يعرف المرض المعدي كونه يستطيع الانتقال من حيوان إلى حيوان آخر أو إلى الإنسان بواسطة أي وسيلة من وسائل العدوى المختلفة. أما الإصابة بالمرض فتسمى الخمج Infection وهي عبارة عن دخول العامل المسبب للمرض إلى جسم الحيوان او الانسان وإحداث اضطرابات في الوظائف لأي عضو من أعضاء الجسم. وينتج عن هذا مرضا معديا قد يظهر علامات سريريه واضحة أو قد لا يظهر أي علامة مرضية وبالتالي تبقى الإصابة كامنة وتسمى Latent infection ويبقى الحيوان او الانسان حاملا للمرض من دون أي دلالة عليه .
تصنف الأمراض المعدية حسب :
• فترة الإصابة إلى :
مرض معدي فوق الحاد Preacute infection ومرض معدي حاد Acute infection ومرض مزمن Chronic infection.
• نسبة حدوث الإصابة إلى :
1. حالات فردية ومتقطعة على فترات زمنية متباعدة.
2. إصابة مستوطنه وهي الإصابات التي تحدث في منطقة معينة وبشكل متكرر.
3. الإصابة الوبائية وهي الإصابات السريعة الانتشار والتي تشمل مناطق واسعة من البلاد وتصيب مجاميع كبيرة من البشر او الحيونات
وبائية الأمراض المعدية :
وهذا يعني تسجيل وتدوين كافة المعلومات عن المرض والتي تشمل مدى انتشار المرض، معدل انتشار المرض، نسبه الإصابة بالمرض، نسبه الوفيات الناتجة عن المرض، المناطق المصابة بالمرض، خطورة المرض إضافة إلى تدوين مدى فعالية طرق السيطرة المستخدمة للحد من المرض. هذه المعلومات يكون لها قيمة اقتصادية كبيرة على مستوى الدولة وعلى مستوى الأفراد المستثمرين في قطاع الثروة الحيوانية .
أما كيفية حدوث الإصابة أو طرق انتقالها فهي متعددة وتكاد الكائنات الحية المسببة للأمراض المعدية لا تترك مسلكا ممكنا إلى وسلكته ولذا نجد أن الأجهزة الرئيسية في الجسم هي ممرات لها مثل الجهاز الهضمي سواء عن طريق الفم أو فتحة الشرج، الجهاز التنفسي، الجلد سواء الخلايا السليمة منه أو تلك الأجزاء التي تعرضت إلى الحروق أو الجروح أو حتى الخدوش أحيانا أضافه إلى الغشاء المخاطي Mucous membrane، وبالتالي يمكن القول أن المرض المعدي يمكن له أن ينتقل بالاتصال المباشر أو غير المباشر ما بين الحيوان المصاب إلى الحيوان السليم. ولهذا يقول العلماء أن مصادر الإصابة هي ما يلي :
1. الاتصال المباشر وغير المباشر ما بين الحيوان السليم والحيوان المصابDirect and indirect contact with infected animal او الانسان الساليم والحيوان المصاب او الانسان السليم والانسان المصاب وهذا يشمل كل أنواع التواصل سواء الاحتكاك المباشر أو الاتصال الجنسي أو الاشتراك في المأكل والمشرب والمنام من خلال اللعاب أو حتى الرذاذ المتطاير من الأنف أو عضات الحيوانات المفترسة أو حتى قرصات البعوض والذباب وغيرها من الطفيليات الخارجية.
2. الاتصال المباشر أو غير المباشر مع حيوان حامل للمرض Direct or indirect contact with carrier animal حيث أن هذا الحيوان يكون حاملا للمسبب المرضي دون ظهور أي علامة من علامات المرض عليه او الانسان الساليم والحيوان المصاب او الانسان السليم والانسان المصاب.
3. التربة Soil حيث لوحظ أن معظم الجراثيم التي لها القابلية على تكوين الابواغ Sporulated Bacteria تنتقل من خلال التربة واكبر مثال على هذا هو أشهر جراثيم الكلوستريديم ألا وهو الكزاز Clostridium tetani .
4. الطعام والشراب : وجد العلماء أن الطعام أو الشراب الملوثين بالعامل المرضي المسبب للمرض هما من أهم مصادر العدوى خاصة في حال احتواء الطعام على المواد العضوية.
5. الهواء الملوث وهو التيار الهوائي الحامل للعامل المرضي ومن أهم الأمراض التي تتنقل عن طريق هذا الطريق ( الاستنشاق) هو مرض الأنفلونزا.
6. الحشرات العاضة أو الماصة : وهنا يكون انتقال المرض أما انتقالا ميكانيكيا بحتا أو انتقال بيولوجي. أما الفرق بينهما فهو أن النقل الميكانيكي للمرض لا يحدث أي نوع من التغيرات الفسيولوجية على المسبب المرضي ومثالها هو انتقال مرض فقر المعدي في الخيول عن طريق الذباب. أما النقل البيولوجي فهو ذاك النقل الذي يحدث تكاثرا للعامل المسبب في جسم الوسيط الناقل وبالتالي ازدياد العدد ومثاله انتقال مرض الحمى الصفراء .
7. المشيمة وهذا يعني وصول العامل المسبب إلى الجنين في رحم أمه من خلال المشيمة ومثاله الإسهال الحموي البقري أو ما يسمى الإسهال الفيروسي في الأبقار .
الآن و بعد دخول العامل المسبب إلى الجسم يسير في جملة من التطورات تسمى أطوار المرض وهذه الأطوار تشمل ما يلي :
• فترة حضانة المرض: هذه الفترة تعني المدة الزمنية اللازمة منذ دخول العامل المسبب للمرض إلى الجسم وحتى ظهور أول العلامات المرضية وهذه الفترة تختلف في طولها حسب العامل المسبب المرض وربما تكون ساعات أو قد تمتد إلى شهور أو سنوات.
