التصنيفات
الإدارة المدرسية

رَوِّضْ مديرك!!

رَوِّضْ مديرك!!

محمد فتحي

مَن منا لا يجد في مديره بعض الصفات غير الحميدة؛ التي غالبًا ما تنعكس على أدائه في العمل، وتسبب الضرر، ومزيدًا من الإحباطات اليومية؛ وبالتالي تترك آثارًا سيئةً على مَن يتعاملون معه في العمل من الزملاء في نفس الإدارة، وفي الإدارات الأخرى، ويمتد هذا إلى خارج العمل، وفي العلاقات مع الآخرين؟ مَن مِنَّا على وشك الإصابة بقرحة في المعدة نتيجة الظروف العصبية التي يمر بها مع مديره في العمل، وليس في المنزل؟!

إذا كنتَ من هؤلاء ففكِّر، ثم حدِّد أهم هذه الصفات في مديرك، واكتبها ثم حاول أن تروضه لتجعله مديرًا جيدًا صالحًا لإدارتك، وفعَّالاً مع باقي إدارات الشركة.

أعراض المرض

ونحن وأنت نتفق على أن هناك أعراضًا عامةً لمرض مثل هذا المدير منها:

– لا يفوض أي سلطات: فهو دائم التدخل في كل شيء، ويصحح أوضاع كافة الأمور، ويراجع مراجعة إضافية لأي عمل قبل إرساله إلى الآخرين؛ وبالتالي لا يسمح بتطور المرؤوس.

– الاجتماعات المستمرة: هذا المدير دائمًا يقف على رأس مرؤوسه- الذي لا يستطيع إنجاز شيء بمفرده-.. دائمًا هناك اجتماعات لبحث أي مشكلة تواجه العمل كبيرة كانت أم صغيرة؛ فهو مبعوث العناية الإلهية لإتمام كل الأعمال، ولديه حلول لكافة التعقيدات.

– سياسية متمرس: هذا المدير هو الذي يفرق بين المرؤوسين، ويسعى نحو خراب قلوبهم معًا؛ ليستفيد من كل واحد منهم على حدة في العمل، ويهمس في أذن البعض:" يجب أن أرى منك عملاً أفضل من زميلك فلان، أريد أن أعرف مَن سوف يسبق الآخر للوصول إلى إتمام العمل، ليس فلان أفضل منك لأنه….".

ناهيك طبعًا عن الأذون المفتوحة لكل فرد لجمع كل المعلومات عن كافة المرؤوسين، والاستفادة منها في الضغط عليهم؛ لإنهاء الأعمال حسب ما يراه مناسبًا.

– العمل ثم العمل هو كل شيء: فهذا المدير ينكر على مرؤوسيه حق الحياة الخاصة فهو يتوقع منك أن تكون إنسانًا مدمنًا لعملك، ويجد نفسه مرتاحًا في المكتب أكثر من المنزل.. دائمًا يتصل بمرؤوسيه للاطمئنان على سير العمل.

– لا يذكر بخير من يحقق إنجازًا: فهو يفترض دائمًا أنك يجب أن تنجز عملك حتى تنال راتبك، ولا تستحق أي كلمة شكر- حتى ولو أنجزت هذا العمل بطريقة جديدة وابتكارية- فهذا مفروض عليك أن تفعله.

– روتيني النزعة: فهو يتمسك بالنظم الإدارية، ويلتزم بها التزامًا حرفيًّا؛ وإلا ضاع كل شيء.. فإذا واجه المرؤوس مشكلة ولم يقم بحلها وفقًا للقواعد والنظم المعمول بها فهو إنسان فاشل لا يستحق وظيفته.

– المنظر الجميل: هو دائمًا متأنق في ملبسه ومكتبه فهو يعتز بنفسه جيدًا، ويهتم بأن يجعل مكتبه في أفضل منظر، ويجمع الشهادات، وما يثبت تفوقه على أقرانه، وفي نفس الوقت يترك مرؤوسيه في مكاتب قذرة ويعملون بأجهزة قديمة، ويجلسون على أثاث كئيب، ويا ليت هذا فقط، بل المهم أن مكتبه دائمًا مغلق ما لم يكن خارجه.

– الباب المغلق: كل مرؤوس لديه أي اقتراح جيد يفيد العمل والشركة؛ عليه أن يجتاز خط بارليف الحصين حتى يصل اقتراحه إلى ذلك المدير؛ فهو أمير؛ وكافة العاملين مجرد تابعين وحشم، وإذا ما أراد إحداث تغيير يفيد العمل؛ لا يبدأ بالمرؤوسين ويسألهم، وإنما يسعى نحو استشارة الخبراء من خارج الشركة – وهناك من المرؤوسين في العمل مَن هم على نفس الخبرة – ويَفرض الأمر على مرؤوسيه؛ فهو يعرف أكثر مما يعرفون.

