<div tag="2|80|” >رحلتي مع الإرشاد (الجزء الثالث )
من يحضر جلسات الأسرة الوطنية للتوجيه والإرشاد في وزارة التربية والتعليم، يسر كثيرا ـ لأن المجتمعين يناقشون أفكارا في غاية الأهمية والجودة ، وعندما تلتفت إلى الميدان لاتجد شيئا مما قيل قد نفذ ، لماذا ؟، وعندما تقرأ بحثا تقدم به أحد المختصين في التوجيه والإرشاد تسر كذلك لما اشتمل عليه هذا البحث من أفكار تطويرية للتوجيه والإرشاد ، ولكن مع الأسف الشديد تبقى هذه الأفكار وهذه التوصيات مطمورة في ثنايا صفحات هذا البحث ، لقاءات تربوية وزيارات ميدانية واجتماعات وتعاميم لم أر في حياتي أكثر من اجتماعات وتعاميم وزارة التربية والتعليم ، ولكن أثرها ضعيف جدا ولا يصل للطالب منه شيئا ، لأن الميدان التربوي بوضعه الحالي لايخدم نجاح هذه البرامج 0
انبثق الميثاق الأخلاقي لمهنة التوجيه والإرشاد من أحد اجتماعات الأسرة الوطنية للتوجيه والإرشاد ،بوزارة التربية والتعليم ،وهو من أبرز البرامج التي أنتجتها هذه الأسرة التي لم يستفد التوجيه والإرشاد من توصياتها شيئا، على الرغم مما تنفقه الوزارة على من يرشح لحضور اجتماعاتها من مختصين في الإرشاد مشرفين وأساتذة من الجامعات إلا أن هذه الاجتماعات لاتعدو أن تكون حبرا على ورق تحفظ في الأدراج ويعلوها الغبار شان الأبحاث المفيدة التي تتراكم في المكتبات دون أن يستفاد منها شيئا، من الغريب أن هناك توصيات جميلة تنبثق عن هذه الأسرة ولكنها لاتنفذ من بينها الميثاق الأخلاقي للمرشد الطلابي، فالذي قرأ هذا الميثاق يلاحظ أن ما يطبق في الميدان شيء وما يشتمل عليه هذا الميثاق شيء آخر ، لا أدري لماذا لانستفيد من خبرات غيرنا للتطوير والنهوض بالإرشاد ؟؟لاأريد أن أسرد ما أشتمل عليه هذا الميثاق فهو مطبوع طباعة جيدة ووزع على المدارس ولكني سوف أوضح حقيقة مهمة وهي التناقض العجيب بين ما أشتمل عليه هذا الميثاق وما يطبق في الواقع ولا أحد يناقش ذلك أو ينتبه إليه 0
من الذكريات الأليمة والعواصف الشديدة أن أحد المسئولين الكبار لما زار الوكالة المساعدة لشئون الطلاب ، وزار وحدة الخدمات الإرشادية التي كانت في دور الإنشاء في الوزارة عام 1421ه ، وكانت هذه الوحدة قدمت خدمات جليلة في الميدان التربوي وهي أول مكان يمارس فيه الإرشاد بشكل عملي حقيقي ، فبدل أن يقدم لنا هذا المسئول الكبير التشجيع والدعم أو على الأقل السكوت إذا كان هذا الأمر لم يعجبه بل بالعكس دخل رافع الرأس ينظر إلى السماء وكأنه يحتقر من حوله ، ثم صب جام غضبه علينا في الوحدة وكأننا إرتكبنا جريمة كبرى لاتغتفر وكل ما فعلناه أننا كتبنا تقريرا عن الخدمات التي تقدمها الوحدات الإرشادية ورفعناه إلى معالي الوزير السابق ولم نمر عليه في مكتبه نطلب من سيادته الإذن بالدخول على معالي الوزير ، حتى أن احد الزملاء قال لهذا المسئول : الأفضل لك أن تضع على أفواهنا أقفالا حتى لانتكلم ،ونعبر عن رأينا طريقتك ليست بطريقة حوارية سليمة ، إنما هي طريقة تهجمية هدامة، فاستشاط غضبا ولم يستطع أن يدير الحوار في الاجتماع الذي عقد فيما بعد في الوكالة المساعدة لشئون الطلاب ،فوا لله مكنت سأذكر هذا الموقف المحبط ، ولكني أردت أنفس عما في نفسي على الأقل بعد مرور زمن طويل على هذه الحادثة ، وكانت عالقة في ذهني إلى اليوم وحتى أوضح للملأ بعض ما يحيط بالإرشاد من صعوبات الله بها عليم ، وحتى لايلوم الناس الزملاء في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد 0، ويعتقدون أن التقصير في الإرشاد منهم ، كما أني تمثلت بقول الشاعر :
