مراكز التربية الخاصة تعاون مشترك أم تنافس؟

إن وجود قضايا وهموم وأفكار مشتركة بين مجموعة من الأفراد تحفزهم على العمل والتوحد معاً لمواجهة لتلك الهموم والقضايا، ولإيجاد حل مشترك تعم فيه الفائدة وتنعكس إيجاباً على جميع الأفراد المنتمين لتلك المجموعة.

العمل الجماعي المشترك يقصد به قيام مجموعة من الأفراد أو المؤسسات أو المراكز بالعمل معاً تحت مظلة مشتركة للوصول إلى هدف واحد، وبمعنى آخر، هو توحيد للجهود المبعثرة التي يقوم بها مجموعة من الأفراد أو المؤسسات أو المراكز بغية حل قضية عالقة أو الوصول إلى غاية ذات نفع عام مشترك.

لذلك كان للعمل الجماعي فوائد عدة تعود بالنفع الأكيد على الجميع والتي أذكر منها هنا على سبيل المثال تقوية العلاقات بين الأفراد وتنمية روح الفريق الواحد، والإحساس بهموم وقضايا الآخرين والعمل يداً بيد للتخلص مما قد يعيق تقدم أحد الأفراد عن ذلك الركب، كما أن احد الفوائد الجمة للعمل المشترك تمكن في تضافر الجهود التي يقوم بها كل فرد لتحقيق المراد.

من هنا فان أحد أبرز المعوقات التي تحول دون تحقيق أهدافنا المشتركة كإدارات لمراكز ذوي الاحتياجات الخاصة هو غياب العمل المشترك الذي يجمعنا ويفعل من دورنا، فعلى الرغم من أن أهدافنا واحدة وطموحنا مشترك إلا أن أنانيتنا ـ وأقولها بكل صراحة ـ تجعلنا بعدين كل البعد عن تحقيق رسالتنا وأهدافنا وغاياتنا.

فهذا المركز يجتهد ويخطط وذاك يقوم بأنشطة وفعاليات توعوية ومركز آخر يصارع من اجل البقاء وغير ذلك من تشتيت للجهود وضياع للوقت والمال…. نحن لا ننكر فعالية الأنشطة والأعمال التي تقوم بها هذه الإدارات، إلا أنها وبمجملها جهود فردية لا ترقى إلى المستوى المطلوب.

وهذا حقيقة ما نلمسه على الصعيد العام في توفير خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة فالكل يجتهد ويعمل لتحقيق الكفاية المجتمعية والشخصية والمهنية لذوي الاحتياجات الخاصة، إلا انه لا مظلة مشتركة تجمع تلك الجهود وتوحد تلك الطاقات المبعثرة هنا وهناك.

إن ما يعكسه الوضع الحالي لإدارات مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة هو رغبتها في تحقيق أهدافها الخاصة والتنافس فيما بينها لتحقيق منفعة شخصية لمركز من المراكز، غاضين النظر عن الهدف المشترك العام وعن سبب إنشاء تلك المراكز. إن ما سعى إليه مركز دبي للتوحد ومنذ إنشائه من زيارات لمختلف مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة يعكس رغبة المركز في بناء قاعدة تعاونية مشتركة كسراً لكل الحواجز.

إن رسالة جميع هذه المراكز واحدة، وأهدافها السامية لا يختلف عليه اثنان، حيث تنبع جميعها من حرص المجتمع وقيادته على إعطاء كل ذي فرد في المجتمع ما يستحقه من اهتمام ورعاية ليسمو وتسمو به الأوطان.

فلنعمل معاً لتحقيق أهدافنا المشتركة، ولنرفع من مستوى الخدمات المقدمة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم والقائمين على رعايتهم.

تعليقاتكم واستفساراتكم ستؤخذ بعين الاعتبار.

المدير العام ـ عضو مجلس الإدارة بمركز دبي للتوحد