414 حالة تَوَحُّد على مستوى الدولة آخر تحديث:الأحد ,27/04/2008
أبوظبي شيرين الشامسي:
1/1
ذكرت الإحصائيات الحديثة أن عدد الأطفال المصابين بالتوحد على مستوى الدولة يبلغ حوالي 414 حالة، ويبلغ عدد الذكور نحو 328 ذكراً، أما الإناث فمعدل إصابتهن أقل حيث يبلغ عددهن حوالي 86 أنثى، وهو من الأمراض التي تصيب الأطفال في السن المبكرة ويؤثر في سير حياتهم المستقبلية بشكل لا يستهان به.
ويعد مرض التوحد لدى الأطفال من الأمراض الحديثة الاكتشاف على مستوى العالم إذ تم اكتشافه في أربعينات القرن الماضي، وغالبا ما يعرف التوحد بأنه اضطراب متشعب يحدث ضمن نطاق بمعنى أن أعراضه وصفاته تظهر على شكل أنماط كثيرة متداخلة تتفاوت بين الخفيف والحاد.والتوحد هو أكثر الإعاقات النمائية انتشاراً، حيث تقدر نسبة المصابين به اعتماداً على أحدث الإحصائيات العالمية ب 2 إلى 6 بين كل 1000 طفل، ويلاحظ أن هذا العدد في ازدياد مضطرد حيث إن معدل زيادة نمو إعاقة التوحد من 10 إلى 17% سنويا.
أما في الإمارات فلم يعرف هذا المرض إلا في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وطبقاً لأحدث الإحصائيات المحلية التي أجريت في الدولة، فإن معدل انتشار الاضطراب يتراوح بين 3 و 6 بين كل 1000 طفل، بمعنى إصابة لكل 166 حالة إلى إصابة لكل 333 حالة، ويوجد ما بين 12 ألفاً إلى 24 ألف حالة تقع تحت مظلة اضطراب طيف التوحد بدولة الإمارات. وقد توجه الأخصائيون والاستشاريون بجدية نحو علاج هذا المرض أو الحد من تأثيره حيث أشارت الدراسات إلى ارتفاع نسبة الإصابة بشكل عام.
وأكدت مريم سيف القبيسي، رئيسة قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة، بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشؤون القُصّر، أن التوحد كغيره من الأمراض المزمنة يحتاج التعامل مع المصابين به إلى طريقة خاصة ويضيف عبئا على كاهل الأسر التي بلا الله ابنا فيها بهذا المرض الذي وإن كان في ظاهره ليس مرضا عضويا إلا أن الأطباء قد اكتشفوا مؤخرا وجود روابط بين هذا المرض ونوعية الغذاء المقدم للطفل ناهيك عن الأدوية أيضا، ومنها بالدرجة الأولى المضادات الحيوية، على أن علاج هذا المرض والتعامل مع المصابين به في الإمارات يكون من خلال المؤسسات الحكومية والخاصة، حيث تقود مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشؤون القُصّر، مشروعا إنسانيا عظيما مهمته تقديم المساعدة للأطفال المصابين وأسرهم من خلال تنظيم ورش العمل وعقد المؤتمرات بمشاركة أخصائيين من مختلف دول العالم لهم باع طويل في التعامل مع مثل هؤلاء الأطفال وقد حققت المؤسسة نجاحات متميزة في هذا المجال. مشيرة إلى أن آخر أنشطة المؤسسة ذات الأبعاد الدولية هي تنظيمها واستضافتها للملتقى العالمي الأول لأطفال التوحد ،2008 لمناقشة صعوبات السلوك والتواصل لدى الأطفال والذي شارك فيه أخصائيون من دول مختلفة، وقدموا تجربتهم في العلاج والتعامل مع المصابين بهذا المرض.
وقالت إن عدد الطلبة الذين يحتضنهم مركز أبوظبي للتوحد التابع للمؤسسة يبلغ حوالي 45 طالباً وطالبة، لافتة إلى أن الاهتمام بهذه الفئة من الإعاقات بسبب تزايد نسبة الإصابة بهذه الإعاقة في الآونة الأخيرة، وقامت المؤسسة بعقد فعاليات الملتقى العالمي للتوحد الذي نظم مؤخراً للتعرف عن كثب إلى آخر البحوث والدراسات والنتائج التي توصل إليها الباحثون والاختصاصيون من مختلف دول العالم، والاستفادة من هذه الدراسات والتجارب التي طرحت، حيث كشفت عن ضرورة إجراء تحديث شامل في آلية العمل، وعمليات التدريب والتأهيل للطلبة المصابين بالتوحد، حيث تبين أن الخبرات العلمية تلعب دوراً مهماً في حياة تلك الفئات ومعايشتها لواقعها الاجتماعي، مؤكدة أن المؤسسة سوف تعمل على تطبيق كافة التوصيات الصادرة عنه لخدمة فئات التوحد، كما ستعمل على تطوير الملتقى في السنوات المقبلة بتنويع نشاطاته والعمل على إتاحة المجال أمام عدد اكبر من الأسر للمشاركة فيه مع الحرص على توجيه الدعوة إلى خبراء ومتخصصين من مختلف دول العالم لإثراء المناقشات.
شارك في الملتقى عدد من أسر لأطفال ذوي التوحد يصل عددهم إلى 21 أسرة منهم 9 اسر من داخل الدولة لعرض تجاربهم في التعاطي مع تلك الفئات، وذلك لضمان جودة وتكامل البرامج المقدمة من المراكز وبما يتواكب مع أفضل الممارسات العالمية المتوفرة وفقاً لمنهجية علمية وعملية واضحة تحدد فيها مسؤوليات كل الأطراف ونكون نحن بالمؤسسة مكملين لهذا الدور ملتزمين بالأمانة والمسؤولية في أداء مهامنا لتنمية وتطوير القدرات لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
والسموحة