إذا نطق السفيه فلا تجبه ######## فخير من إجابته السكوت 0
وقال آخر : إذا بليت بشخص لاخلاق له ###فكن كأن لم تسمع ولم يقل 0
القواعد التنظيمية وما أدراك ما القواعد التنظيمية الصادرة عام 1421ه ، عمل عليها أناس لايعرفون عن الإرشاد شيئا ولم يشارك فيها بعض مشرفي الإرشاد في الوزارة ، وكأن المرشد موظفا في المدرسة لاعمل له أو كما قالوا الإرشاد عمل من لاعمل أو وظيفة من لاوظيفة له ،أو أنه ترف مادي، فجعلوا المرشد في هذه القواعد ، يدرس حصص الانتظار ، ويراقب على التلاميذ في الاختبارات ، ويمتثل لأوامر مدير المدرسة حتى لوقال له المدير احضر الشاي فلا مانع وإذا امتنع قامت قيامة مدير المدرسة لأنه لم يتبع النظام وليس متعاونا مع إدارة المدرسة ، مع أن هذه الأعمال السابقة تتناقض مع عمله المهني ، بل إنها سوف تضع حاجزا متينا بين المرشد والطلاب ، والمرشد في أشد الحاجة ليثق فيه طلابه ليصارحوه بما يعتمل في نفوسهم 0
المرشد الطلابي يفترض فيه أنه لايعاقب الطلاب فما شأن الوزارة تضع لائحة للسلوك كلها عقاب ، بل والأدهى من ذلك كله أنها نسبت للإرشاد والإرشاد منها براء، مشرفو الإرشاد بالوزارة الآن يحاولون تعديل لائحة السلوك لتتمشى مع أخلاقيات الإرشاد ومع الميثاق الأخلاقي للإرشاد ومع ما يخدم الجوانب الإرشادية فيها0
كنت أقول أكثر من مرة أن الإرشاد لن يتطور مالم تتطور العملية التربوية كاملة ، وأن أي خلل في المدرسة سوف ينسحب على الإرشاد ، ومثال ذلك كثرة أعداد الطلاب بالمدرسة والمدرسة لايوجد بها إلا مرشد واحد ، فكيف يتصرف هذا المرشد مع المشكلات الكثيرة الصادرة من الطلاب ، علما بأن أغلب المعلمين منهكون من كثرة الحصص وتصحيح دفاتر الطلاب والإشراف اليومي ، فلا يوجد لديهم متسع من الوقت للتعاون مع المرشد ، كما أن المرشد بل المدرسة تعاني من ضعف الصلة بين المنزل والمدرسة ، هذا الضعف الذي يضاعف المشكلات السلوكية في المدرسة ويفاقمها ،و إذا كان المرشد لديه مجموعة من الطلاب يريد أن يعالجهم عن طريق جماعات النشاط ولكن النشاط المدرسي لايجد الدعم الكافي أو أن مبني المدرسة مستأجر لاملاعب ولا غرف كافية وزحمة الفصول الدراسية بالطلاب ، دخلت فصلا دراسيا في إحدى المدارس الابتدائية بالرياض مكتظا بالطلاب حتى أن المعلم لايستطيع أن يتحرك داخل الفصل 0،ولا يوجد مختبرات ، والمكتبة لايوجد بها إلا النزر اليسير من الكتب أو أن الكتب لاتناسب المرحلة العمرية للطلاب ووو0000الخ 0
زرت انا وبعض زملائي في الإرشاد المدرسة الألمانية ، والذي لفت انتباهي في هذه المدرسة، الهدوء الذي يسود أجواءها وكأنه لايوجد بها طلاب ، كما لفت انتباهي أن أحد التلاميذ كان يقف منزويا حول الحائط ، فسألت احد المعلمين ؟ ما شأن هذا الطالب؟ فقال : إنه معاقب من قبل المعلم ، قلت ومذنبه؟ قال إنه نسي أن يحضر كتابه المدرسي ، قلت وما عقابه ؟ قال حرمناه هذا اليوم من دخول المكتبة ، فقلت في نفسي محروم من دخول المكتبة ، طلابنا يفرحون لو حرمناهم من دخول المكتبة ، شوفوا ياجماعة الفرق
0!!!
