التصنيفات
الالعام لمادة اللغة العربية

مكانة اللغة العربية

فضل اللغة العربية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف أنتم. عساكم بخير ؟؟

هذا ما قيل في فضل اللغة العربية..
قال ابن تيميّة رحمه الله :" اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً ، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين ، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية ، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب "

قال مصطفى صادق الرافعي رحمه الله :" ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ ، ومن هذا يفرض الأجنبيّ المستعمر لغته فرضاً على الأمّة المستعمَرة ، ويركبهم بها ، ويُشعرهم عظمته فيها ، ويستلحِقهم من ناحيتها ، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً في عملٍ واحدٍ : أمّا الأول فحَبْس لغتهم في لغته سجناً مؤبّداً ، وأمّا الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً ، وأمّا الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها ، فأمرُهم من بعدها لأمره تَبَعٌ "

قال المستشرق الألماني يوهان فك إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة ، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية ، لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر ، وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية"

قال المستشرق الفرنسي رينان :" من أغرب المُدْهِشات أن تنبتَ تلك اللغةُ القوميّةُ وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري عند أمّةٍ من الرُحّل ، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرةِ مفرداتها ودقّةِ معانيها وحسنِ نظامِ مبانيها ، ولم يُعرف لها في كلّ أطوار حياتها طفولةٌ ولا شيخوخةٌ ، ولا نكاد نعلم من شأنها إلاّ فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبارى ، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملةً من غير تدرّج وبقيت حافظةً لكيانها من كلّ شائبة "

مشكور

وفي انتظاركل جديد عندك

مكانة العربية بين لغات العالم
تعدّ اللغة العربية مِن أعظم اللغات السامية تأثيراً في الثقافة العالمية ، حقّقت عالميتها ؛ فكانت واحدة من اللغات الرسمية التي تعترف بها هيئة الأمم المتحدة ، وتتخذ منها لغة عمل لبعض وكالاتها ومنظماتها مثل : اليونسكو ، الصحة العالمية ، العمل الدولية ، الأغذية والزراعة " الفاو" . كما أنها لغة عمل في منظمة الوحدة الإفريقية ، وتُدرّسُ على مستوى مُتقدم في بعض الجامعات الأمريكية كإنديانا ومتشغن . وتُدرِّسُها بعض الدول كلغةٍ ثانية مثل الباكستان . علاوة على كونها لغةَ الدين الإسلامي وتنتشر بانتشاره .
واجبنا نحوها :
في ضوء قداسة اللغة العربية وعُلوِّ منزلتها ، وأهمّيتِها بين لغات العالم ، ينبغي علينا كعرب الانحيازُ لها ، والالتزامُ بها حديثاً وكتابة ، وتعليمُها لأبنائنا جيلاً فجيلاً ، لأنّ تعلمها يُنَمِّي العقل ويُهذبُ الوجدان، ويفتح مغاليق أبواب العلم . وواجب كل مسلم نحوها أن يتعلمّها مِن أجل تفعيل التواصل بين المسلمين في بقاع العالم المختلفة ، وتَعلُّمُ المسلمين لها يفتح لهم آفاقاً واسعة لفهم العقيدة الإسلامية .
حال اللغة العربية :
يتأثر حال اللغة بحال الأمة ضعفاً أو قوة ، وبما أنّ أُمتَنا العربية تعيش في الوقت الراهن حالة من الأزَمات والتراجعات والانكسارات ، فإنّ هذه الحالة تمتد لتطال لغتنا . إنّ ما يلحق باللغة العربية هذه الأيام مِن تقوُّلاتٍ وهجمات وافتراءات مردّه إلى ضعف الأمة العربية ، وقد أشار إلى ذلك المفكر والأديب العربي الفلسطيني إسعاف النشاشيبي بقوله : " لا تلوموا اللغة العربية ، بل لوموا أمّة تهزّعتْ أخلاقها وصغُرت هِممها فهانتْ وهان بيانُها " .

