[ عودة الغالية ]

عرفتها منذ عام قد مضى ، لمست حب الطالبات و المعلمات لها ، رأيت أعينهم تحمل أسمى المشاعر ، و شفاههم ترسم أروع البسمات عندما تمر من أمامهم ، أو عندما تطل من بعيد بإطلالتها المشرقة ، كانت لها مكانة عالية في قلوب الجميع ، مكانة حملت الرقي و الأخلاق و الإبداع ، كنت أستغرب من شدة تعلق الطالبات بشخصيتها الرائعة ، لكني مع الأيام أدركت سر هذا الحب الذي حملته كل طالبة في عرش قلبها ، إنه سحر ابتسامتها ، حسن تعاملها ، رقي أسلوبها و نبل مواقفها ، الذين أسروني كما أسروا جميع من في مدرسة فاطمة الزهراء ، فأحببتها كما أحبها الجميع ، و تغلغل عبر قلبي حبها كما تغلغل في قلوب الجميع .

توالت الأيام و ازداد حبها ، إلى أن سمعت في هذا العام خبرا أحزنني ، أخبروني أنها لن تصبح بيننا بعد هذه اللحظة ، حزنت كثيراً و رجوت ربي أن لا ترحل ، قضينا عدة أيام بدونها في فاطمة الزهراء ، و الجميع كان يسأل عنها في تلك الأيام ، الجميع افتقدها و حزن لفراقها ، لكن عندما سمعنا همسها في الطابور الصباحي في ذلك اليوم سعدنا جميعاً ، كانت مفاجأة رائعة من معلماتنا . همسها ، أسلوبها ، نصائحها ، كلماتها ، لازلت أذكر كيف كان كل ذلك ، وقد مر في دقائق معدودة ، و ربما لم تكمل العشر دقائق ، لكن ما أروعها من دقائق .