التصنيفات
اخبار الرياضة العربية والعالمية

روبرتو باجيو

الشارقة مر الايطالي روبرتو باجيو خلال مسيرته الحافلة في الملاعب بمرارات وخيبات امل كبيرة، لكنه مع ذلك كان احد القلائل في ايطاليا القادر بلمسة سحرية واحدة ان يغير مسار اي مباراة. احبه الجمهور الايطالي وعشق طريقة لعبه التي تعتمد على المهارات الفنية العالية والحرفنة حتى صار يراه الاختصاصيون اكثر المواهب اصالة في جيله
يملك قدما يمنى حساسة جدا تعتبر سلاحه في التسديد من وسط الملعب او من الجهة اليسرى ورصيده زاخر بالالقاب، ورغم بلوغه الرابعة والثلاثين الا انه لا يزال يطمح في مشاركة رابعة في نهائيات كأس العالم 2022 في كوريا الجنوبية واليابان.

ولد روبرتو باجيو في 18 شباط/فبراير 1967 في كالدونيو احدى ضواحي مدينة فيتشينزا من عائلة تضم ثمانية اخوة، وكان والداه فيوريندو وماتيلدا يعشقان رياضة الدراجات الهوائية، ولان روبرتو اظهر عن ميوله الرياضية منذ نعومة اظافره فقد تفاءل ابوه خيرا ظنا ان ابنه سيحقق له حلمه بان يصبح دراجا محترفا.

غير ان روبرتو ورغم محاولات والده الحثيثة فضل الكرة المستديرة التي عشقها منذ الصغر بل وبرع في ممارستها وهو في سن مبكرة، وتمكن من تسجيل ستة اهداف في بداية مشواره ضمن بطولة المبتدئين.
واصبح باجيو في سن الخامسة عشرة حديث سكان كالدونيو وصار اهل القرية يشيرون اليه بالبنان حيث تمكن عام 1980 من تسجيل 42 هدفا ضمن بطولة الهواة وتجاوز الحديث عن الشاب الظاهرة حدود القرية ووصل الى غاية مدينة فيتشينزا.

وفي عام 1982 انتقل جوليو سافوني مدرب فيتشينزا الذي كان يلعب ضمن اندية الدرجة الثانية بنفسه الى كالدونيو لرؤية عن كثب هذا الشاب الذي يتحدث عنه الجميع، ومباشرة بعد مشاهدته وهو يداعب الكرة قرر ضمه الى الفريق، حيث لعب باجيو اول مباراة ضمن بطولة الدرجة الايطالية الثانية وهو في سن الخامسة عشرة، وتعرض لاصابة ابعدته عن الملاعب طيلة الموسم 1982-1983.

وصار باجيو نجم فيتشينزا اعتبارا من العام 1984، وبدأت العروض تنهال عليه من الاندية الايطالية العريقة امثال سمبدوريا وفيورنتينا ويوفنتوس، وكان العرض الاقوى من نادي فيورنتينا الذي فاز بخدمات باجيو الملقب ب"روبي".

وبدأ مشواره في الدوري الايطالي في 24 أيلول/سبتمبر 1986 ضد فريق سمبدوريا، وتحولت هذه البداية الى كابوس لباجيو الذي اصيب مجددا في ركبته وتطلب الامر اجراء عملية جراحية.

وبعد معاناة طويلة عاد باجيو الى اجواء المنافسة عام 1987 وسجل 6 اهداف في 27 مباراة ضمن الدوري، وفي عام 1988 سجل بدايته مع المنتخب الوطني في مباراته ضد هولندا في 16 كانون الاول/ديسمبر، وفي العام نفسه تمكن من تسجيل 15 هدفا ساهم بها في احتلال فريقه مركزا اهله المشاركة في مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي.

وفي العام 1990 انتقل باجيو الى يوفنتوس "نادي السيدة العجوز" بمبلغ قياسي بلغ حوالي 17 مليون دولار، وقاد منتخب ايطاليا الى الدور نصف النهائي في مونديال ايطاليا 1990، بعد ان ادى مباريات في القمة، بيد ان الامر لم يكن كذلك مع يوفنتوس حيث اختلطت الامور على "روبي" فلم يعرف مركزه هل هو مهاجم ام صانع العاب وعلق اسطورة الكرة الفرنسية ويوفنتوس ميشال بلاتيني على ذلك قائلا " انه رقم تسعة ونصف"، ورغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت له الا ان باجيو تمكن من تسجيل 14 هدفا في الكالتشيو.