مظاهر الأزمة تتمثل فيما يلي :
•الدَعَوات المشبوهة التي تنادي بإحلال العامية واللهجات الدارجة محل العربية الفصيحة وقد وجدت هذه الدعوات صداها في بعض الإذاعات والقنوات الفضائية العربية ، حيث تستخدم اللهجات العامية والدارجة نطقاً وكتابة . وهذا يجعل الإنسان العربي الملتزم بلغته الفصيحة يبدو شاذاً ومتهماً .
•طغيان اللهجات العامية والدارجة على اللغة الفصيحة في حياتنا اليومية .
•تسَرُّب هذه الهجات إلى ألسنة بعض المعلمين في المواقف الصفية والدرسية .
•اللوحات والعرائض واللافتات التي تتصدر المحلات في شوارعنا تُعَنَونُ بلغات أجنبية ويقرؤها أبناؤنا ويتأثرون بها ، كما أنّ المكتوب منها بالعربية يعج بالأخطاء اللغوية .
•توظيف الألفاظ الأجنبية في لغة التخاطب اليومية عند نفرٍ من " المتفرنجين " وهم ناطقون بالعربية أصلاً ، ويحلو لهم أن يُطعّموا حديثهم بألفاظ إنجليزية أو فرنسية ، كعلامةٍ من علامات التحضر ، والأمثلة على ذلك كثيرة .
•التحاق بعض أطفالنا منذ نعومة أظفارهم بمدارس أجنبية يتعلمون فيها لغة ثانية قبل اكتمال نضج اللغة الأم لديهم .
•الأغنية الهابطة كلمة ولحناً وأداءً تُسَمِّمُ مسامع أبنائنا وتُفسد أذواقهم وتؤثر فيهم تأثيراً يزاحم أثر الكتاب المدرسي .
إنّ هذه المظاهر وغيرَها تمثل عدواناً على لغة الأمة وهويتها ،وهدماً لجسور التواصل بين الأمة وماضيها وتراثها وحاضرها .
فكيف لنا مواجهة الموقف ؟
مع أنّ اللغة العربية تبقى مُسيجةً منيعة بالقرآن الكريم ، إلا أن الواجب يتطلب من العرب أفرادا ومؤسسات وحكومات المحافظة عليها سليمة نقية في أحاديثهم نطقاً وكتابةً ، كي تبقى حرة ، وحرية اللغة تبدأ بالتحرر الثقافي ، الذي هو جزء لا يتجزأ من التحرر القومي بكل أشكاله وصوره .
المحافظة على سلامة اللغة :
•الإقبال على القرآن الكريم قراءة وتدبراً وحفظا لأنه حامي العربيةِ وسياجُها المنيع .
•الإقبال على الحديث النبوي الشريف ، فالرسول صلى الله عليه وسلم أُوتي جوامع الكلم ، وهو أفصح العرب .
•العودة إلى الشعر الجاهلي وشعر صدر الإسلام الذي يستشهد به ، فالشعر ديوان العرب ، وهو بستان منوّع الأغراض والأوزان والقوافي ، وتجد فيه كلُّ نفس هواها . وقراءة هذا الشعر وفهمه وحفظه يشكل رصيداً لغوياً ومعيناً ثرّاً للناطق بالعربية .
•عدم إقحام أبنائنا الصغار في أتون تعلم لغات أجنبية قبل أن تنضج اللغة الأم على ألسنتهم حتى تصادف العربية فيهم قلوبا خالية فتتمكن .
•تنمية الشعور القومي في نفوس أبنائنا وطلبتنا ، فيقبلون على الانحياز إلى لغتهم ، ونبذ التفوه بالمصطلحات الأجنبية والتفاخر باستخدامها .
•دعم اللغة العربية وجعلها لغة المعاملات الرسمية قي دوائرنا الحكومية .
•محاصرة الأغنية الهابطة وعدم السماح لها باختراق أفئدة أبنائنا من خلال عدم إيجاد متنفس لها في الإذاعات المسموعة والمرئية ,
•عدم محادثة الأعاجم ممن يعملون في أوطاننا بلغاتهم ، بل نتحدث إليهم بلغتنا العربية حتى يضطروا إلى تعلمها .
•ملاحقة اللوحات واللافتات التي تعلق على المحال التجارية وفي الشوارع وتنقيتها من الأخطاء وتعريب الأجنبي منها .
•التعاون مع جمعية حماية اللغة العربية في الشارقة ومؤازرة جهودها في الدفاع عن اللغة العربية وحمايتها .
•التواصل مع المجامع اللغوية في الوطن العربي والاطلاع على جهودها ونشاطاتها في تعريب ما يستجد من مصطلحات علمية .
•قراءة النشرات والكتب التي تتحدث عن الأخطاء اللغوية الشائعة وتجنب تلك الأخطاء في أحاديثنا .
محمد الجاغوب