• فترة ملامح المرض غير المميزة: وهذه الفترة هي تلك المدة التي يظهر فيها علامات مرضية عامة مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الخمول أو فقدان الشهية. وهذه الفترة تختلف كذلك حسب العامل المسبب وتمتد من ساعات إلى أيام.
• فترة العلامات السريرية المميزة للمرض : وخلال هذه الفترة تظهر العلامات الدالة على المرض والتي من خلال يستدل على المرض وقد تستمر هذه الفترة أياما أو قد تطول إلى اشهر.
• فترة الخمود وهي الفترة التي خلالها تهبط شدة المرض وتبدأ الأعراض بالاختفاء تدريجيا وفي النهاية تختفي الأعراض المرضية بشكل كامل. هذه الفترة تعتبر اخطر الفترات بالنسبة لنقل المرض حيث يكون العامل المسبب ما زال موجودا ويطرح من الجسم من خلال الطرق المختلفة.
• فترة الشفاء: والتي من خلال يتم تشكيل المناعة ضد المرض واختفاء العامل المسبب.
امثله على الامراض المعديه
1- نزلة البرد العادية: والتي تسببها فيروسات متعددة ومتنوعة. ولتجنب انتقال العدوى منك للآخرين، عليك بتغطية فمك وأنفك حينما تسعلين أو تعطسين. اغسلي يديك بانتظام، لأن فيروسات البرد يمكن أن تعيش على الأيدي. ولتجنب الإصابة بالعدوى من الآخرين، عليك بغسل يديك بانتظام، وعدم التعرض بشكل مباشر للمصابين بهذا لمرض.
2- التهاب اللوز: والتي تسببها البكتريا المكورة العقدية. ولتجنب العدوى للآخرين، عليك كذلك بتغطية فمك وأنفك خلال العطس والسعال، وغسل اليدين جيداً وبانتظام، لأن هذه البكتريا أيضاً لديها القدرة على الحياة على الأيدي. ولتجنب العدوى من الآخرين، عليك الاهتمام بالنظافة العامة، وخاصة غسل اليدين، وعدم الاحتكاك عن قرب بمن هم مصابين بالتهاب اللوز.
3- الأمراض التناسلية: والتي تسببها العديد من الكائنات الدقيقة والميكروبات. ولتجنب العدوى لزوجك، عليك ضمان عدم المعاشرة الزوجية، إذا كنت بمصابة بأي من هذه الأمراض. ولتجنب العدوى من زوجك، تجنبي المعاشرة الزوجية أيضاً بحال كان زوجك مصاباً بهذه الأمراض، والأفضل في هذه الحالة استعمال الواقي الذكري الآمن.
4-القمل والجرب: والذي تسببه بعض الحشرات، وخاصة حشرة العثة أو (العتة). ولتجنب الإصابة من الآخرين، عليك توخي الحذر بعدم النوم في نفس الفراش أو استعمال نفس الفوطة أو المنشفة التي يستعملها المصابون به، إلى أن يتم شفاءهم جيداً. ويمكنك استعمال بعض المواد المطهرة التي تحتوي على (الليندين) تحت إشراف طبي. أما إذا كنت مصابة بهذا المرض، فحاذري من نقل العدوى للآخرين، وذلك باتباع غسل ملابسك وملاءات سريرك بانتظام، والعلاج بسرعة من هذا المرض، عبر أدوية تتضمن مادة (ليندين) تحت إشراف طبي.
5- جدري الماء: والذي يسببه فيروس (فيريسيللا زوستر). ولتجنب العدوى من الآخرين يجب أن تكوني قد حصلت على تطعيم ضد هذا المرض، وإلا، فيجب عدم التواجد في نفس الحجرة التي تضم مصاباً بجدري الماء، وتجنب ملامسة المصاب كذلك، وتجنب ملامسة جلد وخاصة فقاقيع الماء الموجودة على جلد المصاب. أما إذا كنت مصابة بهذا المرض، فابتعدي تماماً عن أي شخص غير مصاب، خاصة الذين لم يحصلوا على تطعيم مسبق لهذا المرض، إلى أن تمر 5 أيام بعد ظهور الفقاقيع المائية على جلدك. وهي فترة المرض التقديرية. ويجب تجنب النساء الحوامل على وجه الخصوص، لئلا يصبن بهذا المرض الذي ينتقل إلى الأجنة ويسبب تشوهات.
6- الأنفلونزا: التي يسببها فيروس الأنفلونزا. وهنا يجب أن تحذري من مشاركة الشخص المصاب في نفس المكان، ويجب عليك الاعتناء بنظافتك الشخصية، وخاصة اليدين، لأن هذا الفيروس يعيش أيضاً على الأيدي. ولتجنب إصابة الآخرين بحالة كنت مصابة بهذا المرض، فعليك أن تغطي انفك وفمك خلال العطاس والسعال، وتغسلي يديك بانتظام جيداً.
7- الالتهاب الرئوي: والذي تسببه العديد من الميكروبات المختلفة. ولتجنب الإصابة بهذا المرض، عليك أن تتجنبي استنشاق الهواء على مقربة من الشخص المصاب بالمرض، وخاصة أولئك الذين يعانون من السعال. وإذا اضطررت للاحتكاك معهم، فعليك غسل يديك جيداً، فور الملامسة. إما إذا كنت أنت المصابة، فيجب عليك تغطية فمك وانفك عند السعال، وغسل يديك بشكل متكررة.
8- الإيدز: الذي يسببه فيروس نقص المناعة المكتسبة (hiv)، ولتجنب الإصابة به، عليك توخي الحذر من أن لا يكون زوجك مصاباً بالمرض، وكذلك عدم استعمال الحقن المستعملة، خاصة عند نقل الدم، أو تعاطي دواء معين عن طريق الوريد. وإذا كنت أنت _لا قدّر الله_ مصابة بهذا المرض، فيجب أن يستخدم زوجك واقياً ذكرياً عند المعاشرة الزوجية، ورمي أي أداة تعرضت لدمك، كالإبر المستخدمة في التداوي أو غيرها.
