9 مليارات لتطوير الرياضيات والعلوم في السعودية.. هذا ما قرأته في صحيفة الجزيرة في عدد سابق لها.. ومع كل صباح تصافحنا نسماته.. أرحل مع (رياضيات) المرحلة صراع وتحدي مع طالب يتربع على كرسيه الخشبي.. وأغلب أحواله في شرود ذهني وتعامل يداعب عينيه.. أو عبث مع رفاقه لطرد الملل!!
هذه حال تتكرر صورتها يومياً من الميدان فضلاً عن ضجيج يبتدئ من البزوغ وينتهي في عراك طالب مع آخر أو تبرم معلم مع تلاميذه.. وربما العكس..
* * *
العام الدراسي يبدأ في حث مسؤولي الوزارة على أهمية التعليم وشحذ الهمم على تلمس الإبداع والتطوير.. ومن ثم ينكفئون على إعداد القرارات التعليمية التي تتضارب مع بعضها حيناً ليأتي قرار آخر ويلغي ما سبق. في حين يظل المشرفون التربويون في إعداد برنامج يومي لا يبتعد عن روتينية إجراءاته ممثلاً في (نزهة) بسيارته إلى هذه المدرسة أو تلك الأخرى.. لنكون له رصيداً في سجل انجازاته وليعود في نهاية المطاف إلى مكتبه حيث يحتسي الشاي مع رفقائه ولسان حاله يقول للمعلمين الحمد لله الذي عافاني وأبعدني مما أنتم فيه.
* * *
لينتهي العام الدراسي.. باختباراته التي تعد متنفساً للمعلم ببدء إجازته.. والشاهد الذي بقي هو أشلاء الكتب المدرسية المتناثرة في الممرات.. بلوحة هزيلة المعالم.. هنالك بعضا من القرارات التي تصدر من الوزارة.. تقف عندها مستفهماً.. منها على سبيل المثال.. قرار تمديد الفصل الدراسي الثاني ليكون 18 أسبوعاً بدلاً من 16 أسبوعاً.
والأغرب من هذا.. طلاب على مقاعد الاختبار.. وآخرين على كراسي الدراسة حيث الضجيج وصخب اليوم الدراسي..!!
لقد حاولت أن أوفق بين هذا.. والآخر فلم أجد له ما يبرره يبدو هذا غريباً جداً.. ومثيراً لإحباط المعلم من تلك القرارات.
نحن مقبلون على صيف قائظ.. شديد الحرارة.. ويبعث على ملل الطالب والمعلم على حد سواء وليس من الحكمة أن نجهد الفكر والعمل في فترات الصيف الملتهبة.. وما اقتراح وزارة الكهرباء بتقديم الاختبارات أسبوعين إلا دليل على سلبية الدراسة (صيفاً).
* * *
المأمول تحفيز المعلم مادياً ومعنوياً.. ليبذل.. ويبدع ويعطي أكثر.. فالتذمر.. والإحباط واللامبالاة مقدمات لنتائج سلبية يدفع ثمنها الطالب.
كل يوم قرار وكل يوم مشروع
لا شي حوافز ولا تشجيع ولا يحزنون