زرت أنا وأحد الزملاء المرشدين اللامعين المدرسة العالمية الأمريكية بالرياض ، لنرى كيف يقدم الإرشاد في المدرسة ونقارن بينه وبين ما لدينا ،وعندما دخلنا المدرسة عقدنا اجتماعا مع مرشدة المرحلة الأولية primary school وهي تحمل شهادة الماجستير في الإرشاد النفسي للأطفال، ومن ضمن الأسئلة التي طرحتها علينا ، كيف الإرشاد عندكم في المدارس السعودية ، فأخذ زميلي يتكلم عن الإرشاد في مدارسنا وأسهب في ذلك ، حتى أنها وضعت يديها على رأسها وقالت هذا كثير جدا ،وهل يستطيع المرشد أن يقوم بمثل هذه الأعمال ؟ فقال زميلي: وماذا عن الإرشاد في المدارس الأمريكية؟ فقالت : عمل المرشد يتركز في ثلاثة أمور 1 -مع الطالب 2- مع المعلم 3- مع ولي أمر الطالب كما أن هناك حصة (إرشادية ) التدريس فيها عن طريق الفيديو في فصل دراسي خاص تعليم السلوك الجيد ، أما عملي مع أولياء أمور الطلاب فأنا أعلمهم كيف يتعاملون مع أطفالهم يشكل صحيح ، وأساعدهم في حل مشكلات أبنائهم أما عملي مع المعلمين ، فإنه عندما يحيل المعلم إلي طالبا ما ( مخالفا) أرسل للمعلم فيحضر فأعطيه بعض التعليمات التي يطبقها في الفصل للقضاء على مشكلة عدم الانضباط من ناحية وكيفية التغلب على المشكلات البسيطة التي تحدث من التلاميذ من ناحية أخرى، هذه مقارنة بسيطة بين الإرشاد في الولايات المتحدة وبين الإرشاد في مدارسنا السعودية التي فيها المرشد يراد منه أن يعمل كل شيء دون أن يجد أحدا يساعده ويأخذ بيده ، ومع هذا نحمله كثيرا مغبة فشل الإرشاد في مدرسته 0 والله أعلم 0
من يحضر جلسات الأسرة الوطنية للتوجيه والإرشاد في وزارة التربية والتعليم، يسر كثيرا ـ لأن المجتمعين يناقشون أفكارا في غاية الأهمية والجودة ، وعندما تلتفت إلى الميدان لاتجد شيئا مما قيل قد نفذ ، لماذا ؟، وعندما تقرأ بحثا تقدم به أحد المختصين في التوجيه والإرشاد تسر كذلك لما اشتمل عليه هذا البحث من أفكار تطويرية للتوجيه والإرشاد ، ولكن مع الأسف الشديد تبقى هذه الأفكار وهذه التوصيات مطمورة في ثنايا صفحات هذا البحث ، لقاءات تربوية وزيارات ميدانية واجتماعات وتعاميم لم أر في حياتي أكثر من اجتماعات وتعاميم وزارة التربية والتعليم ، ولكن أثرها ضعيف جدا ولا يصل للطالب منه شيئا ، لأن الميدان التربوي بوضعه الحالي لايخدم نجاح هذه البرامج 0
انبثق الميثاق الأخلاقي لمهنة التوجيه والإرشاد من أحد اجتماعات الأسرة الوطنية للتوجيه والإرشاد ،بوزارة التربية والتعليم ،وهو من أبرز البرامج التي أنتجتها هذه الأسرة التي لم يستفد التوجيه والإرشاد من توصياتها شيئا، على الرغم مما تنفقه الوزارة على من يرشح لحضور اجتماعاتها من مختصين في الإرشاد مشرفين وأساتذة من الجامعات إلا أن هذه الاجتماعات لاتعدو أن تكون حبرا على ورق تحفظ في الأدراج ويعلوها الغبار شان الأبحاث المفيدة التي تتراكم في المكتبات دون أن يستفاد منها شيئا، من الغريب أن هناك توصيات جميلة تنبثق عن هذه الأسرة ولكنها لاتنفذ من بينها الميثاق الأخلاقي للمرشد الطلابي، فالذي قرأ هذا الميثاق يلاحظ أن ما يطبق في الميدان شيء وما يشتمل عليه هذا الميثاق شيء آخر ، لا أدري لماذا لانستفيد من خبرات غيرنا للتطوير والنهوض بالإرشاد ؟؟لاأريد أن أسرد ما أشتمل عليه هذا الميثاق فهو مطبوع طباعة جيدة ووزع على المدارس ولكني سوف أوضح حقيقة مهمة وهي التناقض العجيب بين ما أشتمل عليه هذا الميثاق وما يطبق في الواقع ولا أحد يناقش ذلك أو ينتبه إليه 0