9- الالتهاب الكبدي: الذي تسببه العديد من الفيروسات. ولتجنب العدوى بهذا المرض الخطير، اجعلي زوجك يستخدم الواقي خلال المعاشرة الزوجية، وحاولي أن لا تأكلي من الطعام الذي يعده بيديه. وإن كنت أنت المصابة لا سمح الله، فاغسلي يديك جيداً خاصة بعد استعمال الحمام، واحرصي أن يستخدم زوجك الواقي عند المعاشرة، ولا تستعملا نفس إبر الحقن، وكذلك لا تعدي الطعام للآخرين أبداً.
10-التسمم الغذائي: الذي يسببه (إيشريشيا كولي والسالمونيلا)، فيجب عليك لئلا تصابين بهذا التسمم، أن تتبعي الطرق الآمنة في الأغذية، كالنظافة وعدم تناول الأغذية المنتهية الصلاحية، وتجنب الأكل من أيدي المصابين بالتسمم، وتوخي الأكل في المطاعم النظيفة، وعدم تناول الطعام من المطاعم التي لا تتقيد بالنظافة، وغيرها. وإن كنت أنت المصابة بهذا المرض، فعليك غسل يديك جيداً، خاصة بعد استخدام الحمام، وكذلك قبل إعداد الطعام للآخرين إن كنت مجبرة على ذلك، وإلا، فدعي غيرك يعده.
11- التهاب السحايا: التهاب السحايا مرض جرثومي حاد، يبدأ فجأة بارتفاع في درجة حرارة الجسم وصداع شديد وتصلب في الرقبة والظهر مع غثيان وقيء وطفح صغير الحجم على الجلد، ثم يتطور إلى هذيان وضعف عام وغيبوبة، ثم انهيار عام وصدمة.
يشخص المرض بوجود الجراثيم الخاصة به في الدم، أو في سائل النخاع الشوكي أو في مسحات تؤخذ من الحلق. وتنتقل العدوى مباشرة عن طريق الرذاذ وبالملابس وعن طريق الأشياء الملوثة، ودور الحضانة يتراوح بين يومين وعشرة أيام وعادة تكون المدة من ثلاث إلى أربعة أيام. يتم عزل المريض إلى أن ينتفي وجود الجراثيم في المسحات المأخوذة من الحلق.
لا يوجد هناك لقاح يمنع هذا المرض تماما وذلك بسبب اختلاف أنواع الجراثيم المسببة له، ولكن يوجد لقاحات للتحصين ضد أنواع البكتيريا الرئيسية المسببة لالتهاب السحايا مثل المكورات السحائية Meningococci والهيموفلس أنفلونزي من النوع (ب) Haemophilus influenze type b أو Hib والتي تسبب أمراض أخرى أيضا، والمكورات الرئوية Pneumococci. كما يتم معالجته بواسطة المضادات الحيوية مثل البنسلين أو الأمبسلين والكلورامفينيكول والسيفالوسبورين وهي فعالة في علاج هذا المرض.
12- الجمرة الخبيثة: عبارة عن مرض خمجي شديد ( عدوى ) عادة يصيب الحيوانات المجترة ، وينتقل إلى الإنسان عن طريق التلامس مع تلك الحيوانات أو منتجاتها . تنتج هذه العدوى من بكتيريا تدعى عصية الجمرة Bacillus Anthracis . تستطيع هذه البكتيريا إنتاج أبواغ spores ( هيئة قابلة للتحول إلى بكتيريا ) تستطيع أن تبقى عيوشة في التربة والمنتجات الحيوانية لمدة طويلة جدا إلى أن تجد الظروف المناسبة للتحول إلى بكتيريا وتبدأ في التكاثر .
وتحدث العدوى لدى الإنسان:
عبر الجلد
عبر الجهاز الهضمي
من خلال الاستنشاق
تتراوح فترة الحضانة ما بين 12 ساعة و 3 أيام (عادة 3-5 أيام) . الشكل الجلدي يظهر على هيئة بقع حمراء بنية تكبر ثم تتحوصل وتصبح قاسية وبعد ذلك تتقرح وتتشكل قشرة سوداء . وقد تتضخم العقد اللمفية ، ويترافق ذلك أحيانا مع آلام عضلية وصداع وغثيان وقيء .
أما في الشكل الرئوي يحدث التهاب ناخر ونزفي في العقد اللمفية وإصابة رئوية . وتشبه الأعراض الأولية أعراض النزلة الوافدة (الإنفلونزا) . تزداد الحمى في غضون أيام قليلة ، وتحدث صعوبة في التنفس شديدة ، يتلوها الزراق والصدمة فالغيبوبة . ويجب اتخاذ إجراءات علاجية داعمة وشاملة مبكرة لتفادي موت المصاب .
وفي الجمرة الهضمية ، تصاب الأغشية المخاطية البلعومية أو المعوية ، ويحدث نخر نزفي يمتد إلى العقد اللمفية وينجم عن ذلك تجرثم دموي وسمية مميتة .
للوقاية يتوفر لقاح ويعطى فقط للأفراد المعرضين بدرجة كبيرة للإصابة . ويستخدم لعلاجها بعض المضادات الحيوية مثل البنسلين ، التتراسكلين ، الإيرثروميسين ، الستربتوميسين ، أو مجموعة الكوينولون مثل السيبروفلوكاسين . وإذا لم تتم المعالجة بسرعة (نتيجة الخطأ في التشخيص مثلا) فقد يتوفى المريض .
14- الملاريا: الملاريا مرض التهابي خطير ، يسببه طفيلي خاص يسمى البلازموديوم plasmodium ، الذي يدخل إلى الكريات الحمراء في جسم المريض فيخربها ، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض والعلامات أهمها :
الحمى fever
وفقر الدم anemia
وتضخم الطحال splenomegaly
ينتشر هذا المرض في بلدان العالم الثالث الفقيرة ومنها اليمن ، وينتقل إلى الأطفال عبر أكثر من طريقة ، أهمها عن طريق البعوض ، الذي يكثر بعد هطول الأمطار ، وخاصة في المناطق الفقيرة والمهملة ، والتي لا يوجد فيها تصريف صحي جيد لمياه الأمطار والمجاري .
