رحلتي مع الإرشاد (37)
أعرف أن الإرشاد لازال يغط في نوم عميق ، وهوغير مفهوم حتى عند بعض المسئولين ، لماكنت رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد بمنطقة الرياض التعليمية، أجبرتنا الوزارة الموقرة علىإدخال تخصصات غير مناسبة للإرشاد ليصبحوا مرشدين، فعارضت الفكرة وقلت إن ذلك هدما للإرشاد ، ولكن لقد أسمعت لوناديتحيا*** ولكن لاحياة لمن تنادي ، وقلت في نفسي لابد من وضع اختبار تحريري يدور حول أساسيات الإرشاد فأختبر بهالمتقدمين للإرشاد ،إلى جانب المقابلات الشخصية لأني أعرف أن المقابلة الشخصية باب واسع يدخل معه الغث والسمين والصالح والطالح، وفعلا وضعت الاختبار وتقد م مايزيد على 120 معلما من مختلفالتخصصات التي لاعلاقة لها بالإرشاد إطلاقا كما تريد الوزارة الجليلة فلم ينجح في هذا الاختبار إلا 20 معلما فقط ، فغضب علي من غضب، حتى أنأحد المسئولين في الوزارة اتصل بي وناقشني لماذا لم ينجح إلا 20 معلما والمدارس بحاجة ماسة للمرشدين ، فقلت له لأنهلايوجد لديهم خلفية إرشادية كيف ينجحون؟؟، وقتها كنت من المغضوب عليهم ،لأنهم يريدون تعبئة المدارس بالمرشدين ولا يهمهم كيف هذه النوعية من البشر تهتم بالكم عندنا وعندنا فقط ، هكذا تسيرالأمور وتجري الرياح بمالا يشتهي السفن ،نحن في مجتمع لايعيش فيه إلا من يداهن000 وينافق ويوصل المدير إلى المطار ويفتح له با ب السياره ويلبسه مشلحه ، ويقضي له حاجاته الشخصية وإلا سوف لايكون له مكانة عنده ، هل أنا مثالي في مجتمع غير مثالي ، يقولون المثالية في مجتمع غير مثالي جنون ، هل هذه العبارة صحيحة ؟؟ إذا كانت هذه العبارة صحيحة فأنا مجنون إذن0
قال لي أحد الزملاء يا أستاذ إبراهيم لاتكن دقيقا بالمرة ، سددوا وقاربو ا مايمشي في هذا الزمن إلا هذا الأسلوب ، فقلت له أشكرك على هذه النصيحة ، وسوف أحاول أن أغير من طبعي 0
في يوم ما زرت مدرسة المهلب بن أبي صفرة الإبتدائية في الرياض ، هذه المدرسة يدرس فيها طلاب المؤسسة النموذجية ، علاوة على وجود فصول تابعة للتربية الخاصة ( سمع ونطق ، وتخلف عقلي بسيط ) المهم أنني قابلت المرشد الطلابي على ما أذكر الأستاذ /عبدالرحمن الجربوع ووجدت عنده تلميذا صغيرا كويتي أثناء الغزو العراقي على الكويت ، هذا الطفل يعاني من بكم اختياري ، ومثل هذا الطفل لايعالج داخل المدرسة لابد من وحدة خاصة يعالج فيها أمثاله ولعل ذلك مما دفعني إلى التفكير في إنشاء وحدة إرشادية تتولى أمر أمثال هذا الطفل المسكين وغيره من الحالات ، والمقصود بالبكم الاختياري أو الصمت الاختياري هو أن الطفل لايتحدث في المدرسة ومع الغرباء ولكنه يتحدث بشكل طبيعي في المنزل مع أهله ومعارفه أحدآباء هؤلاء الأطفال أحضر لنا في الوحده الإرشاده تسجيلا لطفله وهو يتكلم ولكن عندما طلبنا من الطفل الحديث أبى على العموم يحتاج هذا الطفل إلى علاج سلوكي معرفي تستخدم معه لوحة النجوم والتأثير في والديه ليعاملاه معاملة خاصة حتى تتحسن حالته ، ومثل حالات البكم الاختياري إذا عولجت مبكرا صارت فرصة العلاج أنجح وبعض العلماء يرى أنه لايوجد شيء اسمه البكم الاختياري إنما هو نوع من الرهاب الاجتماعي لكن الذي يهمنا نحن في الإرشاد النفسي هو العلاج إذا لم يكن