من الذكريات الأليمة والعواصف الشديدة أن أحد المسئولين الكبار لما زار الوكالة المساعدة لشئون الطلاب ، وزار وحدة الخدمات الإرشادية التي كانت في دور الإنشاء في الوزارة عام 1421ه ، وكانت هذه الوحدة قدمت خدمات جليلة في الميدان التربوي وهي أول مكان يمارس فيه الإرشاد بشكل عملي حقيقي ، فبدل أن يقدم لنا هذا المسئول الكبير التشجيع والدعم أو على الأقل السكوت إذا كان هذا الأمر لم يعجبه بل بالعكس دخل رافع الرأس ينظر إلى السماء وكأنه يحتقر من حوله ، ثم صب جام غضبه علينا في الوحدة وكأننا إرتكبنا جريمة كبرى لاتغتفر وكل ما فعلناه أننا كتبنا تقريرا عن الخدمات التي تقدمها الوحدات الإرشادية ورفعناه إلى معالي الوزير السابق ولم نمر عليه في مكتبه نطلب من سيادته الإذن بالدخول على معالي الوزير ، حتى أن احد الزملاء قال لهذا المسئول : الأفضل لك أن تضع على أفواهنا أقفالا حتى لانتكلم ،ونعبر عن رأينا طريقتك ليست بطريقة حوارية سليمة ، إنما هي طريقة تهجمية هدامة، فاستشاط غضبا ولم يستطع أن يدير الحوار في الاجتماع الذي عقد فيما بعد في الوكالة المساعدة لشئون الطلاب ،فوا لله مكنت سأذكر هذا الموقف المحبط ، ولكني أردت أنفس عما في نفسي على الأقل بعد مرور زمن طويل على هذه الحادثة ، وكانت عالقة في ذهني إلى اليوم وحتى أوضح للملأ بعض ما يحيط بالإرشاد من صعوبات الله بها عليم ، وحتى لايلوم الناس الزملاء في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد 0، ويعتقدون أن التقصير في الإرشاد منهم ، كما أني تمثلت بقول الشاعر :
إذا نطق السفيه فلا تجبه ######## فخير من إجابته السكوت 0
وقال آخر : إذا بليت بشخص لاخلاق له ###فكن كأن لم تسمع ولم يقل 0
القواعد التنظيمية وما أدراك ما القواعد التنظيمية الصادرة عام 1421ه ، عمل عليها أناس لايعرفون عن الإرشاد شيئا ولم يشارك فيها بعض مشرفي الإرشاد في الوزارة ، وكأن المرشد موظفا في المدرسة لاعمل له أو كما قالوا الإرشاد عمل من لاعمل أو وظيفة من لاوظيفة له ،أو أنه ترف مادي، فجعلوا المرشد في هذه القواعد ، يدرس حصص الانتظار ، ويراقب على التلاميذ في الاختبارات ، ويمتثل لأوامر مدير المدرسة حتى لوقال له المدير احضر الشاي فلا مانع وإذا امتنع قامت قيامة مدير المدرسة لأنه لم يتبع النظام وليس متعاونا مع إدارة المدرسة ، مع أن هذه الأعمال السابقة تتناقض مع عمله المهني ، بل إنها سوف تضع حاجزا متينا بين المرشد والطلاب ، والمرشد في أشد الحاجة ليثق فيه طلابه ليصارحوه بما يعتمل في نفوسهم 0
المرشد الطلابي يفترض فيه أنه لايعاقب الطلاب فما شأن الوزارة تضع لائحة للسلوك كلها عقاب ، بل والأدهى من ذلك كله أنها نسبت للإرشاد والإرشاد منها براء، مشرفو الإرشاد بالوزارة الآن يحاولون تعديل لائحة السلوك لتتمشى مع أخلاقيات الإرشاد ومع الميثاق الأخلاقي للإرشاد ومع ما يخدم الجوانب الإرشادية فيها0
