضوع.
لقد أثر الإنسان على طبقة الأوزون بتلك الكيماويات التي يصنعها لتنساب إلى الهواء مدمرة هذه الطبقة الصديقة للإنسان. وتمثل مركبات الكلوروفلوروكربونات أكبر تهديد لهذه الطبقة. وتتكون هذه المركبات التي تعرف تجارياً باسم (فريون) من الكربون والكلور والفلور، والتي تستعمل كمبردات في صناعة الثلاجات وأجهزة تكييف الهواء، وكعامل نفخ للرغوة البلاستيكية، وكمذيبات لتنظيف الأجزاء الإلكترونية، خاصة في صناعة الحواسيب.
كما تشمل المواد الأخرى التي تسبب استنزاف الأوزون الهالوجينات التي تستخدم في معدات إطفاء الحرائق، وبروميد الميثيل وهو مادة مبخرة شائعة الاستخدام في الإنتاج (كمبيد آفات)، وميثيل الكلوروفورم، ورابع كلوريد الكربون، وهي مذيبات صناعية.
وقد وجد ان جزيء الكلوروفلوروكربونات يستغرق ما بين 7إلى 10سنوات حتى يصل إلى الستراتوسفير، وعندما يصل إلى هذه الطبقة يبقى ما بين 75إلى 130عاماً.
وفي حالة حظر استخدام جميع المواد المسببة لاستنزاف الأوزون، فقد يستمر الاستنزاف حتى 140عاماً قادمة.
وهكذا سنجد ان الأرض سوف تكون مهددة بتناقص تركيز غاز الأوزون، هذا الغاز الصديق، الذي يجب ان نحرص عليه بمزيد من التشريعات التي تمنع استخدام مركبات الكلوروفلوروكربونات وإيجاد البديل المناسب
وجزااااااااك الله خيــــــــــراااااا