عندما تلسع البعوضة التي تحمل طفيلي الملاريا شخصا سليما ، تقذف في دمه كميات كبيرة من أطوار sporozoites التي تذهب بدورها إلى الكبد ، وهناك تدخل الخلايا الكبدية فتنمو وتنقسم فيها متحولة إلى كيسات schizonts مجهرية تحتوي في داخلها على أعداد كبيرة من الأطوار merozoites . ثم لا تلبث هذه الكيسات أن تنفجر في نهاية الأسبوع الثاني مطلقة أعداداً كبيرة من أطوار merozoites ، التي تخترق بدورها جدران الكريات الحمراء للمريض وتدخلها لتنقسم بدورها وتتطور فيها متحولة إلى الأطوار trophozoites ، ثم لا تلبث الكريات الحمراء أن تنفجر مطلقة أعداداً هائلة من هذه الأطوار ، التي تهاجمها الكريات البيضاء البالعة phagocytes فتحطم قسماً كبيراً منها …
أما القسم الذي ينجو ، فإما أن تمتصه بعوضة جديدة لدى لسعها لهذا الطفل المريض لتنقله إلى أطفال آخرين أصحاء أو يدخل كريات حمراء جديدة في نفس المريض ليحطمها … وهكذا تستمر الدورة …
تختلف فترة الحضانة وهي المدة الزمنية الفاصلة ما بين دخول الطفيلي إلى جسم المريض وظهور أعراض المرض بحسب نوع الطفيلي ، ومتوسطها أسبوعان … بعد هذه الفترة تبدأ أعراض وعلامات المرض بالظهور وأهمها :
الحمى fever : التي تظهر فجأة في بعض المرضى وترتفع فجأة أيضاً ، حتى أنها قد تسبب الاختلاجات لدى بعض المرضى convulsions … أو قد تبدأ بالتدريج ، وترتفع كذلك … وقد تكون مصحوبة بالقشعريرة أو ما تسمى بالعروة rigor . وبعد فترة زمنية معينة تختفي الحمى ويتعرق المريض …
وقد تظهر على الأطفال المرضى تغيرات سلوكية behavioral changes مثل : الخوف fretfulness وفقدان الشهية anorexia والبكاء الذي لا مسوّغ له unusual crying و اضطرابات في النوم sleep disturbancs أو النعاس والهبوط drowsiness …إلخ
وهناك شكايات تظهر في الأطفال الأكبر سناً مثل : الصداع headach والغثيان nausia والتقيؤ vomiting وآلام البطن abdominal pain أو الظهر back ach .
وإذا أجرينا فحصا عاماً المريض في هذه المرحلة ، فلا نجد من العلامات ما يفرق الملاريا عن غيرها من الأمراض الالتهابية ، فقد نجد الحمى fever والشحوب pallor مع تضخم في الطحال splenomegaly مع بعض الحويصلات الفيروسية في فم المريض العقبول البسيط herpes simplex…
ولذلك ، فلكي نؤكد تشخيص المرض ، لا بد من إجراء بعض الفحوصات المختبرية : كالمسحة الدموية blood film التي تعتمد على رؤية الطفيلي مباشرة تحت المجهر ، والفحص المناعي serological test الذي يكتشف الآثار المناعية للطفيلي في دم المريض …
أما الفحوصات الدموية الأخرى ، مثل : نسبة صباغ الدم Hb والكريات البيضاء WBC وغيرها … فهي مساعدة للتشخيص ، ولكنها ليست خاصة بمرض الملاريا .
وقبل أن أتجاوز الفقرة المختبرية ، لابد لي من وقفة عند بعض الملاحظات الهامة :
يجب على المختبري الناجح أن يجري مسحة دموية سميكة في بداية التشخيص thick blood film وذلك لكشف الحالات الخفيفة من الإصابة ، ثم يلجأ بعد ذلك للمسحة الرقيقة ilm thin blood f للتفريق بين أنواع الطفيلي الموجود .
إذا جاء الطفل المريض وهو في قمة الطور الحموي feverish فقد لا نرى الطفيلي في المسحة الدموية الأولى ، لذلك لا بد من إعادة الفحص السلبي عند الشك العالي بالمرض بعد فترة اثنتي عشرة ساعة على الأقل ، وعندما تهدأ الحمى .
هناك فحوص مصلية سيرولوجية متطورة مثل immune flourescent antibodies techniq = IFAT ، وهي تكتشف الأجسام المضادة لكل طفيلي في دم المريض ، وبصورة سريعة ، ولذلك يجب توفيرها في كل مستشفى من مستشفيات البلاد الموبوءة بالملاريا ..
بعد تشخيص المرض ، من خلال القصة السريرية الكاملة ، بعد ملاحظة المناطق الموبوءة بالمرض ، ثم الفحص السريري والمختبري الجيد ، هنا يأتي دور التدبير والعلاج … ومن المناسب أن نقول هنا : بأن الملاريا هي واحدة من الأمراض القليلة التي ينطبق عليها القول المأثور في تراثنا العربي والإسلامي الخالد : درهم وقاية ، خير من قنطار علاج .
أما العلاج : فيتوقف على تقدير الطبيب في اختيار الدواء المناسب ، وفي إدخال المريض إلى المستشفى من عدمه ، حسب شدة الحالة ، ونوع الطفيلي ، واعتبارات أخرى يقدرها الطبيب . من الأدوية التي تستخدم:
Quinine (Chloroquine and Primaquine), Mefloquine
Antifolates (sulfadoxine + pyrimethamine, sulfadoxine + pyrimethamine + Mefloquine)
وأود هنا أن أسجل تجربتي الخاصة مع دواء الكلوروكوين chloroquine ، فلقد وجدته الدواء الأمثل والأسلم لعلاج الملاريا في الأطفال ، ولقد عالجت به آلاف الحالات في مستشفى الأقصى التخصصي في الحديدة ، سواء لحالات الرقود inpatient=admission أو العيادات الخارجية outpatient ، دون أن أسجل حالة مقاومة واحدة للدواء ، بعكس ما يتوهم به الكثير من العاملين في هذا الميدان …
15- حمى الوادي المتصدع: حمى الوادي المتصدع عبارة عن نوع من الحمى الحادة يسببها فيروس يصيب الحيوانات الأليفة (مثل الأبقار ، الجاموس ، الخراف ، الماعز ، والجمال) والبشر. وهو ينقل بواسطة البعوض خلال سنوات المطر الكثيف (أو عند ازدياد نسبة الرطوبة). كان أول بلاغ عن المرض بين المواشي من قبل البيطريين في كينيا عام 1900.
