بداية أتقدم لأسرة مدرسة محمد الفاتح للتعليم الأساسي بالتحية والتقدير وذلك لإتاحتهم لي هذه الفرصة الكريمة للتواصل مع أطراف الساحة التربوية من إداريين ومعلمين وأولياء أمور وطلبة عبرمجلتكم المميزة ……
وبخصوص السؤال عن دور الأنشطة المدرسية وأهميتها في صقل وتنمية مهارات الطلبة …
فمما لاشك فيه تعتبر المدرسة محطة هامة جداً من المحطات التي يمر الأنسان بها في مسيرة حياته محطة الهدف منها أن يتعلم الانسان وأن يتلقى ويتزود من العلوم والمعارف على اختلافها وعلى أيدي أساتذة افاضل تخصصوا في مجالات علمية مختلفة وتدربوا وتم إعدادهم لكي يستطيعوا إيصال هذه المعلومات إلى الطلبة بوسائل تربوية مختلفة وبالتعاون مع أسر الطلبة …. ولكن لوحظ اته دائماً ما يغلب الجانب النظري على عملية التعليم وعلى عملية توصيل المعلومة للطلبة وذلك يرجع لعدد من العوامل والأسباب كطبيعة المناهج الدراسية وطرق تقييم الطلبة وطبيعة اليوم الدراسي وإمكانات المدرسة … الخ
من هنا تبرز أهمية حصص مواد النشاط في المدرسة كمادة التربية الموسيقية ومادة التربية الفنية ومادة التربية الرياضية والتي أعتبرها العديد من التربويين بأنها متنفس للطلبة يستطيع من خلالها الطالب أن يتحرر من قيود الحصص الدراسية النظرية إلى حصص يغلب فيها الطابع العملي .. ومهم جداً هنا أن نؤكد على أن حصص مواد النشاط ليست حصص للترفيه أو أنها مواد هامشية وليس لها هدف أو أبعاد تربوية بل يجب أن يعلم الجميع أن مواد النشاط لم تدرج ضمن المواد الدراسية أعتباطاً أو بدون جدوى …. وإن كان هناك فعلاً بعض الممارسات الغير مسؤلة من قبل بعض معلمي الأنشطة الذين يسيؤن بقصد أو من غير قصد لمواد النشاط وأهدافها .. فالعيب هنا ليس في المادة بل في المعلم نفسه … فهناك العديد من المكاسب التي ستتحقق لو تم تطبيق حصص النشاط بالشكل الصحيح .
وبالإظافة لحصص مواد النشاط الدراسية أو الصفية هناك عدد من أوجه النشاط اللاصفي التي يجب أن تنفذ في المدرسة مثل المجالس والجماعات الطلابية ونشاط المسرح المدرسي والإذاعة المدرسية ونشاط الرحلات والمعسكرات الطلابية ونشاط المسابقات على إختلافها ( العلمية والاجنماعية والثقافية والرياضية ) وغيرها من الأنشطة التي تنفذ في الكثير من مدارسنا …. ففي ظل هذه الأنشطة وعلى إختلافها من الطبيعي جداً أن تكون هناك مكاسب وأثر طيب على شخصية الطلبة وسلوكهم خاصة إذا تفاعل الطلبة التفاعل الإيجابي مع هذه الأنشطة وفعالياتها وإذا تم أيضاً الإعداد الجيد والمدروس لهذه الأنشطة من قبل إدارات المدارس والقائمين على الأنشطة .
وقد لوحظ فعلاً من خلال التواصل مع العديد من الطلبة الذين أنهوا دراستهم الثانوية والتحقوا بالجامعات أو بوظائف مختلفة أن الأنشطة التي كانوا يحرصون على المشاركة فيها لها أثر جيد على شخصياتهم وأتضح ذلك من خلال تفاعلهم مع الآخرين … وهناك العديد من المسؤلين في الدولة لا يترددون أبداً بالتصريح بأن الأنشطة المدرسية لها أثر كبير على شخصياتهم وعلى علاقاتهم الاجتماعية …. وأتذكر هنا أن أحد الأصدقاء وهو يعمل بوظيفة اختصاصي اجتماعي بإحدى مدارس الدولة ذكر لي أنه استطاع أن يعالج حالة أحد الطلبة كان يعاني من خجل شديد وذلك من خلال إشراكه بالإذاعة المدرسية ….
ويمكننا أن نذكر بعض المهارات التي من الممكن أن يكتسبها الطالب من خلال تفاعله ومشاركته بالأنشطة المدرسية المختلفة وهي على سبيل المثال لا الحصر :-
1- تنمية جوانب شخصية الطالب المختلفة وإعداده للحياة العملية .
2- زيادة ثقة الطالب بنفسه .
3- صقل وتنمية مهارات الطالب وهواياته .
4- تنمية ملكة الإبداع والخيال لدى الطالب .
5- تنمية روح التعاون والعمل الجماعي والعمل التطوعي .
6- تنمية روح الولاء والإنتماء لدى الطالب تجاه مدرسته ووطنه .
7- زرع وتأصيل وتنمية القيم الفاضلة في نفس الطالب مثل قيمة الصدق والأمانة والإيثار .. وغيرها من القيم النبيلة .