المقدمة :
أطلق العالمان بايلز وستارلنج لفظ هرمون على المواد التي تفرزها الغدد اللافنوية اهتداء بالكلمة الاغريقية ( هرماو ) ومعناها التنشيط ومن ثم اصبح الاسم يرمز الى التنشيط بواسطة مواد كيميائية تفرزها اعضاء الجسم .
وحقيقة الامر فإن الجسم البشري معادلة هرمونية اذ يتفاعل كل هرمون مؤثر في سلوك هرمون مؤثر في سلوك المنطقة التي يحكم نشاطها او مظاهرها فإذا نشط هرمون عن المستوى الذي كان يجب أن يعمل في نطاقه ادى ذلك الى اختلال في المعادلة الطبيعية للسلوك النمطي للانسان العادي .
ان زيادة هرمون الثيروكسين يتبعها زيادة في الذكاء والحركة وتتأثر انشطة اخرى بالجسم معها ، ونقص افراز الغدة الدرقية يقلل من اليقظة وحدة الذهن .
وتفرز الهرمونات عن طريق غدد صماء
او غدد لاقنوية ، حيث يتلقى الدم مباشرة
الافراز الهرموني بناء على توجيهات عصبية ن تصدر من الغدة النخامية وتتوزع على باقي الغدد الصماء التي تقوم بالتنفيذ بناء على ما صدر لها من أوامر .والغدة النخامية من اهم الغدد الصمم في الجسم اذ هي تسيطر على اجسان البشر سيطرة لا يكاد يصدقها العقل .
ولا تقتصر سيطرتها على وظائف جسم الانسان البالغ بل تتعاون مع الغدد الأخرى على تقرير اشكال اجسامنا في الحالة الجنينية وانشاء النمو كما تتعاون معها على تنظيم نشاط الانسان من الناحية الجسمية والعقلية وقد لقبها بعضهم بسيدة الغدد فهي تفرز هرمونا ينشط الغدة الدرقية وأخر ينشط الغدة الكظرية وثالثا ينشط الغدد التناسلية كما انها تفرز هرمونا ينظم تمثيل النشا والسكر وآخر لتمثيل الدهون .
واذا كان بعض الباحثين يرى أن المصريين الفراعنه او من عرف الدراسات الهرمونية حيث يذكر ان الوصفات الطبية المسجلة على لفافات اوراق البردي تشير الى بداية المعالجة مختلفة الامراض هي العسل والحليب فالفيتامينات من مختلف الانواع
في الحليب تحرض الغدد التناسلية عند الجنسين
لافراز مزيد من هرمونها .
وترفع بذلك الحيوية وقوة المقاومة
والانجاز في جسم المريض .
كذلك يرى البعض الآخر ان العرب اول من عرف الهرمونات ويؤيد ذلك ايضا ان الطبيب العربي يوحنا ابن ماسويه ذكر في كتابه أن خلاصة الخصية تقوي الباءة .
الا ان العلاقة بين الهرمون والغدد الصماء يرجع الى اكتشافها الى العالم توماس اديسون في عام 1855 الطبيب بمستشفى جاى بلندن .
قام هذا العالم بوصف مرض حمل اسمه بعد ذلك فسمى مرض ( اديسون ) وقد نسب اسباب هذا المرض الى اعتلال او ضمور احدى الغدتين المتوجيتين للكليتين وهاتان الغدتان تعرفان الآن بالكظرين وتجلس واحدة منهما فوق كليتهما وقد ثبت انهما تفرزان في الدم افرازات معينة ذات آثار فسيولوجية .
هذا الكشف الذي قام به اديسون وما يحتمله من تعليل كنا كافيين لاثار موضوع استئصال احدى هاتين الغدتين للتحقيق مما يحدث كنتيجة لهذا الاستئصال .
وحاول بعض الأطباء الفرنسيين زرع خصية ادمي في كهل فرنسي ليستعيد حيويته وشبابه ، وفي مقابل مادي اخذت خصية من شاب وزعت لهذا الكهل الثري .
ولكن من نزعت الخصية منه اصيب ببعض
الاضرار فاثار دعوى المسئولية التقصيرية كل
انتباه الرأي العام ومدارس الفقه القانونية
وتوسعت الدراسات والبحوث عن مسئولية الطبيب واخطائه اثناء العلاج .
ولعل هذه القضية التي اثارت غدة الخصية هي التي ادت الى وضع المبدأ المشهور الذي يحكم مسئولية الاطباء .
فطالما اتبع الطبيب الفن العلاجي السائد في وقته وكان هدفه العلاج وازالة الالم وتوافر لديه حسن النيه فإنه لا يسأل عن اخطائه غير المتوقعه ، فالتزام الطبيب تجاه مريضه هو التزام عناية العلاج ليس التزام بتحقيق نتيجة الشفاء .
وان كانت الهرمونات تلعب دور هام في حياتنا الا اننا توخيا للايجاز عرض بعض الفكرة البسيطة عن بعض الهرمونات .
– المراجع :
الهرمون/ دكتور : سنوت حليم دوس- لهيئة المصرية للكتاب -1988