كنت أقول أكثر من مرة أن الإرشاد لن يتطور مالم تتطور العملية التربوية كاملة ، وأن أي خلل في المدرسة سوف ينسحب على الإرشاد ، ومثال ذلك كثرة أعداد الطلاب بالمدرسة والمدرسة لايوجد بها إلا مرشد واحد ، فكيف يتصرف هذا المرشد مع المشكلات الكثيرة الصادرة من الطلاب ، علما بأن أغلب المعلمين منهكون من كثرة الحصص وتصحيح دفاتر الطلاب والإشراف اليومي ، فلا يوجد لديهم متسع من الوقت للتعاون مع المرشد ، كما أن المرشد بل المدرسة تعاني من ضعف الصلة بين المنزل والمدرسة ، هذا الضعف الذي يضاعف المشكلات السلوكية في المدرسة ويفاقمها ،و إذا كان المرشد لديه مجموعة من الطلاب يريد أن يعالجهم عن طريق جماعات النشاط ولكن النشاط المدرسي لايجد الدعم الكافي أو أن مبني المدرسة مستأجر لاملاعب ولا غرف كافية وزحمة الفصول الدراسية بالطلاب ، دخلت فصلا دراسيا في إحدى المدارس الابتدائية بالرياض مكتظا بالطلاب حتى أن المعلم لايستطيع أن يتحرك داخل الفصل 0،ولا يوجد مختبرات ، والمكتبة لايوجد بها إلا النزر اليسير من الكتب أو أن الكتب لاتناسب المرحلة العمرية للطلاب ووو0000الخ 0
زرت انا وبعض زملائي في الإرشاد المدرسة الألمانية ، والذي لفت انتباهي في هذه المدرسة، الهدوء الذي يسود أجواءها وكأنه لايوجد بها طلاب ، كما لفت انتباهي أن أحد التلاميذ كان يقف منزويا حول الحائط ، فسألت احد المعلمين ؟ ما شأن هذا الطالب؟ فقال : إنه معاقب من قبل المعلم ، قلت ومذنبه؟ قال إنه نسي أن يحضر كتابه المدرسي ، قلت وما عقابه ؟ قال حرمناه هذا اليوم من دخول المكتبة ، فقلت في نفسي محروم من دخول المكتبة ، طلابنا يفرحون لو حرمناهم من دخول المكتبة ، شوفوا ياجماعة الفرق
0!!!
زرت أنا وأحد الزملاء المرشدين اللامعين المدرسة العالمية الأمريكية بالرياض ، لنرى كيف يقدم الإرشاد في المدرسة ونقارن بينه وبين ما لدينا ،وعندما دخلنا المدرسة عقدنا اجتماعا مع مرشدة المرحلة الأولية primary school وهي تحمل شهادة الماجستير في الإرشاد النفسي للأطفال، ومن ضمن الأسئلة التي طرحتها علينا ، كيف الإرشاد عندكم في المدارس السعودية ، فأخذ زميلي يتكلم عن الإرشاد في مدارسنا وأسهب في ذلك ، حتى أنها وضعت يديها على رأسها وقالت هذا كثير جدا ،وهل يستطيع المرشد أن يقوم بمثل هذه الأعمال ؟ فقال زميلي: وماذا عن الإرشاد في المدارس الأمريكية؟ فقالت : عمل المرشد يتركز في ثلاثة أمور 1 -مع الطالب 2- مع المعلم 3- مع ولي أمر الطالب كما أن هناك حصة (إرشادية ) التدريس فيها عن طريق الفيديو في فصل دراسي خاص تعليم السلوك الجيد ، أما عملي مع أولياء أمور الطلاب فأنا أعلمهم كيف يتعاملون مع أطفالهم يشكل صحيح ، وأساعدهم في حل مشكلات أبنائهم أما عملي مع المعلمين ، فإنه عندما يحيل المعلم إلي طالبا ما ( مخالفا) أرسل للمعلم فيحضر فأعطيه بعض التعليمات التي يطبقها في الفصل للقضاء على مشكلة عدم الانضباط من ناحية وكيفية التغلب على المشكلات البسيطة التي تحدث من التلاميذ من ناحية أخرى، هذه مقارنة بسيطة بين الإرشاد في الولايات المتحدة وبين الإرشاد في مدارسنا السعودية التي فيها المرشد يراد منه أن يعمل كل شيء دون أن يجد أحدا يساعده ويأخذ بيده ، ومع هذا نحمله كثيرا مغبة فشل الإرشاد في مدرسته 0 والله أعلم 0