– ينكر على المرؤوس أن يواصل تعليمه: فهو يرى أن هذا مضيعة للوقت، ويخشى أن يتعلم المرؤوس، ويزيد من مهاراته؛ وبالتالي يهدد موقعه، وكذلك فَهْم المعلومات والمراجع فهو مصدرها الوحيد.

– مجموعة من الأعراض المختلفة مجتمعة معًا: فهو لديه أهداف غير واضحة، غير مخطط في عمله، متجهم دائمًا، أولوياته غير مرتبة، ذو صوت عالٍ دائمًا، لا يعرف مهارات مرؤوسيه ولا يوظف جهودهم جيدًا، يغفل دائمًا مشاعر مرؤوسيه ولا يتمتع بمرونة في حل المواقف والأزمات..

المواجهة ثم الهجوم

والآن جاء دورك لتُروِّض ذلك المدير المريض، ولكن قبل أن تحاول علاجه تذكر أمرين:

– هل هذا المدير يقوم فعلاً بهذا التصرف مِن تِلقاء نفسه، أم أنك قد أجبرته على القيام بهذه الأمور.. أي أنك سبب مرض مديرك؟

– هذا المدير مديرك مهما كان به من أمراض.. عليك أن ترجع إليه فهو قد يكون ثروة؛ فلا تبددها في الصراع.

إذا كنت- حتى هذه اللحظة- مصرًّا على رأيك في مديريك؛ فلم يبق أمامنا إلا المواجهة، والهجوم عليه؛ لصالح الشركة وليس للمصالح الشخصية.. اطلب أولاً مقابلته شخصيًّا؛ اطرح عليه ما تواجهه من مشكلات في التعامل معه بصراحة ووضوح، واطرح عليه ما تريده من أشياء حتى ينصلح الأمر، وسوف يتطلب ذلك استخدام أفضل مهارات الحديث؛ لكي تتحكم في مشاعرك الواقعة تحت سيطرة الضغوط من ذلك المدير السيئ، ودعم طلباتك ومقترحاتك برسوم بيانية، وخرائط، وشكاوى، وحقائق وأَثْبِتْ له وجهة نظرك مكتوبة وليس شفاهة.

ولكن ضع في حسبانك أنه إذا وصل مديرك إلى درجة الحماقة؛ فقد يكلفك هذا أن تفقد وظيفتك، وعليك أن تختار الآن إما أن تتعامل مع مدير أحمق- وليس سيئًا- وإما أن تهرب للبحث عن عمل آخر.

أيُّها المشكلة.. رَوِّض نفسك

وأنت- أيها المدير المشكلة- لماذا لا تُروِّض نفسك بدلاً من أن يُروِّضك الآخرون؟ لماذا لا تسعى نحو التعلم، واكتساب المزيد من المهارات؟ لماذا لا تشجع مرؤوسيك على المبادأة، واتخاذ القرار؟ اختلط بالعاملين معك، وشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وحاول أن تعالج مشكلاتهم وأمراضهم؛ فقد يكونون أيضًا مرضى مثلك، واجعل منهم أداة لتفوق الشركة.. أنت وهم ولست أنت وحدك.. أنت لست في غابة تخشى مِن كل مَن حولك.

وإذا كنا في غابة فلماذا تصر على أن تكون أنت وحدك مَلك الغابة؟!

قد يكون هذا ظنك.. فأنت إذا أصررت على ذلك الاعتقاد بأنك مَلك الغابة؛ فسوف تكون بلا شك حمل الغابة.

مشكوووووووووووووووووووووووووووووورة على الموضوع
تسلم عالموضوع
مشكورة على الموضوع

يعطيك العافية على هذا الموضوع الرائع وشكرا
إبداع بمعنى الكلمهـ
كلماتـ قيمه .. وكلمات في قمه الروعه

سلمتِ غاليتي ودام قلمكِ المميز

يعطيك العافية
شكرا على الطرح الجيد يا شروق الشمس … بس هل هناك طرق يستطيع من خلالها المدير أن يروض الموظفين خاصة في ظل ضعف الأمكانيات المادية في مقابل زيادة الضغوط الحياتية المختلفة .
مشكورة اختي ع الموضوع
الشارقة
الله يرضى عليك و يسدد خطاك
تسلمين الغالية على هالموضوع الشيق والمفيد ..وفقك الله
أسأل الله لنا ولك والمسلمين الجنة
جزيت الجنان أخية و أصلح الله قلوبنا و قلوبهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.