التصنيفات
الرعاية الاجتماعية و النفسية

كـيـف تدير لقاء تربوي

كـيـف تدير لقاء تربوي
العالم المربي الدكتور : فتحي يكن

قد يستغرب البعض تناولنا لهذه الموضوعات وأمثالها بالدرس والتحليل ، ويظنون أنها أمور ثانوية وبديهية ولا تحتاج إلى هذا الجهد والعناء ، والحقيقة أنني أخالف الذين يذهبون مذهب التبسيط للأمور التنظيمية ، ولا يولونها كبير اهتمام ، فكل عمل من الأعمال ـ مهما كان بسيطًا ـ لا يمكن أن يكون ناجحًا وذا فائدة ما لم ينفّذ بإتقان .

ثم إننا في عصر الأحداث فيه تسابق الزمن ، وأعداء الإسلام يخططون بدقة متناهية ، وكل تخلف في التخطيط ، وتخبط في التنظيم ، وقصور في التصور ، سيؤدي حتمًا إلى تعثر في التنفيذ ، وتبديد للطاقات وضياع للأوقات .

إن انتظام أعمال الجماعات يبدأ من انتظام اجتماعاتها الصغيرة ، وإتقان مشروعاتها المحدودة ، كما أن الفشل يمكن أن يبدأ من الفوضى في هذه أو تلك .

إننا يمكن أن نحكم على مستوى جماعة من الجماعات من خلال مجرى جلسة واحدة من جلساتها ، أو تنفيذ مشروع من مشروعاتها ، فإذا كانت البداية جيدة فما بعدها سيكون أكثر جودة ، أما إذا كانت سيئة فما بعدها سيكون حتمًا أكثر سوءًا .

والاجتماعات التنظيمية يمكن اعتبارها بحق مفتاح النجاح أو الفشل لأعمال الجماعات ، وهذا ما يفرض توفر عدة عوامل لنجاحها ، من هذه العوامل :

1 ـ التقيد بموعد الاجتماع :

إن أول معول في هدم الاجتماع تأخره عن الموعد المحدد له ، ولو كان هذا التأخر دقائق معدودات !! والعقلية التي تستهتر بالدقيقة يمكن أن تستهتر بالساعة أو بحساب الزمن كله ، وإن العقلية التي لا تتقيد بدقائق الزمن لا تتقيد بدقائق الشرع ، أو قد تتعود الخروج على كل القيود تباعًا .
والوقت في حكم الشرع والعرف كالعهد ينبغي المحافظة عليه والوفاء به وعدم الاستهانة به أو نقضه { وأوفوا بالعهد ، إن العهد كان مسئولاً } ( الإسراء : 34 ) .
ويصف القرآن الكريم المؤمنين بقوله : { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا } ( البقرة : 176 ) ، { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون } ( المؤمنون : 8 ) .
وحين يصف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المنافق يقول : ( إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان ) .

2 ـ رحمانية الاجتماع :

إن الحرص على رحمانية الاجتماعات يمنحها ـ بدون أدنى شك ـ بركة من الله وتوفيقًا وسدادًا منه ، وعدم تحقق الرحمانية من شأنه أن يجعل الاجتماعات على كف شيطان ، لا تكاد تنتهي إلى خير أو تحقق خيرًا .
ولذلك وجب تحضير النفوس للاجتماع ، حتى لا تنعقد الجلسة وفي النفوس هاجس من هواجس إبليس يمكن أن يفسد الأجواء ويحقق البلاء .
فبدء الاجتماع بالاستعاذة من الشيطان الرجيم ، وتلاوة شيء من القرآن الكريم ، والتوجه إلى الله بالدعاء ، من شأنه أن يجعله محفوفًا بتوفيق الله ، كما يجعله لقاء تتنزل فيه السكينة ، وتغشاه الرحمة وتحفه الملائكة ، ويذكره الله فيمن عنده .
وليس عبثًا أو جزافًا أن يقرر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن كل عمل لم يبدأ ببسم الله فهو أقطع أو أبتر ) .

