كان حامد كأغلب الأطفال في عمر الأربع سنوات ، متشوق جدا لكتابة اسمه لكنه أصيب بالإحباط عندما اكتشف صعوبة الأمر.لحسن حظه لم يدم إحباطه كثيرا فجده كان أستاذا في اللغة العربية ، أشار إليه بأن الحرف الأول من اسمه يُشبه الخيمة التي اشتراها هدية له وما لبث حامد أن بدأ يربط بين الحروف التي تشكل اسمه والأشكال التي يعرفها ،فحرف الحاء يشبه الخيمة والألف هو العصا السحرية ،التي يمتلكها بطل قصته المفضلة ،والميم ليست إلا فقاعة صابون حطت على مسند جده الذي يشبه بدوره حرف الدال لقد أحدثت هذه المقاربة لكتابة الأحرف تغييرا كبيرا عند حامد الذي بدأ كتابة أسماء أفراد عائلته بشكل أسهل . بدأ الأطفال في زمننا الحالي يتعلمون كتابة أو بالأحرى طبع الأحرف على (الكمبيوتر) قبل دخولهم المدرسة علما بأن المهارات الحركية في هذه المرحلة تختلف من طفل لآخر ويمكن القول بأن الفتيات يتفوقون على الأولاد في هذا الأمر. يقول الاختصاصيون إن أغلب الأطفال بين سن الأربع والخمس سنوات يكونون مستعدين من الناحية الجسدية لكتابة الأحرف .لكن يحتاج أولئك الصغار إلى التمارين المناسبة والتشجيع الدائم لضمان نجاحهم على عكس الكلام الشفاهي الذي يمكن أن يتبلور عندهم بشكل طبيعي ،كذلك تختلف تقنية تعليم الكتابة من أستاذ إلى آخر فهناك من يركز على المقاربة البصرية للأحرف كما في حال حامد ،وآخرون يفضلون ترك الحرية للطفل في كتابة أحرف الأبجدية على طريقته الخاصة ،وفي ظل غياب أسلوب موحد في تعليم الصغار كيفية الكتابة يصبح من الضروري أن يتدخل الأهل قليلا لمساعدة أطفالهم على صقل مهاراتهم الكتابية من خلال اعتماد الخطوات التالية :
الاستعداد من خلال اللعب
من أغلب الطرق وتتم من خلال عدد كبير من الأنشطة المنزلية التي تقوي عضلات الطفل وتحفز عملية تنسيق قدراته الحركية بهدف الكتابة .مثلا على الأهل تشجيع طفلهم على بناء المكعبات وإلباس الدمى ثيابها والرسم بالقلم أو الريشة وإقفال سحابة السترة بمفرده كذلك تعتبر التمارين التي تتطلب من الطفل استخدام أصابعه مثل تمرير خيط في حبة الخرز أو جمع حبات العنب الواحدة تلو الأخرى مناسبة لتقوية أطراف أصابعه ،ما يسهل عليه حمل القلم .
الاستغناء عن الورق
يمكن صنع حروف الأبجدية بواسطة عيدان تنظيف الأسنان أو الصلصال الملون أو حتى رسم الحروف على الرمل كما يمكن رسم شكل الحرف على ظهر الطفل والطلب منه التكهن باسمه .
اختيار القلم المناسب
تعتبر الأقلام الخشبية الملونة أو أقلام الرصاص أفضل أداه للطفل في سن ما قبل المدرسة لأنها تخلق مقاومة طبيعية تساعد على تقوية قبضة اليد لاسيما إذا أقدم الطفل على استخدام قلم مكسور.
كتابة الأحرف بشكل منفرد
لتسهيل الأمر على الطفل يمكن في البداية تعليمه كتابة الحروف المنفردة مما يعزز ثقته بذاته قبل أن يبدأ في الربط بينها .
لا لتسلسل الأحرف
ليس من الضروري تعليمه الحروف وفق تسلسلها الأبجدي يفضل دوما جمع الأحرف وفق شكلها وتعليم الطفل كتابتها مثل حروف قبل الحاء أو (د،ذ،ر،ز،و)أو (س،ش،ص،ض) وهكذا دواليك .
الحفاظ على المثابرة
يجب الحفاظ على التقنية ذاتها في كل مرة يتم فيها تعليم الطفل كتابة الأحرف بمعنى أنه يجب اعتماد أسلوب واحد في الكتابة من أجل وضع الأساس للكتابة السريعة والواضحة بعيدا عن الخربشة التي يتميز بها أغلب الأطفال ويمكن الاستعانة ببعض التعابير التي تساعده على كتابة الحرف من خلال وصف طريقة كتابته كأن يقال له عند كتابة حرف الواو اصنع دائرة صغيرة واربطها بذيل وأيا يكن الوصف يستخدم فيجب الالتزام به دائما.
المعاملة الايجابية
يجب تشجيع الطفل دوما وتهنئته ومشاركته حماسته حين ينجح في كتابة حرف ما حتى لو كان ما كتبه غير مفهوم يجب ألا يقال للطفل أن ما كتبه غير واضح بل العمل على إخباره بذلك بأسلوب غير مباشر يحافظ على معنوياته عالية.مثلا في حال كتابة الحاء بالشكل المقلوب يمكن مدحه على دقته في رسم الانحناءات ثم القول له إنه كان يجب أن يفعل الأمر ذاته وإنما بشكل عكسي.
تجنُّب الملل
لا يجب أن تتعدى جلسة التمرن أكثر من خمس دقائق من المهم جدا التوقف قبل أن يشعر الطفل بالملل والتركيز في كل جلسة على عدد ضئيل جدا من الأحرف وعلى الأهل السعي لإيجاد الفرص لجعل طفلهم يستخدم مهاراته الجديدة مثلا الطلب إليه كتابة بطاقة معايدة لجده(طبعا يضع ما تعلمه من حروف ورسومات) أو تشجيعه على كتابة اسمه على كل صورة يرسمها أو يلونها .
تقوية قبضة يده
يتفق الخبراء على أن الإمساك الخاطئ بالقلم ممكن أن يؤدي إلى شعور الطفل بالانزعاج وعدم الراحة وقد ترهقه يده أثاء الكتابة حتى خطه يمكن أن يبدو سيئا وغير واضح إليكم الدليل إلى إمساك سليم للقلم :
– على الإبهام أن يكون منحنيا قليلا
– على إصبع المؤشر أن يكون قريبا من رأس القلم ممسكا به بشكل خفيف.
– على القلم أن يكون مائلا إلى جنب الإصبع الوسطى.
– الإصبعان الأخيران أي البنصر والخنصر يجب أن يكونا ملتفين إلى الداخل يمكن هنا إعطاء الطفل عملة نقدية ليمسكها بيده بهدف التأكد من وضعية هذين الإصبعين .
– إذا كان الطفل يميل إلى وضع إبهامه قريبا جدا من رأس القلم يمكن وضع ربطة مطاطية لتكون بمثابة علامة تذكيرية للطفل بأن يمسك القلم من تحت هذه الربطة.
ودتم في أمان الله…..
أكرر شكري وتقديري وإعجابي