للوقاية سبيلا لأن الوقاية بلاشك أفضل ، لما قابلت المرشد الطلابي كالعادة في المدرسة تحدث لي عن حالة طالب حضر إليه من المؤسسة النموذجية وقال له يا أستاذ عبدالرحمن أنا سوف أغدر هذه البلاد فلاحاجة لي بالبقاء هنا لاأم ولا أب ومجتمع يزدريني ويحتقرني حب الوالدين وعطفهما وقد فقدته ولم يبق لدي شيء أخسره وأندم عليه ، يقول الدكتور سبوك في كتابه حديث إلى الأمهات مشاكل الاباء في تربية الأبناء ص8(لكن فشل الآباء في التعبير عن حبهم للأبناء أو عدم التفاني في حب الأبناء يؤدي إلى نتائج خطرةتظهر بوضوح في مؤسسات رعاية الأحداث )0
إذا استنتج من مامضى من كلام الدكتور /سبوك أن اليتيم وهو من لاأب له أو اللقيط أو أشباه اليتامى وهم من يوجد لديهم آباء ولكن مثل قلتهم فأبناؤهم لايشعرون بحبهم لهم ولا عطفهم عليهم هؤلاء الأبناء هم الأحداث وهم الجانحون الذين لم يتربوا تربية سليمة قائمة على العطف والمحبة والدفء الأسري ، إن هؤلاء الأحداث قد فقدوا أهم شيء في حياتهم وهو حب الأهل لهم فماذا نتوقع منهم أن يفعلوا؟ غير الانتقام من البيئة والمجتمع بإحراق الحرائق وإحراق إيطارات السيارات وإيذاء عبادالله بالتفحيط والسرقات والمضاربات في الشوارع وغيرها ، إنهم سوف يتحدون أي معيار خلقي أوديني أو اجتماعي بإطالة شعورهم أو ظهورهم بمظاهر بخجل العاقل من مشاهدتها فضلا عن الظهور بها ، قالت لي إحدى الفتيات عمرها 20 سنه إنني طلبت من أمي أن تحتضنني : فردت علي ردا عجيبا تدرون ماهو ؟فالت إذهبي للشرة التي بجانب البيت وتحتضنك !!! أي قسوة في هذه الأم ؟ ماتتوقعون لهذه الفتاة أن تفعل ؟ طبعا سترمي بنفسها في أحضان أي شاب يواجهها لأنها سوف تبحث عن عاطفة الحب التي تتشوق إليها ولم يتم اشباعها ، والسبب في ذلك يعود إلى جفاف المشاعر 0
أحببت أن أضمن رحلتي هذه ، صورة مؤلمة من واقع الإرشاد في مدارسنا ، فلست وحدي الذي عانى ، ولست وحدي الذي رأى الخطأ في الميدان ولم يستطع اصلاحه إليكم رد أحد المرشدين على إحدى رحلاتي مع الإرشاد :: 00
الأخ والأستاذ الفاضل
ابراهيم
عملت في الإرشاد عشر سنوات ولله الحمد
أجد كثيرا من رحلاتك هي واقع عايشته
وأزيد عليها همّاً آخر ألا وهي اللجان المتداخلة والتي تضيع العمل بعقدها وتشعبها ، فالصلاة لها لجنة والأمن الفكري له لجنة ورعاية السلوك له لجنة والجماعة لها لجنة والحالات السلوكية لها لجنة والنظافة لها لجنة والمقصف له لجنة ولو يأتي شيء لوضعوا له لجنة واضافوها للإرشاد الطلابي إضافة للجنة التوجيه والإرشاد
حتى أن لجنة الصفوف الأولية لها لجنة وتتداخل مع لجنة التوجيه والطلاب
تحدثت كثيراً في الاجتماعات واللقاءات عن هذه فلا مجيب لأن القرارات لاتصدر من مراكز أو قسم إنما من مكاتب .
آسف للإطالة
بارك الله فيك
هذا هو واقع الإرشاد في مدارسنا يتحدث عنه أحد المرشدين ، ولسان حاله يقول :
لقد أسمعت لو ناد يت حيا @@@@@@@ ولكن لاحياة لمن تنادي
والله الهادي إلى سواء السبيل 0
موفقين ان شاء الله
الشامسية
لكما مني خالص الود والتقدير على تشريفكما صفحتي — تحياتي العطره 0
وفقك الله
تقبل مروري
عشانك
تشرفت بتنويركما صفحتي بكلماتكما العذبة، أرجو لكما دوام الصحة والعافية وتقبلا مني خالص الود والتقدير 0