وا لغتـــــاه
لغة القرآن

تحية عطرة، أبعثها إليكم أحبائي الكرام عبر هبَّات النسيم ونفحات الفجر العليل. أستسمحكم عذرا أن أضع بين أيديكم بعضا مما يجول في خاطري ويتراءى لناظري.
بالأمس كنت أشاهد التلفاز وقد استرعاني أحد البرامج عن فضل المسلمين على حضارة أوروبا؛ لعله موضوع طالما تناولناه وبلسان الأسى ابتذلناه، لكن ما أثارني وجعلني أصغي السمع وأطرق، شهادات لعلماء من تلك الديار، يتكلمون عن علوم أجدادنا وحكمهم التي أنارت ظلمات أوروبا؛ فهنا نرى الشريف الإدريسي، علم من أعلام الجغرافيا؛ وهناك نجد أبا القاسم الزهراوي، أبا الجراحين وعالمهم، نجده وقد ترك لنا أدوات للجراحة، لازال علماء عصرنا لا يجدون عنها محيدا. وهاهو ذا جابر ابن حيان، أبو الكيمياء، الذي أذهل العلماء من بعده حتى عدٌّوه أسطورة وخيالا، جابر الذي ترك لنا من الكتب عشرات بل مئات، ومن العلوم مآثر زاخرات؛ بل لا يزال العلم الحديث يستعمل بعض التقنيات التي وضعها في علم الكيمياء.
وهل تعلمون أحبائي أن جابرا كان يكنى بالحراني الصوفي، وقد تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق، فأخذ منه مما أخذ صنعة الكيمياء، عالم صوفي و جهبذ من جهابذة علم الكيمياء، نعم هكذا كان السلف فأين الخلف؟
ولو ألقينا نظرة على كتب هذا الرجل العظيم، سنجده وقد خط لنا فيما خط كتاب "الرحمة"، أصل من أصول الكيمياء، وكتاب "نهاية الإتقان" علم في هذا الباب.
يا الله، انظروا معي إلى هذه العناوين، فـ"الرحمة" من الرحمن الرحيم و"نهاية الإتقان" نداء إلى قمم الإحسان، كأني به يتمثل قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".
عناوين تنم عن روح تعلقت بأهداب محبة الرحمن، واشرأبََّّت إلى مدارج الإحسان، تطلبها علما وعملا، روحا وجسدا؛ ولغة القرآن طيعة بين أيديهم، فصيحة متبصرة بمعانيهم، فكانت سيدة بين بنات عصرها، كيف لا وهي لغة المصطفى العدنان، لغة القرآن. وما أبو الكيمياء وغيره في هذا الأمر إلا نقطة من بحر، غيض من فيض، سقى المروج فأزهرها في ما خلا من تلك الأيام.
ويمر الزمان تلو الزمان، وتدور رحى الأيام، فنجد لغة القرآن قد توارت عنا، بل ووريت وراء الجدران، انحبست مع ما انحبس من الفقه فجعلوها كسيحة لا يعلو لها شأن؛ ولله درك يا شاعر النيل وأنت تقول على لسانها:
رموني بعقم في الشباب وليتني *** عقمت ولم أجزع لقول عداتي

