التصنيفات
الالعام للمكتبة المدرسية

لكل قارئ طريقة

لكل قارئ طريقة
بقلم :السيد طنطاوي

الاستماع إلى العلماء أو الدعاة أو قراء القرآن الكريم يختلف من شخص إلى آخر، فلكل عالم من العلماء أو داعية من الدعاة طريقته في الدعوة وفي جذب الناس له، وهذا بدوره ينطبق على قراء القرآن الكريم الذين لهم محبوهم الذين يستمعون إليهم سواء عن طريق الإذاعة أو التسجيلات أو الفضائيات المختصة في بث تلاوات القرآن الكريم لقطاع عريض من القراء القدامى منهم والمحدثين بأصواتهم الممتعة واكتشاف المواهب القرآنية في الأقطار العربية والإسلامية عن طريق بعض البرامج الاستكشافية.

وإذا كانت هناك برامج لاكتشاف المطربين فإننا بحاجة إلى برامج مماثلة لاكتشاف المواهب القرآنية تلفزيونيا وإذاعيا، ولا شك أن هناك بعض الجهود الطيبة في هذا المجال من بعض المؤسسات المختصة ومنها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عن طريق المسابقة الدولية للقرآن الكريم والمسابقة المحلية ومسابقة أجمل ترتيل وهي تصب في خانة الاكتشاف والتشجيع، وما تقوم به إذاعة أبوظبي للقرآن الكريم من خلال برنامجها المتميز «رتل وارتق» بإبراز عناصر قرآنية مواطنة ومقيمة ظهرت موهبتها قوية.

إضافة إلى جهود مراكز التحفيظ والمدارس القرآنية التي انتشرت بالدولة ويقوم عليها مخلصون يبتغون الفضل والأجر من الله سبحانه وتعالى وخدمة القرآن الكريم. وقراءة القرآن وحفظه والاستماع إليه بإنصات وتدبر إنما هو أمر من الله عز وجل وتوجيه من رسوله صلى الله عليه وسلم.

وهناك من الآيات ومن الأحاديث دعت إلى ذلك، لما يعود على المسلم من هذه الأعمال من فائدة وأي فائدة، سواء من الحفظ والجهد المبذول فيه والتلاوة المستمرة والاستماع إلى الآيات من القراء المحبوبين وذوي الأصوات الجميلة الجاذبة التي إذا استمع إليها المسلم كأنها ماثلة أمامه ومفسرة له.

وعلى المسلم أن لا ينسى في غمرة الحياة أن تخصيص جزء بسيط من وقته في قراءة القرآن الكريم له دوره في تعديل ميزان هذه الحياة التي تميل لصالح العمل والمشي في مناكب الأرض لابتغاء الرزق، ويمكنه أن يعوض ما فاته من قراءة رغم أهميتها بالاستماع إلى القرآن الكريم من خلال الإذاعة وهو في سيارته أثناء ذهابه إلى العمل والعودة منه.

فهذا الوقت من الأوقات التي يمكن أن يستفيد منها الإنسان في ذكر الله عز وجل وخاصة الاستماع إلى القرآن الكريم. ولا يجب أن ينسى نصيب أولاده من هذا الفضل في وقت الإجازة الصيفية والاهتمام بتعليمهم آيات القرآن الكريم وإبعاد شبح الفراغ عنهم بما يعود عليهم بأعظم الفائدة.

ففي الحديث «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه». كما أن حفظه رفعة في درجات الجنة، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.