أين يوجد المرض؟
حمى الوادي المتصدع توجد عموما في مناطق شرق وجنوب أفريقيا في أماكن تربية الماشية.
فيروس حمى الوادي المتصدع يؤثر على المواشي بصفة أولية ويمكن أن يسبب مرض في عدد كبير من الحيوانات الأليفة كوباء يصيب الحيوانات . وظهور حمى الوادي المتصدع بين الماشية بشكل وبائي يمكن أن يقود إلى وباء بين البشر المعرضين للتعامل مع الحيوانات المريضة. أكثر انتشار وبائي حيواني تم ملاحظته حدث في كينيا في عام 1951-1950 وسبب موت ما قدر بـ 100,000 من الغنم. وفي عام 1977 تم اكتشاف الفيروس في مصر (من المحتمل انتقاله هناك عن طريق الحيوانات الأليفة المصابة من السودان) وسبب في انتشار وباء كبير لحمى الوادي المتصدع بين الحيوانات والبشر. أول وباء لحمى الوادي المتصدع في أفريقيا الغربية حدث عام 1987 وقد ارتبط بإنشاء مشروع نهر السنيغال. فلقد سبب المشروع فيضانا في منطقة نهر السنيغال المنخفضة مما أدي إلى اختلاط بين الحيوانات والبشر سبب في نقل فيروس حمى الوادي المتصدع إلى البشر.
ينتشر الفيروس بين الحيوانات
يتم ملاحظة الوباء الحيواني بصفة عامة خلال سنوات المطر الكثيف والفيضانات. كمية المطر الكثيفة تسمح لفقس بيض البعوض ، عادة من الجنس المسمى آيدس Aedes . إن بيض البعوض يكون مصابا بالفيروس بشكل طبيعي ، وبالتالي يقوم البعوض الناتج بنقل الفيروس إلى المواشي التي تتغذى بدمائها. وعندما تصاب المواشي فإنها بالتالي تنقل الفيروس إلى فصائل أخرى من البعوض عند يتغذى بدمائها وبالتالي تستطيع بدورها أن تنشر المرض. بالإضافة إلى ذلك ، فإنه من المحتمل انتقال الفيروس عن طريق الحشرات القارصة الأخرى.
يصاب البشر
من الممكن إصابة البشر كنتيجة لقرص البعوض والحشرات الأخرى الماصة للدم. ومن الممكن أيضا إصابة البشر إذا تعرضوا إلى دماء أو سوائل الجسم الأخرى من الحيوانات المصابة. هذا التعرض يمكن أن ينتج من الذبح أو التعامل مع الحيوانات المصابة أو عند لمس اللحم الملوث أثناء تحضير الطّعام. انتقال الفيروس من خلال الرذاذ قد ينتج من التعامل مع عينات المختبر التي تحتوي على الفيروس.
الأعراض
يستطيع فيروس حمى الوادي المتصدع أن يسبب عدة أعراض مرضية (متلازمات) مختلفة. البشر المصابين بالفيروس قد لا يعانون من أي أعراض أو قد يصابون بمرض معتدل مصحوب بحمى واضطرابات في الكبد. ولكن ، في بعض المرضى يتطور المرض بصورة حمى نزفية (والتي من الممكن أن تؤدي إلى صدمة أو نزيف) ، التهاب في الدماغ (يمكن أن يؤدي إلى صداع ، غيبوبة ، أو تشنجات) ، أو مرض يؤثر على العين. المصابين الذين يصبحون مرضى تصيبهم في العادة حمى ، ضعف عام ، ألم في ظهر، دوخة ، وفقدان في الوزن عند بدء المرض. ويتعافى المصابون عادة خلال يومين إلى سبعة أيام من بداية المرض.
هل هناك مضاعفات بعد التحسن؟
أكثر المضاعفات شيوعا التهاب شبكيّة العين (النسيج الذي يصل أعصاب العين بالدماغ). وكنتيجة لذلك ، فإن 1% – 10% من المرضى المتأثرين ربما يصابوا بفقدان بصر دائم.
هل المرض قاتل؟
يتسبب المرض بموت 1% تقريبا من المصابين . تكون نسبة الموت كبيرة جدا بين الحيوانات المصابة. ويلاحظ أن 100% من المواشي الحبلى المصابة تجهض أجنتها.
كيف تتم المعالجة؟
لا يوجد علاج أكيد للمرضى المصابين بفيروس حمى الوادي المتصدع. ولكن بعض الدراسات التي أجريت على القرود والحيوانات الأخرى أعطت دلالات بأن عقار ريبافيرين ribavirin المضاد للفيروسات ربما يكون ذو فائدة للاستعمال المستقبلي في البشر. وتقترح بعض الدراسات الأخرى بأن الإنترفيرون interferon ، معدلات المناعة immune modulators ، وبلازما طور النقاهة convalescent-phase plasma ربما تساعد أيضا في معالجة المرضى.
من هم المعرضون لخطر الإصابة؟
دللت الدراسات بأن النوم في العراء ليلا في مناطق انتشار المرض يعتبر عامل خطر للتعرض إلى البعوض والحشرات الناقلة الأخرى. ويضاف إليهم رعاة الماشية ، عمال المسالخ والجزارون ، الأطباء البيطريون ، ومن يتعامل مع الماشية في المناطق الموبوءة .