وتعاقد يوفنتوس مع المدرب جوفاني تراباتوني الذي استطاع اعادة الامور الى نصابها ومعه استعاد الفريق بريقه، غير ان علاقته مع باجيو لم تكن على ما يرام، رغم ذلك اثبت روبي لمدربه علو كعبه وسجل 18 هدفا عام 1989 واهدى فريقه لقب كأس الكؤوس الاوروبية وهو اول لقب يناله باجيو.

وواصل باجيو البسيط الذي يعشق الصيد تألقه بلمساته الساحرة واهدافة الجميلة ونال الكرة الذهبية الاوروبية لعام 1994.

وفي مونديال الولايات المتحدة 1994 عاش النجم الايطالي كل الانفعالات، وفشل في ترجمة ركلة الترجيح الى هدف في مرمى المنتخب البرازيلي في المباراة النهائية مفوتا فرصة ولا أثمن لتسجيل اسمه باحرف من ذهب ضمن عمالقة الكرة الا انه برغم ذلك كان احد نجوم المونديال لانه ساهم بشكل كبير في بلوغه النهائي خصوصا في المباراة ضد نيجيريا عندما سجل هدفي الفوز.

وكان مونديال الولايات المتحدة ثقيلا عل البطل الايطالي منذ البداية حيث اصيب بالتهاب في وتر أخيل وفي المباراة امام بلغاريا شعر بألم في فخذه ما استدعى استبداله بسينيوري، وعند صافرة النهاية نقلت تلفزيونات العالم صورة النجم الايطالي وهو يبكي ثم نقل على حمالة.

وعاش باجيو لحظات الصراع بعد سوء طالعه في المباريات الاولى للمونديال الاميركي لكنه لم ينزعج من الانتقادات التي تعود عليها. وشارك في المونديال بعد فترة صيام طويلة عن التهديف ولم يسجل مع المنتخب طيلة 800 دقيقة، واستدرك ذلك بتسجيله خمسة اهداف واحتل المركز الثالث بين الهدافين كما اختير ثاني افضل لاعب بعد البرازيلي روماريو، وبرغم الخيبة في المباراة النهائية امام البرازيل بضربات الترجيح الا ان باجيو اثبت لمنتقديه انه نجم من الطراز الاول.

ويبقى باجيو في نظر الكثيرين اكثر المواهب اصالة في الجيل الجديد، رائع في ركلات الجزاء، وممتاز في التجاوز ومساعدة زملائه، وبهذه الصفات انضم الى قافلة ابرز اللاعبين في العالم.

وقاد باجيو يوفنتوس الى الفوز بلقب الكالتشيو والكأس عام 1985، لكن برغم ذلك رفض النادي تجديد عقده بسبب ظهور نجم جديد في الفريق هو اليساندرو دل بييرو، وانتقل باجيو المحبط الى ميلان لكن لعنة الاصابات بقيت تطارده ولم يقدم ما كان منتظرا منه.

وانتقل عام 1997 الى بولونيا لموسم واحد فقط قبل ان يوقع لانترميلان ولعب معه موسمين ليستقر به المقام في بريشيا الذي لا يزال يدافع عن الوانه للموسم الثاني على التوالي.

ويبقى طموح باجيو الاخير قبل ان يضع حدا لمشواره الرياضي هو المشاركة في نهائيات كاس العالم المقبلة في كوريا الجنوبية واليابان، وهو ما لمح اليه المدرب جوفاني تراباتوني مؤخرا.

– بطاقة فنية

الاسم: روبرتو باجيو

ولد في 18 شباط/فبراير 1967

الاندية: فيتشينزا وفيورنتينا ويوفنتوس وميلان وبولونيا وانتر ميلان وبريشيا

الانجازات:

1- خاض 55 مباراة دولية وسجل 27 هدفا

2- 1993: كأس الاتحاد الاوروبي

3- الكرة الذهبية الاوروبية

4- 1995: بطل ايطاليا

5- كأس ايطاليا

6- 1996: بطل ايطاليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.