للمراكز الصيفية أهمية بالغة تجسدها أهدافها التي تسعى إليها من خلال تربية الطلاب على المبادئ الإسلامية وإعدادهم ليكونوا صالحين بذاتهم مصلحين لغيرهم، وتهدف إلى دعم انتماء الطلاب لقادتهم وعلمائهم ومجتمعهم واستثمار أوقات الفراغ لدى الطلاب بما يعود بالنفع واكتشاف مواهبهم ورعايتها إلى غير ذلك من الأهداف الجيدة.ولكن المتأمل لمسيرة المراكز الصيفية يدرك أنها لم تصل إلى الهدف المنشود، علمًا أن المراكز الصيفية تلاقي دعمًا جيدًا وتجد متابعة مستمرة من المسؤولين، ولكن هناك معوقات في طريق مسيرة هذه المراكز ومنها:ـ عدم توفرالطاقات العاملة في الإشراف على هذه المراكز حيث العزوف من قبل المعلمين عن العمل في المراكز الصيفية، وهذا ما نلاحظه دومًا عند تشكيل الهياكل الإشرافية للمراكز، ولعل من أبرز أسباب عدم قبول المعلمين للعمل في المراكز هو عدم وجود الحوافز التي تساعد على جعل المعلم يرتبط في المركز، فالمكافأة المادية التي يتقاضاها المعلم لا تعني له شيئًا كبيرًا، فمعظم العاملين في المراكز يصرفون مبالغ تتجاوز مقدار المكافأة المعطاة لهم والإجازة التي يتمتع بها المعلم قد لا يستفيد منها خصوصًا عندما تكون زوجته معلمة، حيث يرتبط بها ولا يستطيع الاستفادة من الإجازة، لذلك لا بد من دراسة هذا الجانب دراسة وافية وإعطاء العاملين بالمراكز حوافز جيدة تميزهم عن غيرهم، فمثلاً يكون هناك تخفيض في نصاب العاملين بالمراكز، حيث يخفض من نصابه أربع حصص على الأقل ويعطى شهادة عمل بالمركز تميزه عن غيره عند حصول مفاضلة سواء لنقل خارجي أو داخلي أو لحضور دورة، أو لأي أمر يتفاضل عليه مجموعة من المعلمين، فهذا العنصر مهم جدًا للمعلمين العاملين بالمراكز، فهناك مجموعة من المعلمين يعملون بالمراكز كل سنة ومع ذلك لا يسجل لهم أي نقطة لعملهم هذا.ـ إن ما نلاحظه في مسيرة المراكز الصيفية كل عام هو عدم التجديد، فمثلاً الخطة العامة للمركز تجدها خطة شبه ثابتة لا تتجدد إلا في حدود معينة وفي نطاق ضيق وما ينطبق على الخطة العامة ينطبق على خطط الأنشطة الأخرى داخل المركز، فمعظم الخطط تتداول بين المشرفين وكأنها تركة يورثها السلف للخلف، وهذا بلا شك يؤثر على مسيرة العمل في المراكز الصيفية. ولكن لو تم تشكيل مجموعة عمل لمناقشة خطط المركز قبل بداية المركز وبعد نهايته ويتم كتابة التوصيات اللازمة لمراعاتها مستقبلاً لكان هذا أفضل ولرأينا تجديدًا في خطط العمل بالمراكز الصيفية.ـ من الظواهر الملاحظة أن الطالب في المركز يكون في وضع جيد من الأخلاق والانتظام ولكن بعد نهاية المركز وخروج الجميع تجد أن الطلاب يتشكلون إلى مجموعات، وتبدأ هذه المجموعات إما في الدوران بالشوراع وإما الخروج إلى الأرصفة والميادين، ونلاحظ تصرفات غريبة لا تدل على أن هذه المجموعات تنتمي إلى مراكز صيفية، وهذا يدل على ضعف في البرامج المقدمة لهذه الفئة من الطلاب. ولمعالجة هذه الظاهرة يجب أن يكون هناك برامج خارجية للمركز تعتني بالطلاب خارج المركز، وذلك عن طريق ما يمكن تسميته (مركز متنقل) يشرف عليه مجموعة من المشرفين ويكون مرتبطًا بقسم النشاط مباشرة ويتم التنسيق بينه وبين المراكز في المدينة نفسها، وذلك ليتولى كل مركز النشاط يومًا معينًا تحت إشراف مجموعة المشرفين على المركز المتنقل، ويمكن لقسم النشاط أن يضع آلية معينة لتنفيذ هذه الخطوة التي ستفيد في احتواء مجموعة كبيرة من شباب الأرصفة وكذلك تساعد على حضور طلاب جدد للمركز
التصنيفات