وينفطر القلب ويكلٌّ اللسان، وتذرف العين بناتها حزنا على ما أصابك يا لغة القرآن، فهؤلاء أبناؤك قد عقٌّوك، فنسوك أو تناسوك؛ وما أقسى ما تقاسيه الأم حينما يجافيها أبناؤها، فيتركونها نهبا لهذا يَلْحَنُ بكلامها وذاك يسخر من ثراتها، ولقلَّما تجد لنفسها موضعا في المحافل الدَّولية أو في المؤتمرات العلمية، كأنَّها من العلم براء وكأنَّ ابن حيان وابن سينا وابن الهيثم وكثير غيرهم كتبوا بغير لغة العرب، و أسسوا لعلم -لا زالت الدنيا تشهد مصطلحاتها- بغير لغة القرآن.
فلا والله ما حاد شاعر النيل عن الحقيقة قيد أنملة حين على لسانها، صاح:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن *** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
الغواص، نعم أين أنتم أيها الغواصون؟ يا أبناء الأمَّة، يا علماء، يا عاملون، انهضوا واستنهضوا الهمم، استيقظوا وانفضوا عنكم الغبار، فلغة الرحمن تناديكم وتستجديكم، عودوا لها تعد لكم، هلمَّ نملأ بها الأرض شرقا وغربا، علما وأدبا، و لنكن لها كما كان لها من قبلنا، حتى قال أحدهم، و قد كان ذو أصل فارسي: «لأن أهجى بالعربية أحب إلي من أن أمدح بالفارسية »،….. و لنكن خير خلف لخير سلف.

