مدارس … فصول المصادر تعلم بالصوت والصورة
تعتبر غرفة المصادر في الكثير من المدارس مكاناً لجذب الطلبة في مختلف المراحل، وذلك لما تحتويه من وسائل تعليم متعددة وأجهزة حاسوب، وشاشة عرض، وألعاب لم يعتد الطلبة على وجودها في الفصول العادية، وتسهم هذه الغرفة في دعم المنهج الدراسي، وتزويد الطلاب بمهارات تزيد قدرتهم على التعلم عن طريق كسر الروتين الدراسي بعدما وجد الطلاب فيها أساليب تربوية متعددة، ومتطورة تعتمد على التقنيات الحديثة، والوسائل المطورة، والافلام السينمائية.
تحقيق: نوف أنور
الطالب خالد وليد ديماس من مدرسة “الاتحاد” الخاصة يرى أن غرف المصادر مهمة، وخاصة للمرحلة الثانوية، فبعض المواد كمادة الكيمياء، والفيزياء تتطلب اجراء التجارب، والاختبارات العملية، وكلما تطلب الدرس الخروج من الفصل، والذهاب الى غرفة المصادر نشعر بمتعة التعلم خاصة أن المدرسة وفرت العديد من الوسائل، واتمنى أن تعتمد تلك الغرف على أسلوب المدرجات.
عبدالرحمن حارب طالب في المرحلة الثانوية في مدرسة “العالمية” الخاصة يقول: “كثير من المعلمين يحضروننا الى غرفة المصادر، والتدريس لنا بطرق مختلفة من خلال استخدام وسائل تعليمية، والاعتماد على خبرات تعليمية اقرب الى الواقعية، ويوثق الصلة بالأهداف التي نسعى الى تحقيقها، وتعدد التقنيات، والأساليب الموجودة في غرفة المصادر تجعلنا أكثر استعداداً للتعلم ونتمنى أن تتاح في هذه الغرف مشاهدة فيلم سينمائي حول المواد الدراسية.
عمر أحمد عبدالله طالب في المرحلة الاعدادية بمدرسة “محمد الفاتح” للتعليم الأساسي يؤكد أهمية غرفة المصادر بالنسبة له، ولكثير من زملائه لأنها تساعدهم على استيعاب، وفهم المواد الصعبة بطرق متنوعة خاصة أنها تكسر الروتين، وتتيح الفرصة لفتح باب النقاش، والحوار بينه وبين اساتذته.
ويضيف: أتمنى أن تحتوي الغرفة على جميع الوسائل التي تجذب اهتمامنا بالإضافة الى الالعاب الالكترونية، والاقراص المدمجة التي تبسط المواد الدراسية وتجعلها أكثر سهولة.
محمد عبدالرحمن الزرعي مدرسة الرفاع قال: تتوافر في المدرسة غرفة تحتوي على شاشة العرض واجهزة الكمبيوتر، وجميع الوسائل الممتعة في الشرح مما يشجعنا على الدراسة، وسرعة فهم المادة واستيعابها.
أما خالد الزعابي مدرس بمدرسة الشويب فقال: غرفة المصادر إضافة جديدة للمواد، ويمكن ان تكسر جمود مادة التاريخ التي اشرحها للطلاب، ولها العديد من الفوائد التي تعود على الطلبة منها اختصار الزمن، والربط بين الحدث والصورة، كما نعلم أن الصورة ترسخ بذهن الطالب، ويجب على المعلم أن يواكب التطورات في عالم التربية ليستطيع التواصل مع الطالب.
عبدالرحمن محمد مدرس قال: غرفة المصادر ضرورة ولكنها تحتاج لوقت طويل للشرح مما يؤثر في سير المنهاج الطويل، لذا اتمنى أن يراعي قسم التخطيط في قسم المناهج ذلك عند توزيع المحتويات وفي المادة التي ادرسها تعتبر غرفة المصادر ضرورية إذ ارجع للانترنت دائماً للحصول على معلومة جديدة للطلاب.
طلحة أبو اليزيد مدرس بمدرسة دبي للتربية الحديثة يقول: الحاسوب أصبح سيد العملية التعليمية إذ يتزايد دور شبكة المعلومات العالمية “الانترنت” في التعليم بالإضافة الى غرف المصادر، والوسائل التعليمية وغير التقليدية، وأصبح المعلم يبتكر، وسائل عدة لتوصيل المعلومات للطلاب، ومن بينها توظيف فنون التمثيل، والرسم، والقصص، وجميع تلك الوسائل، والتقنيات نوفرها في غرفة المصادر.
وتشير فوز عبدالواحد معلمة مادة العلوم بمدرسة الاندلس الى أن غرفة المصادر تتطلب المزيد من الجهد لتوفير كافة الامكانات التي تجعل منها مكاناً لجذب المعلمات قبل الطالبات وذلك لما تحتويه هذه الغرفة من وسائل واجهزة، والعاب لم تعتد الطالبة على رؤيتها في فصول التعليم العام، وهذا في حد ذاته يؤدي الى الراحة والطمأنينة لدى الطالبة وتقبل ما ستتلقاه من دروس.
وأضافت: في كل درس احضر الطالبات الى غرفة المصادر الخاصة بمادة العلوم بهدف الاستعانة ببعض الأفكار، والوسائل، ويساعد ذلك على كسر الروتين سواء في طريقة التدريس أو الوسائل المستخدمة أو طريقة ترتيب الغرفة والالعاب.
