الأحد ,18/09/2011
قرار الآباء ثاني أقوى العوامل
استعرضت دراسة تربوية قام بها فريق من مدرسة فلسطين للتعليم الثانوي بمجلس أبوظبي للتعليم، العوامل التي تؤثر في طالبات الصف الثاني عشر بالمدرسة عند اختيار البرنامج الدراسي الجامعي بعد تخرجهن في المرحلة الثانوية، وتطرح الدراسة ما يمكن فعله لمساعدة الطالبات وأولياء الأمور في اختيار التخصص الجامعي الملائم، وكيفية الالتحاق بالبرنامج الدراسي الجامعي الذي وقع عليه الاختيار عقب التخرج في الثانوية .
تمحور البحث على نقطة بالغة الأهمية عمّا يمكن فعله للحد من الحاجة إلى الخضوع للبرنامج التأهيلي لدراسة تقنية الحاسب الآلي، وقد هدفت التدخلات التي وضعت إلى ضرورة إمداد الطالبات بالمهارات والقدرات والكفاءات اللازمة لبرامجهن الدراسية، فإن فطنت المدرسة لأفضل الطرق لمساعدة الطالبات وأولياء الأمور، فسيمكنها تقديم تدخلات مبكرة على سبيل المثال في الصف العاشر، باعتباره أول صف تلتحق به الطالبات بالمدرسة، حيث طرحت القائمتان على البحث فاطمة فرج الله وإليز دادسون من مدرسة فلسطين للتعليم الثانوي أربعة أسئلة تشمل معرفة أهداف الطالبات من الدراسة الجامعية، والحافز من وراء قراراتهن، وكيف يتخذن خياراتهن الجامعية، وماذا تعرف الطالبات عن البرامج الدراسية الجامعية، وما الذي يؤثر في قراراتهن المتعلقة بدراسة برنامج للحاسب الآلي، والتدخلات التي يمكن وضعها لضمان استعداداتهن للدراسة الجامعية عقب التخرج من مدرستهن .
ومن أجل تحقيق أهداف البحث استعان الفريق التربوي باستطلاع رأي إلكتروني شاركت فيه طالبات المدرسة بهدف جمع بيانات أولية، كما استخدمت البيانات الثانوية لتحديد معلومات عن استيعاب البرامج الدراسية الجامعية، وكذلك تم جمع آراء أولياء الأمور، وتم إجراء مقابلات مع ثلاث حالات درست بنحو متعمق من أجل جمع البيانات .
وأفاد معظم الطالبات اللواتي شاركن في الاستطلاع، وعددهن 202 طالبة بالصف الثاني عشر، اللاتي استجابت منهن 127 طالبة، أي ما يعادل 63%، بأنهن فكرن في الالتحاق بالجامعة، حيث فكر ما يربو على ثلثهن 39% . في اختيار برنامج دراسي عن الحاسب الآلي، وحين سُئلن عن معرفتهن ببرامج الحاسب الآلي الدراسية وجد أن 41% منهن لديهن معلومات عن البرامج الدراسية التي تقدمها الدولة، بينما فاقت نسبة من قلن إنهن لا يعرفن عنها شيئاً (النصف)، أما من قلن إنهن يأملن لقاء نساء محترفات في مجال تقنية الاتصالات والمعلومات، فقد فاقت نسبتهن 64% .
كما ذكرت طالبات تعدت نسبتهن 52% أن اهتماماتهن وطموحاتهن الشخصية هي الحافز الرئيس الذي يدفعهن لاختيار برنامج دراسي جامعي، وهناك من قلن إن آراء أولياء أمورهن آثرت بهن وقد فاقت نسبتهن 28% .
وكشف البحث أن الاهتمامات الشخصية للطالبات في اختيار برامجهن الدراسية الجامعية جاءت في المرتبة الاعلى بنسبة 82%، واحتلت آراء الآباء المرتبة الثانية، بفارق بسيط أما المنهج الدراسي، فقد كان أقل العوامل المحفزة إلى الاختيار المباشر، حيث إنه جاء في المرتبة الأدنى حين طلب من الطالبات ترتيب العوامل المؤثرة، أما من أردن الدراسة داخل الدولة بعد التخرج من مدرسة فلسطين فقد بلغت نسبتهن 50%، واللواتي يأملن الذهاب إلى بلد آخر سجلن نسبة 40%، أما النسبة المتبقية 10%، فقد انقسمت بين البحث عن وظيفة في هيئة حكومية، والعمل بمشروع العائلة، والتوقف عن الدراسة عاماً ودراسة برنامج مهني أو الزواج .
وخلصت الدراسة إلى أن أغلبية الطالبات اللواتي خضعن لاستطلاع الرأي وضعن في الاعتبار البرامج الدراسية الجامعية، وكذلك الأغلبية العظمى من قلّة من أولياء الأمور الذين شاركوا في الاستطلاع، إذ ذكروا أن التعليم الجامعي يعد مهما بالنسبة إلى طالبات الصف الثاني عشر، ويرغبون في تشجيع بناتهم على دراسة تقنية الاتصالات والمعلومات بالجامعة .
واقترحت الباحثتان عدداً من التدخلات لرفع استعداد الطالبات للتعليم الجامعي منها مراجعة نهج تدريس المقرر الدراسي، لتحديد إن كان من الممكن الارتقاء به، وجعله ممتعاً، وتطبيق منهج تدريس قوي قائم على المشروع ويكون مرتبطاً بحياة الواقع، ويُعِدّ الطالبات لمتطلبات الجامعة ويحول في النهاية دون الحاجة إلى برنامج دراسي تأهيلي، ودمج الأنشطة الطلابية في يوم التوجيه المهني .
المصدر: جريدة الخليج