التصنيفات
المعلمين والمعلمات

جنازة لا أستطيع

جنازة لا أستطيع !!

لو أننا أعددنا قائمة بالعبارات الأكثر ضررا على حياة البشر .. لبرزت عبارة ( لا أستطيع ) على رأس تلك القائمة ..
فكم من أمل أحالته تلك العبارة إلى ..ألم ، وكم من حلم جميل .. أحالته تلك الكلمة إلى كابوس مخيف ..وكم ..وكم تسببت تلك العبارة وأشباهها في تحطيم حياة البشر .. راودتني فكرة إشراككم أيها الأحبة أعضاء المنتدى وزواره للاستمتاع والانتفاع من هذه القصة التربوية الطريفة والمفيدة بعد أن قرأتها في أحد أجزاء سلسلة شوربة الدجاج للحياة .. وأنا أتمنى أن يقرأها كل منكم .. فبلا شك سيستفيد منها..
تقول القصة أيها الأحبة .. وقد وردت على لسان إحدى المشرفات ( موجهة تربوية ) :

دخلت على إحدى المعلمات في إحدى الزيارات الإشرافية .. وما أن دخلت الفصل حتى تعجبت من رؤيتي لكل الطلاب والطالبات منهمكين في تدوين عبارات على أوراق بيضاء أمامهم .. وكانت المعلمة هي الأخرى منهمكة في تدوين عباراتها في أوراق بيضاء أمامها .. فمررت على الطلاب والطالبات لأنظر ماذا يكتبون .. فرأيت أحدهم قد كتب في ورقتة العبارات التالية :
– لا أستطيع أن أحل واجب الرياضيات دون مساعدة من والدي ..
– لا أستطيع أن أمارس تمارين الضغط لأكثر من 10 دقائق ..
– لا أستطيع أن أنضم إلى فريق كرة القدم ..

وأما إحدى الطالبات فقد ملأت ورقتها بهذه العبارات :
– لا أستطيع أن أمتنع عن تناول وجبات البطاطس المقلية مع أن الطبيب منعني منها .
– لا أستطيع أن أصارح زميلتي .. بالخطأ الذي تقع فيه بانضمامها إلى تلك الشلة ..

وهكذا كان كل الطالبات والطلاب يصفون عبارات تبدأ بلا أستطيع في أوراقهم .. وقررت أن أنظر إلى ما كانت تكتبه المعلمة وقد أخذني الفضول كل مأخذ .. فاقتربت منها فإذا هي أيضا قد ملأت ورقتها بعبارات تبدأ بهذه الكلمة مثل:
– لم أستطع أن أغير من سلوك الطالب … تجاه أقرانه .
– لم أستطع أن أقنع والدة الطالبة .. لحضور ملتقى أولياء الأمور ..

وهكذا .. كان الجميع منهمكين في حصر ما لا يستطيعونه وتدوينه في هذه الأوراق .. وبعد فترة توقفت المعلمة عن الكتابة وأحضرت صندوقا صغيرا .. ومرت به على كل طالب وطالبة وطلبت منهم وضع أوراقهم تلك في هذا الصندوق .. ثم طلبت منهم أن يتبعوها ..فخرجت إلى فناء المدرسة وأحضرت جاروفا ثم قامت بحفر حفرة صغيرة في الأرض .. ووضعت فيه الصندوق الذي يحوي الأوراق التي دون فيها الجميع ما لا يستطيعونه .. ثم أهالت التراب عليه .. ووقفت أمام الطلاب والطالبات .. وقالت : أيها الأعزاء لقد انتهينا لتونا من دفن السيد ( لا أستطيع ) .. الذي تسبب في كثير من الأذى للعديد منا وقد ودعناه اليوم جميعا إلى مثواه الأخير ، فمنذ اليوم لم يعد له وجود بيننا ..

تقول المشرفة .. لقد تأثرت كثيرا بهذا الموقف .. وفيما بعد كلما ظننت أني لا أستطيع فعل أمر ما .. تذكرت ذلك الموقف وتيقنت أن لا أستطيع قد مات وتم دفنه .. وأنه لم يعد له وجود بيننا ..

الإخوة الأفاضل .. الأخوات الفاضلات ليتنا نستطيع أن نغرس مثل هذه المعاني الجميلة في نفوس أبنائنا وبناتنا بمثل تلك المواقف البسيطة والعميقة الأثر ..
ولا أنسى في هذا المقام أن أذكركم بقصة كلكم تعرفونها بكل تأكيد عن ذلك الشيخ المربي الذي كان يفضل تلميذا من تلامذته على غيره مع أنه كان الأصغر سنا بينهم .. فلما لامه اللائمون على ذلك .. أعطى كل تلميذ منهم طائرا وسكينا فقال لهم ليذبح كل منكم طائره في مكان لا يراه فيه أحد .. فانطلق التلاميذ بطيورهم وعادوا بعد فترة وكلهم قد ذبح طائره .. إلا ذلك الغلام النجيب .. فقد عاد وطائره حي .. فسأله الشيخ عن السبب .. فقال التلميذ : لقد اشترطت أن أذبحه في مكان لا يراني فيه أحد .. ولكنني وجدت أن الله يراني في كل مكان .. فلم أستطع أن أذبحه ..

وهكذا مواقف بسيطة ولكنها تحمل معان عظيمة بإمكانها أن تقلب حياتنا رأسا على عقب .. وتعطينا الأمل لنبدأ من جديد
ولن يجد اليأس طريقه إلى قلوبنا طالما نحن مؤمنين ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ..

ملاحظة : القصة الأولى من الجزء الأول من الكتاب الذي أشرت إليه مع تغيير في بعض العبارات بما يتناسب مع ثقافتنا
ملاحظة : شاركت بهذا الموضوع في موقع الأحياء والعلوم سابقا تحت باسم bio04

قصة رائعة جدا
متى سنقوم بدفن (لا أستطيع) ونستعيض بدلا منها بآخر اسمه( ممكن- أقدر- أستطيع)

بارك الله فيك وبقلمك
فاختيارك رائع
نتمنى دائما ان نجد مواضيعك الرائعة

حياك الله غاليتى بيننا

وسعيدين بانضمامك لناالشارقة

أهلا بكِ
قصة رائعة ومفيدة
سلمت …قصة رائعة
…إن كانت الإرادة موجودة …فكلمة لا أستطيع ستحذف …
قم حاول لا تتردد
شعار انادي باتباعه دائما

قم حاول لاتتردد
نعم نعمت الهدية
وحقا إذا لم نكن بعزمة وهمة من يقول
المستحيل قد بدا لعيني ممكنا سأري الخليقة ما رأت عيناي
فعلى دنيا أمثالنا السلام
سلمتم وسلمت أناملكم

كم كنت أقول لا أستطيع ولن أقدر أن أكون معلمة حتى بعد تخرجي من الكلية ودراستي التربية وكل هذا بدفع مِن مَن لا أنسى فضلها علي أمي الغالية
والآن وبعد خمس سنوات من العمل خارج نطاق دراستي قرر وأن أستطيع
وأنا الآن أحاول أن أصل في عملي إلى المعالي

أشكرك على هذا المجهود الطيب

مواقف رائعه جداً .. تحمل الكثير من المعاني و العبر ..
يجب علينا دوماً أن نحاول فلا ضير من المحاولة .. فهي أفضل من "لا أستطيع" ..
و الفشل ليش بمانع بل هو بحافز ..
أشكرك على مشاركتكِ بالقصة معنا ..
بارك الله فيك ..وجزاك الله خيرا

قصص مليئة بالحكم والفوائد ..

لا أستطيع … سندفنها من اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.