منقول للفائدة

لا تبخـــلوا علينا بتفعيل هذا الموضوع الرائع بمشاركاتكم القيمة

بارك الله الجهود ودمتم حراسا للغة وأهلها

خصائص " العربية " وجماليّاتها

لغةُ الأمة لسانُها الناطق ، وقلبُها النابض ، ومفتاحُ عِلمِها ، وقاموسُ مجدِها . ولغتنا العربية رمزُ هويتنا ، وعنصرٌ هام من عناصر ثقافتِنا العربية والإسلامية ، وهي أداة اتصال ونسيج لسان مُفصحٍ عن الجنان ، وهي جسر يربط حاضر الأمة بماضيها ، وينقل تُراثها عبر العصور .
خصائصها:
تتميز اللغة العربية بخصائص فريدة مثل : فصاحة الكلم ، وعذوبة اللفظ ، وجزالة التراكيب ، ورقّة العبارة ، ودقّة الدلالة ، والقدرة على التوليد والاشتقاق.
ومن خصائصها كثرة المترادفات وتشابه الألفاظ واختلاف معانيها ، والدقة البالغة في الدلالة .فمن الدقة في الدلالة اختلاف المعنى باختلاف حرف أو حركة ومثال ذلك:
( القانتين، القانطين ) فلكلٍ منهما معنى مختلف وبعيد عن الآخر .
ومنها أيضا قوله تعالى : " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ " فاختلاف حركة لفظ الجلالة من الفتح إلى الضم تقلب المعنى، وتجعله غير مستساغ .
ومنها أيضاً قول أحد شعراء الخوارج مخاطباً عبد الملك بن مروان :
ومنا سويدٌ والبطين وقعنبٌ ومنا أميرَ المؤمنين شبيب
فجعْل الشاعرِ أمير المؤمنين منادى أنقذه من القتل ، وكان عبد الملك قبل ذلك يفهم الكلمة على أنها معطوفة على ما قبلها ، وفي هذا اختلاف في القصد كبير .
ومن دقة الوقف في قول الله تعالى : " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين "
وقوله تعالى: " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " فإذا وقف القارئ وقوفا خطأ على لفظة المصلين في هذه الآية فسد المعنى.
وأما جمالياتها فحديقة اللغة تعبق بأريج البلاغة الفواح ، ففي البلاغة ألوان من اللطائف والطرائف الكثيرة تتوزع بين البيان والبديع والمعاني. فمن جميل البيان التشبيه والاستعارة والمجاز والكناية ، ومن جميل التشبيه قول الشاعر :
وكأن الهلال نون لجين غرقت في صحيفة زرقاء
والتشبيه التمثيلي هنا صورة منتزعة، فصورة السماء الزرقاء في وسطها هلال مقوّس تظهر أمام حدقته نجمة لامعة تشبه صورة ورقة زرقاء مرسوم عليها حرف ( نون ).
ومن جميل الاستعارة التصريحية قول الشاعر :
فأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت ورداً وعضت على العناب بالبرد
في البيت مجموعة استعارات تصريحية جميلة، وصف فتاة تبكي فتسيل قطرات الدموع التي تشبه حبات اللؤلؤ من عينيها التي تشبه زهرة النرجس، فتسقي خدها الأحمر الذي يشبه الورد، ثمّ عضّت على طرف إصبعها الذي يشبه ثمرة العناب بأسنان بيضاء تشبه حبات البرد.
ومن جميل المجاز قول الله تعالى : " وضعوا أصابعهم في آذانهم " .
ذكرت الآية الكل وهي (الأصابع) وأرادت أطراف الأصابع.
ومن لطيف الكناية عن نسبة قول الشاعر :
اليُمن يتبع ظله والمجد يمشي في ركابه
لم يقل الشاعر أنّ الممدوح رجل ماجد بصريح العبارة ولكنه نسب (اليمن والمجد) لظله ولركابه على الترتيب.
ومن لطيف الكناية عن موصوف : " والطاعنين مجامع الأضغان "
والموصوف ب(مجامع الأضغان) هي (القلوب) التي تطعن بالرماح.
ومن لطائف البديع قول الشاعر محمد بن كناسة:
سميته يحيى ليحيا فلم يكن إلى رد أمر الله فيه سبيل
والبديع في لفظتي ( يحيى ) و ( يحيا ) وهو المجانسة .
ومن بديع الجناس قول الشاعر :
فهمتُ كتابك يا سيدي فهمتُ ولا عجبٌ أن أهيما
(فهمت) في الشطر الثاني مكونة من حرف العطف (الفاء) والفعل الماضي (همت).
ومن جمال التورية قول سراج الدين الوراق:
أصون أديم وجهي عن أناسٍ لقاءُ الموت عندهم الأديب
ورب الشعر عندهم بغيضٌ ولو وافى به لهم " حبيبُ "
ولفظة حبيب في البيت الثاني تحتمل معنيين : أحدهما قريب وهو المحبوب والثاني بعيد وهو الشاعر أبو تمام حبيب بن أوس الطائي.

ومن جماليات المعاني : عمق الدلالة وقوة الإيحاء وجمال الصورة الشعرية .
مثال :
قول الحطيئة في هجاء الزبرقان بن بدر :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
والبيت لا يوحي بالذم للوهلة الأولى، فقد استعان أمير المؤمين عمر بحسّان بن ثابت ليستشيره في حقيقة الذم. فقال له حسان : إنه ذمّ مقذع يا أمير المؤمنين، فأمر بمعاقبة القائل.
وقول النابغة الذبياني :
إذا ماغزَوا بالجيش حلّق فوقهم عصائب طير تهتدي بعصائب
والإيحاء هنا بكثرة عدد القتلى من جيش الأعداء، حيث تكاثرت الطيور الجارحة فوقهم لتنهش من جثثهم. وهذه الطيور أسراب وجماعات تأتي وتذهب وتهتدي بها جماعات أخرى لتأخذ نصيبها.
ومنها أيضاً الإيجاز والإطناب :
فمن إيجاز الحذف قول أبي الطيب :
جاء الزمانَ بنوه في شبيبته فسرهم ، وأتيناه على الهرم
وتقدير المحذوف " فساءنا "
ومن الإطناب الاحتراز في قول طرفة بن العبد :
فسقى ديارك – غيرَ مفسدها – صوبُ الربيع وديمةٌ تهمي
والشاعر يتمنى لأرض الممدوح مطرا نافعا لا يزيد عن الحد فيفسد الأرض.
ومن جماليات العروض العلاقة الوثيقة بين الشعر والموسيقا فالألفاظ والأوزان تتأثر بإيقاع الحياة وسيرها ، فالبحر المتدارك مفتاحه :
حركات المحدث تنتقل فعلن فعلن فعلن فعلن
ومن الواضح أن إيقاع هذا البحر متأثر بإيقاع ضربٍ من سير الإبل وهو الخبب ولهذا يسميه البعض (بحر الخبب) .
ومن الأشعار العذبة التي قيلت في هذا البحر قول أبي الحسن علي الحُصري القيرواني :
يا ليل الصب متى غده أقيام الساعة موعده
رقــد السمـــار وأرّقـه أسـفٌ للبـن يــردده
إني لأعيذك من قتلــي وأظنــك لا تتعمــده
كلا لا ذنب لمن قتلتْ عينــاه ولـم تقتل يده
وعارضه فيها أمير الشعراء بقوله:
مضناك جفاه مرقده في الهجر ورحّم عوّده

