الأحد ,18/09/2011
سمتها الرئيسية صغر حجمها وسائقوها متهورون
قرارات واستعدادات مختلفة شهدها الميدان التربوي استعدادًا لاستقبال الطلبة في عام دراسي جديد لتجاوز مشكلات الماضي، والتقدم نحو الأفضل على كل الصعد، جهود علق عليها أولياء الأمور آمالاً عديدة بألا يواجهوا وأبناؤهم شيئاً من صعوبات العام الماضي، وتحديداً على صعيد المدارس الخاصة التي خاضوا معها عاماً من الجدل الطويل حول الأقساط والرسوم والقرارات والخدمات، التي وعدت إدارات معظم تلك المدارس بتحسينها، وأكدت أن مطالبتها بزيادة أقساطها المدرسية جاءت تبهدف سد حاجة المدارس وتحسين الخدمات المقدمة للطلبة، ويبدو أن تقييم أولياء الأمور بدأ منذ اليوم الأول بالبحث عن الجديد الذي أسهمت الرسوم الإضافية بإيجاده، فكان أول اللاتغيير الذي تحدث عنه أولياء الأمور استمرار مشكلة الحافلات المدرسية التي تقل طلبة المدارس الخاصة من منازلهم نحو مدارسهم، وهي المشكلة التي طرحها عدد من ذوي الطلبة العام الماضي وعادوا ليتحدثوا عنها بعدما لم يتغير شيء على حد تعبيرهم بداية هذا العام، فقد أكد عدد من أولياء الأمور أن هذه الحافلات ما زالت دون المستوى المطلوب سواء من حيث حجمها أو وجودتها الداخلية ومدى توافر مقومات السلامة فيها .
تقول فاطمة عوض: “آليات نقل الطلبة من المدارس وإليها هي نقطة مهمة تتعلق بسلامة أبنائنا، وتضع المعنيين بهذا الأمر تحت طائلة المسؤولية المباشرة عن أي ضرر قد يلحق بهم، وأنا لا أستبعد أن يحصل ذلك، فما نشاهده كأولياء أمور يقلقنا ويقلق أي شخص يراقب مستوى هذه الحافلات وحتى العاملين عليها، فهي صغيرة الحجم سيئة التكييف يتكدس بداخلها الطلبة، ويغيب المشرفون عنها، ناهيك عن اختفاء مقومات الأمن والسلامة داخل الحافلة، طالبنا كثيراً إدارة المدرسة بضرورة تحسين حافلاتها، وكانت الإجابة بأن الإمكانيات لا تسمح، ندفع زيادة بالرسوم ولا نلمس أي تحسين ولو على صعيد أهم الأمور كوسيلة نقل الطلبة” .
رحلة شاقة
وأضاف محمد عبد الغني: “تأتي حافلة صغيرة تابعة للمدرسة الخاصة التي يدرس فيها أطفالي لتقلهم يومياً إلى مدرستهم، وحين أقف لأراقب هذه الحافلة أتعجب من الحال التي هي عليه، فهي بالية صغيرة الحجم، يجلس بداخلها الطلبة متراصين، يعانون ضيقها، فأعدادهم تحتاج إلى حافلة أكبر، وقد أبلغتنا إدارة المدرسة في وقت سابق أنها تعاني مشكلة ستتجاوزها مطلع العام الجديد، وبدأ العام الجديد ودفعنا الزيادة على الرسوم ولم يتغير شيء في وضع الحافلات، حين يعود أطفالي من المدرسة أحزن على حالتهم، فمدرستهم بعيدة من المنزل ورحلتهم شاقة يجوبون معظم شوارع المدينة، ويصلون إلى المنزل بعد ساعة كاملة من انتهاء اليوم الدراسي” .
استهتار أم تقصير؟
وتابع “محمد .م”: “وعدنا كثيراً بتغيير الحافلة التي تقل أطفالي من المدرسة وإليها ولم يتغير شيء، فقررت اختصار المسألة هذا العام والاعتماد على نفسي بتوصيل أبنائي إلى مدرستهم يومياً، فأنا لن أنسى حجم القلق الذي عشنا فيه بعد الحادث الذي تعرض له أطفالي وهم عائدون من المدرسة، بسبب السرعة التي كان يقود بها السائق، والغريب أنه استمر في عمله وكأن شيئاً لم يكن، ولم يحضروا حتى مشرفة للحافلة، وبالتأكيد ذلك لتوفير أجر موظف إضافي، لا أدري إن كان هذا استهتاراً بسلامة الطلبة أم تقصيراً غير متعمد، ولكن أياً كان لا أعتقد أن هذا الموضوع يمكن أن يترك لتقدير القائمين على إدارات المدارس الخاصة، بل يحتاج إلى رقابة أكبر من الجهات المعنية وقوانين أكثر حزماً” .
الرقابة والتنظيم
وسألت مريم خالد: “لماذا لا يتم تنظيم عمل الحافلات المدرسية التابعة للمدارس الخاصة تحت إشراف جهة معينة، كما يحدث في المدارس الحكومية؟ فهذه الجهات أثبتت أهمية دورها في تنظيم عمل الحافلات والحفاظ على سلامة الطلبة من خلال اختيار أفضل السائقين والمشرفين، لماذا تترك المسألة بلا ضوابط صارمة في المدارس الخاصة؟ فالأمر لا يحتاج إلى المتابعة والمراقبة بل إلى التنظيم الكلي الذي تشرف وتحاسب عليه جهة معينة، نتعجب فعلاً كيف لم يتم حل هذه المسألة حتى الآن مع العلم أننا طالبنا كثيراً بضرورة معالجتها، وتأملنا خيراً مطلع هذا العام ولكن لا شيء تغير” .
الرقابة مستمرة
أكد عدد من مديري المدارس الخاصة في العين، أن مسألة العناية بالحافلات المدرسية من حيث هيكل المركبة والقائمون عليها والخدمات الموجودة فيها ليس أمراً ثانوياً، بل هو أمر أساسي يأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام والمراقبة المستمرة، وذلك يأتي نتيجة الحرص على سلامة الطلبة وأهمية أن يكملوا يومهم الدراسي دون أي عوائق أو مشكلات منذ خروجهم من منازلهم حتى عودتهم إليها سالمين، وشددوا على أن الحافلات تخضع لرقابة مستمرة، فالأمر ليس متروكاً دون رقابة أو تنظيم، إلى جانب الحرص على وجود المشرفين في جميع الحافلات، وعدم التساهل مع أي شكوى ترد إلى إدارة المدرسة عن سوء تصرف أو إهمال ناتج من المشرف أو السائق، ودعوا أولياء الأمور إلى الاطمئنان على أبنائهم، فهم بين أيدي أمينة تحرص على سلامتهم وتدرك حجم المسؤوليات المترتبة عليها، وأشاروا إلى ضرورة ألا يعمم استهتار مدرسة معينة أو سلوك ناتج من شخص ما على جميع المدارس الخاصة في العين، فهناك إدارات تبذل جهوداً جبارة لتوفير أفضل الظروف التعليمية والخدماتية للطلبة .
المصدر: جريدة الخليج