كيف تتم الوقاية؟
تتم الوقاية بمكافحة البعوض والحشرات الماصة للدم الأخرى واتقاء لسعتها بواسطة استعمال طارد البعوض ورش المبيدات والناموسيات . تجنب التعرض إلى الدم أو أنسجة الحيوانات التي من الممكن أن تكون مصابة يعتبر مقياس مهم للواقية بالنسبة لمن يتعامل مع الحيوانات في المناطق الموبوءة.
لا يوجد تطعيمات للإنسان ولكن التطعيمات للاستعمال البيطري متوفرة
16- الحصبة: الحصبة مرض انتقالي حاد، واسع الانتشار في سن الطفولة، يتسبب عن الإصابة بفيروس الحصبة، ويتميز بارتفاع في درجة الحرارة مصحوب برشح وسعال ورمد، ويتبع ذلك طفح على جميع أجزاء الجسم. أول من عرف هذا المرض وميزه عن مرض الجدري الطبيب العربي الفيلسوف الرازي وذلك في بغداد سنة 900 ميلادية. مدة الحضانة تتراوح بين سبعة أيام وأربعة وعشرين يوما. يبدأ ظهور الطفح في اليوم الرابع من ارتفاع درجة الحرارة، وبعد أربعة أيام أخرى تأخذ الحرارة بالهبوط ويتبع ذلك تكوين قشرة شبيهة بالنخالة.
مصدر العدوى ومخزنها هو الإنسان، تنتقل الحصبة بواسطة الرذاذ والاتصال المباشر وغير المباشر عن طريق الأشياء الملوثة. وبعد الشفاء من الحصبة يكتسب الشخص مناعة مدة الحياة.
جرعة واحدة من اللقاح تعطي مناعة لأكثر من سبع سنوات وعادة يعطى اللقاح في السنة الأولى من العمر. يعطى اللقاح خاصة في المدارس حيث يتجمع عدد كبير من الأطفال، وللأطفال المصابين بمرض السل أو مرض القلب أو غير ذلك من الأمراض المزمنة.
ولا يعطى اللقاح للمرأة الحامل، ولا للمصاب بمرض سرطان الدم. ولا يعطى لمن يعالج بالكورتيزون أو بالأشعة وإعطاء اللقاح قبل التعرض للعدوى أو في اليوم ذاته، يمنع حدوث المرض. أما إذا تأخر إعطاء اللقاح فيعطى المصل المحصن.
يستعمل المصل المحصن لمنع الإصابة بالحصبة عندما يختلط الطفل مع أطفال مصابين بالمرض على أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن بعد التعرض للإصابة ليكون مفعوله الوقائي اكبر.
17-. انفلونزا الطيور: تنقسم فيروسات الإنفلونزا المسؤولة عن الزكام إلى أنواع مختلفة A و B و C أغلبها هو النوع A الذي ينقسم إلى 15 صنف H و تسعة أصناف N، حيث يتسبب الصنفان H5 و H7 في حالات مرضية تؤدي إلى الوفاة بنسبة 90 إلى 100 بالمائة. و تصيب هذه الأنفلونزا جميع أنواع الطيور تقريبا، و ينتقل الفيروس بين الحيوانات عن طريق العدوى بالاتصال المباشر عبر التنفس أو البراز، أو بطريقة غير مباشرة عبر التعرض إلى مواد تحمل الفيروس كالماء و الأغذية و الأدوات و الألبسة التي يستعملها المربون والعمال. وتحمل غالبا الطيور البرية سلالات من الفيروس دون أن تظهر عليها أية أعراض، لكن اتصال هذه الطيور المهاجرة بالدواجن هو السبب في ظهور المرض وانتشار الوباء، و يمكن كذلك أن تنتقل العدوى إلى أنواع حيوانية أخرى كالخنزير.
وقد ظهر فيروس أنفلونزا الطيور لأول مرة في هونج كونج سنة 1997 وخلف موت ستة أشخاص ثم عاد بعد ذلك في سنة 2022 مسببا عدة ضحايا في آسيا بالخصوص ، ولا زالت وسائل الإعلام تطلعنا على أخباره إلى اليوم . فأغلب البلدان المتضررة هي الدول الأسيوية، حيث حصل انتقال الفيروس إلى الإنسان في فيثنام و تايلاند و كامبوديا و أندونيسيا. و رغم ذلك فإن منظمة الصحة العالمية لا تطالب باختزال الأسفار إلى المناطق المتضررة لكنها تملي بعض الاحتياطات.
هل ينتقل هذا الفيروس من الحيوانات إلى الإنسان؟
يمكن للفيروس من النوع A و الصنف (N1/ H5) أن ينتقل من الحيوان إلى الإنسان مثلما حدث في آسيا، و كذلك في هولندا بواسطة الصنف (N7/ H7) ، و تتم العدوى عندما يكون الاتصال بهذه الحيوانات كبيرا و ممتدا و متكررا كما هو الشأن بالنسبة للعالمين في الميدان أو من لهم علاقة به كالمربين و التقنيين و الأطباء البيطريين و فرق التطهير.
هل ينتقل الفيروس من إنسان لآخر؟
لا يوجد دليل على انتقال الصنف N1/ H5 من إنسان لآخر، ولكن يوجد اشتباه في بعض الحالات القليلة، لكن حصول وباء عام يتطلب طفرة في فيروس انفلونزا الطيور تجعل منه فيروسا ممرضا و في نفس الوقت منتقلا بين البشر أيضا، و يمكن أن يحصل هذا في إنسان عنده إصابة مسبقة بفيروس الأنفلونزا البشرية بعدما يلحق به فيروس انفلونزا الطيور في نفس الشخص، ثم يتم تبادل المادة الوراثية بين النوعين، هنا يكون الاحتمال واردا لتوليد فيروس هجين قادر على إحداث الوباء عند البشر أيضا، و يمكن لهذه التعديلات الوراثية أن تحدث تلقائيا في شخص ما دون أن يكون قد أصيب مسبقا بفيروس الأنفلونزا البشري. ولذلك فإن منظمة الصحة العالمية أعلنت في 2022 أننا في حالة ما قبل الوباء ويمكن أن ننتقل إلى مرحلة الوباء العام عند تمكن الفيروس من الانتقال بين البشر.