علاقة العربية باللغات السامية :

تعتبر العربية واحدةً من اللغات السامية ، وهذا مصطلح أطلقه المستشرق الألماني " شلوتزر " على لغات الأقوام التي تنتمي إلى سلالة " سام بن نوح ".
أقسام اللغات السامية :
– القسم الشرقي ، وينطق به الآشوريون والبابليون والكلدان .
– القسم الغربي ، وينطق به الكنعانيون والفينيقيون والآراميون والعبريون والسريان والأنباط .
– القسم الجنوبي ، وينطق به العرب والأحباش .

لغات العرب :
العربية القديمة ، القحطانية ، الحميرية ، المعينية ، السبئية ، والعدنانية المُضرية أو القرشية الفصحى .
لغات الأحباش :
الأثيوبية ، الجعزية ، التايجرية ، الهررية .
– توجد مصطلحات مشتركة في جميع اللغات السامية مثل : الضمائر ، أسماء الإشارة ، ألفاظ العدد ، أعضاء الجسم . وهناك ألفاظ أخرى مشتركة مثل : سماء ، شمس ، أخ ، اسم ، بيت ، ماء .
– تكتب اللغات السامية من اليمين إلى اليسار ؛ بسبب النقش على الأحجار بالمطرقة والإزميل الذي يتجه من اليمين إلى اليسار .
– يوجد تشابه في بعض المشتقات مثل : اسم الفاعل ، اسم المفعول ، اسم الزمان ، اسم المكان .
واجبنا نحوها :
في ضوء قداسة اللغة العربية وعُلوِّ منزلتها ، وأهمّيتِها بين لغات العالم ، ينبغي علينا كعرب الانحيازُ لها ، والالتزامُ بها حديثاً وكتابة ، وتعليمُها لأبنائنا جيلاً فجيلاً ، لأنّ تعلمها يُنَمِّي العقل ويُهذبُ الوجدان ويفتح مغاليق أبواب العلم . وواجب كل مسلم نحوها أن يتعلمّها مِن أجل تفعيل التواصل بين المسلمين في بقاع العالم المختلفة ، وتَعلُّمُ المسلمين لها يفتح لهم آفاقاً واسعة لفهم العقيدة الإسلامية .
.

محمد الجاغوب

تابع:خصائص " العربية " وجماليّاتها للأستاذ/محمد الجاغوب

حال اللغة العربية :
يتأثر حال اللغة بحال الأمة ضعفاً أو قوة ، وبما أنّ أُمتَنا العربية تعيش في الوقت الراهن حالة من الأزَمات والتراجعات والانكسارات ، فإنّ هذه الحالة تمتد لتطال لغتنا . إنّ ما يلحق باللغة العربية هذه الأيام مِن تقوُّلاتٍ وهجمات وافتراءات مردّه إلى ضعف الأمة العربية ، وقد أشار إلى ذلك المفكر والأديب العربي الفلسطيني إسعاف النشاشيبي بقوله : " لا تلوموا اللغة العربية ، بل لوموا أمّة تهزّعتْ أخلاقها وصغُرت هِممها فهانتْ وهان بيانُها " .