3 ـ موضوعية المناقشات :

ومما يساعد على نجاح الاجتماعات وفاعلية المناقشات ، غلبة الموضوعية عليها ، وبعدها عن المزاجية والانفعالية ، وهذا يفرض ملاحظة عدة أمور :
الأول : تحديد جدول بالموضوعات المراد بحثها ومناقشتها في بدء الجلسة .
الثاني : عدم الانتقال من موضوع إلى آخر قبل الانتهاء منه بقرار .
الثالث : عدم العودة إلى بحث موضوع انتهي منه ، إلا إذا اقتضت ذلك مبررات وضرورات .
الرابع : تأجيل مناقشة كل موضوع لم يتحقق تمحيص جوانبه .
الخامس : اعتماد أسلوب تقديم الآراء المكتوبة ، وبخاصة لدى مناقشة الموضوعات الهامة والخطيرة.
السادس : اعتماد أسلوب توزيع البحوث مكتوبة على الأعضاء قبل الاجتماع بفترة كافية لدراستها ووضع الملحوظات عليها .

4 ـ أدب المناقشة :

إن المناقشة حتى تحقق إغناء الموضوع بالآراء السليمة ، وحتى تحقق كشف سلبياته وإيجابياته ، وصولاً إلى اتخاذ القرار السليم بشأنه ، لا بد لها من عدة عوامل :
أولها : تحاشي استخدام العبارات الساخرة ، والمحقرة للرأي ، والمبادرة إلى الاعتذار إذا وقع ما يسيء .
ثانيها : الإصغاء إلى كل رأي يطرح ، مهما كان خاطئًا ، وعم مقاطعة صاحبه .
ثالثها : أن لا تتسم بطابع المساجلات الشخصية ، وغلبة فريق على فريق .
رابعها : ملاحظة ضرورة خفض الأصوات ما أمكن .
خامسها : أن لا يعتد كل واحد برأيه ، وإنما بتواضع الجميع ، وباستعدادهم للتنازل عن آرائهم للرأي الأمثل والأصوب ، يرفعهم الله ، ويوفقهم لاختيار الأمثل والأصوب .
سادسها : تنزيه الاجتماعات والمناقشات عن أساليب الغمز واللمز والغيبة والنميمة والمناورات ، وغيرها من الصفات المرذولة .
هذه بعض عوامل إن توفرت كان الاجتماع ناجحًا معطاء ، وكانت أجواؤه مشبعة بالبشر والأمل ، وإن لم تتوفر كان بؤرة سم لا يفرز إلا العقم والشؤم ، والعياذ بالله من الشيطان الرجيم .

جزاك الله كل خير
كل الشكر والتقدير
الشكر لكما موصول على تكرمكما بالمرور على الموضوع ومرحبا بالجميع
كـيـف تدير لقاء تربوي …
الشكر لك .. أستاذى جمال فيصل
الصدى بارك الله بك

إن انتظام أعمال الجماعات يبدأ من انتظام اجتماعاتها الصغيرة ، وإتقان مشروعاتها المحدودة ، كما أن الفشل يمكن أن يبدأ من الفوضى في هذه أو تلك .

شكراً أخي الفاضل جمال
على هذا التميز
وبارك الله فيك
شكرا استاذ جمال فيصل على الموضوع ومن فشل اللقاء التربوي تمسك المحاضر برأيه ولايقبل مداخلات الأ خرين كأنه علامة في احدى المحاضرات قمت بإبداء راي ووافقني الجميع عليه وشجعني ولكن المحاضر تمسك برأيه وفي النهايه خرج بعض الحضور الذي لم يعجبه تمسك المحاضر برأيه وفشل اللقاء .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلم أحمر الشارقة
شكرا استاذ جمال فيصل على الموضوع ومن فشل اللقاء التربوي تمسك المحاضر برأيه ولايقبل مداخلات الأ خرين كأنه علامة في احدى المحاضرات قمت بإبداء راي ووافقني الجميع عليه وشجعني ولكن المحاضر تمسك برأيه وفي النهايه خرج بعض الحضور الذي لم يعجبه تمسك المحاضر برأيه وفشل اللقاء .

كلام صحيح ….. وواقعي

بارك الله بك وبمرورك الكريم
وفقك الله ورعاك

الله يجزيك خير اخي جمال فيصل على هذا الموضوع العذب..
وجزاك الله خيرا بأزود مما ذكرت
وبارك الله بك يا الشامسيه
موضوع شيق ومعلومات مفيدة ،، بارك الله فيك أخي جمال فيصل ..
الشكر الجزيل لك أم عبادي على مرورك الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.