ما هي أعراض الأنفلونزا و كيف يحصل الوباء العام؟
من بين أعراض الأنفلونزا نذكر ما يلي (راجع أيضا):
ظهور مفاجئ في بضع ساعات أو اقل من ساعة
حمى وارتعاش
سعال وآلام في الرأس
تعب ودعث ( وجع وتكسر في الجسد )
أما بالنسبة للوباء العام فهو يحدث بعد مدة حضانة الفيروس و التي تستمر إلى أسبوع، ثم ينتقل المرض إلى المرحلة العادية أو المرض التافه ( حرارة الجسم أكثر من 38 درجة و الألم في الحنجرة و العضلات ومشاكل التنفس كالكحة)، و لكن سرعان ما يتطور المرض و تتطور أعراضه بظهور مشاكل كالتنفس الصعب . تأتي بعد ذلك المرحلة التي تتغير فيها شدة و طبيعة الفيروس الجديد حيث يكمن خطره في اختلاط المصابين به بملايين المصابين بالزكام الفصلي الذي غالبا ما يحدث للبشر في فصل الشتاء، فهنا يصعب رصد هذه العناصر المصابة بالفيروس الجديد، وفي هذه الحالة لا يكشف عن الفيروس إلا إذا كانت هناك تحاليل سريعة و مطورة أو مستشفيات متطورة و متخصصة تكشف عن هذه الحالات الجديدة.
هل يوجد لقاح للبشر؟
إن اللقاح الخاص بأنفلونزا فصل الشتاء لا يخول الحماية من أنفلونزا الطيور أو من الفيروسات الناتجة عن الطفرات، و يعمل الأخصائيون على تحضير لقاح ضد الصنف N1 H5 ، لكن في حالة الوباء العام فإن هذا اللقاح لن يكون فعالا إلا إذا كان الفيروس الجديد قريبا من هذا الصنف. و لذلك فإن اللقاح الناجع هو الذي يحضر بعد معرفة الفيروس الجديد، ثم يظهر بعد مرور أربعة إلى ستة أشهر حسب الأخصائيين.
هل يوجد علاج وقائي أو شفائي عند الإنسان؟
هناك قسمان من الأدوية:
مضادات البروتين الفيروسي M2 والتي تقاوم فيروسات الأنفلونزا A لكنها تتميز بأعراض جانبية كمشاكل في الكلى و الكبد و الأعصاب، كما أن الفيروسات تطور المقاومة ضد هذه المضادات بسرعة.
مثبطات أنزيم نيورامينداز neuraminidase inhibitors: مثل عقار تاميفلو Tamiflu وهي ناجعة في اختزال شدة و مدة الأعراض إذا استعملت في اليومين الأولى لظهور الأعراض (خلال 48 ساعة وكلما كان ذلك أسرع كلما كانت النتائج أفضل)، وتمكن أيضا من الوقاية من الفيروس في حال استخدامها قبل الإصابة ، و بذلك فإن هذا الدواء هو الصالح في حالة انتشار الوباء العام خصوصا و أن استعماله سهل.
أما المضادات البكتيرية فليس لها تأثير على فيروسات الوباء، لأنها خاصة بمقاومة البكتيريا لا الفيروسات، إلا أنها يمكن أن تنفع في حالة اصطحاب المرض الفيروسي أو لمنع حدوث عدوى بكتيرية.
هل هناك احتمال للعدوى عند استهلاك الطيور و البيض؟
يكون انتقال الفيروس عبر الهواء، أما العدوى عن طريق استهلاك لحوم الحيوانات المصابة فإن احتمالها ضعيف و مهمل، لأن تأثير الفيروس يندثر مع الحرارة أكثر من 60 درجة لمدة 5 دقائق و لدقيقة واحدة فقط تحت حرارة 100 درجة، و من جهة أخرى فإن الفيروس حتى في حالة عدم طهو الطعام فإنه يتحطم بواسطة حموضة السائل الهضمي.
كيف يمكن الحد من انتشار الأنفلونزا ؟
ينتقل فيروس الأنفلونزا عموما – لا نتكلم هنا عن فيروس الطيور – بواسطة الرذاذ المصاحب للكلام و السعال والعطاس ، ويجب اتخاذ مجموعة من التدابير للحد من انتشار الفيروس:
العمل على بقاء المصابين بمنازلهم و تتبعهم من طرف مختصين بعين المكان أو نقلهم للمستشفى بالنسبة للحالات الحرجة.
الحجر الصحي لمدة ستة أيام على الأشخاص الذي كانت لهم اتصالات بالمصابين دون اتخاذ الإجراءات الوقائية.
استعمال الأقنعة الواقية التي تحول دون انتقال الفيروسات.
و بما أن الفيروس يمكن أن يكون في الأيدي و غيرها فإن اتخاذ إجراءات الصيانة أمر ضروري، مثل غسل الأيدي بالصابون لمرات متكررة بعد العطاس عليها أو الاتصال بأحد المصابين كما يجب تغطية الفم و الأنف عند السعال أو العطاس، مع تجنب البصق على الأرض ومع اتخاذ المناديل لاستعمال واحد فقط، و غسل الأيدي بعد هذه الاستعمالات.
يجب منع التجمعات في حالة انتشار الوباء العام.
استعمال المضادات الفيروسية في الأماكن القريبة من الإصابات الأولى بالفيروس مع الحرص على الابتعاد عنها.
أما بالنسبة لأنفلونزا الطيور فإنه يجب اتخاذ التدابير التالية للحد من انتشارها :
حجر صحي على الحيوانات المصابة أو المجاورة لها ثم قتلها بعد ذلك
تطهير الآلات المستعملة لتفادي العدوى في حالة استعمالها في أماكن أخرى
الفصل بين الأنواع الحيوانية أثناء تربيتها ، كل نوع على حدة بمعزل عن النوع الآخر
تشجيع المربين للإعلان عن الحالات المصابة فور معاينتها
تشخيص المرض :
تشخيص الأمراض المعدية يعتمد على ما يلي :
1. الفحص السريري وتاريخ الحالة المرضية.