مظاهر الأزمة تتمثل فيما يلي :
• الدَعَوات المشبوهة التي تنادي بإحلال العامية واللهجات الدارجة محل العربية الفصيحة.
• طغيان اللهجات العامية والدارجة على اللغة الفصيحة في حياتنا اليومية .
• تسَرُّب هذه اللهجات إلى ألسنة بعض المعلمين في المواقف الصفية والدرسية .
• اللوحات والعرائض واللافتات التي تتصدر المحلات في شوارعنا تُعَنَونُ بلغات أجنبية ويقرؤها أبناؤنا ويتأثرون بها ، كما أنّ المكتوب منها بالعربية يعج بالأخطاء اللغوية .
• توظيف الألفاظ الأجنبية في لغة التخاطب اليومية عند نفرٍ من " المتفرنجين " وهم ناطقون بالعربية أصلاً ، ويحلو لهم أن يُطعّموا حديثهم بألفاظ إنجليزية أو فرنسية ، كعلامةٍ من علامات التحضر ، والأمثلة على ذلك كثيرة .
• التحاق بعض أطفالنا منذ نعومة أظفارهم بمدارس أجنبية يتعلمون فيها لغة ثانية قبل اكتمال نضج اللغة الأم لديهم .
• الأغنية الهابطة كلمة ولحناً وأداءً تُسَمِّمُ مسامع أبنائنا وتُفسد أذواقهم وتؤثر فيهم تأثيراً يزاحم أثر الكتاب المدرسي .

إنّ هذه المظاهر وغيرَها تمثل عدواناً على لغة الأمة وهويتها ،وهدماً لجسور التواصل بين الأمة وماضيها وتراثها وحاضرها .

فكيف لنا مواجهة الموقف ؟
مع أنّ اللغة العربية تبقى مُسيجةً منيعة بالقرآن الكريم ، إلا أن الواجب يتطلب من العرب أفرادا ومؤسسات وحكومات المحافظة عليها سليمة نقية في أحاديثهم نطقاً وكتابةً ، كي تبقى حرة ، وحرية اللغة تبدأ بالتحرر الثقافي ، الذي هو جزء لا يتجزأ من التحرر القومي بكل أشكاله وصوره .

المحافظة على سلامة اللغة :• الإقبال على القرآن الكريم قراءة وتدبراً وحفظا لأنه حامي العربيةِ وسياجُها المنيع .
• الإقبال على الحديث النبوي الشريف ، فالرسول صلى الله عليه وسلم أُوتي جوامع الكلم ، وهو أفصح العرب .
• العودة إلى الشعر الجاهلي وشعر صدر الإسلام الذي يستشهد به ، فالشعر ديوان العرب ، وهو بستان منوّع الأغراض والأوزان والقوافي ، وتجد فيه كلُّ نفس هواها . وقراءة هذا الشعر وفهمه وحفظه يشكل رصيداً لغوياً ومعيناً ثرّاً للناطق بالعربية .
• عدم إقحام أبنائنا الصغار في أتون تعلم لغات أجنبية قبل أن تنضج اللغة الأم على ألسنتهم حتى تصادف العربية فيهم قلوبا خالية فتتمكن .
• تنمية الشعور القومي في نفوس أبنائنا وطلبتنا ، فيقبلون على الانحياز إلى لغتهم ، ونبذ التفوه بالمصطلحات الأجنبية والتفاخر باستخدامها .
• دعم اللغة العربية وجعلها لغة المعاملات الرسمية قي دوائرنا الحكومية .
• محاصرة الأغنية الهابطة وعدم السماح لها باختراق أفئدة أبنائنا من خلال عدم إيجاد متنفس لها في الإذاعات المسموعة والمرئية ,
• عدم محادثة الأعاجم ممن يعملون في أوطاننا بلغاتهم ، بل نتحدث إليهم بلغتنا العربية حتى يضطروا إلى تعلمها .
• ملاحقة اللوحات واللافتات التي تعلق على المحال التجارية وفي الشوارع وتنقيتها من الأخطاء وتعريب الأجنبي منها .
• التعاون مع جمعية حماية اللغة العربية في الشارقة ومؤازرة جهودها في الدفاع عن اللغة العربية وحمايتها .
• التواصل مع المجامع اللغوية في الوطن العربي والاطلاع على جهودها ونشاطاتها في تعريب ما يستجد من مصطلحات علمية .
• قراءة النشرات والكتب التي تتحدث عن الأخطاء اللغوية الشائعة وتجنب تلك الأخطاء في أحاديثنا.
.

