الدين الإسلامي يعتبر الإنسان خليفة الله في الأرض وشباب المسلمين هم حاملو رسالة السماء إلى الإنسانية جمعاء من أجل هذا يحرص الإسلام على إعداد الشباب لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمع البشري في كل زمان ومكان
والسبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات هي البحث عن المعلم المربي والتخلي عن دور المدرس القائم على التلقين وإملاء المعلومات …بعيدا عن تربية النشء التربية الإنسانية الإسلامية السمحة .
فالمعلم المربي هو صانع التغيير فهو ملك الموقف في صفه يتعامل مع عقول الطلبة فهو الذي يربي ويعد ويخرج للمجتمع قادة المستقبل وفئاته المختلفة.
من هذا المنطلق يجب أن تتوجه أنظار صناع القرار في المجتمعات العربية على وجه التحديد لتأهيل وتدريب وصناعة المعلم المربي لتكون المخرجات على مستوى الطموح والتوقعات
وهذا لا يتأتى إلا بإعادة النظر في كليات التربية وإعداد المعلمين بدءا من معدلات القبول وانتهاء برغبة وإقبال الشباب على هذه المهنة المقدسة من خلال تمييز هذه المهنة عن باقي المهن معنويا وماديا………هذا على المنظور طويل الأجل
أما على المنظور قريب الأجل
على المعلم أن يكون ملما متفهماً لحاجات الطلاب الذين أوكل لهم مسؤولية تربيتهم….وأن يبتعد عن النظرة التقليدية للمدرس الشرطي
فالتلميذ في المرحلة الأساسية مثلا يحتاج إلى قضاء بعض حاجاته بين الفينة والأخرى كالذهاب للحمام أو لشرب الماء أو…… ….. لكن المدرس الشرطي يمنعه من الخروج لعدم معرفته بخصائصه وحاجاته ولعدم ثقته به ولو أخرجه لأعاده الشرطي المناوب في باحات المدرسة وممراتها .
بهذه السلوكيات يمنع التلميذ من إشباع حاجاته الأساسية ومن ثم يتردد في الإفصاح عن حاجاته خوفاً من النظام الأمني المتبع في المدرسة وقد يضطر طفل الروضة أو المرحلة الأولى إلى تبليل ملابسه على مقعده ولا يفصح عن ماذا يريد بسبب النظام الصارم المتبع بعدم منحه هذا الحق المكتسب …………
وبسبب ذلك ينمو التلميذ وقد اكتسب اتجاهات الذل والخوف من إبداء الراي وهذا ينعكس على الحد من التفكير والإبداع لديه ويصبح في سن متقدمة عدوانياً لا يحافظ على الممتلكات العامة لأنه لم يستمتع بها في صغره ولم تشبع حاجاته الأساسية
إن استخدام أي من أساليب الحزم والخشونة هي الأخطر على التلميذ وأساليب العنف تفاقم المشاكل وتعقدها وإذا صاحب ذلك شتم أو ألفاظ بذيئة فالنتائج لا تحمد عقباها ويزداد الأمر تعقيدا اذا صاحب تلك الأساليب العقاب البدني .
فالمتتبع لكثير من تصرفات شبابنا وفتياتنا هذه الأيام والتي يندى لها الجبين . وتقشعر لها الأبدان ….يتساءل لماذا هذه التصرفات مع أنهم أبنائنا وتخرجوا من رحم مدارسنا ومن مجتمعنا المحافظ …….
هناك حلقة مفقودة إذن ……
الحلقة المفقودة من وجهة نظري والخلل يكمن في أن تربية وتعليم الماضي لا يصلح للحاضر وتربية وتعليم الحاضر لا يصلح للمستقبل
معظم أنظمتنا التعليمية تعاني من الأساليب التقليدية في التربية والتعليم …. تلقين……… إملاء ……….. اعتماد كلي على الكتاب المقرر، إدارة مدرسية دكتاتورية ،……………الخ
وهذه مخرجات هذه الأساليب……أخلاق منحطة …..عنف جامعي …….اتجاهات سلبية ……..كره للمعلم ………الخ
نريد من تربيتنا وتعليمنا أن تغرس في النفوس تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وتذويت قيم حب الانتماء للوطن والولاء لقيادته
فالتربية والتعليم ليس تلقيناً بل إقناع واقتناع وتقبل الرأي والراي الآخر
والبعد كل البعد عن التوجيه الفوقي والتلقين الآلي و الإملاءات الشرطية .
وأخيرا
الزميل المربي ……عليك قبل أن تخطط لتنفيذ كتاب مادتك المقرر أن تلم أولا بالحاجات الأساسية النفسية والاجتماعية لطلابك وتراعيها عند التعامل معهم وتربيتهم
نريد معلماً …..مربياً ….أولا …. ثم نبدأ ….وعندها ستكون المخرجات تفوق التوقعات………
نحن فعلا في حاجة لهذا المعلم التربوي الذي يربي الأجيال على القيم والمباديء
وفيك بارك أستاذنا وقدوتنا في الجد والعمل …سعادة الأستاذ بدر الحوسني كل التقدير والإحترام لمروركم الكريم