2. دراسة وبائية المرض من اجل معرفة مصدر العدوى ومدى انتشار الوباء. ويتم هذا من خلال فحص القطيع، فحص مياه الشرب، فحص الأعلاف التي تقدم للحيوان، وطريقة تقديمه ومصدره، فحص القطعان المجاورة للقطيع المصاب.
3. التشريح المرضي Post motem inspection .
4. الفحص المخبري أو المختبري: وهي تلك الفحوصات التي تتم في المختبر وتشمل:
• عزل العامل المسبب من خلال طرق العزل المخبرية الخاصة.
• الفحص النسيجي Histopathology.
• الفحص المصلي أو السير ولوجي.
العلاج والوقاية :
يفضل علماء الأمراض المعدية استخدام طرق الوقاية اكثر من استخدام العلاج. لان سرعة انتشار المرض وارتفاع نسبة الإصابة ونسبة الوفيات في بعض الأحيان يجعل العلاج غير مجدي اقتصاديا. لذا طور العلم الحديث لقاحات ضد معظم الأمراض المعدية ليتم إلى استخدامها بشكل دوري متناسق وخلال فترات زمنية محددة للوقاية والسيطرة على هذه الأمراض.
أسس السيطرة والوقاية من الأمراض المعدية :
تعرف الوقاية على أنها سد كافة الثغرات التي يمكن أن ينفذ من خلالها العامل المسبب من المناطق المصابة إلى المناطق السليمة، لذا تنقسم إجراءات الوقاية إلى قسمين:
1. إجراءات وقائية عامة: هذه الإجراءات تتم ضد جميع الأمراض المعدية على مستوى الدولة وتتكفل الوزارات المعنية بتطبيق هذه الإجراءات وبالتنسيق مع مكتب الأوبئة العالمي في معظم بلدان العالم ولكل بلد من البلدان خصوصياته وقوانينه الخاصة التي يعمل بها. لكنها في الغالب تشمل آلاتي :
• عدم التعامل مع الدول المبتلية بالمرض من خلال منع الاستيراد من هذه الدول سواء استيراد الحيوانات الحية أو لحومها أو حتى مشتقاتها أحيانا وهذا يتبع إلى نوع المرض المعدي وشدة ضراوة العترة المسببة للمرض.
• فرض الحجر الصحي الصارم على كافة الحيوانات المستوردة.
• الحصول على المعلومات الكاملة عن الحالة الوبائية للمرض من الدول المبتلية بالمرض أو من خلال مكتب الأوبئة العالمي.
• تطهير وتعقيم الحظائر والإسطبلات بشكل دوري .
• ردم وتجفيف كافة البرك والمستنقعات عديمة الفائدة للحد من تكاثر الحشرات الضارة والناقلة للعديد من الأمراض.
• وضع خطة دورية للقضاء أو السيطرة على الطفيليات الخارجية والحشرات الضارة.
• فحص كافة العاملين في محطات تربية الحيوانات أو في المعامل التي تتعامل مع مشتقات الحيوانات بشكل دوري للتأكد من سلامتهم وخلوهم من الأمراض.
2. إجراءات وقائية خاصة تتعلق بطبيعة المرض: وتشمل الأتي: ( لكل دولة قوانينها وأنظمتها الخاصة التي تعمل بها )
• تحصين كافة الحيوانات التي لها القابلية للإصابة بالمرض.
• منع اقتراب الحيوانات السليمة من مناطق الإصابة.
• وضع مراكز بيطرية متفرقة ومجهزة بكافة اللوازم الضرورية من اجل فحص الحيوانات وضمان عدم اختلاط الحيوانات السليمة مع تلك الحيوانات المصابة.
• فحص كافة المواد والأغذية ذات المنشأ الحيواني للتأكد من خلوها من المرض.
• السيطرة على أسواق بيع الحيوانات ومراقبة الوضع الصحي في تلك الأسواق.
• في حالة ضرورة نقل الحيوانات المصابة تنقل بطريقة نقل خاصة خاضعة للرابة الطبية البيطرية.
• حرق ودفن الجثث الميتة نتيجة الإصابة بالمرض.
وقانا الله وإياكم شر الأمراض المعدية
الـــــــــــخــــــــاتـــــــمـــــه:
توصلت دراسة حديثة إلى أن الأمراض المعدية مسؤولة عن ثلث الوفيات التي تحدث في العالم حاليا، أي أكثر من جميع الوفيات التي تسببها أمراض السرطان مجتمعة.
وذكر موقع" نيو ساينتست" على الانترنت أن التقدم الهام في علوم الخلايا العضوية والجينات الجرثومية ساعد بشكل كبير على فهم أفضل لآلية وأسباب الإصابة بالأمراض المعدية ولكن العلماء لا يعرفون حتى الآن الكيفية التي تحمي فيها بعض الخلايا القاتلة نفسها من التلف أو التدمير.
وقال باحثون من معهد توماس جيفرسون ومعهد باستور في باريس وجامعة يال في أمريكا في دراسة نشرتها مجلة " بلوس وان" الطبية مؤخرا أن خلايا مرض الكلاميديا مثلا، وهو عبارة عن مرض تناسلي ويعد من أكثر الأمراض البكتيرية الخطيرة تحمي نفسها من التلف لأسباب غير معروفة حتى الآن.
ويضع أطباء هذا المر ض على رأس قائمة الأمراض التناسلية التي تصيب كلا الجنسين وهو يسبب العقم للنساء.
وأكثر ضحايا هذه الأمراض هم الأطفال في الدول النامية بسبب عدم وجود قواعد صحية سليمة للرعاية الصحية تضمن توفر موارد تمويلية مستدامة لمكافحة هذه الأمراض في العالم