عظيم الشكر والامتنان لأحبتنا أسرة اللغة العربية .. ويدا بيد لنغرس حب وعشق لغة الضاد في نفوس الأبناء . فنحن أسرة المجال الأول نشارككم حرصكم وغيرتكم على هذه اللغة .
فنحن من الصف الأول الأساسي نركز على إكساب التلاميذ المهارات القرائية والكتابية أولا ثم تنمية مهارتي الاستماع والمحادثة لديهم …………………….. ونرحب بتواصلكم معنا .
<div tag="5|90|” >

أشكركم على هذا الموضوع الرائع ولا أقول سوى

كم أحب هذه اللغة التي كما طال بها الزمان تتأصل أكثر فأكثر .. لغة الفرسان والشجعان.. تشمخ بمفرداتها وعباراتها وقاعدها العريقة التي نسجت سلسلة من الأمجاد في الماضي والحاضر

أراها عظيمة رائعة وأنا أقرأها في صفحات القرآن الكريم .. وأشعر بهذا الجمال الذي أبدعه الخالق في مفرداتها وسيجها فتظهر أمام عيني هذه المعجزة الخلاقة والرائعة ليكبر هذا الشعور بالافتخار والاعتزاز بالانتماء إلى لغة القرآن.

لا أستطيع أن أتخيل أن هناك ما يغنيني ويعوضني عن لغتي العربية الأصيلة، وليس هناك ما يوازي لمعان جواهرها البراقة التي تلمع بين أبجديتها ..
مهما تعرفنا وأتقنا لغات العالم أجمع .. ! لغتنا ستبقى متجددة وباقية طالما أبقينا على أمجادها وحافظنا على روعتها من خلال نطقها السليم فوق ألسنتنا. مهما اختلطنا بحضارات أجنبية ومهما تعلمنا لغات كثيرة، يجب ألا نتخلى عنها وعن عطر مفرداتها

.

بقلم محمد غلاسي

الشارقة

من نبض القلب الشارقة

للغة العربية في نفسي الكثير.. أحببتها منذ نعومة أظافري.. اتخذتها رفيقة لي في حياتي.. أناجيها وتناجيني.. أبثها خلجات نفسي وتبثني.. لكم أشتاق لها وهي معي.. أتذوقها في الأشعار فأهيم بها حبا.. أغنيها في قصائدي.. ملكت مني القلب واللب.. حتى غدت أغنية أشدو بها ما حييت..
فيا حبيبتي بأي قلم تراني أخط عباراتي .. وبأي مداد أسكب أشواقي .. وبأي ريشة أرسم مشاعري.. حبك شتت تركيزي .. وأنساني نفسي ..
فيا من كرمك الله فجعلك لسان كتابه المطهر، وحديث أهل جنته, ما بال أقوام نسوك وتناسوك فعمدوا إلى ما دونك من اللغات فعشقوها وأنت عشق الحياة؟!.
وأنت أم اللغات!
حبيبتي لا تيأسي .. إن بعد العسر يسرا.. وبعد الظلام لابد من انبلاج الفجر.
فصبرا إنا معك ما حيينا.

موضوع رائع بارك الله فيك
تسلمممم أخوية
زكظككككككككككككككككككككككككك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.