وترى أمل آل علي معلمة لغة عربية بمدرسة الوصل أنه من المهم ان تتوافر في غرفة المصادر، وسائل مختلفة للشرح وهذا لا يعني الاستغناء عن الوسيلة التعليمية التقليدية، والموقف التعليمي يجعلنا ندخل الحاسوب ولكن كثرة استخدام هذه الوسيلة بغرفة المصادر جعلتها مملة لذا من الضروري الحرص على خلق اجواء مختلفة داخل الفصل من خلال الصور، والعبارات التي ترسخ في الذهن واعطاء الطالبات فرصة التعبير عن الأساليب التي يفضلنها في تلقي الشرح ومن بينها توظيف التمثيل، والرسم، والقصص.
وتقول المعلمة فاطمة الكومتي من مدارس البنين الأهلية: غرفة المصادر تجلعنا نهجر أسلوب التلقين مما يتيح منح الطالبات حرية التفكير، والتعبير، وما يميز هذه الغرفة عن بقية الفصول أن الوسائل التعليمية متنوعة، وتختلف شدة انتباه الطلاب باختلاف المراحل العمرية، فالطالب الصغير يحتاج الى وسيلة تشد بصره وسمعه، بينما الطالب في المراحل المتقدمة يحتاج الى وسيلة تحاكي اهتماماته، وتثير فكره، وفي يومنا هذا الوسائل متاحة في جميع المدارس.
منى عبدالرحمن معلمة في مدرسة الجاحظ تعتمد في اسلوب شرحها على اساليب عدة تقول عنها: فصول المصادر التي تتيحها ادارة المدرسة تساعدنا على التدرج في الشرح من خلال استغلال جميع الوسائل الموجودة والمتوافرة، لذا نحرص على التنويع في استخدام الوسائل، وبالنسبة لمادة الاحياء والكيمياء التجارب مهمة لذا من الضروري تخصيص غرفة للتجارب.
تجارب عملية
الدكتور فاروق عطية غانم مدير مدرسة دبي للتربية الحديثة يقول إن إعداد فصول المصادر يساعد على نجاح التعليم والاستفادة المثلى من دمج تقنية المعلومات بالتعليم ولا بد من جعل الطالب محوراً للعملية التعليمية من خلال إتاحة الفرصة له للاعتماد على نفسه بعيداً عن التلقين الذي يتبع داخل الفصل وتخصيص فصول المصادر للبحث والتقصي وجمع المعلومات والربط والاستنتاج والتركيز على الطلبة والطالبات ببحث المعلومة من مصادر متعددة ومتنوعة، بالإضافة إلى استغلال كبر حجم المعلومات المتوافرة في ترسيخ مبدأ التعاون بين الأقران والتركيز على العمل الجماعي.
وأضاف: فصول المصادر توفر العديد من الطرق والأساليب لتلقي المادة العلمية بالطريقة التي تناسب كل طالب، فهناك من تناسبه الطريقة المرئية فيستطيع أن يتعلم من خلال عروض الفيديو والفلاش التي تتوفر داخل الحجرة الصفية وخارجها، ومنهم من تناسبه الطريقة المسموعة فيتعلم من خلال المقاطع الصوتية ومنهم من تناسبه الطريقة المقروءة فيتعلم من خلال شرح المعلم للدرس أو عرض “البوربوينت” أو الكتاب الإلكتروني، وبعضهم تناسبه الطريقة العلمية فيتعلم من خلال ممارسة التجارب وإجرائها بنفسه من خلال المختبر الافتراضي، فالتعليم الإلكتروني ومصادره تتيح إمكانية تطبيق المصادر بطرق مختلفة.
مريم عبدالله مديرة مدرسة الأندلس أكدت أن الهدف من تخصيص غرفة المصادر هو توفير بيئة تعليمية مناسبة تتيح للمتعلم الاستفادة من أنواع متعددة ومختلفة من مصادر التعليم وتهيئ له فرص التعليم الذاتي وتعزز لديه مهارات البحث والاستكشاف وتمكن المعلمة من اتباع أساليب حديثة لتصميم مادة الدرس وتطويرها وتنفيذها وتقويمها.
وأضافت: من المهم أن تنوع المعلمة من أساليب شرح المادة فلم تعد مهمة المعلمين والمعلمات مقتصرة على شرح المواد التعليمية للطلبة من خلال الكتابة بالطباشير، فغرفة المصادر خصصت لتنويع أساليب عرض الدرس وهناك الكثير من المواد والوسائل التقنية التي تعين المعلمة على شرح المادة، وأكدت أن للمدرسة مهام عديدة، تحقق في مجموعها الهدف من تخصيص فصول لجميع المواد وتوفير مصادر معلومات متنوعة للتعلم تساعد على تقديم نموذج مختلف عن الحصة الصفية يساعد على جذب الطالبات وإثارة اهتمامهن مما يدعم المنهج الدراسي عن طريق التنوع في مصادر التعلم وتزويد الطالبات بمهارات وأدوات تجعلهن قادرات على التكيف والاستفادة من هذه الوسائل، ومساعدة المعلمات في تبادل الخبرات والتعاون في تطوير المادة والكثير من المعلمات يملكن العديد من الأساليب والوسائل التعليمية المبتكرة واستخدام أساليب تقنية متطورة أصبحت متوافرة في غرفة المصادر.